الصفحات

السبت، 30 مايو 2015

اليونسيف : (550.000) من أطفال البلاد يواجهون خطر الموت السريع


قال قيرت كابيليري ، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) ، ان (550.000) ألف من أطفال السودان يواجهون خطر الموت السريع بسبب تفشي مرض سوء التغذية شديد الحدة .
وأضاف في تصريحات عقب تفقده للمشروعات المدعومة من الحكومة اليابانية في دارفور برفقة السفير الياباني ، ان (2) مليون طفل من أطفال البلاد دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد ، إلى جانب تفشي أمراض أخرى مثل الحصبة التي تهدد حياة مئات الآلاف من الأطفال ، بجانب الإسهال المائي وإنتشار الحميات المختلفة .
وقال ان ( السودان أحوج ما يكون أكثر من أي منطقة في العالم للمساعدات الإنسانية  لإنقاذ حياة الأطفال).
ومن جانبه قال السفير الياباني في السودان هيديكو آييتو ، ان الأطفال في دارفور يناضلون من أجل بلوغ سن الخامسة.
وأعربت (اليونسيف) عن قلقها لأن الأطفال في السودان أصبحوا ضحايا للحرب الدائرة هناك ، منوهاً إلى ان تقديرات منظمته تشير إلى إن الأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً من الحرب .
وأكد كابليرى أنه لا يُمكن توفير إحتياجات الأطفال وحقوقهم إلا بإنهاء النزاعات ووقف الحرب المستمرة ، والإهتمام بالصحة والتعليم وتقديم الخدمات الإجتماعية الأساسية.

حريات

شبكة الانذار المبكر : (4.2) مليون سودانى سيعانون من انعدام الغذاء الحاد بحلول يوليو


أوضحت شبكة الانذار المبكر من المجاعة FEWS NET انه فى الفترة ما بين يوليو الى سبتمبر 2015 ستصل اعداد الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائى فى السودان الى 4.2 مليون .
وأكدت الشبكة فى آخر تقرير عن تقييم الأوضاع فى السودان انه اعتباراً من أبريل 2015 فان 3.7 مليون يواجهون انعدام الأمن الغذائى الحاد فى مرحلتيه الثالثة (الأزمة) (Ipc phase 3) والثانية (Ipc phase 2) (الضاغطة). وفى ذروة موسم lean ما بين يوليو الى سبتمبر 2015 غالباً ما ستصل اعداد الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائى الى 4.2 مليون .
وأضافت ان انعدام الأمن الغذائى الحالى نتيجة للصراع فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق وغرب كردفان ، وبسبب النزاعات القبلية فى بعض مناطق دارفور ، والتى أدت الى تشريد الالاف وفقدان الارواح والممتلكات وتعطيل الانشطة الاقتصادية ووصول المساعدات الانسانية . ويعود السبب الرئيسى لانعدام الأمن الغذائى فى شرق السودان الى محدودية القدرة الشرائية .
وأضافت الشبكة ان الحصبة تفشت فى (31) محلية فى (14) ولاية من ولايات السودان ، وان من (3015) حالة اشتباه ، ثم تأكيد اصابة (1697) بالمرض ، وهو ما يعادل (4) مرات عدد الاصابات فى السنة السابقة . وقالت ان حملة تطعيم واسعة النطاق من قبل وزارة الصحة ومنظمة اليونيسيف والصحة العالمية تجرى حالياً ، ولكن من غير المرجح ان تشمل الحملة المناطق غير الآمنة حيث سيظل التطعيم ضعيفاً.
حريات

الجندي السوداني وقود الحرب البرية القادمة فى اليمن ! .. بقلم: د. على حمد إبراهيم

تاريخ الجيش السودانى يقول أنها ليست المرة الأولى التى يغادر فيها الجندى السودانى حدود بلاده ليشترك فى حرب ليس له فيها ناقة ولا جمل . حدث هذا للجندى السودانى إبان الحرب العالمية الثانية عندما وجد نفسه  وهو يقاتل فى صقيع المكسيك .  وفى صحارى طبرق. والعلمين  بامرة المستعمر البريطانى ، نصرة لتاج المملكة التى لم تكن الشمس تغرب أو تنزوى عنها ساعة من نهار. وحدث له فى الهضاب الحبشية التى ارسل اليها دفاعا عن تاج الامبراطور الحبشى هيلاسلاسى الذى كان يتجهمه المستعمر الايطالى فى عام 1936 وما تلاه من  مجريات الحرب العالمية الثانية .  وحدث له هذا فى ادغال الكونغو اثناء البحث الاممى عن السلام فى ذلك البلد الذى فقد ابنه البار باتريس لوممبا نتيجة لمؤامرات الحرب الباردة الامريكية السوفيتية دون ان يكسب السلام او الاستقرار الى يومنا هذا . فى جميع تلك المناشط الحربية دفع الجندى السودانى روحه بحماس منقطع النظير. و بهمة عسكرية لا تنقضى دون أن يسأل نفسه لماذا هو موجود فى تلك الاصقاع . ولماذا هو وقود ذلك الغمار الحربى,  وماهى  قضيته التى جاءت به الى تلك الاصقاع دون سائر اجناد الدنيا ا ليموت ذلك الموت المجانى .
 فى هذه الايام تدور خلف الكواليس ترتيبات عسكرية وسياسية سينتج عنها ارسال الجندى السودانى مرة اخرى ليكون وقودا لحرب ليس فقط  لا ناقة له فيها ولا جمل على الصعيد الشخصى . انما لا ناقة  له فيها ولا جمل على الصعيد الرسمى الذى يخص بلده المنكوب بردوم من الازمات لا يكابدها مثله بلد من بلدان المعمورة على كثرتها وكثرة ازماتها . زيارات رئيس هذا الجندى السرية و المتكررة لبعض الدول الخليجية . وهذا الحب العذرى الطارئ الذى تدلى على هذا الرئيس تحديدا دون أن يتدلى على شعبه الذى تطحنه الفاقة  والمسغبة والامراض والفقر ولا معين ، هذه الزيارات ، تقول الكثير المخفى  خلف الكواليس المحروسة بالسرية القابضة التى لن تظل سرية  الا اياما  معدودة . فمن طبيعة الاشياء ان يكون خبر اليوم (السرى) وذى القيمة العالية ، أن يكون غدا ببلاش . بمعنى أن يكتشف الجميع ، بمن فيهم الجندى السودانى ، والشعب السودانى ، والعالم المهتم ، أن يكتشفوا ان حربا بريا قاسية تطرق ابواب الوجود. وأن الجندى السودانى ، ورصفاؤه فى بنغلاديش  والباكستان  وموريتانيا  وجزر القمر وتشاد وماليزيا قد توجب عليهم خوض مغامرة حربية جديدة استمرارا وتكرارا لمغامرات ظلت  تتواتر عبر تاريخ دول هؤلاء الجنود  الكريمة العطايا ، الجاهزة للتكرم بدماء ابنائها لاسباب  منها الدينى العاطفى ، مثل الزعم أن  خطرا يتهدد الحرمين الشريفين ،  ومكة المكرمة ، قدس الاقداس فوق الارض كلها، رغم ان الترسانة العسكرية التى تحرس هذه الاقداس لا تتوفر الا لدى قلة من الدول .  ومنها الاسباب المادية التى  يصعب انكار وجودها  و لا من التسليم بها . 
ان الخطر البعيد ،على المستوى السودانى ، فهو يتمثل فى غضبة مضرية قد لا تبقى ولا تذر اذا رأى هذا الشعب العاطفى بطبيعته ، اذا رأى ابناءه وهم  يقتلون قتل الفئران فى كهوف اليمن ذات الطبيعة المتوحشة القاسية التى يصعب اختراقها حتى على اشعة الشمس . ليس عندى لا الحكمة ولا  فصل الخطاب . و لكن عندى خوفى وجزعى من توريط  بلدى المحزون فى مزيد من البلاوى السياسية  وهو لديه ما يكفيه من البلاوى. ولا متسع لديه لمزيد . اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت من التزلف  ومن امراض الحاجة . آمين . أمين.          

alihamadibrahim@gmail.com

حسن مكي ” لن تتوقف الحروب في السودان ما لم تحدث تسوية سياسية “


خروج الإصلاحيين ليس له تأثير على الوطني
ليبيا على مفترق طرق ومصر تحتاج لتسوية
دخول السودان “عاصفة الحزم” سهل عملية تعاطيه مع الخليج
ثمانية مديري جامعات تم تعيينهم بأوامر رئاسية
الترابي ليست لديه مفارقة ” أصولية ” مع النظام
لن تتوقف الحروب في السودان ما لم تحدث تسوية سياسية
الإدارة السياسية في مصر عليها أن تراجع نفسها
دولة الجنوب تعيش أوضاعاً سيئه للغاية
قال أستاذ العلوم السياسية والخبير في الشأن الإفريقي د. حسن مكي إن خوف الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي د. حسن عبد الله الترابي على تلامذته من الإسلاميين دفعه لارتضاء أمر الدخول في الحوار الوطني، مؤكدًا أن مستقبل السودان عقب العملية الانتخابية لن تحدث فيه متغيرات، مرجعاً ذلك إلى بقاء ذات القضايا الحاكمة والمتأزمة بالبلاد، متأسفاً على ما يحدث في كل من مصر وجنوب السودان وليبيا وتأثيرات ذلك السودان من ناحية سياسية واقتصادية معتبراً دخول النظام في معركة “عاصفة الحزم ” سعياً للحصول على شهادة براءة من قبل النادي الخليجي بأن ليست لديه أي علاقة مع النادي الإيراني.
هذه القضايا وغيرها كانت محط حوار القراءة المستقبلية لواقع السودان والعالم العربي والإسلامي، فماذا قال؟

*بروف حسن مكي ما هو مستقبل السودان بعد الانتخابات؟
– لا أعتقد انه ستحدث متغيرات كثيرة ستظل ذات القضايا حاكمة ومؤثرة من قضية الحرب والبحث عن السلام ومجموعة القضايا السياسية والاقتصادية وقضية الهوية والصراع المسلح.
*ماذا عن الانتخابات التي جرت مؤخراً؟
– الانتخابات من المؤكد هي شيء مهم وضروري للنظام لأنه وبدون انتخابات قد تذهب مشروعيته من الناحية الشكلية، خاصة وأنك مهما حاولت في العالم الثالث فمن تكون معه الدولة بإمكانياتها ومواردها هو من يكسب، فالوضع في نيجيريا مثلاً يختلف عن السودان، هناك دولة ومؤسسات في الانتخابات الإجرائية بنيجيريا، فاز بخاري المعارض علو جوناسان وهو رئيس الجمهورية، هذا ما كان يتحقق في السودان لأن الحزب والرئيس والجيش شيء واحد فما كان ينقص النظام الانتخابات الشكلية وهو ما حدث.
*كيف تصف الراهن ؟
– السودان في هذا التوقيت أرى فيه عدم قدرة على التعاطي مع الحدث، وأرجو ان تحدث متغيرات مستقبلية، الآن ليس هناك بريق أمل كبيراً خصوصاً بعد ربع قرن نكتشف أنه لا يوجد مجتمع سياسي في السودان.
*ماذا تعني بالمجتمع السياسي؟
– المجتمع السياسي القادر على التعاطي السياسي والفهم في الأخذ والرد وأن تكون له قراءة نظرية ومهارات اتصالية وفهم الأزمات، فقد جففت منابع السياسة وأصبحت السياسة وظيفة من لا وظيفة له إلا القليل منهم، فهناك حالة جدب وقحط سياسي بدليل أنه خلال السنوات الماضية ما زلنا بدون دستور وإن كان كذلك من يحترم ذلك الدستور بدون دستورية، وفي ذلك بإمكاني أن أعطيك مثالاً المشروع الذي دفعت به الحكومة للبرلمان بخصوص تعيين مديري الجامعات، فهو يقوم علي الآتي أن هيئات التدريس ترشح لمجالس الجامعات خمسة أشخاص واختيار ثلاثة من المجالس ثم يقوم وزير التعليم العالي برفع ذلك الى لرئاسة الجمهورية التي تختار واحداً والآن ثمانية مديري جامعات تم تعيينهم بأوامر رئاسية وكأنه لا يوجد قانون، ففي وقت سابق المجلس الوطني والحكومة ممثلة في وزارة المالية اتخذت قرارات بعدم تجنيب الأموال والإيرادات ولكن بعض الوزارات النافذة تظل تجنب إيراداتها، فالأصل في هذه الأشياء مجتمعة أن أوامر الرئاسة أصبحت أهم من القوانين والدستور.
*ما صحة أن السودان تخلى عن المحور الإيراني الروسي؟
– أرجو أن يكون ذلك صحيحاً، فالمشهد يؤكد ذلك عقب التخلي عن المحور الإيراني، ودخول السودان في عاصفة الحزم سهل عملية تعاطيه مع الخليج، ولكن في ذات الوقت المجتمع الدولي لم يقدم شهادة صلاحية للانتخابات من الاتحاد الأوربي ” الترويكا “، وهي ستظل الإشكال مع الأسف الشديد، فالنظام لا تزال الديمقراطية بالنسبة له قضايا إجرائية متخذاً في ذلك الانتخابات كأساس لتطوره ولكن مع هذا أين هي مثلاً (الصحافة)، فصحيح أن هناك نسبة حرية ولكن لا تعني صحافة بمعناها الحقيقي فبعض الصحف مملوكة للمؤتمر الوطني وهناك إملاءات ، وما ينطبق على الصحافة ينطبق على الأجهزة الأخرى، ومفوضية مكافحة الفساد والآن أين هي؟ وأين المحاسبة؟.
*هل أثر خروج مجموعة الإصلاحيين على أداء الحزب الحاكم؟
– لا أعتقد أن خروج مجموعة الإصلاحيين له تأثير على الحزب الحاكم، فالقراءة تقول إنهم اشبة بالكادر الوظيفي وليس السياسي، لذلك تم فصلهم لأن آخرين يريدون أن يخلفوا في تلك الوظائف، وهو نفس الأسلوب الذي تتم به شخصنة الدولة، وعندما تتم شخصنة الدولة حينها تنتهي السياسة وتصبح الوظيفة الحكومية هي الأصل والديمقراطية هناك إجرائية وليست ديمقراطية بمعناها الحقيقي، فالمعارضة في بريطانيا لديها نفس قوة الحكومة فـ”ميلباند” رئيس حزب قوى العمال لديه نفس اعتبار ووزن ومخصصات رئيس مجلس الوزراء برغم من أنه معارض، وإذا ما زار السودان يكون على رأس مستقبليه السفير، وإذا زار نواب جمهوريون من الكنغرس الأمريكي السودان فزيارتهم ذات وزن، فالرئيس الأمريكي من حزب آخر وهو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لا يستطيع إغلاق صحيفة وهو خاضع للقانون، باترس رئيس المخابرات الأمريكية السابق حكم عليه بعامين فنحن ليست لدينا ديمقراطية، بل شكل من أشكال التكاثر بالأوراق لاكتساب شرعية، فالديمقراطية شورى ومؤسسات واستقلال للقضاء، فهي غير معروفة وموجودة في الأصل لذلك المعارضة لدينا منبوذة ومطاردة وليس لديها وجود في الدولة أو الحكومة.
ــ من المسؤول عن تدهور ” الديمقراطية ” بالبلاد؟
هذا الأمر جزء من المشكلة، فالمجتمع السياسي في السودان كما أسلفت فقد تم تجفيفه والديمقراطية إذن أصبحت لا تعترف بما يعرف بالمعارضة داخل وخارج البرلمان، ولذلك إذا كانت هذه المجموعات غير قادرة على إصدار صحيفة فكيف ستواجه تراكماً سلطوياً من الشخصنة وطغيان الوظيفة الحكومية على كل ماعداها، فالمعارضة إذا ما أرادت إقامة ندوة تحتاج الى تصريح وهو أشبه ” بالمتردية والنطيحة “، بين الترهيب والسجن والنتيجة أن السودان سيظل يتأزم والشباب سيظل يقتنص أي فرصة للخروج منه ليشد الرحال، وقد تابعنا الظلم الذي وقع على رئيس تحرير جريدة النظام نفسه يطلب اللجوء السياسي إلى بريطانيا، فأنت ماذا قائل في الآخرين.
ــ ماذا عن تطورات المشهد فيما يعرف بالحوار الوطني؟
الحوار أصبح سوقاً سياسياً أتاح فرصة للمضاربات السياسية والسمسرة بأن تستمع فيه الى أصوات ناس ” الجعجعة ” وأن يرى الناس من خلاله تصيح وتعلو حناجر الآخرين.
ــ لكن زعيم المؤتمر الشعبي ارتضى الحوار رغم الخلاف مع ” الوطني”؟
لا أعتقد أن الترابي لديه مفارقة ” أصولية ” مع النظام وتراتيبة، ولكن لديه خصومة مع قياداته والتي أنهت منه ” صولجان ” شخصية الآمر والناهي في الباطن والظاهر والآن إن قامت قيامة النظام، فإن أحق الناس بأخذ التعزية فيه هو الترابي، فلذلك من هذا الباب استدرك أن مآلات النظام تهمه كما تهم البشير فحال صراعه مع النظام سيكون “صفرياً” بمعنى (علي وعلي تلاميذي).
ــ كيف تقرأ مشاركة السودان في معركة ” عاصفة الحزم ” باليمن؟
السودان جزء من منظومة البحر الأحمر ودخوله في الحرب الأهلية في اليمن نتيجة لأن السودان يريد تصحيح أوضاعه ، فالسودان ليس عضوًا من قريب أو بعيد في النادي الإيراني الذي أصبح يتنفس براءات أربع في كل من بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، متأثرًا بقول الشاعر ” إذا هبت رياحك فاغتنمها فعقبى كل خافقة سكون”.
ــ ماهو تأثير ذلك على الأوضاع في الشرق الأوسط ؟
من المؤكد له تأثير في رسم صورة جديدة من العلاقات خاصة أن النادي الخليجي في فترة من الفترات ساعد الحوثيين، والسياسة تظل عابرة لأنهم كانوا يخافون من الإخوان المسلمين في ليبيا، مصر، اليمن، ولكن الحوثيين خرجوا على أصول المعادلة بالتحالف مع إيران والآن قلبت موازين اللعبة السياسية، فالسودان دخل في هذه المسألة من منطلق ” مكره أخاك لا بطل ” لأنه تاريخياً السودان تعاون مع علي عبد لله صالح إبان تكوين محور الخرطوم أديس صنعاء في وجه طرابلس أسمرا، ولكن مهما يكن فهذه حسابات سياسية وقتية فهو من الناحية الاستراتيجية جزء من الجغرافيا السياسية للبحر الأحمر والخليج ومصر وإن كان الفاعل الحقيقي فيها أمريكا وإسرائيل.
ــ هل من حل للحرب المشتعلة في السودان؟
اشتعال الحرب في دارفور وجنوب كردفان ” جبال النوبة ” والنيل الأزرق، فقد كان هناك أمل في إيقافها في وقتها من خلال المشورة الشعبية قبل حدوث الاحتقان السياسي بجنوب كردفان والنيل الأزرق والآن لا أتوقع أن تتوقف الحرب بالسودان في هذه المناطق في الوقت الراهن ما لم تحدث تسوية سياسية.
ــ ماذا عن دولة جنوب السودان؟
جنوب السودان في الوقت الراهن يعيش أوضاعاً سيئة للغاية نسبة لغياب مفهوم الدولة، حيث أضحت فكرة الدولة غير موجودة بسبب تقديم الفكرة الاجتماعية التي أصبحت راسخة وأضعفت ما يعرف بالخيار ” الصفري ” لدى الجنوبيين، فالأصل أصبح للقبيلة، ولذلك انتهت الأوضاع بجنوب السودان الى حالة من التأرجح حيث كان من المفترض أن يكون للبيت السوداني رؤية استراتيجية لما يحدث من خلال فتح حدود التجارة والتفاعل السياسي والثقافي حتى يفتح مساراً للجنوبيين، لكن فاقد الشيء لا يعطية، فليت كانت له حكمة يهديها للجنوب.
ــ ماذا عن مصر ؟
نسأل الله أن يمد مصر وأهلها بالصبر وبما يجري من حولها والعصمة من فتنة التفتيت والانشطار التي عصفت بالدولة حتى ما عادت هناك جيوش ومؤسسات في هذه الدولة وأعتقد أن الإدارة السياسية في مصر عليها أن تراجع نفسها فأقل من 18 شهرًا أصدرت المحاكم المصرية ألفاً وستمائة حكم إعدام سياسي، وهو مؤكد أمر سيئ بحق المجتمع المصري مما لا يبشر بخير ولا يؤدي الى وحدة وطنية، ما يجعل حدة مواجهة متزايدة وتحمل التحديات كبيرة وما عليها من مسؤوليات جسام فمصر تمثل صمام أمان للعرب وهي القوة الوحيدة القادرة للتصدي للمشروع الصهيوني، ولذلك مصر تحتاج الى مراجعات عميقة ومصالحة وطنية واستقبال حكم القانون والاعتراف بالآخر حتى تستطيع مواجهة التيارات التفكيرية والاستقطاب والشد والجذب، فالمؤسسة العسكرية مهما كانت قوية لا تستطيع أن تحسم مسار المجتمع، ولذلك ليس أمامها سوى التصالح مع مطلوبات من في السجن.
ــ ماذا عن ليبيا ؟
ليبيا الآن على مفترق طرق، وقد خرجت من وصاية الدولة دون مؤسسات فهي دولة حكمت منذ عهد السنوسي بحكم أبوي دون اللجوء الى مؤسسات وأخذت شكلها الجديد في إطار حكم القذافي الذي حكمها بالحديد والنار 40 عاماً، وهو شاب فى أواخر العشرينيات مما سهل له تشكيلها في قوالب مشيئته واستغلال ريع البترول والفوائد النفطية فأصحبت إمبراطورية مالية، ولكن بدون مؤسسات وهياكل دولة لذلك عندما جاءت القاصمة لم يكن في ليبيا سوى ميراث القذافي والجماعات الإسلامية المناوئة، وكلاهما لم يخرج من رحم دولة والمؤشر “صفر” من سيادة القانون وعدم الاعتراف بالآخر. والحرب الآن بيلبيا بين مجموعات ثلاث بقايا القذافي ” حفتر” ومجموعة البرلمان المنتخب في طرابلس ، والمجموعة التي أسهمت في القضاء على القذافي من الإخوان المسلمين وجماعات إسلامية والمؤتمر الوطني الذي يمثل طوائف القوى المدنية التي ثارت ضد القذافي، بينما في ” درنة ” توجد مجموعة التكفيريين التي رأينا بعض تصرفاتها وما قامت به مع الأقباط والاحباش ولا نملك الا أن ندعو الله تعالى لليبيا الجديدة أن تكون قادرة على التحكم في مواردها وخيراتها في ظل ظروف تدخل خارجي لا يريد لها الاستقرار.
ــ ماذا عن نتائج ثورات الربيع العربي حتى الآن ؟
ما حدث في هذه البلدان من ثورات ربيع عربي هي ضريبة للتغيير فكانت الحسابات هل ستؤدي الى فوضى أم نظام جديد، فأدت الى نظام جديد ففي السابق عندما ” حدثت الفتنة ” الكبرى وقتل المسلمون بعضهم البعض اعتقد أنها القيامة، ولكن من بعدها استقرت الأمور وحدث تحول بقيام الدولة الأموية والتوسع نحو الأندلس ولذلك هذه الدماء والفوضى التي تجري يتخلق في إطارها ورحمها( وعي جمعي جديد) وأعتقد أن ثنايا ذلك يتبلور بمولود جديد قادر على التماهي مع مطلوبات العالم الإنساني وخصوصيات عالمنا فإذا كانت أوربا وأمريكا قد قدمت مائة مليون ما بين قتيل وجريح في الحربين العالميتين لبناء دولهم فإن الثمن المطلوب لإحداث النظام الجديد في العالم العربي والإسلامي أقل من ذلك بكثير والله أعلم .



الصيحة

التفاصيل الكاملة لمحاولة اغتيال معتمد بحري السابق داخل منزله ببري


كشفت مصادر عليمة لـ(المجهر) أمس (الجمعة) تفاصيل محاولة اغتيال معتمد محليتي بحري وكرري السابق “محمد عبد الرحمن العمدة” بعد أن تهجم عليه ملثمون وأطلقوا الرصاص داخل منزله بضاحية بري شرق الخرطوم في الساعات الأولى من صباح أول أمس (الخميس)، كشف عن أن الشرطة دونت بلاغاً بالإجراءات الأولية بشرطة بري وشكلت فريقا ًللقبض على الجناة.. وأوضحت ذات المصادر أن المعتمد أبلغ الشرطة بأن ملثمين تهجموا عليه داخل منزله وأطلقوا النار وفروا هاربين، ولم يتم القبض عليهم.. ولفتت المصادر إلى “العمدة” كان قد تعرض في وقت سابق إلى هجوم مماثل دون بصدده عدد من البلاغات وفقاً للمادة (44) من قانون الإجراءات الأولية، الأمر الذي دفع لتأمين منزله بدورية شرطة.


المجهر السياسي

شح في الجازولين بطلمبات ولاية الخرطوم



رصدت (المجهر) ندرة الجازولين في عدد من الطلمبات بأجزاء متفرقة من الولاية ووقفت ميدانياً على عدم توفره خاصة محلية بحري، شارع المعونة من الكدرو وحتى بحري، وشوهدت أرتال من السيارات تصطف بالطلمبات المخصصة للجازولين.
وشكا عدد من سائقي المركبات العامة والخاصة لــ(المجهر) من وجود أزمة منذ (الخميس) ما انعكس بصورة واضحة على المواصلات وعدم توفرها طيلة ليلتي (الخميس) و(الجمعة). وأفادنا أحد عمال طلمبة بأن الكمية التي وصلت إليهم قليلة لا تكفي لتسيير كل هذه المركبات، وتوقع تفاقم الأزمة في مقبل الأيام ما لم تتدارك وزارة النفط الأمر.


المجهر السياسي

الإمارات أكبر مستثمر في القطاع الزراعي بالسودان


كشف الفاضل عمر التوم رئيس مجلس الأعمال السوداني أن دولة الإمارات تعد المستثمر الأكبر في القطاع الزراعي السوداني عبر استثمارات حكومية أو تخص شركات إماراتية، مشيراً الى أن هذه الاستثمارات ممتدة لفترة طويلة، وحققت قيمة مضافة للاقتصاد السوداني، معتبراً إياها من أنجح الاستثمارات هناك. وأشاد التوم بالعلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات والسودان متمثلة في الدعم المتواصل التي تقدمه الإمارات وحكومتها من خلال استثماراتها الهائلة في القطاعات الاقتصادية المختلفة في السودان، مشيراً إلى أن هذه العلاقات شهدت تطورا كبيراً خلال السنوات الأخيرة، حيث انعكس ذلك على حجم التجارة والاستثمار بين البلدين التي تشهد نمواً مطرداًَ خلال الفترة الحالية، مشيراً إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري ليصل إلى نحو 9.5 مليار درهم مؤخراً، وهو ما يفسر تصدر الإمارات للدول المستقبلة للصادرات السودانية. وأضاف في تصريحات خاصة ل«الخليج» تشهد الاستثمارات الإماراتية في السودان نمواً مستمراً من منطلق الاستفادة من الفرص المتاحة في السوق المحلي إلى جانب دعم الاقتصاد السوداني وضخ استثمارات متنوعة. حيث ارتفعت نسبة مشاركة القطاع الخاص الإماراتي في المشاريع الاستثمارية في السودان وشملت مختلف القطاعات الاقتصادية، وتوزعت في القطاعات الخدمية والصناعية والزراعية.وتوقع التوم نمو التبادل التجاري بين البلدين في الفترة المقبلة بحكم نمو العلاقات الثنائية إلى جانب تطور القطاعات والبنية التحتية التي تحتاجها الاستثمارات في السودان، حيث نتطلع نحو استقطاب الشركات والاستثمارات من دول الخليج سواء كانت استثمارات فردية أو مؤسساتية للاستفادة من الفرص المواتية في الأسواق السودانية. وأوضح أن السودان يحظى بقطاعات استثمارية واعدة، من بينها قطاع التعدين، حيث يتمتع السودان بثروات كبيرة في المعادن ومن بينها الذهب، الذي يتوقع أن يحقق الاستثمار في تعدينه عوائد كبيرة للمستثمرين الإماراتيين.
وذكر رئيس مجلس العمل السوداني أن الإمارات أصبحت مركزا عالميا للتجارة ويمكن من خلالها أن تنطلق الشركات والاستثمارات السودانية للتوسع في الأسواق العالمية ومن هذا المنطلق تعتبر الإمارات من أهم دول المنطقة للسودان. موضحاً أن «إكسبو دبي 2020» سيجذب العديد من الشركات السودانية للاستفادة من الفرص التي يمنحها للمستثمرين. وقال إن عدد الشركات السودانية العاملة في الدولة حسب إحصاءات في الغرف التجارية والمناطق الحرة بلغ نحو 2000 شركة تغطي قطاعات مختلفة مثل التجارة والاقتصاد والصناعة والخدمات ونشاطات مختلفة ومتنوعة، مضيفاً أن مجلس العمل السوداني يشكل الرابطة الرسمية لجميع المستثمرين ورجال الأعمال السودانيين بدولة الإمارات، وهو مؤسسة مستقلة غير ربحية وليست ذات توجه سياسي. وتأسس المجلس في عام 2003 برعاية كريمة من غرفة تجارة وصناعة الشارقة. وأوضح أن المجلس يهدف لدعم الأعضاء وتطوير أعمالهم التجارية وشركاتهم وتشجيع العمل الجماعي بين الأعضاء بما يعود بالفائدة عليهم وعلى مجالات عملهم، وتزويد الأعضاء بأحدث الدراسات والمعلومات عن سوق العمل بدولة الإمارات والسودان، وذلك من خلال الملتقيات والمؤتمرات الاقتصادية في الإمارات والسودان والتي ينظمها المجلس للاستفادة من خبرة وتجربة الإمارات في تطوير النشاط الاقتصادي وتشجيع رجال الأعمال السودانيين والإماراتيين على الاستثمار بالإمارات والسودان والاهتمام بنقل الخبرات والتقنيات والأساليب العملية الحديثة المتطورة.

المواطن يسأل ولا احد يجيب


كتبت قبل مدة مقالاً بعنوان نحن نعشق التعتيم فإذا سالته إلى أين انت ذاهب قال (حامشي واجي) انت تسأل عن الجهة التي هو ذاهب اليها وهو يجيب عن نيته في العودة لأنه لا يريدك أن تعرف الجهة وغالباً لا يكون سراً لكن هكذا نتعامل.
-إذا قلت له افعل كذا لم يرد عليك فتظن انه لم يسمح فتكرر الطلب فيتبرم أو ينهرك حسب فرق العمر بينكما- فإذا كان من سمع ومن لم يسمع لا ينطقان فما ذنبك إذا كررت الطلب.
-إذا سمعت وقع اقدام فقلت يا فلان فان كان فلاناً لم يرد عليك لانك لا تراه وان لم يكن لم يقل لك اني علان مخافة أن تكلفه بعمل فنحن نكره العمل مثل العمى وفي احصائية أن المواطن العربي يعمل في الغالب 8 دقائق في اليوم.
1/ العجيب حقاً أن معظم المسئولين يعشقون التعتيم أيضا فان سالت عن سبب انقطاع الماء أو الكهرباء أو ازمة الغاز أو الخبز أو المحروقات أو سقوط الطائرات أو تاخر صرف المعاشات لسنوات أو ماذا حدث لبائع لحم الحمير أو للمليارات من قطر والسعودية أو لالاف الاضاحي من السعودية فانك لا تسمع لاحد من المسئولين ركزاً.
2/ كثيرة جداً هي الحالات التي يكتب عنها المتضرر في الجرائد موجهة لمسئولين معينين في مؤسسات حكومية محددة لا نجد مقابلها اجابة شافية أو حتى غير شافية (يعني تجاهل تام) وكانك تصرخ في واد غير ذي زرع ولا بشر ويملؤك شعورا هذا متعمد فهو لا يخشى مساءلة بل يقول (حاتعمل لي شنو)؟
3/ كتبت قبل شهور عن امراة سبق أن وضعت ثلاث مرات ولادات طبيعية وفي الرابعة ادخلت إلى نفس المستشفى التعليمي التي وضعت منه اطفالها صباح يوم الاثنين (يعني لا جمعة ولا عيد ولا عطلة ولا منتصف الليل) فكل مستويات الأطباء حاضرة من طبيب الامتياز إلى الطبيب العام إلى الاخصائي إلى البروف ومع ذلك تركوها حتى انفجر الرحم وامتلا بطنها بالدم فاعطوها ثمانية زجاجات من الدم واستاصلوا الرحم وزعموا موت الطفل في الحضانة لكن الارجح انه مات قبل بدء العملية وخرجت بدون طفل وبدون رحم وبدون امل في الانجاب وبجزلان فارغ لانهم اخذوا اجور هذه الخدمات فلم يحاول احد من وزارة الصحة ولاية الخرطوم أن يتصل لي ليعرف اسم المستشفى ويطلب الدليل على ما ذكرت ويتخذ من الإجراءات ما ينقذه من النار أو ضدي من الإجراءات لاشانة سمعة الوزارة.
4/ كتبت عن اخذ مصلحة الضرائب مني 180جنيه قبل حوالي عشر سنوات بغير حق ولم يتصل احد للتفسير.
5/ كتبت عن اخذ مكتب كهرباء مني 175 جنيه قبل حوالي سنة بغير حق ولم يتصل احد للتفسير.
6/كتبت عن اخذ الكماسرة اموال المواطنين بغير حق بل وتهديد من لم يدفع بالنزول من الحافلة فيخسر العامل جنيهين ذهاباً وجنيهان اياباً يومياً تمثل 100 جنيه شهرياً ربع أو ثلث مرتبه ولم يتغير شيئ (فما اشتغلوا بيهم الشغلة).
7/ كتبت عن اخذ مصلحة المياه من خلال عداد الكهرباء اموالاً بغير حق نظير ماء لم نشربه ولم يتغير شيئ.
8/ كتبت عن امين خزنة إحدى المحاكم الذي رفض تسليمي مبلغ عشرين مليوناً من الجنيهات أودعها خصمي في الخزنة لصالحي بناء على حكم قضائي بحجة انه نسى مفتاح الخزنة ولم يتصل احد وحالنا كأن المواطن يعوي والحكومة تسير.
9/ صدمت عجوزاً بسيارتي أثناء عودتي من المستشفى في سكولتندة سنة 1970م فحققت مع الشرطة على الرصيف في موقع الحادث وثبت لهم أنها المخطئة (وعندهم من اخطا يتحمل المسئولية) مش غريبة مكثت بعد ذلك حوالي ثلاثة اشهر لم يتصل بي احد للتحقيق أو الظهور امام المحكمة أو لدفع تعويض للمذكور مع أنها اصيبت بكسر في عنق عظمة الفخذ وهذا يحتاج لعملية تثبيت مسامير ومسطرة وفترة نقاهة طويلة حتى هي لما زرتها والمستشفى قالت لي لهذا كنت في منتهى الغباء أن اقطع الشارع دون ملاحظة سيارتك القادمة فهل نطمع في شئ من ذلك من دولة الشريعة.
كتبت قبل أيام عن ايصالات مدفوعة كرسوم لقطعة ارض بجنوب حزام الخرطوم وهي مروسة وموقعة ومختومة لكن إدارة حابات الاراضي رفضت اعتمادها والزمت المشتري باعادة دفعها فدفعها بحجة أنها ليست اورنيك 15 وعليه فلن تدخل في خزينة الدولة فاقام دعوى مدنية يطالبني بسدادها له ألا وهي من ذلك ان بين اوراق القطعة عقد إيجار موقع بين شخص صفته (ممثل ووكيل حكومة السودان) مذكور اسمه وتويعه وختمه وقد كرر فيه أن مبلغ 40 جنيه اسمها مقدم مدفوع دفع بالحافظة رقم 790618 بتاريخ 3/5/1996م حتى هذا لم يعتمد فإذا كان اسم وتوقيع وختم وكيل الحكومة لا يعتمد والاموال التي يستلمها لا تدخل خزينة الدولة كما زعموا فهل نحن في دولة حقاً؟
وهل يعقل أن اناساً طبعوا ايصالات وصنعوا اختاماً وجلسوا يجمعون مليارات من عشرات الالاف من المواطنين لسنوات طويلة دون اذن من إدارة حسابات الاراضي فلماذا نتنصل الآن واين ذهبت اموال الدولة تلك ولماذا يتحمل المواطن دائماً مسئولية اخطاء وتقصير واهمال وعدم مبالاة المواطنين على اختلاف درجاتهم.
المطلوب اعتماد تلك الايصالات واعادة ما دفع مكرراً والا فكل لحم نبت من حرام فالنار أولى به.
حوالي مائة طالب في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا درسوا الفصلين الأول والثاني قبول عام نسيج ودفعوا الرسوم ونجحوا ومع بدء الفصل الثالث تقدموا بطلبات تحويل لفروع أخرى مثل الميكانيكا وذلك في أكتوبر 2014م واضطروا لدراسة النسيج في الفصل الثالث قبول عام ودفعوا الرسوم ونجحوا ولم تاتي الموافقة على تحويلهم إلا يناير 2015م (عندما كانوا جلوساً في الامتحانات النهائية) فهذه أربعة اشهر استغرقها الحاسوب الجامعي لكي يجيب على سؤال واحد توافق أو لا توافق ولما ذهبوا لدفع رسوم الفصل الرابع في القسم الجديد الذي قبلوا فيه قالوا لهم سنعيد لكم رسوم القبول العام الفصل الثالث حوالي 400جنيه وتدفعوا خمسة آلاف عن الفصل الثالث وخمسة آلاف عن الفصل الرابع- احد الطلبة ونظراً لفقره طلب اعادته للنسيج فلم يطالبوه بتلك الخمسة آلاف الفصل الثالث.
وطبعاً لو جلس الطالب في بيته أو عمل كمسارياً أو سائق ركشة فلن تفتح له الكلية بلاغاً وتطالبه بالمبلغ والا سحبته لحين السداد.
من هذا يتضح أن الخمسة آلاف هذه هي عقوبة على اصرار الطالب الدراسة في القسم الذي قبل فيه بعض الطلبة اضطروا لدفع عشرة آلاف ومرة مائة أو ألف تاكل الحكومة بمرافقها المتعددة اموالنا بالباطل فهل نطمع في عدالة من حكومة الشريعة فتعيد إلى المواطنين اموالهم ومرة أخرى كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به.
كتبت عدة مرات منذ سنة 1992م عن تبديد الحكومات المتعاقبة اموالنا فلم يكترث احد حتى اصبحنا مدينين 43 مليار دولار ونتوسل للدائنين ونسعى بحرف الواو (واسطة) لالغائها حتى لم يعد في وجهنا مزعة لحم يا لطيف.
احتفلت الدولة بعيد ثورتها ثلاث عشرة مرة انفقت فيها مليارات لم يستفد منها الشعب ولا حتى الحكومة بل زاد سخط الشعب عليها لعدم انفاقها على التنمية كالتعليم والبنى التحتية والطب الوقائي وانشاء فرص عمل للعمال والجامعيين بل أصبح التعليم تجارة رابحة فالرسوم بالملايين سواء منشات حكومية أم خاصة بينما في الحقيقة لا تعليم بل تعلم الفوضى والتسيب واللامبالاة وعدم احترام القرارات والوقت الذي هو الحياة فالحكومة تعدل موعد بدء الدراسة عدة مرات ثم إذا استقرت على موعد لم يلتزم به الكثيرون حتى اساتذة الجامعات والبروفيسورات وبعضهم لم يعط محاضرة واحدة خلال الخمس اسابيع الماضية صدقني منذ بدء الدراسة ومن اعترض انطرد ورسب في تلك المادة ثلاثة سمسترات جزاء له وردعاً لامثاله الذين يتطاولون على الذات السنية التي لا تسأل بما تفعل وهم يسألون.
سالت طالب في الأولى الثانوية كم خمسة في ستة فلم يعرف بينما وانا في السادسة من عمري سنة 1939م كنت احفظ جدول الضرب كله وعدداً من سور جزء عم يتساءلون واجيد كتابة الاملاء فهل هذا تعليم أم تجهيل؟
وكتبت مراراً عن المساجد الفاخرة في مؤسسات الدولة يصلي فيها خمس اوقات ظهر اسبوعياً من أصل 35 صلاة وقلت انه كان يكفي راكوبة من الزنك والكرتون والدلاجين كالتي يسكنها عشرات الالاف من الأسر مدى الحياة وليس سبع دقائق لتأدية أربع ركعات- ولكثير من المساجد مئذنتان فهل واحدة لا تكفي للاعلام بوجود مسجد أم إننا اغنياء بدرجة مفرطة أم اغبياء بدرجة مفرطة ولم نسمع تفسيراً.
وانتقدت تاسيس مطبعة مصحف إفريقيا في بلد ياكل ربما ربع مواطنيه من اكياس القمامة أو يبيتون على الطوى وكثيرون فروا لاسرائيل لتنظيف السيراميك أو مسح الاحذية لليهود وفي حين ملأت مصر الازهر والسعودية وليبيا القذافي الدنيا بمليارات المصاحف.
اما استاد الخرطوم الدولي فمهزلة أخرى فالهيكل القبيح يبكي على ما انفق فيه ولا سبيل للاستفادة منه واين انفقت مليارات الدولارات الممنوحة للسودان من قطر والسعودية والاف الاضاحي الممنوحة من السعودية فلم تشم حتى رائحة (الشية) ومنحتنا قطر مطبعة جديدة لمصحف إفريقيا تساوي 850 ألف يورو وحوالي مليون دولار (حوالي مليار جنيه سوداني بالجديد).
واين ذهبت الاموال التي دفعها الحجاج نظير وجباتهم في مكة ومنى وعرفات فلما جاعوا خذوا يتسولون الطعام ثم انفق عليهم الشيخ الراجحي وقام باطعامهم وسمعنا والحجة على الراوي أن مسئولا قال منتقداً (هم ماشين ياكلوا ولا يحجوا) فلماذا اخذ منهم رسوم الوجبات مادام يعلم أنهم ذهبوا للحج دون طعام.
ولم نسمع عن مصير اولئك الفجرة الذين باعوا لنا لحم الحمير ولا سبب انقطاع الماء والكهرباء وازمة الغاز المنزلي منذ خمسة اشهر ولازالت تجر اذيالها فهل لتجار الفحم والحطب مصلحة في ذلك.
ويبكي المواطن على مال كان احق أن يعطى له لحما مجففاً (شرموط) أو بامية مجففة (ويكة) أو دقيق ذرة يصلح لام رقيقة والعصيدة واللقمة أو دمورية تستر جسده لتصح صلاته والى الله المشتكى فيبدو انه ليس للحكومة التزام دستوري غير الانتخابات، لكن ما فائدة برلمان لا يمثل نبض المواطن البسيط الفقير المريض الجاهل العاطل عن العمل ولا يستجوب الوزراء فبأي حق يأخذون مخصصاتهم إذا لم يفعلوا ذلك.
وكل لحم نبت من حرام فالنار أولى به.
د. أبو بكر محمد عثمان
صحيفة ألوان

سلة رمضان وأسعار السلع… احتكار موسم



يتفق الكثيرون على أن ارتفاع السلع الاستهلاكية في رمضان لها ارتباط وثيق بالنمط الغذائي والعادات المتبعة في الاستهلاك والشراء والتي تكون دائماً مبالغ فيها، من قبل المواطن ينعكس ذلك بصورة واضحة مع حلول شهر رمضان الكريم من كل عام.
اتهامات متبادلة بين التجار والموردين والمواطنين يرجعها البعض الى أصل الأزمة في محاولة لتحميل الطرف الآخر مسؤولية الأزمة والتي يكون المستهلك المتهم الأول فيها لتكالبه الشديد على شراء مستلزمات رمضان بشراهة كبيرة، الدولة بدورها انتهجت وسائل اخرى للحد من الظاهرة بإدخال نظام مراكز البيع المخفض وسلة رمضان للعاملين بالدولة في محاولة منها لتغطية أكبر شريحة في الدولة، محاولات قلل المراقبون الاقتصاديون والتجار أنفسهم من تأثيرها الإيجابي في انخفاض الأسعار لأسباب تكون من وجهة نظرهم منطقية.

السلة وسيلة احتكار:

محمد عبد الله (تاجر) يرى ان الجهات التي تقدم خدمة سلة رمضان للعاملين بالدولة هي نفسها التي تقوم باحتكار السلع الاستهلاكية، مشيراً الى أن معظم السلع تأتي بأسعار عالية من قبل الموردين إضافة إلى ارتفاع نسبة الطلبات عليها من المواطنين، واتهم بعض الموظفين ببيع السلة الى التجار، وأكد استقرار أسعار المواد الغذائية بالأسواق وتوقع في الوقت ذاته ارتفاعها مع اقتراب شهر رمضان الكريم، لافتاً الى ارتفاع أسعار السكر والزيت في العام الماضي إلى نسبة 20% فضلاً عن استقرار بقية السلع الأخرى، وذكر أن السلة غير مكتملة في بعض المؤسسات مثل السكر أو الزيت مما يشكل ضغطاً إضافياً على السوق والأسعار.


ارتفاع كبير:

قارن العديد من المشترين بين أسعار المنتجات الغذائية في السودان في رمضان والأشهر التي سبقته، واتفقوا جميعاً على أن الأسعار ارتفعت بشكل كبير، وأنها لم تصبح في مقدرة المواطن العادي، بينما يشكو التجار بدورهم من الرسوم الحكومية والضرائب المفروضة عليهم، إضافة إلى الشكوى من انخفاض سعر الجنيه السوداني مقارنة بالدولار.


بيع موسمي:

أستاذ الاقتصاد دكتور محمد الجاك يرى أنه رغم الإجراءات التي تتبعها الدولة في تخفيض أسعار السلع الاستهلاكية في رمضان إلا أنها لم تحد من الأسعار، مشيرًا الى زيادة الطلب على السلع في شهر رمضان الكريم وفقًا للنظرية الاقتصادية التى تذهب الى أن تزايد الطلب على السلع لابد من أن يقابله ارتفاع في الأسعار، وقال إن التحوطات التي تقوم بها الدولة لا تؤثر على الأسعار لجهة أن الدولة بحكم سياستها تمنع من التدخل في النشاط الاقتصادي، واعتبر أن مراكز البيع المخفض وسلة رمضان أو ما تقوم به بعض النقابات بتوفير سلع لمنسوبيها ليس بالنشاط المطلوب من جانب الدولة على أرض الواقع، وتساءل عن إمكانية الدولة في تمليك السلع وتقديمها من خلال التمويل بالسعر الذي يناسب القدرة المالية للمستهلك، واستبعد استطاعة الدولة توفير ذلك مستندًا على حديثه بأن الدولة خارج نطاق النشاط الاقتصادي،لافتاً إلى أن القطاع الخاص والمؤسسات الخاصة لها الريادة فيه وهي التي تحدد الأسعار على حسب تكاليف الإنتاج والتي تكون متصاعدة وارتفاع أسعار المدخلات، وتابع أن المنشآت الخاصة تبيع وفقاً للتكلفة التي ترغب فيها لتحقيق هامش ربح من خلالها، وفيما يتعلق بمراكز البيع المخفض وسلة العاملين قلل الجاك من أثرها علي نطاق السوق لجهة أنها تستهدف شرائح معينة خلاف السوق الذي قال إنه سلعة يستهدف جميع شرائح المجتمع، واصفاً سلة العاملين او مراكز البيع المخفض بالموسمي الذي تقوم به بعض منظمات العمل لامتصاص الغضب الذي يلامس عضويتها التي لا تستطيع زيادة الأجور بالمستوى الذي يناسب تكاليف المعيشة، وربط الزيادة في أسعار السلع الاستهلاكية بطبيعة السوق نفسه الذي وصفه بالاحتكاري الذي يتحكم فيه البائع في التسعيرة وليس قوة العرض والطلب والتي تحاول الدولة أن تتعامل بها من خلال نشاطات محدودة، ونوه الى أن الفارق بين مراكز البيع المخفض والسوق بالبسيط الذي لا يذكر إذا وضع في الاعتبار وضع التكلفة من حيث النوعية، ورهن الجاك انخفاض الأسعار بالأسواق في حال وجدت الدعم الذي تجده مراكز البيع المخفض من قبل الدولة من تسهيلات وتوقع انخفاضاً كبيراً في الأسعار في حال حدوث ذلك، وذكر أن الدولة بحكم سياستها القائمة بتحرير الأسواق لها آثار محددة وليس على السوق.


تقرير: مروة كمال
صحيفة الصيحة

خلافاً لما تردد في وسائل الإعلام الإتحاد السوداني ينفى وصول أىة منشورات من الإتحاد الدولى تلزمه بإعتماد العقودات الخارجية


نفي الإتحاد السوداني لكرة القدم تسلمه لأية منشورات من الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تلزمه بإعتماد العقودات الخارجية التى توقع خارج الإتحاد بين الأندية واللاعبين ويؤكد بأنه مقبل على تعديل فى اللائحة بالتشديد على عقودات اللاعبين وضرورة أن تتم داخل الإتحاد عبر اللجنة المعنية والمكلفة بالتسجيلات أو بالإستثناء بواسطة تفويض مسبق لضباط الإتحاد أو أى من أعضائه أو سفارات السودان بالخارج فى حالات لاعبى المنتخبات الوطنية مع العلم بأن الجمعية العمومية للإتحاد الدولى أقرت أمس الجمعة تنفيذ اللائحة الجديدة للوسطاء وكيفية إعتمادهم بواسطة الإتحادات الوطنية المعنية  وفقاًللشروط التى يضعها الإتحاد الوطني للعبة كما أقرت اللائحة الجديدة النص القديم الخاص بأحقية الإتحادات الوطنية فى وضع شروط التسجيلات والتعاقدات بالنسبة للاعبين   الذين يلعبون داخل أندية الإتحاد الوطنى وطنيين أو أجانب وأن الإتحاد الدولى لن يتدخل فى أمر تسجيل أى لاعب محلى يلعب داخل الإتحاد المعنى إنما يتدخل فى حالة اللاعبين الذين يلعبون بإتحادات أخرى ويتعلق بأمر تسجيلهم بإصدار شهادات نقل دولية اذا كانوا وطنيين أو أجانب.
وقال الأستاذ أسامة عطا المنان حسن أمين مال الإتحاد رئيس لجنة التسجيلات بالإتحاد أن لائحة شئون اللاعبين غير الهواة بالإتحادلها الحاكمية وهي لائحة متوافقة مع اللائحة الدولية وأن الحديث عن منشورات وصلت بخلاف ذلك غير صحيح فنحن مقبلون علي تعديل اللائحة والتشدد في ضرورة إيداع العقود لدي الإتحاد وأن إتحاده لا يعترف بأية عقودات تتم بالخارج وخارج الفترة الزمنية لنظام التسجيلات المعتمد من الإتحاد الدولي في الفترتين الرئيسية والتكميلية وأكد بأن ذلك الأمر محسوم تماماً وأنهم لا يعترفون بأية عقودات خارجية مالم تتم داخل القيد الزمني وبالشروط المحددة في اللائحة المحلية.

سودانا فوق

مرشح رئاسي يطلب الإقامة بمصر تمهيداً للجوء إلى دولة غربية


ناشد الدكتور عثمان الريح عمر حسب الله، مرشح الرئاسة السودانية السابق، الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي، التدخل لمساعدته فى الحصول على إقامة فى مصر، حتى يتسنى له إكمال إجراءات اللجوء  إلى إحدى الدول الغربية.
وقال حسب الله ، أن مصر هى الملاذ الآمن لكل من ضاقت عليه الدنيا. وطالب مرشح الرئاسة السودانية السابق، فى بيان صحفي، الرئيس السيسي، بالتصديق له بترخيص العمل و الإقامة ، مشيرا إلى أنه تلقى تعليمه فى مصر.و قال حسب الله، إن الدولة السودانية تحرمه حق العمل فى القطاعين العام والخاص، مناشدًا الدولة المصرية، التصديق له بترخيص استثنائى للتسجيل فى نقابة الأطباء بمصر، مؤكّدًا أن النظام السودانى بدأ التضييق عليه فى الرزق. 

اليوم السابع

مسلحون يحتجزون مدير جهاز الأمن بشرق دارفور وينهبون مسكنه


نهب مسلحون مجهولون مساء الاربعاء، عربة مدير جهاز أمن محلية أبوكارنكا بولاية شرق دارفور، إلى جانب نهب الأسلحة ،وأموال  وموبايلات،وممتلكات مدير جهاز الأمن ، وافراد حراسته. 
 وقال شاهد عيان، أن  سبعة مسلحين ، تسوروا منزل  مدير جهاز أمن محلية ابوكارنكا في حوالي السابعة مساءاً، وقاموا بتهديده، وسائقه، وعنصرين من افراد حراسته، وأخذوا  منهم الهواتف ومفتاح العربة، قبل أن يتم حبسهم في داخل حمام المنزل . ومن ثم ، قاموا بتفتيش المنزل، ونهب الأموال والممتلكات والامتعة ، والاسلحة من (كلاشنكوفات ، ومسدسات ) ، وقاموا بتحمليها فى عربة  مدير الجهاز ولاذو بالفرار.
 من جانبه إعترف والي شرق دارفور بالانابة ، طلحة مادبو ،بالحادث ، وقال انه سمع بنهب العربة ، لكن لم يصله تقرير رسمى بذلك.

التغيير

الطلاق السريع موضة جديدة في السودان


في الرابعة والعشرين من عمرها تزوجت ريم. صمد زواجها أقل من عام لتعود إلى منزل أسرتها وهي تحتضن مولودها الوحيد.

تبخّرت أحلام ريم في الحياة الزوجية السعيدة سريعاً. تقول لـ"العربي الجديد": "زواجي كان بالصدفة وليس عن حب. فقد رآني طليقي في زفاف وأعجب بي وطلبني للزواج عبر وسيط، ولأنه رجل غني لم أتردد وعائلتي في الموافقة. تمّ الزواج في أقل من شهر وأنفق طليقي على الحفل والشبكة والمهر ما يتجاوز 15 ألف دولار". تتابع: "كنت سعيدة جداً، لكنني اصطدمت ببخل زوجي الذي كان يحصي أرغفة الخبز حتى". وتقول: "لم أعد أتحمله خصوصاً أنّه يكبرني سنّاً".

ريم ليست الوحيدة في السودان التي انهار زواجها. فإيهاب أيضاً عاش التجربة نفسها، وإن بشكل مختلف. يقول لـ"العربي الجديد": "كلّ طموحي كان الزواج بفتاة من عائلة غنية بغض النظر عن شكلها وأخلاقها. وبالفعل تحقق طموحي وتعرفت بتلك الفتاة وكانت تكبرني بعشرة أعوام. وهي التي تكفلت بكل مصاريف الزواج الفخم". يتابع: "استأجرت لنا والدتها شقة فخمة تكفلت في الأشهر الأولى بدفع إيجارها قبل أن أفاجَأ بأنّ العرض لفترة محدودة، وأنّ عليّ براتبي الضعيف إكمال المهمة. لم أتمكن من ذلك، وطلبت من زوجتي أن ننتقل إلى منزل آخر يتناسب مع أجري، لكنها رفضت العيش دون مستوى عائلتها، لذا قررنا الطلاق بينما تحمل طفلي". ويضيف: "أدركت تماما أنّها كانت أذكى مني وحققت هدفها من الارتباط بالإنجاب. أما أنا فحصدت الهواء".

من جهتها، عاشت راوية قصة مختلفة. تقول: "استجبت للضغوط من حولي، خصوصاً مع تجاوزي الثلاثين. وقبلت بأول عريس وتزوجته. لكنني اكتشفت بعد شهر واحد، أنّه غير مسؤول، ويعتمد عليّ في مصاريف المنزل، رغم علمي أنّ أسرته تكفلت بكافة مصاريف الزواج". وتضيف: "كثر الجدال بيننا فطلبت الطلاق، وبالفعل استجاب بسرعة بعد 4 أشهر فقط على زواجنا".

تعتبر مثل هذه الزيجات الفاشلة غريبة على المجتمع السوداني المحافظ والذي تقلّ فيه نسب الطلاق. وعادة ما تواجه المطلقة بعين الريبة والشك وتوضع في قفص الاتهام الأخلاقي، لكنّ هذه النظرة تراجعت أخيراً خصوصاً في المدن.

ويُرجع خبراء قبول بعض النساء بالطلاق إلى وعي المرأة بحقوقها وتجاهل وصمة المجتمع التى كانت تقود معظم النساء لتحمل الحياة الزوجية المتعثرة، بينما يرى آخرون أنّ السبب يكمن في انعدام المسؤولية لدى الشباب وتعمّد الأسر تزويج أبنائها وتحمل عبء تكاليف الزواج عنهم، ما يجعلهم يستهترون بقيمة الزواج. كما تعود حالات الطلاق إلى تراجع اعتماد المرأة على الرجل في ما يتصل بالقضايا الاقتصادية لخروجها للعمل جنبا الى جنب معه.

يقول الباحث الاجتماعي وحيد الدين عبد الحليم لـ"العربي الجديد": "فشل الزيجات وسط الشباب يرجع لعدة عوامل، بينها عدم الواقعية، بما في ذلك عملية اختيار شريك الحياة وغياب المصداقية، فضلاً عن الجوانب الاقتصادية والضغوط الحياتية. فهناك شباب لا يتحملون مصاعب الحياة". ويوضح: "أجريت أخيراً إحصاء عشوائياً ووجدت أنّ 50 في المائة من زيجات الشباب تتعرض للانهيار المبكر، فيما تبدأ المشاكل الزوجية مباشرة بعد الزواج".

بدورها، تؤكد المحامية المعنية بقضايا الأسرة آمال الزين أنّ "القضية في الأساس ترتبط بزواج القاصرات، وهو ما بات موجوداً في المدن أيضاً بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة".

وتضيف: "الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والنفسية فضلا، عن تراجع قيمة الأسرة بشكل عام، وخلوّ الحياة من اي متعة بسبب اللهاث وراء توفير لقمة العيش، جميعها عوامل تزيد من حالات الطلاق". تتابع: "كما أنّ القانون ترك حق الطلاق للرجل بصورة مطلقة ومن دون أعباء والتزامات عليه". وتؤكد أنّ الحل الأفضل أن تتم إجراءات الطلاق في المحكمة، لأنّ ذلك يمهل الطرفين في التراجع وعدم اتخاذ القرارات المتسرّعة.

في المقابل، تعتبر الباحثة الاجتماعية آمنة عبد المطلب أنّ "الفتاة السودانية لم تعد هي نفسها فتاة الخمسينيات والستينيات التي تعتصر الألم داخلها وتدفع بالمركبة رغم الثقوب فيها خوفاً من وصمة العار الاجتماعية التي تواجه المطلقة والتي تؤثر على عملية تزويج شقيقاتها". وتوضح: "باتت المرأة أكثر وعياً بحقوقها واستقلالاً برأيها". وتلفت إلى ناحية أخرى في ارتفاع نسبة الطلاق، هي "وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت الأزواج والزوجات يعيشون في الواقع الافتراضي، ما يخلق فجوة واسعة بين الزوجين".

منافس المريخ في المجموعات يهبط رسمياً من الدوري الجزائري


هبط فريق مولودية العلمة منافس المريخ في دور المجموعات من دوري ابطال افريقيا الى دوري الدرجة الثانية الجزائري رغم فوزه على جمعية وهران بثلاثة اهداف نظيفة مساء اليوم في الجولة الأخيرة من الدوري الجزائري بعد أن حقق منافسيه نصر حسين داي وأمل الاربعاء الفوز في مباراتيهما في الجولة الأخيرة ليحافظا على مقعدهما في الدوري الجزائري فيما ودع المولودية محتلاً المركز الثاني عشر في الدوري، يذكر أن المريخ سيستقبل مولودية العلمة يوم السابع والعشرين من يونيو المقبل بامدرمان في اولى مباريات المريخ في دور المجموعات.
قوون

الفاتح عزالدين لرئاسة البرلمان والطاهر لرئاسة مجلس الولايات


علمت المصادر أن التعديل في وزراء المؤتمر الوطني في الحكومة سيكون بنسبة (40%) فيما حسم الحزب رئاسة المجلس الوطني بتمديد دورة جديدة للفاتح عزالدين رئيساً للبرلمان ، فيما ينتقل لرئاسة مجلس الولايات أحمد إبراهيم الطاهر .
صحيفة السوداني

مذكرة التفاهم بين وزارتي الشؤون الإسلامية السعودية وأوقاف السودان


تم توقيع البرنامج التنفيذي لمذكرة التفاهم بين وزارتي الشؤون الإسلامية والأوقاف في المملكة والسودان.
إذ ينص البرنامج على تبادل الأنظمة والخبرات والمعلومات المتصلة بطباعة المصحف الشريف وتقنياتها، وبعمارة المساجد وصيانتها.
ووقعت المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وجمهورية السودان ممثلة في وزارة الإرشاد والأوقاف في العاصمة السودانية "الخرطوم" مؤخراً على البرنامج التنفيذي للتعاون في مجال الشؤون الإسلامية والأوقاف المبنية على مذكرة التفاهم الموقعة بين الوزارتين.
ووقع البرنامج عن جانب وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف مدير العلاقات الخارجية بالوزارة عبدالمجيد بن محمد العمري، وعن جانب وزارة الإرشاد والأوقاف السودانية مدير عام العلاقات الخارجية والتواصل الدولي الأستاذ محمد الفاتح.
وينص البرنامج على تبادل المعلومات والأنظمة المتعلقة بمجال عمل الوزارتين، وتبادل الأنظمة والخبرات والمعلومات المتصلة بطباعة المصحف الشريف وتقنياتها وبعمارة المساجد وصيانتها وترميمها وبتعليم القرآن الكريم وتحفيظه وفي مجال الأوقاف.

اليوم

أطفال جنوب السودان.. الخاسر الأكبر في الحرب الأهلية



تعاني دولة جنوب السودان من أزمة اقتصادية كبيرة إثر اندلاع الحرب الأهلية منذ ما يقرب من 17 شهرا، التي أثرت بشكل كبير على الأوضاع في البلاد.
ويعد الأطفال بجنوب السودان هم الخاسر الأكبر من الحرب الأهلية، ففي تقرير جديد لها، أعلنت منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة والمعنية بالطفولة، أن نحو ربع مليون طفل في جنوب السودان معرضون لخطر كبير بسبب تدهور الأمن الغذائي وسوء التغذية، حيث يتدهور الوضع بسرعة، وذلك بسبب الصراع الدائر الذي أدى إلى تقلص المخزونات الغذائية المنزلية وانكماش الاقتصاد.
واستندت اليونيسيف إلى توقعات فريق تقني ضمن مجموعة تمثل المنظمة الدولية عضوا فيها، وقالت إن عدد الأشخاص في جنوب السودان الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد قد زاد منذ بداية العام من نحو 5.2 مليون شخص إلى ما يقدر بنحو 6.4 مليون شخص بما في ذلك ما يقرب من 874 ألف طفل دون سن الخامسة.
وأضافت اليونيسيف أن هذا هو أكبر عدد من الأسر في أزمة أو في حالة طوارئ تصل إلى هذا المستوى من انعدام الأمن الغذائي منذ بداية الحرب الأهلية في جنوب السودان في ديسمبر (كانون الأول) 2013.
وذكر ممثل المنظمة في جنوب السودان جوناثان فايتس، أن معدلات سوء التغذية لدى الأطفال هناك أعلى من الطارئة بنسبة تصل إلى 15 في المائة، ولفت إلى أن ما يقرب من واحد من كل ثلاثة أطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية في المناطق الأكثر تضررا من أعالي النيل الكبرى وبحر الغزال، ونوه بأن معدلات عالية جدا من سوء التغذية الحاد تصل إلى 10 في المائة، قد لوحظت في ولاية الوحدة.
وحذرت اليونيسيف من أن هؤلاء الأطفال إن لم يتم الوصول إليهم بالعلاجات اللازمة فسيكونون عرضة للوفاة تسع مرات أكثر من الأطفال الأصحاء.
وكانت الحرب الأهلية قد اندلعت في ديسمبر 2013، وذلك عندما اتهم رئيس جنوب السودان سلفا كير نائبه السابق رياك مشار بمحاولة الانقلاب عليه، مما أدى إلى دائرة من عمليات القتل والانتقام في أنحاء البلاد.
وقد شنت القوات الحكومية في أواخر أبريل (نيسان) الماضي إحدى أعنف هجماتها ضد المتمردين، مما أدى إلى منع وصول المساعدات إلى أكثر من 650 ألف شخص، في وقت عمد فيه المسلحون إلى القيام بعمليات اغتصاب وإحراق بلدات، ونهب إمدادات المساعدة.
ومنذ أيام، هدد كل من مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيقاد)، بفرض عقوبات على جنوب السودان في ظل الانتقادات التي تلاحق كير ومشار، بسبب فشلهما في إنهاء حرب مستمرة منذ 17 شهرا، واتسمت بانتهاكات هائلة لحقوق الإنسان، حسب عدد من المراقبين.
إلا أن كير حذر من أن العقوبات الدولية المقترحة من شأنها جعل الحرب الأهلية الدائرة في البلاد أكثر سوءًا.

القاهرة: «الشرق الأوسط أونلاين»

هاشم كرار.. اعتدت على ذلك البلدوزر.. يا ناس!

للمكان روح، وروح الإنسان- مثلما تأتلف مع روح آخر.. آخرين، تأتلف بروح المكان.

نهنهة الرجال بالبكاء، تنهنه رجال، ولن أنسى ما حييت، نهنهة صديقي وزميلى في الوطن، الأستاذ حبشي رشدي، وهو يخطو آخر خطواته، باتجاه باب الخروج، من المكان الذي كان جزءا أصيلا فيه.. وكان جزءا من روحه الشفيفة، وقلبه الأبيض، وضميره الذي لا يزال في سن اللبن.. وكان جزءا من ذهنه الوقاد، وكل ذرة في أعصابه، وكان شاهدا في كل الفصول على عطائه الصحفي الثر، الغزير.

نهنهت عينا حبشي. تساقطت- رغما عنه- دموعه.. دمعة من وراء دمعة، ونهنهت عيون زملائه، وأجهش المكان.

لئن تفارق، هو أن تموت بعض الشيء.

تذكرت هذه الجملة، وصديقي حبشي، يغالب غصة. ربتُ على كتفه، وأنا أدعو له- سرا- بجامع علاقتي برب الناس، أن يطيل عمره، ويجعل له في كل خطوة يخطوها في وطنه- أم الدنيا- سلامة وابتسامة، ورزقا طيبا، وظلا وريفا، ممدودا.

لا، لا. روح حبشي، لم تأتلف فقط بـالوطن المكان، وإنما ائتلفت، بكل ذرة من ذرات هذه الأرض الكريمة الطيبة.

تخيلتُ- وحبشي يحاول عبثا أن يزيح عبرة راحت تطعن في القلب- كل ذرة في قطر كلها، تنهنه، وتحاول عبثا أن تزيح عبرات.

تعرفه قطر، بشعره الأشيب الجميل، وقامته التي بين بين، وجسده الممتلئ في تماسك، وسياراته: الألمانية الحمراء، من طراز أودي، ثم المرسيدس الزرقاء، فنيسان البيجية، وهو يزرع مساحتها الجغرافية، يلهث من تحقيق لتحقيق، ومن خبر لخبر، لا يفتر، ولا يكل، ولا يمل، ولا يبدي ضجرا، ومهنته في الأساس هي مهنة سد جوع المطبعة التي تدور وتدور!

كنتُ أطلق عليه اسم البلدوزر.. وكان يبتسم في حياء، وهو يلملم من داخل سيارته ورقا، أو يزحمها بالمزيد من الورق.. وكان حين يتكلم عن تاريخ هذه المنطقة من مناطق قطر، أو تلك، كنتُ أعرف تماما، أن التاريخ هو الذي يتكلم، بلسان قطري صميم.

كان أرشيفا.. وكان ذاكرة.. وكان مرجعا مهما، وكان يكتب على رائحة الشيشة، في قهوة أم كلثوم، مع تحيات كل داخل- بـ أستاذ حبشي- ومع سلامة كل من عبأ الرأس، بحجر حجرين!

خطا باتجاه الباب الخلفي، وهو يمسح دموعه. ظل يفتش عن سيارته في الأمكنة التي اعتاد أن ( يبركنها) فيها.. فجأة تذكر أنه شحنها، في اليوم السابق، إلى مصر!

العادة، لا تفارق أياً منا.. وصديقي اعتاد.. ولئن كان جميلا جدا على المرء أن يعتاد على المكان ويعتاد المكان عليه، فإن ما هو مفجع حقا أن يغادر المرء هذا المكان!

فجعني رحيل حبشي إلى وطنه. لقد اعتدت على ذلك البلدوزر يا ناس! 

تجدد القتال في ولاية النيل الأزرق أدى إلى نزوح 30 ألف مواطن



قال مكتب الأمم المتحدة في السودان، إن وتيرة النزاع في ولاية النيل الأزرق المضطربة تزايدت بشكل ملحوظ خلال الشهر الحالي، مما أدى لعمليات نزوح واسعة النطاق وترحيل قسري بمنطقة «باو» التابعة للولاية، فيما نقلت تقارير صحافية أن زهاء 30 ألف نازح جديد يعانون أوضاعا إنسانية بالغة الصعوبة، بسبب التصعيد العسكري في المنطقة.
وأبدى جيرت كابيليري، منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية بالإنابة في السودان، قلقه العميق إزاء تقارير تفيد بحدوث موجات نزوح واسعة النطاق، بما في ذلك عمليات ترحيل قسري محتملة، في منطقة باو التابعة لولاية النيل الأزرق، وأجزاء أخرى من الولاية التي تشهد حربا بين القوات الحكومية، وقوات الحركة الشعبية – الشمال، منذ عام 2011.
وقال كابيليري، في بيان صحافي وزعه مكتبه في الخرطوم «أنا قلق جدا من هذه التقارير، ونظرا لارتفاع وتيرة النزاع في ولاية النيل الأزرق لا يزال المدنيون يتحملون وطأة هذا القتال، والاحتياجات الإنسانية في ولاية النيل الأزرق آخذة في الارتفاع، ومع ذلك لا يسمح في كثير من الأحيان لوكالات المعونة والمساعدة بأن تقيِّم الاحتياجات على نحوٍ مستقل، وتستجيب بناءً على ذلك في الولاية».
ودعا كابيليري الأطراف كافة لوقف القتال فورا، وللسماح لوكالات الإغاثة بتوصيل المساعدات للمحتاجين أينما وجدوا، ووقف المعاناة القاسية التي يتعرضون لها بسبب العمليات القتالية الجارية هناك.
ونقلت «سودان تريبيون» عن «مركز النيل الأزرق لحقوق الإنسان والسلام بمحلية باو في جبال الإنقسنا بولاية النيل الأزرق»، أن قوات حكومية نفذت هجمات على قرى بالمنطقة خلال شهر مايو (أيار) الحالي، أدت إلى نزوح قرابة ستة آلاف أسرة. وحسب الصحيفة فإن المركز طالب الحكومة بإجراء تحقيق حول أوضاع النازحين وعكس أوضاعهم في الإعلام المستقل، ومنحهم الحصانة للتحدث الآمن، وحث الهيئات الدولة للضغط على الحكومة السودانية، لتسمح بمرور المساعدات الإنسانية.
وقال التقرير إن ستة آلاف أسرة، أي قرابة 30 ألف شخص، نزحوا وتشتتوا في مناطق وقرى في الولاية، مشيرا إلى أنه وثق مجموعة شهادات من الفارين أكدوا فيها أن القوات الحكومية هاجمت ثلاث قرى، مما أدى إلى إحراق المنازل وتدمير مضخات المياه والمرافق الصحية والمدارس والأسواق، بجانب القضاء على المواشي وحرق المحاصيل.
واتهم التقرير قوات الأمن في المنطقة بالقيام بحملات اعتقال عشوائية بها طالت مواطنين، قالت إنهم ينتمون للحركة الشعبية - الشمال، ويتصلون بقواتها ويمدونها بالمعلومات والغذاء. وذكرت «تريبيون» أن النازحين يعانون أوضاعا إنسانية بالغة الصعوبة تتمثل في انعدام المأوى ومياه الشرب، والغذاء والدواء، وأن السلطات الصحية منعت المنظمات الإنسانية من الوصول للنازحين الجدد في جبال الإنقسنا، وتقديم الغوث العاجل لهم، وهو ما يدعو إلى القلق، وفق بيان منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان.

الشرق الأوسط

هذا المعارض من ذاك الطاغية!


لماذا فشل الكثير من المعارضات العربية في التصدي للأنظمة الفاشية التي ثارت عليها الشعوب؟ لماذا لم تستطع قيادة الثورات وتنظيم صفوف الشعوب الثائرة كي تنجز تطلعاتها وأحلامها في وقت أقصر، بدلاً من تركها تواجه أعتى الترسانات العسكرية الوحشية لوحدها كما في سوريا وغيرها؟ لماذا نجد صفوف الأنظمة الديكتاتورية التي تواجه الثورات أكثر تماسكاً من صفوف المعارضات ؟ لماذا تحول الكثير من المعارضات إلى عشائر وقبائل متناحرة أثناء الثورات وبعدها؟ لماذا لم تستطع أن توحد صفوفها لمواجهة أنظمة الطغيان والاستبداد وفلولها الساقطة والمتساقطة؟
الجواب بسيط جداً: لأن الكثير من المعارضات تحمل أمراض الأنظمة الطغيانية نفسها. فلا ننسى أن المعارضات المزعومة، وخاصة السورية، هي، في نهاية المطاف، نتاج الأنظمة السياسية والتربوية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية لتلك الحكومات الديكتاتورية. ومن عادة الحمار أن يلد جحشاً، فيصبح لاحقاً حماراً كامل الأوصاف. ومن عادة الكلب أن يلد جرواً يصبح كلباً. ومن عادة النمر أن يلد نمراً. وهلم جرّا. لا يمكن أن يلد الثور حصاناً أصيلاً. وكذلك الأمر بالنسبة للمعارضات، فهي في المحصلة النهائية مصنوعاً نظامياً.
لا عجب إذاً أنها الآن فقدت شعبيتها ومصداقيتها، وخاصة في سوريا. ونحن لا نتحدث هنا عن أحزاب المعارضة التي تنشط من داخل أقبية المخابرات في سوريا، فتلك مفضوحة ومكشوفة وليست بحاجة للفضح، لأنها من تأليف وإخراج الفروع الأمنية، وهي ملكية أكثر من الملك، لا بل إن أحد رموزها «المعارصين» الكبار ألف كتاباً بعنوان «الأسدية» يتغزل فيه بشبق شديد وشهوانية منقطعة النظير بـ»القائد التاريخي» حافظ الأسد إلى حد يخجل منه حتى حافظ نفسه، لكثرة ما فيه من تملق ونفاق وتذلل. بل نحن نتحدث هنا عن تلك المعارضات الخارجية التي من المفترض أنها تحررت من سياط المخابرات في الداخل، وأصبحت حرة وقادرة على ممارسة أبسط أساسيات الديمقراطية والحرية. لكنه، على العكس، ما زالت أسيرة الممارسات الاستبدادية التي تربت عليـــها قبل توجهها إلى الخارج. 
عندما تنظر إلى بعض جماعات المعارضة تجد أنها عبارة عن ملل ونحل متناحرة، لا بل شراذم وعصابات، لأنها تعتبر نفسها أفضل من الجميع. يعني هي وبس والباقي خس، تماماً كما يفكر النظام الفاشي الذي أنتجها. فكما أن النظام يعتبر نفسه قطعاً نادراً لا يمكن أن يجود الزمان بمثله، فإن معظم فصائل المعارضة تفكر بالعقلية نفسها. وبالتالي، بدل أن تهتدي بالوصفة الديمقراطية القائمة على قبول الآخر والتعاون معه من أجل المصلحة العامة، فهي تتناحر «كديوك الخُم». لا عجب أن يتساءل البعض: هل يحتاج النظام السوري إلى مؤيدين بوجود هكذا معارضين يجعلون الشعب يترحم على الديكتاتورية؟
لو كانت هناك معارضة سورية حقيقية لا تتنافس على القشور، ولا ترهن نفسها للقاصي والداني، ولا تتصارع كالأطفال الصغار، لكانت وفرت على الشعب السوري الكثير من المتاعب والمصاعب والكوارث. صحيح أن أمريكا لم تساعد المعارضة السورية، كما فعلت مع العراقية، لكن حتى لو ساعدتها، لكانت لدينا الآن صورة طبق الأصل عن المعارضة التي وصلت إلى الحكم في العراق، فهي جعلت العراقيين يترحمون على أيام صدام حسين، فبينما كان في العراق صدام واحد، وعدي واحد، وقصي واحد، صار الآن في العراق مئات الصدّامات والعُديّات والقـُصيّات بفضل المعارصين الذين وصلوا إلى السلطة على ظهور الدبابات الأمريكية، ثم راحوا يتناحرون على أشلاء العراق. 
إذا أردت أن تتعرف على عقلية المعارضات السورية مثلاً، ما عليك إلا أن تنظر إلى موقفها من الرأي الآخر، وكيف تقوم بتخوين وإقصاء كل من يقف في طريقها أو يعارضها. وهي مثل النظام الذي أنتجها، لا تقبل إلا بتسعة وتسعين فاصلة تسعة وتسعين بالمائة من الكعكة.
ذات يوم قام أحد أعتى أنصار الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بتأليف كتاب حول مسيرة الرئيس. وأثناء وجود الكاتب في إحدى «المضافات» سأله أحد الحاضرين: «وهل أنت مقتنع بكل كلمة قلتها في الكتاب يا دكتور «فايز»، فأجاب الدكتور: «أنا مقتنع بتسعة وتسعين فاصلة تسعة وتسعين بالمائة مما قلته في الكتاب عن مسيرة السيد الرئيس.»، فرد السائل: «يعني أنت لست مقتنعاً مائة بالمائة»، وهنا أُسقط الدكتور فايز في يده، وتلعثم، وشعر أنه أخطأ خطيئة العمر، فكيف يتجرأ ويقول إنه مقتنع فقط بتسعة وتسعين فاصلة تسعة وتسعين بالمائة مما قاله عن السيد الرئيس؟ وفعلاً، بعد تلك الحادثة، تم تسريح الدكتور من وظيفته وتجريده من امتيازاته وسيارته. لماذا؟ لأنه انتقص فقط ذرة طحين واحدة من المائة. 
هل يختلف الكثير من المعارصين والثورجيين السوريين في موضوع الاستبداد بالرأي والموقف من الآخرين واحتكار الحقيقة؟ بالطبع لا. وسأسوق لكم حادثة حصلت معي في الأسبوع الماضي، فمنذ أربع سنوات وأنا أقدم حلقات عن الثورة السورية لم أترك ثائراً سورياً ولا معارضاً لنظام الأسد من كل الأحجام والمقاسات إلا واستضفته. مئات الحلقات كلها كانت في صالح الثورة. وعندما استضفت شخصاً الأسبوع الماضي لمناقشة موضوع «داعش» بالرأي والرأي الآخر، ثارت ثائرة المعارصين والثورجيين السوريين، وراحوا يوزعون الاتهامات والتهم والتخوين لي يميناً وشمالاً، فقط لأن شخصاً دافع في الحلقة عن «داعش» في مواجهة شخص آخر مسح الأرض به.
سؤال لهؤلاء الثورجيين: كيف تختلفون أنتم عن نظام بشار الاسد الذي لا يريد سماع إلا صوته وصوت مخابراته وأبواقه، ولتذهب بقية أصوات السوريين في ستين ألف داهية؟ هل يُعقل أنكم نسيتم مئات الحلقات التي شاركتم فيها أيها المعارضون، وتذكرتم فقط حلقة يتيمة عن «داعش»؟ والسؤال الآخر: كيف تختلفون أنتم عن «داعش» التكفيرية الظلامية الاستبدادية الإقصائية الإرهابية التي تقصي كل الآراء المخالفة لها، وتكفرها، وترجم أصحابها؟ ألستم داعشيين بامتياز عندما تثور ثائرتكم لمجرد سماع مجرد رأي آخر من فصيل آخر على الساحة السورية، حتى لو كان داعشياً ظلامياً؟ كيف ستتصرفون مع مخالفيكم ومعارضيكم فيما لو، لا سمح الله، وصلتم إلى السلطة بهذه العقلية الإقصائية؟ هل ثار الشعب ليستبدل حماراً ببغل؟
صدق من قال: هذا الجرو من ذاك الكلب.

٭ كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

د. فيصل القاسم

الخرطوم تستعد لحفل تنصيب الرئيس السوداني عمر البشير



الخرطوم-»القدس العربي» أياد كثيرة وآليات تعمل ليل نهار لتجميل العاصمة السودانية الخرطوم التي تستقبل في الأسبوع القادم 15 رئيسا عربيا وافريقيا يشاركون في تنصيب الرئيس السوداني عمر البشير لدورة رئاسية تمتد لخمس سنوات.
العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود سيكون على رأس المشاركين، حسبما أعلن في الخرطوم، بجانب أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثان. وأشارت أنباء لحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رغم موجة الغضب من الحركة الإسلامية السودانية التي نددت بشدة وأدانت صدور أحكام بالإعدام ضد الرئيس المصري السابق مرسي وقادة الأخوان المسلمين بمصر.
وعلى مستوى الرؤساء الافارقة تأكدت مشاركة رئيس الوزراء الأثيوبي، هايلي ديسالين، والرئيس الأريتري، أسياسي أفورقي،وسلفا كيير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان، والرئيس التشادي، إدريس ديبي. ويشارك أيضا في حفل التنصيب ممثلون لرؤساء كل من روسيا والصين وتركيا.
ويشارك رؤساء أكثر من عشر برلمانات عربية وافريقية والأمين العام للجامعة العربية، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وأمين عام منظمة «الإيقاد»، ومنظمة الساحل والصحراء.
البشير، الذي يرأس الحكومة المقبلة بموجب فوزه في الإنتخابات التي أقيمت في نيسان / أبريل الماضي، ودّع وزراء الحكومة السابقة في آخر جلسة لمجلس الوزراء السوداني يوم الخميس الماضي. وسيتم تشكيل حكومة جديدة عقب الإنتهاء من مراسم تنصيبه وأدائه القسم يوم الإثنين القادم في أولى جلسات البرلمان السوداني الجديد.
ويلحظ مواطنو ولاية الخرطوم حركة دؤوبة في الشوارع والساحات لإستقبال الضيوف، اذ تم وضع لافتات ضخمة بها صور للبشير وترحيب بالضيوف مع تجديد طلاء الشوارع وهو ما لم يحدث عندما فاز البشير في الإنتخابات السابقة في 2010.
وأثارت مراسم التنصيب جدلا واسعا في الأوساط السودانية، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر وثيقة ـ لم يتسن التأكد من صحتها – تشير إلى الطريقة التي يتم بها جمع تكلفة الاحتفالات، اذ تلزم رئاسة الجمهورية المؤسسات العامة والخاصة بدفع قيمة تحددها الرئاسة بخطاب رسمي، كما حدث لإتحاد أصحاب العمل السوداني الذي طلب منه دفع مليون ونصف المليون جنيه مساهمة في حفل تنصيب البشير.
وطبقا لبعض المصادر فإن الاحتفال سيشهد حشدا غير مسبوق على مستوى كيانات وفئات المجتمع السوداني على رأسها الإدارات الأهلية ومشايخ الطرق الصوفية والاتحادات الطلابية والشبابية.
المعارضة السودانية لم تصدر تصريحات بخصوص هذا الحدث، لكن صحيفة «اليوم التالي» السودانية كانت قد ذكرت أن لجنة تنصيب المشير البشير أعلنت مشاركة أحزاب وتنظيمات سياسية معارضة، لم تسمها، في حفل التنصيب. وقالت إن مشاركة هذه الأحزاب «ستكون مفاجأة»!
وفي تكتم شديد تتم مشاورات لتكوين الحكومة الجديدة. وكان البروفيسور ابراهيم غندور، مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم، قد اشار في حوار تلفزيوني إلى أن الحكومة القادمة ستكون حكومة شراكة مع القوى السياسية التى خاضت الانتخابات، مضيفا أن هذا ما تم الاتفاق عليه مع شركائهم فى الحكومة حتى قبل الانتخابات. وأوضح أن الفيصل سيكون هو حجم هذه الاحزاب فى الانتخابات الاخيرة وما يفضى اليه الحوار معها. وقال: «نحن نرغب فى تنفيذ برنامجنا الانتخابى الذى قدمناه للمواطن وهو استكمال النهضة ولدينا فى ذلك كثير من البرامج».
وأثارت الإنتخابات التي أجريت في ابريل الماضي جدلا كثيف لا يزال مستمرا حتى اليوم وبلغت نسبة المشاركة 46.4%.
وفاز البشير بالرئاسة من دون أي منافسة واكتسح حزبه مقاعد البرلمان بـ323 مقعداً من مجموع 426 مقعداً، يليه المستقلون الذين حازوا على 25 مقعداً، وجاء الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ثالثاً بـ19 مقعداً، والاتحادي الديمقراطي 
رابعاً بـ15 مقعدا.
وحظيت انتخابات السودان بمشاركة العديد من المنظمات الدولية والإقليمية والتي أشاد أغلبها بالعملية الانتخابية. لكن دول الترويكا والاتحاد الأوربي شككت فيها وأكدت فشل الحكومة السودانية في خلق أجواء مواتية لعقد انتخابات حرة ونزيهة. وأشارت إلى إن القيود المفروضة على الحريات السياسية التي تتعارض مع الدستور السوداني، وعدم وجود حوار وطني ذي مصداقية، واستمرار النزاع المسلح في مناطق الهامش، من أهم الأسباب التي أدت لضعف المشاركة في الانتخابات.
هذا الموقف عده الكثيرون عدم إعتراف مبكر بنتيجة الإنتخابات التي خاضها حزب البشير بدون أية منافسة بعد إنسحاب الأحزاب الكبرى واتهامها للحكومة بإفشال الحوار ودعوتها لإسقاط النظام السوداني.


صلاح الدين مصطفى

ديكان مبدعان يتصارعان: الفيتوري وقباني

الفيتوري
نزار قباني

أخط هذه السطور بمناسبة رحيل الشاعر محمد الفيتوري مؤخرا، فالنهايات تذكرنا بالبدايات. التقينا نزار قباني وأنا بالشاعر الفيتوري للمرة الأولى في سهرة أدبية في منزل سفير السودان في بيروت يومئذ الأديب مصطفى مدني وزوجته عايدة كريمة المفكر الأديب جمال محمد أحمد (الذي كان يومها سفيرا للسودان في لندن).
ومنذ اللقاء الأول بين نزار والفيتوري الراحل منذ أسابيع، شعرت بأن كهارب المودة لم تصبغ صلتهما بل النفور المتبادل.
نزار كان طويل القامة أزرق العينين بالغ الوسامة والأناقة، تحيط به الجميلات وهو الذي «فصل من جلد النساء عباءة، وعمر أهراما من الحلمات» كما يصف نفسه في إحدى قصائده. إنه «الطاووس الأجمل» والفيتوري «غراب متوحد». ولأنني أحب قصائد الفيتوري كنت (أخون) قرابتي العائلية ونزار لأجلس إلى جانب الفيتوري الزنجي قصير القامة الأقرب إلى بشاعة الوجه لكنه يصير جميلا حين يقرأ قصائده ويشع من عينيه ضوء قمري.

الشجار الودي
الشعراء الفخورون بأنفسهم يكره بعضهم بعضا حين تصطدم كواكب (الأنا) لديهم.
وسهرة بعد أخرى (فقد كنا نزار والفيتوري وأنا من الضيوف الدائمين في تلك السهرة الأدبية الراقية الأسبوعية) ولقاء بعد آخر نضجت علاقة الكراهية المتبادلة بينهما، لكنها كانت كراهية (أفلاطونية) على وزن «الحب الأفلاطوني» دونما إعلان عنها أو ممارسة لشعائرها بالأذى حتى اللفظي. وكنت أشعر بأن جوهر تلك الكراهية المتبادلة بإخلاص نادر. تعاليهما على بعضهما.
الفيتوري الشاعر، صاحب دواوين: أغاني أفريقيا ـ عاشق من أفريقيا ـ اذكريني يا أفريقيا ـ أحزان أفريقيا وسواها، والفخور بزنوجته لفظيا على الأقل، كان يلمح إلى أن نزار ليس أكثر من شاعر عادي لكنه النجم الاجتماعي» مما يجلب له الشهرة بصفته شاعر التغزل بالمرأة. والفيتوري هنا يظلم نزار (الشاعر الكبير).
أما نزار فكان يقول لي وأنا أقود سيارتي لإيصاله إلى بيته بعد السهرة في طريقي إلى «وكري»: الفيتوري شاعر من الدرجة الثانية، معقد من شكله ولونه، ويضيف: أما (أفريقياته) فهي تعبير مرضي عن عقدته التي تتحكم به ويحاول تجميلها إنسانياً. وكنت أقول لنزار إن الله وحده يعلم ما في الصدور، كما كنت أدافع عن شعر الفيتوري.

تبادل الأدوار بين الفيتوري ونزار!
إتقان نزار والفيتوري لفن الكراهية جعلنا في تلك السهرات نشهد استعراضا جميلا للإبداع. وكروائية كنت استمتع بالمشهد الإنساني النادر لألوان الغيرة والكراهية في الطبيعة البشرية، الرمادية قليلا أو كثيرا والبريئة من البياض المطلق.. والسواد الناصع.
وهكذا كانا يتبارزان في السهرة لا بالسيف والترس بل بالقصائد وكان صراع الديكة بينهما أبجديا. وعلى سبيل النكاية بنزار، كان يحلو للفيتوري ان يقرأ لنا قصيدته الغزلية الجميلة جدا بإلقاء بصوته الأفريقي الحار، كصوت عراف القبيلة وكاهنها:
في حضرة من أهوى
عبثت بي الأشواق
حدقت بلا وجه
ورقصت بلا ساق
وزحمت بطبولي وراياتي الآفاق
عشقي يُفني عشقي وفنائي استغراق
مملوكك أنا
لكنني سيد العشاق..
ويكرر عبارة «لكنني سيد العشاق» كما لو كان يتحدى نزار.
ويقبل نزار التحدي ولعبة تبادل الأدوار فيلقي بقصيدة إنسانية وطنية والحضور في السهرة ثملون بالشعر الجميل.
ثم يقرأ نزار لنا شعراً إنسانياً في المرأة مزايداً بذلك على (الديك الفيتوري الآخر) قائلا:
ثقافتنا فقاقيع من الصابون والوحل
فما زالت بداخلنا رواسب من أبي جهل
نرجع آخر الليل،
نمارس حقنا الزوجي كالثيران والخيل
نمارسه خلال دقائق خمس
بلا شوق ولاذوق ولا ميل
ونرقد بعدها موتى.
ونتركهن وسط الناروسط الطين والوحل
قتيلات بلا قتل بنصف الدرب نتركهن….
قضينا العمر في المخدع
وجيش حريمنا معنا، وصك زواجنا معنا
وقلنا الله قد شرّع
ليالينا موزعة على زوجاتنا الأربع
ويرد الفيتوري بقصيدة ويشتعل الليل بالإبداع بين طفلين أبجديين مبدعين يتشاجران…

علاقات ملتبسة
الصداقات اللدودة بين المبدعين كانت دائما مليئة بالصواعق والبروق والوعود والحب/الكراهية، كما في علاقة غوغان وفان كوخ وعلاقة جبران من جهة، وميخائل نعيمة وسعيد عقل من جهة أخرى. وكانا يغاران منه ويزعمان ان مرد نجاحه ليس لإبداعه بل لهجرته وكتابته بالإنكليزية. هنالك أيضا وصلة المبدع البريء موزارت مع موسيقار البلاط الرديء سالييري الذي غار منه وحقد على إبداعه، وكانت تلك الصلة وحياً لفيلم رائع هو «أماديوس» حيث «المزمار المسحور» لموزارت والغيرة السامة من سالييري. والأمثلة تطول وبوسع ناقد تأليف كتاب مشوق عن العلاقات الملتبسة بين المبدعين التي تبلغ حدود الأذى أحياناً.
وقلما تصفو سماء علاقة كما حدث بين شيللي وكيتس، وهما شاعران كبيران. وقد علمت بعلاقتهما الجميلة الإنسانية مصادفة حين كنت اتسكع في «ساحة إسبانيا» في روما وقرأت بطريق الصدفة لوحة تقول:
هنا عاش الشاعران شيللي وكيتس. (وكان أحدهما مريضا والآخر يعتني به).
ولكن ذلك نادر. كأنه الاستثناء الذي يؤكد القاعدة: وهي لعبة صراع الديكة التي لا تخلو من أديبات نساء يقارعن بموهبتهن ذكور الأدب ويربحن جولات.
ومن أطراف حكايات الغيرة الأدبية ما حدث بين يوسف إدريس ونجيب محفوظ حين فاز الثاني بجائزة نوبل، اشتعل يوسف إدريس غيرة ولإنه إنسان طيب وصريح وبريء كطفل لم يُخْف ذلك، وأعلن غضبه على صفحات الصحف وكان مقتنعا بأن جائزة نوبل يجب ان تذهب إليه. وبعدها نال إدريس جائزة عربية مجزية ماليا لكنه نالها مناصفة مع كاتب آخر، ومن جديد أعلن غيرته وغضبه على صفحات الصحف… واتطلع إلى كتاب نقدي يتناول عشرات الحكايات المشابهة من الشرق والغرب، فالمبدع طفل كبير، والبعض لا ينجح في إخفاء هذه الحقيقة!


غادة السمان