‏إظهار الرسائل ذات التسميات المرأة والطفل. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المرأة والطفل. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 19 أغسطس 2016

أكَّدْن طرد أبنائهن بسبب الرسوم أمهات تلاميذ يقتحمن منبراً لوزير التربية بسبب الرسوم الدراسية

داهمت ثلاث سيدات منبر الخرطوم الإعلامي الذي استضاف وزير التربية ولاية الخرطوم د. فرح مصطفى وأكدن طرد أبنائهن من مدرسة حمد ود المقبول الأساسية بسبب عدم تسديد الرسوم الدراسية البالغة (1500) جنيه للطالب وأبرَزْنَ مستنداً رسمياً من المدرسة يدعو أولياء الأمور للحضور لمقالبة الإدارة.
وطالب وزير التربية والتعليم الأمهات بإبراز إيصال مالي يثبت الواقعة، مؤكداً أن الرسم بأي معاملة في السودان يتم بإيصال مالي الكتروني وقال أي شخص فُرضت عليه رسوم يبرز إيصاله وشدد على عدم وجود رسوم دراسية مفروضة على الطلاب إلا أنه عاد وتعهد بحل مشكلة الطلاب الثلاثة، مطالباً الأمهات بالحضور إلى مكتبه بعد انتهاء المنبر، مشدداً على أن تلك الحالة تعتبر حالة واحدة من ضمن (1414) مدرسة أساس بولاية الخرطوم.
وأقر الوزير بوجود مساهمات مالية تفرضها مجالس الآباء تسندها لائحة المجالس التربوية ونفى وجود زيادات في رسوم المدارس الخاصة مؤكداً أنه وفقاً لقانون التعليم الخاص فإن رسوم المدارس لا تزيد إلا كل 3 سنوات بنسبة 20% مشدداً على أن وزارته تقوم بتفعيل القانون.
وأقر فرح بتأخير مرتبات المعلمين الجنوبيين العائدين من الجنوب لهذا الشهر بسبب وجود مشكلة بتحويل الهيكل وعزا انخفاض نسبة التسرب من المدارس إلى توفير الوجبة، مقراً بوجود نقص في معلمي المرحلة الثانوية يبلغ 400 معلم.

الصيحة

الاثنين، 16 مايو 2016

بعض جوانب تطور تعليم البنات بشمال السودان

Some Aspects of the Development of Girls’ Education in the Northern Sudan
Lilian M. Sanderson   ليليان م. ساندرسون
ترجمة وتلخيص: بدر الدين حامد الهاشمي
مقدمة: هذه ترجمة وتلخيص لمقال البريطانية ليليان م. ساندرسون (1925 – 1996م) المنشور في مجلة "السودان في مدونات ومذكرات "في عددها رقم 42 والصادر في عام 1961م، عن تاريخ تعليم البنات بالسودان.
وعملت الكاتبة، بحسب سيرتها الذاتية بموقع جامعة درم، منذ عام 1953م في تدريس البنات بمدرستي أمدرمان الوسطى والخرطوم الثانوية، وذلك حتى عام 1962م. ثم عملت لعام آخر في التدريس بجامعة الخرطوم أستاذة غير متفرغة. 
ونشرت الكاتبة نسخة أخرى من هذا المقال في عام 1968م في العدد الثامن من مجلة غربية هي
Paedagogica Historica: International Journal of the History of Education ، ومقالا مماثلا عن تطور تعليم البنات في جنوب السودان.
المترجم
*****   ***********     *********   ******** 
تطور تعليم البنات بالسودان في غضون الستين عاما الأولى من القرن العشرين، بنفس الوتيرة التي تطور بها في البلدان الأخرى، وبالتوازي مع التطور (الأسرع) الذي حدث في تعليم البنين. وتوضح الأرقام التالية في الجدول رقم 1 أعداد مدارس البنين والبنات بالسودان عام 1960م
جدول رقم 1. أعداد مدارس البنين والبنات في عام 1960
    مدارس الأولاد    مدارس البنات
الصغرى     712    207
الأولية     565    245
الوسطى     89    25
الثانوي     12    02
وبالإضافة لذلك كانت هنالك أيضا 14 مدرسة صناعية وسطى وثانوية للبنين، ومعهد الخرطوم الفني، وكانت جميعها تقدم تعليما مهنيا لتدريب البنين. ولم تكن هنالك معاهد مماثلة للبنات خلا كلية التمريض، والتي كان عدد طالباتها لا يتجاوز 11 (في العام). أما في جانب التعليم الديني فقد كانت هنالك 28 مدرسة وسطى، و6 مدارس ثانوية، ومعهد (علمي) وحيد للبنين، بينما لم تكن هنالك أي مدارس دينية للبنات. 
أما أوضح تبيان بين تعليمي البنين والبنات فقد كان على المستوى الجامعي. فقد بلغ عدد طلاب جامعة الخرطوم 1164 في مقابل 52 طالبة فقط (لم تذكر الكاتبة في أي عام كانت تلك الاحصائية. المترجم)  
وكان هنالك في المدارس غير الحكومية /الأهلية (والتي شملت المدارس الخاصة السودانية، ومدارس البعثة المصرية، والبعثات التبشيرية /الكنسية، ومدارس الجاليات الهندية والإغريقية والأرمنية) نحو 4980 طالب و1319 طالبة. 
أما بالنسبة للأمية، فقد بلغت نسبة من بمقدورهم القراءة والكتابة من البنين فوق سن العاشرة نسبة 30% من السكان الذكور، بينما لم تتجاوز تلك النسبة عند البنات 4% في عام 1956م. وساهمت المطبوعات التي أصدرها مكتب النشر والنوادي (الثقافية) في عدم ارتداد بعض تلاميذ المدارس الأولية إلى ظلام الأمية بعد تخرجهم منها وهجرهم للتعليم. ولم تكن تلك الفرصة متاحة للبنات، مما يشير إلى أن الفروقات بين نسبتي الأمية عند الجنسين قد تكون في الواقع أكبر مما هو مذكور أعلاه.
كيف نشأ هذا الوضع؟ دعنا في البدء ننظر إلى الاتجاهات الرئيسة في تطور تعليم البنات على خلفية التعليم عموما في خلال الستين عاما الماضية. فعلى الرغم من أن قلة قليلة فقط من البنات كن يرتدن الخلاوي، إلا أنه كان من المعلوم أن هنالك بعض النساء على معرفة بالقراءة والكتابة في عهد الفونج (السلطنة الزرقاء). وورد في "طبقات ود ضيف الله"، والذي كتب في نهاية القرن الثامن عشر، عدة إشارات لنساء متعلمات وفقيهات (فقيرات)، وكان بعضهن شيخات في الخلاوي. وورد أيضا أن خوجلي بن عبد الرحمن (المتوفى عام 1742م) قد ولد في جزيرة توتي وتعلم في خلوة الفقيرة عائشة بنت ولد القدال. ورغم ذلك فالراجح أن الغالبية العظمى من بنات السودان قبل دخول الاستعمار (الثنائي) لم يكن يتلقين أي تعليم غير القصص التراثية الشفاهية (oral tradition) وهن في أحضان أمهاتهن.
ورغم أن السير جيمس كيري أول مدير للتعليم وعميد كلية غردون التذكارية كان قد أوضح أغراض التعليم في السودان، ومحدوديتها، إلا أن الحكومة كانت قد توسعت في تعليم البنين بعد إنشاء أول مدارس أولية بالبلاد في العقد الأول من القرن العشرين، وأولها كلية غردون التذكارية، والتي افتتحت في 1902م. ثم تم إنشاء قسم ثانوي صغير بذات الكلية في 1904م، وبدأ من بعد ذلك طرح مقررات (كورسات) صناعية وفنية ووسيطة، ومعهد لتدريب المعلمين. ثم افتتحت "مدرسة كتشنر الطبية" في عام 1924م. وما أن أتى عام 1931 حتى كان وضع تعليم البنين كما هو موضح في جدول رقم 2.   
جدول رقم 2. أعداد مدارس البنين والطلاب في عام 1931 
    عدد المدارس    عدد البنين بالمدارس
الأولية    89    9339
الوسطى    11    1272
الثانوي    1    534
الورش التعليمية    3    372
كلية تدريب المعلمين    1    44

ولم يحدث توسع مماثل لتعليم البنات في تلك الفترة.
وفي عام 1921م كانت هنالك خمس مدارس أولية للبنات في كل من رفاعة والكاملين ومروي ودنقلا والأبيض. ويرجع الفضل في البدء في فتح تلك المدارس للشيخ بابكر بدري ومبادرته وحماسه. فقد أفتتح ذلك الرائد أول مدرسة للبنات في رفاعة عام 1906م، ثم تلقى عونا من الحكومة للمضي قدما في حقل تعليم البنات، وشجع نجاح فكرته السير جيمس كيري على فتح مدارس للبنات في مدن أخرى. ويجب أن نذكر هنا أن الشيخ بابكر بدري كان يطوف ببعض تلميذاته على مختلف المدن لتشجيع البنات على التعليم المدرسي. غير أن محاولاته تلك لاقت صنوفا من المعارضة من الرأي العام بالبلاد، مما جعل الحكومة لا تحاول فرض تعليم البنات أو تسريع معدل فتح مدارس لهن، والانتظار حتى يكون هنالك طلب (demand) يستدعي فتح مدارس جديدة. 
وكان أحد أهم معالم تعليم البنات بالسودان هو افتتاح كلية تدريب المعلمات بأم درمان في عام 1921م. ويعزى نجاح تلك الخطوة إلى حماس الأختين إيفانز (المقصود هما دورثي جي إيفانز وأختها). وكانت كبراهن هي أول عميدة لتلك الكلية، ومن أكثر الذين عملوا على زيادة أعداد مدارس البنات الأولية. (يمكن مراجعة مقال مترجم لبروفيسور مارتن دالي له صلة بهذا الجانب عنوانه: "عرض لكتاب الجندرية البريطانية إنا بيزيلي "الناس والأماكن والتعليم في السودان". المترجم). وتوج جهد السيدة إيفانز بافتتاح أول مدرسة وسطى للبنات بأم درمان. ومضى التوسع في تعليم البنين بين عامي 1932 و1946م يسير قدما استجابة لتقارير أعدتها لجان عالمية متخصصة، ولاستقدام عدد كبير من المعلمين من مختلف الدول، وإنشاء معهد بخت الرضا، بينما بقي تعليم البنات يتوسع بشكل تدريجي وشديد البطء. وبقي الوضع هكذا حتى أفتتح في عام 1945م فصل ثانوي صغير في مدرسة أمدرمان للبنات، انتقل فيما بعد إلى المقر الحالي لمدرسة أمدرمان الثانوية للبنات في عام 1949م. 
وبين عامي 1946 و1956م أنصب تركيز الحكومة على التوسع الكمي في مدارس البنين في مختلف المراحل أكثر من التوسع الكيفي، وذلك لمقابلة الاحتياج المتوقع للمتعلمين بعد نيل البلاد لإستقلالها. وفقد بذلك تعليم البنات فرصة أخرى للتوسع. غير أن تعليم البنات بدأ بعد عام 1956م في التوسع مجددا، ولكنه ظل في المقام الثاني، وبمعدل بطيء، إذ أن الأولوية كانت لا تزال تعطى للتوسع في تعليم البنين بسبب الحاجة لمتدربين فنيين ومتعلمين سودانيين على كل المستويات.
لم تأخر تطور تعليم البنات بهذا الشكل؟ كان أحد الأسباب (الجزئية) لذلك هو الوضع الخاص بالنساء في المجتمع السوداني، وفصلهن عن المجتمع، ونظرته المتحفظة تجاههن. وكان المجتمع ينظر لأي فكرة أجنبية يعتقد بأنها تتعدى أو تنتهك النظام الاجتماعي القائم بعين الريبة والشك العظمين. وكانت النساء أنفسهن يؤمن بأن أي نوع التغيير هو بمثابة خطيئة تخالف أحكام الله وأقداره. وكانت الحكومة في بدايات القرن العشرين لا تعارض تعليم البنات، إلا أنها كانت تحتمله فقط دون أن تشجعه. ففي بداية الحكم الثنائي كان اللورد كرومر (1841 – 1917م، مبعوث ملكة بريطانيا العظمى والقنصل العام المقيم بالقاهرة) قد قطع لقادة تجمع ضخم لزعماء قبائل شمال السودان وعدا صارما بعدم القيام بأي محاولة للتبشير المسيحي في مناطق السودان المسلمة (انظر مقال الدكتورة الأمريكية هيزر شاركي "مسيحيون في أوساط المسلمين" والمنشور في "مجلة التاريخ الأفريقي" في عام 2002م، والذي ذكرت فيه أن مسلما واحد فقط تنصر على يد البعثات التبشيرية في الستين عاما الأولى من عهد الحكم الثنائي. المترجم). وخشيت الحكومة من أن يعد الأهالي افتتاح مدارس للبنات في ذلك الوقت تدخلا في تقاليدهم الموروثة. ولم تكن الحكومة ترى، على كل حال، أن تعليم البنات أمرا ملح الضرورة. ولم تسمح الحكومة للبعثات التبشيرية بفتح مدارس للبنات في بداية العهد الاستعماري، رغم أنه كان بإمكانها الإسراع بوتيرة تعليم البنات، ولكنها سمحت بذلك في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين ضمن خطتها للتوسع في التعليم عموما وتعليم البنات خصوصا، مع تحول (طفيف) للرأي العام السوداني تجاه قبول تعليم البنات ورؤيته لثماره. وكانت نوعية التعليم المقدم للبنات في تلك السنوات يفوق ذلك الذي كان يقدم للبنين، غير أن عدد مدارس البنات كان أقل بكثير جدا من مدارس البنين.
وظلت الحكومة تسعى لإقناع العامة من الأهالي بأهمية تعليم البنات في وقت كان فيه غالب سكان البلاد يعارضونه. وفي أخريات الثلاثينيات انشغل الناس عن الالتفات لتعليم البنات بتطوير تعليم البنين وتوسيعه واستقدام معلمين من الخارج. وتقرر بعد إنشاء المجلس الاستشاري عام 1946م، حينما بدا واضحا أن السودان مقبل على الاستقلال، التوسع في تعليم البنين مهما بلغت التكاليف. ونتج عن ذلك نقص الاعتمادات اللازمة لفتح مزيد من المدارس لتعليم البنات. فقد كان من السهل على الحكومة والمواطنين تفهم فائدة التوسع في المدارس الأكاديمية والصناعية والتقنية والمهنية للبنين. ولم يكن الأمر بذلك الوضوح بالنسبة للتوسع في تعليم البنات، واللواتي يتم تزويجهن في سن باكرة على كل حال، ولا يتقلدن وظائف عامة تفيد المجتمع، مما يجعل الانفاق على تعليمهن – في نظرهم-  بلا عائد، ويصعب تبريره. ولم تبدأ عملية التوسع في تعليم البنات إلا في الخمسة عشر عاما الأخيرة (أي بين 1945 – 1960م)، وحينها كان الطلب على تعليمهن يفوق القدرة المالية على مقابلته.
ونعود لذكر ما قام به الشيخ بابكر بدري، رائد تعليم المرأة في السودان، والذي كان بحق سابقا لعصره. فقد واجه معارضة شرسة من مجتمعه لسعيه لتعليم البنات، والذي كان يراه بثاقب نظرته أمرا بالغ الأهمية للمجتمع. وكان الشيخ صديقا مقربا للأسقف قوين (المقصود هو الأسقف لويلن قوين أول رئيس للكنيسة الأنغليكانية في مصر والسودان بين عامي 1920 – 1946م. انظر المقال المترجم المعنون: "من بعض ما ورد عن آراء الجنرال غردون عن الإسلام" لمعرفة المزيد عن هذا الأسقف. المترجم). وكان الأسقف يحاول في بداية الحكم الثنائي إقناع الحكومة – دون فائدة - بالسماح للجمعيات والبعثات التبشيرية بفتح مدارس للبنين والبنات. وكان الشيخ بابكر بدري، بحسب ما جاء في مذكراته، شديد التأثر بوالدته. وازداد اقتناعه بأهمية تعليم البنات في غضون عامي سجنه في أسوان بعد أسره بعيد هزيمة حملة عبد الرحمن النجومي التي كان أحد جنودها. والتقى في أسوان بعدد من النساء السودانيات، وأعجب أشد الإعجاب بشجاعتهن وشخصياتهن القوية. وكان أول زواج له في تلك الفترة بأسوان، حيث كان بصحبته والدته وثلاث من أخواته. وفي تلك الأيام، وما تلاها من أعوام، غدا شيخ بابكر بدري من دعاة ونصراء قضية تعليم البنات.
وعندما أطلق سراح الشيخ من الأسر آب إلى رفاعة، وأفتتح بمنزله فيها أول مدرسة للبنات لأبناء وبنات عائلته عام 1906م في تحد لمعارضة قوية وعداء شديد من أفراد عائلته ومجتمعه (اختلفت كثير من المصادر في سنة افتتاح تلك المدرسة، فقد ورد في مقال "سجلات التقدم" لهيزر شاركي أن تلك المدرسة افتتحت في عام 2007م، بينما ذهب آخرون إلى أن تاريخ افتتاح المدرسة هو 1910م، بينما يزعم من كتب في موسوعة الويكيبيديا عن الشيخ أن تاريخ افتتاح المدرسة هو 1903م. المترجم). وكان بأول فصل افتتحه 4 من بناته و12من قريباته. وكانت البنات (بحسب معلومة تلقيتها من سارة بدري، إحدى قدامى تلميذات تلك المدرسة) يتلقين خمس حصص للحياكة والتطريز وأعمال الإبرة، وحصة واحدة للغة العربية. وكانت أعمال الإبرة والتطريز التي يتم تعليمها سودانية تقليدية، فقد كن يصنعن طواقي لإخوانهن. وكانت الحصص تبدأ في السابعة صباحا إلى الساعة الثانية ظهرا، ومن الثالثة عصرا إلى السادسة مساء. 
وأخفق الشيخ بابكر في الحصول على أي عون مادي من أقربائه لتوسيع فصله، فطلب من المأمور مبلغ عشرين جنيها لبناء فصل لتدريس البنات (يمكن أن يستخدم أيضا مخزنا لمدرسة البنين) ولكن المأمور رفض ذلك الطلب. فقدم الشيخ ذات الطلب للحكومة مباشرة، فرد عليه السير كيري بأنه لا يعتقد بأن الوقت قد حان لتقبل المجتمع والرأي العام لتلك الفكرة. ورد الشيخ بدعوة السير كيري لزيارة رفاعة وأن يرى بنفسه مدرسته التي أقامها في منزله.
وفي ذات العام (1906م) كان على مكتب السير كيري طلب للسماح بفتح مدرسة للبنات في الخرطوم وقع عليه عدد من موظفي الحكومة المصريين مطالبين بمدرسة لبناتهم يقدم لهن فيها تعليم في أجواء غير طائفية non- sectarian atmosphere. ورد السير كيري على تلك المذكرة بالقول بأنه يقر بأهمية قيام تلك المدرسة، ويتمنى أن تتوفر الإمكانات المادية في المستقبل القريب لإنشائها. وفكر السير كيري في أن مدرسة رفاعة تلك قد تصلح لتكون "تجربة عملية"، إذ أن الأخبار كانت قد بلغته عن أن هنالك "مدرسة كتاب محلية عالية الكِفايَة (الكفاءة) يديرها شيخ محلي قدير ومثير للاهتمام". ورغم ذلك أفتتح في عام 1907م فصلان للبنات في مدرسة الخرطوم الأولية حتى يكتمل بناء مدرسة الخرطوم الأولية للبنات والتي كان قد خطط لها أن تكتمل في عام 1909م. 
وفي عام 1907م كانت مدرسة الشيخ بابكر بدري تضم 17 طالبة، منهن 12 من عائلة الشيخ نفسه، والباقيات من بنات أصدقائه. وقرر الشيخ بابكر بعد ذلك القيام بحملة أخرى لتغيير نظرة المجتمع لتعليم البنات، ولتذكير الناس بأن البنات كن يتعلمن القرآن في خلاوي سواكن منذ عام 1310هـ (الموافق لعام 1893م). وعين الشيخ مدرسة للقيام بتدريس البنات كان يعطيها 10 شلن شهريا، ويبيع ما يصنعنه من طواقي وغيرها بنحو جنيه واحد. وقام الشيخ بتأليف كتاب مخصوص لتعليم البنات اللغة العربية، إذ أنه كان يعتقد بأن الكتاب الذي يستخدمه الأولاد ليس مناسبا للبنات. وأرسل السيد ديكنسون مدير مديرية النيل الأزرق تقريرا للسير جيمس كيري ذكر له فيه أنه زار مدرسة الشيخ بابكر بدري في شهر إبريل من عام 1907م ووجد الطالبات يقرأن ويكتبن ويحصين الأعداد حتى 99.
وسجل السير جيمس كيري في ديسمبر من عام 1907م زيارة لمدرسة الشيخ بابكر بدري في رفاعة. وكان على الشيخ أن يحصل على موافقة آباء التلميذات قبل السماح للسير كيري بالدخول عليهن في الفصل. وصل السير كيري للمدرسة في الخامسة مساء، وبادر بسؤال الشيخ بابكر بدري عن تكلفة إقامة المدرسة فأجابه الشيخ:"14 جنيه". وسأله السير كيري عن "طلباته" فرد الشيخ بأنه يرغب في أن تتولى الحكومة كل شئون المدرسة، وأن تدفع له 4 من الجنيهات المصرية شهريا حتى يمكنه تعيين مدرسة جيدة من واد مدني اسمها ست أبوها. وافق السير كيري على الفور على ذلك الطلب. ثم طلب الشيخ بابكر بدري مبلغ 200 جنيه لبناء مبنى جديد بقرب مدرسة الأولاد. وغمره الفرح وهو يسمع موافقة السير كيري على ذلك الطلب أيضا. ثم أقترح السير كيري أن تقوم الطالبات بحياكة ملابسهن بأنفسهن عوضا عن صنع الطواقي. وبهذا بدأت أول مدرسة حكومية لتعليم البنات في السودان. ومن بعد ذلك تطورت المدرسة بصورة تدريجية إلى أن رسخ عودها. وقرر السيد ديكنسون أن تتولى الحكومة دفع مرتب حارس (غفير) المدرسة الشهري، والبالغ جنيها واحدا. غير أن زعيم قبيلة الشكرية، والمحكمة الشرعية، ومساعد الباشمفتش برفاعة ظلوا جميعا على رفضهم لمدرسة بابكر بدري الجديدة، وطفقوا يألبون الناس ضدها، إلا أن السيد ديكنسون ظل يساند الشيخ ومدرسته ويرد عنه هجوم المعارضين. 
وبعد ذلك اقتنع السير كيري بأن الوقت قد حان للتوسع في التعليم الحكومي للبنات. غير أن الأزمة الاقتصادية التي حاقت بالبلاد في تلك الأعوام دعت الحكومة لإيقاف إنشاء المزيد من المدارس لأجل لم يتم تحديده. وأقر مدير التعليم بعد عام 1916م سياسة تقضي بإرسال الطالبات اللواتي أكملن أربع سنوات في مدرسة بابكر بدري برفاعة إلى الخرطوم لمواصلة الدراسة في مدرسة جمعية التبشير الكنسي Church Missionary Society school (وهي مدرسة الاتحاد العليا الحالية Unity High School) لمدة عامين إضافيين للتدرب على التدريس والتخرج منها والعمل في مجال تدريس البنات. وكانت أول دفعة من هؤلاء الطالبات من عائلة بدري وضمت أم سلمة بدري أول خريجات تلك المدرسة. وكانت ست أبوها مصطفي (المدرسة برفاعة) هي أول طالبة تذهب للدراسة والتدريب في مدرسة جمعية التبشير الكنسي في عام 1911م. وأخبرتني ست أبوها، وكذلك ست نفيسة مكاوي (وهما من قريبات الشيخ بابكر بدري) عن استمتاعهما بالدراسة في مدرسة الاتحاد العليا، وعن خيبة أملهما عندما قرر ذويهما سحبهما من تلك المدرسة. وحكت لي ست عديلة بدري عن قضائها لشهر واحد فقط في مدرسة الاتحاد العليا وهي في العاشرة من العمر، قرر بعده عمها يوسف إخراجها من تلك المدرسة، وكان ذلك مصدر خيبة أمل كبيرة لها لأنها كانت قد شرعت لتوها في تعلم العزف على آلة البيانو. وفي عام 1916م بدأت عائشة محمد أحمد الدراسة في مدرسة الخرطوم الأولية للبنين، غير أن السير كيري نصحها بالتحول لمدرسة جمعية التبشير الكنسي، مما أثار حفيظة الكثيرين من الأهالي. ولكن والدها الشيخ محمد أحمد فضل آثر أن يستجيب لنصيحة السير كيري ونقل ابنته لتلك المدرسة، حيث درست، وبمزيد من الاستمتاع، لمدة أربعة أعوام في المرحلة الأولية، وثلاث سنوات أخرى في المرحلة الوسطى، والتي شملت بالإضافة للمواد الأساس دراسة العقيدة المسيحية والموسيقى والألعاب الرياضية. 
ونذكر هنا بعض المعلومات عن مدارس جمعية التبشير الكنسي في القرن العشرين بالسودان. فقد أقامت بعثة آباء فيرونا الرومانية الكاثوليكية الإيطالية   Italian Roman catholic Verona Fathers’ Mission  أول مدرسة من هذا النوع في السودان. وكانت تلك المدارس الكنسية قد دخلت للسودان لأول مرة في نهايات عهد الحكم المصري التركي، ثم توقف نشاطها مع مقدم العهد المهدوي. وبعد بدء عهد الحكم الثنائي تقدمت تلك المدارس بطلبات للحكومة كي تعاود نشاطها بالبلاد. وقوبلت تلك الطلبات في البدء بالرفض. ولم يثن ذلك تلك المدارس من تكرار الطلب إلى أن استجابت الحكومة نسبة لوجود طلب على ذلك النوع من التعليم عند كثير من الأجانب بالبلاد. وأصرت الحكومة على قيام تلك المدارس في العاصمة لتسهل مراقبتها، ولأن المسلمين في المدينة أكثر من غيرهم تقبلا وتسامحا مع الديانات الأخرى. وفاق الطلب على الالتحاق بتلك المدارس من المسيحيين والمسلمين توقعات الحكومة فوافقت على فتح المزيد من تلك المدارس في العاصمة والمدن الكبرى في الأقاليم. 
وكانت بعثة آباء فيرونا الرومانية الكاثوليكية الإيطالية قد افتتحت مدرستين للبنات في عام 1900م، واحدة في الخرطوم (وأسمتها مدرسة سانت آنا) وأخرى بأم درمان (وأسمتها مدرسة سانت جوزيف) بدأتا بروضة أطفال وفصول مدرسة أولية، تطورت فيما بعد إلى مدرستي مرحلة وسطى. وشيد لاحقا مبنى من طابقين لمدرسة سانت آنا (يقع شرق محطة السكة حديد الحالية) كان وقتها حديث المجتمع لفترة طويلة لجمال تصميمه.  وبحسب التقارير الرسمية الصادرة في 1924م كانت هنالك 140 طالبة في تلك المدرسة الكنسية بأم درمان، و300 في مدرسة الخرطوم. واشترطت الحكومة على المدرستين عدم إجبار الأطفال المسلمين والمسلمات على حضور حصص العقيدة المسيحية، أو الحصول مسبقا على موافقة كتابية من ولي أمر الطالب أو الطالبة قبل حضور تلك الدروس الدينية. 
وللإجابة عن سؤالي عن السبب الذي دعا غالب السودانيين في بداية القرن العشرين لمعارضة تعليم البنات، ثم التحاق عدد كبير من بناتهم بالمدارس الكاثوليكية، ذكر لي الأسقف باروني مطران الأسقفية الرسولية بالخرطوم بأن بعثتهم التبشيرية كانت في أيامها الأولى تمنح الآباء حوافز مالية ليبقوا بناتهم في المدرسة، غير أن ذلك توقف بعد فتح القبول بالمدرستين لكل الجنسيات، وتزايد أعداد المتقدمات للالتحاق بالمدرستين. وكانت أوائل الطالبات في تلك المدارس من السوريات والمصريات والأوربيات، وكذلك بنات كبار موظفي الحكومة والمهنيين، والطبقة الوسطى، من الذين كانوا يرغبون في تعليم بناتهم. وكان وجود الراهبات في المدارس الكنسية عاملا من عوامل دفع الآباء للشعور بالثقة والأمان عند الحاق بناتهم بها. 
وكانت لمدرسة الاتحاد الأثر الأكبر في المجتمع السوداني والعالمي بالخرطوم، وفي السودان على وجه العموم. وكان تطور تلك المدرسة في بداياتها يعزى لجمعية التبشير الكنسية. وكان الأسقف لويلن قوين، الذي قدم للخرطوم في 1899م هو أحد رواد تعليم البنات بالسودان. وتجد في سجل كتاب log book الأسقف قوين بمدرسة الاتحاد العليا أن اللورد كتشنر لم يكن حريصا على بدء جمعية التبشير الكنسية لأي نشاط في منطقة مسلمة. ولكن تنازلت الحكومة قليلا مع إلحاح الجمعية الشديد، وسمحت لها بمزاولة نشاطها، بل ومنحتها لاحقا عونا ماليا لفتح مزيد من المدارس.
وفي عام 1902 اشتكى الأقباط من عدم وجود مدارس لبناتهم، فسمح لهم في يوليو من ذات العام، بمساعدة من الأسقف لويلن قوين بفتح مدرسة قبطية لتعليم بناتهم. وبعد عام من افتتاحها ضمت تلك المدرسة لمدارس جمعية التبشير الكنسي بقيادة الأسقف لويلن قوين. ويمكن اعتبار المدرسة القبطية من حيث التسلسل الزمني هي مدرسة البنات الثالثة في السودان.
وفي عام 1905م اشترت جمعية التبشير الكنسية أرضا بوسط الخرطوم بلغت مساحتها نحو فدان كامل بمبلغ 150 جنيه أقامت عليه مدرسة الاتحاد العليا الحالية. وبلغت قيمة تلك الأرض بعد سنوات قليلة أكثر من 8000 جنيه. وفي عام 1928 تولت طائفة الكنائس المسيحية Fellowship of Christian Churches إدارة مدرسة الاتحاد العليا، وحولتها لمدرسة ثانوية. 
وافتتحت بعثة المشيخية الأمريكية American Presbyterian Mission مدارس لها في مناطق ليس لجمعية التبشير الكنسية فيها وجود. فبدأت بالخرطوم بحري لمدرستها للبنات في سبتمبر من عام 1908م. وبدأت بمدرسة أولية، ثم بمدرسة وسطى، تطورت فيما بعد إلى مدرسة ثانوية. وكانت تلميذات المدرسة في عامها الأولى من اليتيمات أو من ذوات الحاجة، وكن يقمن في بيوت المتزوجين من أفراد البعثة التبشيرية. وبلغ عدد الطالبات بالمدرسة في نهاية عامها الأول 56، وازداد العدد إلى 85 في السنة الثانية، وإلى 133 عند نهاية عامها الثالث. وكانت الطالبات في المدرسة من مختلف الديانات والأجناس، فمنهمن المسلمات واليهوديات والمسيحيات والقبطيات والمصريات والحبشيات والسودانيات والسوريات والأرمنيات.
وكانت للجاليات كذلك مدارسها الخاصة، فكانت هنالك المدرسة الأرمنية والهندية والإغريقية. وكانت كل تلك المدارس مختلطة للجنسين.
ودخلت في عام 1945م أول فتاة لكلية غردون التذكارية من مدرسة الاتحاد العليا. وكان ذلك العام هو عام بدأت فيه الدراسة في مدرسة أمدرمان الثانوية للبنات. ومن بعد ذلك تمدد تعليم البنات بالبلاد في سنوات كانت حافلة بكثير من التغيرات السياسية، على عكس تعليم البنين، والذي ترسخت جذوره في سنوات ساد فيها استقرار سياسي نسبي، وتحت إشراف تربويين من ذوي التدريب العالي والخبرة الطويلة. 
لقد تضرر تطور النمو الفكري والثقافي الحقيقي في تعليم البنات من السعي المحموم للحصول على نتائج ممتازة في الامتحانات بكل الوسائل الممكنة مثل الحفظ عن ظهر قلب، و"حشو الذاكرة بالمعلومات / (الكب) cramming " دون عناية بالفهم، وبعمل تكتيكات معينة في الامتحانات لضمان الحصول على درجات عالية. وربما كان مرد ذلك هو رغبة البنات المحمومة والمستميتة في دخول الجامعة، واثبات القدرة على الاستفادة القصوى من أعلى تعليم ممكن بالبلاد.  لا شك بأن الاتجاه الحديث للمساواة بين مدارس البنين والبنات في الأمور المادية مثل الكتب والمعينات التعليمية أمر محمود، ومن شأنه رفع مستوى مدارس البنات. غير أنه يجب في نظري أن نفكر مستقبلا في إعادة النظر في مقررات (مختلفة؟) للبنات. ولا ينبغي أن نفترض أن الدراسات التي يتلقاها الولد هي ذات الدراسات التي ينبغي أن تتلقاها البنت، بل يجب وضع احتياجات المرأة السودانية المتعلمة في المستقبل لأداء أدوارها المختلفة في الاعتبار.  

ترجمة وتلخيص: بدر الدين حامد الهاشمي

              alibadreldin@hotmail.com

الاثنين، 4 أبريل 2016

نسوان السودان "أبضايات" .. بقلم: عواطف عبداللطيف


قصدت استعارة لفظ  "  ابضاي " احتراما لكل ما يحمله  في جوفه من  رمزية  سقطت  عن الذين شككوا  في  الشخصية  السودانية علمها  وتأدبها وإعمال  فكرها  الناضج .. فخلال  الاسبوعين  الماضيين  تلقى  الزولات سهاما  جارحة  اثر  القبض على طلاب  عرب  تدفقوا  على  الخرطوم  لاداء  امتحانات  الشهادة الثانوية (  التوجيهية ) وباحبارهم السؤداوية المنطلقة من البيئة  العربية "  المرتجفة "  شتتوا  الانظار وشوشوا على حقائق  قضية  " الغش والتسريب " التي  قام  بها  الطلبة واولياء  امورهم بأجهزة  اتصالات  حديثة  فيما  يشبه " شبكة المافيا "  حتى  جاء الخبر  اليقين  بان  معلمة سودانية امسكت باطراف الخيوط وملكتها بحصافة وترؤي للاجهزة  المختصة والتي احتجزت  المخالفين .. لان  غش امتحانات الشهادة  السودانية تصنف كجريمة  أمن  قومي لانها معترف  بها  عربيا  ودوليا  ..  
*    نعم ..  وقفت " الابضاي والنخلة  الشامخة " منجدة  المعلمة بمدرسة  على  السيد الثانوية  بحي اركويت بالخرطوم  امام  اللجنة  العليا  لتأمين  امتحانات  السودان وبحضور  مدير  الامن  والمخابرات والدي  قال  (  طلابنا  نجحوا  في  امتحان  الاخلاق بجدارة وتفوق )  وانحنت  ود.  سعاد  عبدالرازق  وزيرة  التربية  والتعليم تقديرا  لدور "  المعلمة منجدة "  والتي كانت وراء كشف  الغش  حيث  ضبطت  باياديها  النظيفة " طالب غشاش "  حاول البعض ان يحور فعلته  الكريهة ويلونها   ليهين بها السودانيون  اينما  كانوا ..  ويطعن  في علمهم  ومراكبهم  المشرعة  بالامانة والمصداقية  .. وقالت  د. سعاد انهم بصدد مراجعة اللوائح وتشديد جلوس الاجانب لنيل الشهادة  وادخال الهيئة القومية للاتصالات ضمن لجنة  تأمين الامتحانات ... كيف  لا .. وسيرة  الغش  العابرة للحدود  كادت  تطعن  في علماء  السودان واطباءه ومهندسيه  وفي ست الشاي وبائعة اللبن والمحاسبين والغبش الميامين وحفظة  القرأن امتثالا  لفاتحة كتابنا "  أقرأ  "  ومن  فتحوه للعلم والتعلم ,وليس  لاصطياد  وظائف  بالتزوير والخيانة المهنية ,
*  وكشفت  اجهزة  الامن والمخابرات ان  الغش قام  به  طالب " عربي "  بجهاز الكتروني  متطور ..  وبموجب تجميع  اطراف  الخيوط  تم  توقيف  117  طالبا  اجنبيا  ضالعين  في عملية الغش باجهزة تقانة متطورة  وعقلية  متخلفة  .. وقالت  المعلمة التي  امسكت بالطالب الغشاش انه تلقى  اجوبة  الاحياء  عبر  جهاز  صغير . 
*  وكرم السودان ممثلا في لجنة  تأمين  الامتحانات المعلمة منجدة  بشهادة  تقديرية لحسن  ادارتها  للقضية بحدر ووعي واحتراما لحسها  المهني الوطني بترقية  استثائية من الدرجة السابعة للخامسة  ومبلغ  مالي  من  جهاز  الامن والمخابرات  وعمرة  للاراضي المقدسة  من  الاتحاد  المهني للمعلمين وبتصفيق  عابر للحدود ..
*  هده  التجربة البغيضة من  المفترض  ان  تحول  لشعلة  لاضاءة  الطرقات  المظلمة  وتنظيف  الجيوب  القدرة  ..  ان  كثير  من  منافد  العمل  الجماهيري  تعاني  من  علل وامراض  وحكايات  تفشي  الرشاوي تزكم  الانوف ..  وشكوك  كبيرة  اكتنفت  مفاصل  الخدمة  المدنية ..  وبعض  سفاراتنا بالخارج  تعاني خلل  ايضا  واختراقات  في  وظائفها  بما  يطلق  عليه  سياسة " التمكين "  وشيلني  واشيلك وتسريبات   تعج  بها  مواقع  التواصل  الاجتماعي  ما  شاه  وجه  السودان  ناصع  البياض ..  ليت  القائمين  على  الامر يحولون  قضية  الغش في  امتحانات  الشهادة  السودانية والتي  كادت  ان تصوب  نحو  خاصرة  السودانيين  وشرفهم ..  لصحوة  لمحاسبة  المقصرين  والمترشين  اينما  كانوا في  سلم  الوظائف .. اننا  محتاجين لماكينة لغسل  اي  شوائب  واوساخ علقت في الدمم والنفوس  الضعيفة  ..     
*   وفي اقاصي الدنيا كرم  وزير  الخارجية  الامريكي  جون  كيري عوضية  محمود  بائعة  الشاي  والاطعمة  كواحدة  من  بين  10  اشجع  نساء  حول  العالم بجائزة (  المرأة  الشجاعة  ) تقدمها  الخارجية الامريكية لان عوضية  جمعت  رصيفاتها  الكادحات في  جمعية  تعاونية  تهتم باحوالهن واسرهن وحل  مشاكلهن وتحولت  جهودها  لقيام  اتحاد  تعاوني ضم  8000  امراة  كارهة للظلم وللوقوف  عند  عتبات  العوز  والحاجة ولاضاءة الشموع لحياة  شريفة في  سودان سيتعافى بانسانه  النبيل وبنسوانه  الابضايات السمراوت اللاتي  رمينا  خطرفات  تلكم  الثلة في مدبلة  التاريخ .. لان  قطارات القيم تتحرك بالشرفاء  .  
عواطف  عبداللطيف
اعلامية  مقيمة  بقطر
Awatifderar1@gmail.com
همسة  :  حيوا  معي  النسوان في بقاع الارض  شبيهات " عوضية  ومنجدة " وتبا لاقلام  تشوه حقائق الاشياء   .  

الخميس، 1 أكتوبر 2015

مريومة الصغيرة


مريومة الصغيرة ..طفلة تبلغ من العمر خمسة أعوام ..هي احدي نزيلات السكن المستاجر من قبل منظمة (بسمات لرعاية الاطفال المصابين بالسرطان) ...اتت قبل عام مع جدتها من أقصى الغرب الى الخرطوم ...وبعد ان تم تشخيص ما تعانيه انه سرطان الدم مما يتطلب جرعات كيماوية لفترة ليست بالقصيرة ..استقرت هي وجدتها في السكن ...أول ما رأيتها جذبتني عيناها الواسعتان ..تلمعان ببريق ذكاء فطري ..ثم ابتسامة مستمرة رغم المعاناة فالام السرطان لا ترحم ...كانت مريومة كلما حضرت الى السكن ..تجري ...ناحيتي وتسلم علي بحرارة ومن ثم تتجه مباشرة الى يدي اليسرى لتخلع (الدبلة) وتحاول ان تلبسها في أصبعها الصغير ..فتنسحب منها وتقع ..فتعاود المحاولة ..ولا يتطرق اليأس الى قلبها أبدا...والأغرب من ذلك انه عندما احضر في المرة الثانية ..تحاول مرة أخرى بكل فرح ..في خلال محاولاتها هذه أراقبها بصمت ..انظر الى ابتسامتها عند كل وقعة للدبلة ..ثم بحثها الدؤوب عنها تحت الكراسي والأسرة ..وفرحتها عندما تجدها وتضعها في أصبعها مرة اخرى ..قلت لها في المرة الاخيرة (يا مريومة ما تتعبي نفسك ..انت لسه صغيرة وصباعك صغير ..بعدين لما تكبري صباعك بيكبر ..والعريس يجيب ليك دبلة قدرك)...نظرت الي طويلا ..وقالت بكلامها الطفولي (ييييك ..دا متين دا؟)..في تلك اللحظة فهمت ما كانت ترمي اليه الصغيرة ..شئ ما في داخلها قال لها ان ما تعانيه سيستمر وربما (لا قدر الله ) يختصر سنوات عمرها الصغير...فهل ترى انها تستعجل السنوات لتعيش مقدما ما يمكن ان يفوتها ؟؟؟ ...أذكر انني كنت معجبة باعلان في احدي القنوات المصرية ..كان الاعلان عن جمع تبرعات لمرضى القلب من الأطفال..الاعلان يأتي بنماذج من الاطفال يجيبون عن سؤال (نفسك في ايه لما تكبر؟)..تختلف الاجابات وتتنوع بين طيار ومهندس ودكتور ..ولكن احدي الصغيرات تقول (انا نفسي أعيش)..تستوقفك الكلمة وتجد نفسك فجاة وقد غص حلقك ..وملأت الدموع عينيك...ان تصبح الحياة في حد ذاتها مطلبا لطفل ..هذا ما لا نتخيله ..فالاطفال عادة يرون الحياة ممتدة امامهم ويبدو الموت كما الشئ البعيد في الأفق ...ولكنه الواقع المعاش لمريومة واخوتها المصابين بالسرطان ....عندما فهمت ما تفكر فيه صديقتي الصغيرة قررت ان ابحث لها عن دبلة صغيرة المقاس وتناسب اصبعها النحيل ..ولكني لم اجد حتى الأن فكل (الخواتم ) للصغار تزينها فراشات والوان زاهية ولا يوجد (دبل ) بينها ..لا أحد فينا يفكر ان هناك من يريد ان يعيش الأحداث كلها قبل فوات الأوان مثل مريومة..بالأمس ..في احتفال فرحة العيد بالسكن أفتقدتها ...غاص قلبي عميقا ...وتحاشيت السؤال عنها ..خفت أن أسمع ما اخشاه ..فبين كل غيبة وغيبة أفتقد احد الوجوه الصغيرة ويقال لي (أنه أرتاح أخيرا من الألم) وهي العبارة المغلفة التي يزفون بها نبا الوفاة ... ولكنني وفي غمرة قلقي هذا .. رأيتها في نهاية الممر ..كانت مرهقة وتتحرك ببطء ...قيل لي انها كانت محجوزة في المستشفى فالجرعة الكيمائية الأخيرة اتعبتها...أسرعت اليها وقلت لها انني لم انسى وساحضر لها الدبلة المرة القادمة ..ابتسمت ولمعت عيناها وقالت لي (كان ما لقيتيني ..اديها فطومة)..وفطومة هي صديقتها ورفيقة دربها في ذات المرض وذات الجرعات ....يا مريومة ..حتى الوصية لم تنسيها..هززت يدها الصغيرة وقلت لها (ان شاء الله دبلتين ..انت واحدة وفطومة التانية)...تحركت من امامها بسرعة حتى لا ترى دموعي وانا أردد قول المتنبئ (كفى بك داء ان ترى الموت شافيا..وحسب المنايا ان يكن امانيا )...وووصباحكم خير

الخميس، 10 سبتمبر 2015

(حلم مدينة) ، فيلم مؤثر عن مأساة النوبة لمخرج امريكى بارز



(حريات)
(حلمت فى الليلة الماضية بأنى فى قريتى ، ولكن عندما صحوت وجدت نفسى هنا)، هكذا تحدثت مدينة – صبية عمرها احدى عشرة عاماً – من جبال النوبة ، شردها القصف الجوى الحكومى من قريتها وتعيش فى معسكرات اللاجئين .
ومن حلم الصبية النوبية ، استوحى المخرج الامريكى الحائز على جائزة الاخراج ، اندرو بيريندس (Andrew Berends) ، فيلمه الوثائقى (حلم مدينة) (Madina’s Dream) ، ليوضح الآثار الانسانية الكارثية للحرب فى جبال النوبة ، خصوصاً كلفتها على المدنيين ، حيث تستخدم الحكومة السودانية بصورة متعمدة ومنهاجية القصف الجوى على المدنيين وحظر المساعدات الانسانية كاستراتيجية فى الحرب. وعبر لقطات موحية استثنائية وشهادات مؤثرة لا يكتفى (حلم مدينة) بعرض المأساة الانسانية الباهظة ، وحسب ، وانما يؤكد كذلك ان النوبة لا يزالوا صامدين وقادرين على الحلم .
ونظم مركز التحقيقات الاستقصائية (The Center for Investigative Reporting) عرضاً للفيلم يوم الاربعاء الماضى 2 سبتمبر ، ومناقشة يشترك فيها المبعوث الامريكى الخاص للسودان السفير دونالد بوث ، وفيليب توتو – ممثل الحركة الشعبية بواشنطن ، وعمر اسماعيل – كبير مستشارى السياسات بمنظمة كفاية الامريكية ، واندرو بيريندس صانع الفيلم .

(شاهد مقاطع من فيلم حلم مدينة أدناه):







الأربعاء، 2 سبتمبر 2015

السودانية سلمى الماجدي: أول مدربة كرة قدم محترفة افريقياً وعربياً والثانية عالمياً


دخلت الكابتن سلمى الماجدي تأريخ كرة القدم من أوسع الأبواب بعد توليها بصفة رسمية منصب المدير الفني لنادي النصر الأم درماني “درجة ثالثة” في أول حالة تسجل بالقارة الإفريقية والسودان، والثانية على مستوى العالم بعد الأولى التي تم تسجيلها في الدوري الهولندي.
وباشرت سلمى الماجدي مهامها بعد أن كانت تعمل في قطاع الناشئين بنادي الهلال لتتخلى عن وظيفتها القديمة وتقود “النصر” في المباراة الرسمية الاولى عصر الأحد القادم أمام نادي الجهاد في “ليغ أم درمان”، في المقابل عبرت المدربة في تصريحات خاصة لـ”الجوهرة” أمس على هامش الحصة التدريبية لنادي الهلال عن سعادتها بالمنصب الجديد مشيرة إلى أنها تسعى لكسر هيمنة الرجال على الإدارة الفنية لفرق كرة القدم بالأندية.
السودانية سلمى الماجدي: أول مدربة كرة قدم محترفة افريقياً وعربياً والثانية عالمياً


الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

منظمة اليونسيف: (506) فصول مدرسية في ولاية جنوب دارفور بحاجة لاعادة التأهيل



أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "یونیسیف" أن أطفال المدراس في ولاية جنوب دارفور بحاجة إلى مساعدات، وكشفت عن وجود (506) من الفصول الدراسیة التي هي بحاجة إلى إعادة تأھیل وتوفیر تجھیزات المعلمین، والتلامیذ، والكتب المدرسیة.

وأشارت المنظمة وفقاً لنشرة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالخرطوم إلى أن هناك (87) مدرسة و(873) فصلاً دراسیاً في (9) من معسكرات النازحین، توفر التعلیم لنحو (97,163) من تلامیذ المدارس. وقالت إن العدد یشیر إلى متوسط كثافة یبلغ (93) طالباً في الفصل الواحد، وھو ما یزید عن ضعف الحد الأدنى لمعدل (40) طالباً في الفصل الواحد الذي وضعته الشبكة المشتركة لوكالات التعلیم في حالات الطوارئ.

دبنقا

الجمعة، 28 أغسطس 2015

البرلمان يستدعي مسؤولين لبحث ضوابط سفر النساء


البرلمان: علوية مختار

قالت لجنة العمل بالبرلمان: إنها بصدد استدعاء وزير العمل، والأمين العام لجهاز المغتربين، الأسبوع المقبل للاستيضاح حول قضية ابتعاث السودانيات إلى السعودية للعمل خادمات .
وأوضح رئيس اللجنة عمر الشيخ بدر- في تصريحات بالبرلمان أمس - أن اللجنة تعمد من خلال لقاء وزير العمل الوقوف على نتائج التحقيق التي شكلتها وزارة العمل فيما يتصل بقضية الخادمات السودانيات، وفتح ملف العقودات، ومدى التنسيق مع جهاز المغتربين فيما يتصل بسفر النساء للعمل، وأكد أنه سيستدعي وزير الداخلية؛ للاستفسار بشأن منح السيدات التأشيرة، وفيما يتصل بمدير جهاز المغتربين قال بدر: إنه سيناقش قضية تكدس الصالات، وانتظار المعاملات. 

التيار

الخميس، 27 أغسطس 2015

البشير يقترح تعدد الزوجات للقضاء على العنوسة


الخرطوم: نجلاء عباس
طرح رئيس الجمهورية عدداً من المقترحات لاتحاد المرأة للقضاء على مشكلتي العنوسة والطلاق التي انتشرت في المجتمع، فاقترح تعدد الزوجات للقضاء علي العنوسة، بينما دعا لرفع مؤخر الصداق لمليار جنيه للحد من ارتفاع معدلات الطلاق. ونقلت الأمين العام لاتحاد المرأة السودانية إقبال أحمدالحسين خلال ورشة عن العنوسة والطلاق أمس بمبنى الاتحاد أن مشكلة ارتفاع معدلات العنوسة والطلاق أرقت المجتمع.الأمر الذي دعاها لطرحها على رئيس الجمهورية والذي بدوره اقترح تعدد الزوجات للقضاء على العنوسة، بينما قدم وصفة أخرى للحد من الطلاق بفرض مؤخر طلاق لا يقل عن المليار جنيه ليفكر الزوج ألف مرة قبل أن يوقع يمين الطلاق. من جانبها أرجعت عضو البرلمان سارة أبو، تفشي الظاهرة إلى الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتدهور، مشيرة إلى أن تعاطي المخدرات سبب رئيس في انحراف سلوك معظم الشباب وعدم تحمله للمسؤولية، إضافة إلى السلوك اللا أخلاقي الذي ينتهجه الشباب والفتيات في شكل علاقات تتيح لهم التواصل المباح وصفتها بـ«شريحة إيزي». وقالت: «كلمة عنوسة تؤثر في كثير من الفتيات لذا يفترض أن تبدل بتأخر سن الزواج». وأضافت: «زي ما البنت عانس الولد باير وعانس». من جانب آخر أجمع عدد من أعضاء شبكة المنظمات «أنسام» إلى ضرورة وضع معالجات تحد من انتشار الظاهرة، وطالبوا الرئاسة بإعادة صياغة قانون الأحوال الشخصية، وبتوحيد«المهر» وأسعار صالات المناسبات. 

الانتباهة

الجمعة، 21 أغسطس 2015

وحدة مكافحة العنف ضد المرأة تطالب بتعديل قانون الأحوال الشخصية

الخرطوم – خضر مسعود
نوهت نجوى محمد عثمان، عضو وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، للحاجة إلى إصدار تشريعات لحماية حقوق المرأة، وتعديل بعض القوانين الموجودة مثل قانون الأحوال الشخصية، وأشارت خلال حديثها في ورشة (تخطيط وإدارة الحملات الإعلامية الاجتماعية) التي نظمها مركز المرأة لحقوق الإنسان أمس (الخميس) إلى وجود لجنة إصلاح قانوني بوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي تعمل على تعديل القوانين التي لا توائم المواثيق الدولية لحقوق المرأة، وأوضحت أن هناك الكثير من العقبات التي تواجه عملية تعديل القانون ما يتطلب حملة مناصرة قوية لإحداث التغييرات المطلوبة. 
وفي الأثناء دعا عدد من المشاركين لإشراك جميع قطاعات المجتمع لدعم حملة (مودة ورحمة) التي أطلقها المركز لمناصرة قضايا المرأة، وقالت سعاد عبد العال مديرة مركز المرأة لحقوق الإنسان إن الحملة تهدف إلى محاربة الظواهر السلبية بالمجتمع تجاه المرأة، وأضافت أن هناك تحركات لتعديل القوانين وإصدار تشريعات تحفظ حقوق المرأة، لافتةً إلى أن الدولة أنشأت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة كواحدة من الآليات التنفيذية، مبينة أن الحملة تستهدف تعزيز الإيجابيات في معاملة المجتمع للمرأة

اليوم التالي

الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

“7” آلاف أرملة و”38″ ألف يتيم في ولاية الخرطوم يعشون أوضاعاً سيئة



كشفت رئيسة المنظمة الوطنية للأرامل واليتامى عن ارتفاع عدد الأرامل المسجلات في ولاية الخرطوم إلى أكثر من (7) آلاف أرملة، و(38) ألف طفل يتيم على أقل تقدير، وقالت شامة أحمد البدوي رئيسة المنظمة خلال حديثها في الملتقى الفكري والإعلامي حول العنف ضد المرأة أمس (الاثنين)، إن أوضاع الأرامل والأيتام في الولاية سيئة ودون خط الفقر، وتحتاج إلى اهتمام من قبل الدولة، وعبرت عن اختلاف الظروف من أسرة إلى أخرى، وقالت إن العديد من الأرامل لا يستطعن دفع الإيجار وتوفير احتياجات أطفالهن. ووصفت الدعم المقدم من قبل الدولة للمنظمة بالضعيف، منوهة إلى اعتمادها على الخيرين والعون الذاتي، وكشفت عن دراسة قامت بها المنظمة توصلت إلى رفض معظم الرجال الارتباط بأرامل وتفضيلهم المطلقات لأسباب نفسية.
صحيفة اليوم التالي

الاثنين، 17 أغسطس 2015

سودانيون يشكلون لجنة أهلية لمتابعة أوضاع العاملات بالسعودية و احتجاز عاملة سودانية لاختلافها مع الكفيل


كشفت متابعات (المصادر) عن تشكيل لجنتين أهليتين بالمملكة العربية السعودية واحدة إعلامية واخرى للإجراءات القانونية، من أجل متابعة أوضاع العاملات السودانيات بالمملكة العربية السعودية، فيما أعلنت اللجنة الأهلية للإجراءات عن احتجاز عاملة سودانية بسجن النساء بمنطقة الجوف على خلفية تدوينها لبلاغ ضد كفيلها السعودي بسبب تعرضها للضرب.
وقال عضو اللجنة ابو سفيان الجيلاني في إتصال هاتفي لـ (الجريدة) أمس، إن اللجنة شكلت بعد تكرار حوادث الإعتداء على العاملات السودانيات بالمملكة، وأوضح أن الفتاة تم احتجازها بسجن النساء بمنطقة الجوف بعد تقديمها لبلاغ ضد كفيلها لتعرضها بالضرب من قبله، حيث طالب الكفيل عند استدعائه بدفع تكاليف استقدام العاملة إلى المملكة والتي وصلت (14500) ريال سعودي.
وأضاف شرعنا في تسوية القضية بجمع أموال لدفع ذلك المبلغ لكننا رأينا أن تكرار الحوادث لا تجدي معه التعويضات المالية فقط، لذلك وجهنا الفتاة بالإصرار على فتح البلاغ، وأشار إلى أن قسم الشرطة وجه خطاباً إلى مكتب العمل الذي كان من المفترض أن يحول الشاكية إلى دار الإيواء، ولكن تم تحويلها لسجن النساء لعدم وجود الدار بمنطقة الجوف.
من جهته نفى الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير علي الصادق علمه بالحادثة، ورجح أن الفتاة لم تتصل بالسفارة، وأكد إن السفارة تتولى حل مثل تلك الخلافات التي تنتهي عادة بالتسوية، وقال الصادق لـ (الجريدة) أمس، إن العامل السوداني دائماً يتعرض للظلم لأن بعض المخدمين لايراعون حقوق العمال.
صحيفة الجريدة

الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

الزواج "الجمهوري" في السودان يحل أزمة العنوسة




باتَت تفاصيلُ جديدة تضاف إلى مراسم الزواج في السودان. أبرزها إعداد حفلات تكاد تكون أشبه بمهرجانات. ولا يبالي العروسان بصرف كثير من المال، علماً أنهما يمضيان سنوات في سداد الديون. لطالما عرف السودانيون "الشيلة" في الزواج، وهي الملابس التي يقدمها العريس لعروسه قبل فترة من الزفاف، وقد يصلُ عددها إلى مائة قطعة من الملابس والأحذية والحقائب وغيرها من احتياجات العروس الأساسية، بما فيها أدوات الزينة والحلي، بالإضافة إلى المهر. 

في الآونة الأخيرة، صار السودانيون يتبارون لدفع مهور عالية، وقد تفوق قيمتها أحياناً المائة مليون جنيه سوداني (نحو 174 ألف دولار). ومن خلال الشيلة، يمكن للعروس فتح محل ألبسة. أما الذهب، فقد تصل قيمته إلى نحو عشرين ألف دولار، عدا عن استئجار صالة للزواج عادة ما تكون كلفتها عالية، بالإضافة إلى طلب حضور فنان ليغني ثلاث ساعات فقط، وهو الوقت التي تسمح فيه السلطات لإقامة حفلات في البلاد، أي حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً. 

وإثر ذلك، تراجعت نسبة الزواج في البلاد، وخصوصاً أن الشباب يعمدون إلى تقليد بعضهم البعض حتى بلغت نسبة العنوسة في البلاد، وفقاً لوزارة الشباب والرياضة، 20 في المائة، في وقت أكدت منظمات المجتمع المدني أن نسبة العنوسة وسط الشباب ارتفعت إلى أكثر من 35 في المائة. 

إلى ذلك، عمد الحزب الجمهوري السوداني، وهو حزب إسلامي محظور في السودان على الرغم من تزايد عدد أنصاره، إلى تبسيط الزواج، على أن تتنازل المرأة عن حقوقها باتفاق مع الزوج في ما يتعلق بـ "الشيلة" والمهر الذي حدد بجنيه واحد (0.17 دولار) فقط، من دون الحاجة إلى شراء ملابس جديدة أو أثاث جديد. أما مراسم الزواج، فتكون في خيمة على مقربة من منزل العروس. ويدعو العروسان الأهل والأصدقاء والجيران، ويوزع التمر والمياه وعصير الكركدي. وتحرص العروس على حضور عقد قرانها، ولا ترتدي فستان الزفاف بل الزي القومي، فيما يرتدي العريس جلابية سودانية ويحرص أصدقاؤهما من الجمهوريين على ارتداء الزي القومي الأبيض. وتتضمن وثيقة العقد ما يعرف بشروط الكرامة للعروس، أهمها التزام العريس بعدم الزواج بأخرى، فضلا عن العصمة المشتركة ما يعني أنه لها الحق في تطليق نفسها. 

تقول أم كلثوم التي تنتمي إلى هذا الحزب إنني "تزوجت بهذه الطريقة، وتعرضت لانتقادات من عائلتي التي تتمسك بطريقة الزواج التقليدي، وتعتقد أن المهر يرفع قيمة الفتاة لدى الرجل. لكنني أصريت على موقفي ووجدت تجاوباً من أصدقائي من غير الجمهوريين". ترى أن "تبسيط الزواج أفضل من أن يقضي العروسان العمر كله في التحضير لليلة واحدة، يصرفان فيها كل ما يملكان". 

من جهته، يؤكد أمجد لـ "العربي الجديد" أنه "مفتون جداً بزواج الجمهوريين، ويراه مميزاً وراقياً". يتمنى أن يعمم. يحكي عن تجربته، قائلاً إنه مضى ثلاث سنوات على خطوبته من دون أن يتمكن من الزواج لأنه ما زال يعمل على تأمين مصاريف الزفاف وتجهيز المنزل، ولا يعلم كم سنة أخرى يمكن أن ينتظر بعد. 

في السياق، يقولُ عضو الحزب الجمهوري عيسى إبراهيم لـ "العربي الجديد" إن الزواج عند الجمهوريين يستند إلى الشريعة الحنفية والشافعية، وتعطى المرأة حقها باتفاق بين الزوجين، بهدف تسهيل الزواج. وعادة ما لا تطول فترة الخطوبة. ولعقد الزواج هناك أربعة شروط، هي المحل والولي والشاهدان والمهر. ويشدد في وثيقة الزواج على صون كرامة المرأة، على ألا يتزوج الرجل عليها، وتكون العصمة في يد كليهما، وذلك استناداً إلى مذاهب الشافعية والحنفية والمالكية. 

ويؤكد إبراهيم أنه لا يحضر لأي وليمة، باستثناء تقديم التمر والعصائر. وفي اليوم التالي، يمكن للعروسين الذهاب إلى العمل من دون التقيد بشهر العسل. أيضاً، يمكنهما التسوق، وذلك دليل على أن تبسيط الزواج يساهم في إنهاء العزوبية التي تفاقمت بسبب التعقيدات التي تصاحب مراسم الزواج، الذي قد يستمر لأيام عدة، وتصرف فيه أموال طائلة، فضلاً عن البذخ بحجة صون كرامة المرأة وعزتها. 

إلى ذلك، تقول الباحثة الاجتماعية نسرين محمد إن المغالاة في الزواج والتقليد الأعمى هما سبب أساسي في عزوف الشباب عن الزواج وتخوفهم من الإقدام عليه. وترى في زواج الجمهوريين نموذجاً يمكن أن يؤخذ به مع بعض التحسينات التي تراعي طبيعة المجتمع السوداني الذي يعلي شأن الذكور. وتؤكد أنه مع ازدياد البذخ وصرف كثير من المال في حفلات الزفاف، ترتفع نسبة العنوسة.





العربي الجديد

حاجة كاشف.. أدوار وطنية مهمة في تاريخ الحركة النسوية.. برمبل مسواك الصندل




تُعدُّ الدكتورة حاجة كاشف حسن بدري من رائدات الحركة النسوية في السودان، وقد ساهمت في تشكيل الوعي، وقادت مبادرات قومية مهمة في تاريخ السودان، ونشأت وترعرعت في حي بيت المال العتيق بأم درمان من أسرة آل كاشف المعروفة والقديمة، التي نزحت من شمال السودان من جزيرة (صيصاب) مركز عبري إلى أمدرمان، والدتها كانت عضواً في الاتحاد السوداني برغم تعليمها المحدود.
وحاجة كاشف أكملت تعليمها الأولي بمدرسة كاشف بأمدرمان وبيت المال والمتوسط بأول مدرسة متوسطة للبنات بأمدرمان بالقرب من سجن البقعة، فيما درست الثانوي في أول مدرسة ثانوية حكومية للبنات بالقرب من بوابة عبد القيوم، وتخرجت في كلية الخرطوم الجامعية كلية الآداب عام 1956.
مساحة من الحرية والديمقراطية
مساحة من الحرية والديمقراطية وجدتها حاجة كاشف من جانب الأسرة، وخاصة والدها، نشأت فيها وساعدتها إلى جانب إخوتها على المبادرة في الكتابة والمبادرة في طرح الأفكار التي تؤمن بها، وأن تكون صريحة وواضحة، خاصة في رؤيتها تجاه وضع المرأة والسعي لإنهاض المرأة لتحقيق أو لإثبات ذاتها. وبعد تخرجها عُيِّنت في وزارة الاستعلامات عام 1956، حيث عرضت مشروعاً على وزارة الاستعلامات والعمل، وكان وزيرها وقتها (أبوسن).. ينص المشروع على إنشاء قسم للمرأة بوزارة الشؤون الاجتماعية، وقبل وكيل الوزارة المشروع، ولكن هذا القسم لم ينشأ إلى أن تم فصلها من الوزارة، فقد كان هناك نوع من التراخي بالقسم وعينت ضابط استعلامات داخل الوزارة عام 1957 ولمدة عامين ثم فصلت لأسباب سياسية.
مؤسس للاتحاد النسائي
وتُعدُّ حاجة كاشف من المؤسسات للاتحاد النسائي منذ الدعوة الأولى لقيام تنظيم نسائي قومي، ومن ثم كانت الدعوة لاجتماع في منزل عزيزة مكي يوم 17/ يناير/ 1952، فحضرت عشر نساء من بين عدد كبير هن اللاتي أسسن الاتحاد النسائي السودان أولهن: فاطمة طالب – دكتورة خالدة زاهر – نفيسة المليك – حاجة كاشف – نفيسة أحمد الأمين – محاسن جيلاني – ثريا أمبابي – أم سلمى سعيد – خديجة محمد مصطفى – عزيزة مكي (صاحبة الفكرة).. وبعد الدعوة الأولى أعلن عن الدعوة للاجتماع العام يوم 31 / يناير 1952 فحضر الاجتماع 300 امرأة، واحتضنت مدارس المليك الاتحاد النسائي منذ أول دعوة له، التي كانت تشغل وقف عبد المنعم محمد الآن.
أهداف سامية
اهتم الاتحاد بقضية المرأة وأبرز مطالبها في عريضة متكاملة احتوت على: (حق المرأة في الحرية – حق المرأة في التعليم – حق المراة في العمل/ الأجر المتساوي – المعاش – الترقي/ والحق في اختيار الزوج – وحقها في الانفصال – وحقها في العمل العام والتنظيم وحقها القانوني والسياسي كاملاً)، وكل ما يدور الآن نصف قرن ويزيد من الزمان ورد في تلك العريضة، وعبر مسيرة المرأة والحركة النسائية قد تحقق الكثير للمرأة في أخذ حقوقها كاملة، وذلك قبل نهاية القرن العشرين.
برمبل مسواك الصندل
لدى حاجة كاشف لقب مميز، وهو (برمبل مسواك الصندل)، وظل معها طوال حياتها، وعن قصته تقول: “استمتعت بطفولتي في أم درمان، حيث كان والدنا – رحمه الله – لا يتمسك بالعادات والتقاليد المقيدة للحرية كثيراً مثل عدم حرية المرأة وعدم تعليمها وعدم عملها، فأتاح لنا هذا الأمر مساحة من الحرية والديمقراطية، وكنت ألعب في الشارع مع الأولاد، وأذكر حتى اليوم بعض رفاقي من الأولاد الذين كنت أتشاجر معهم، وكانوا يتندرون علي بتسميتي (برمبل)، وكان برمبل هذا مأمور أم درمان، وكان متسلطاً وفي بعض الأوقات يضرب المواطنين بالسوط، وهو على صهوة جواده، وكان شعري غزيراً وقصيراً، ولذلك كان الصبية يتغنون بأغنية الغرض منها استفزازي، تقول: (برمبل مسواك الصندل – ديني عليك وحياة كاريك) وكاريك نوع من حلاقة الرجال القديمة كنت أحبذها لشعري لتبدأ بعدها المشاكل والمشاجرات معهم عندما أسمع منهم هذه الأغنية”.





اليوم التالي

الأحد، 19 يوليو 2015

أضعف الإيمان (نعود إلى أمهاتنا طلباً للإذن بالانصراف)


في رثاء الفنان الراحل عمر الشريف، كتب زاهي حواس مقالاً بعنوان «عمر الشريف وداعاً صديقي»، أشار فيه إلى أن مرض ألزهايمر اللعين أصاب ذاكرة عمر الشريف، فنسي حتى أقرب الناس إليه. «كانت الذاكرة تخبو شيئاً فشيئاً حتى تلاشت الذكريات القريبة وبقيت له كل ذكريات الطفولة والشباب. كان يحتفظ في محفظته بصورته مع أمه وهو طفل لم يتعدّ الأعوام الأربعة على شاطئ الإسكندرية، وكان في كل لقاء معي في الفترة الأخيرة من حياته يخرجها ليريني إياها وليحكي لي عن أمه وكيف أثرت في حياته بحزمها وحنانها. حكى لي كيف أصرت على إلحاقه بمدرسة إنكليزية داخلية في الإسكندرية لسببين، الأول ليتعلم الإنكليزية بلكنتها الصحيحة، والسبب الثاني لكي يفقد وزنه الزائد ويحافظ على لياقته، عندما لاحظت أمه بوادر بدانة على جسده».


استطاع مرض ألزهايمر أن يمحو ذاكرة عمر الشريف، وينسيه حياته وتاريخه، لكن أمه بقيت عصية على النسيان، بل عادت من جديد إلى ذاكرة ابنها، وإن شئت عاد هو إليها. حضور الأم إلى ذاكرة عمر الشريف ليس حالة خاصة، الأم تبقى في الظل في حياة الإنسان، لأنها موجودة مثل ظله، وهي تنتقل من الظل إلى الضوء، تستعيد مكانتها، كلما تقدم الإنسان في العمر، كلما اقترب من النهاية. هذه الحالة يعبر عنها الشاعر أدونيس في حوار مع «الحياة»، ويقول: «الأمُّ في المجتمع العربي هي في مرتبة «الظل»، بالنسبة إلى الأب الذي هو دائماً في مرتبة «الضوء». كانت أمي، بالنسبة إليَّ، كمثل الطبيعة، أرتبط بها لا بالولادة وحدها، بل بالهواء والفضاء. هي نفسها طبيعة، خصوصًا أنها لا تقرأ ولا تكتب. مظهر ناطق من الطبيعة. شجرةٌ من نوع آخر. أو نبعٌ يتكلم»، ويضيف: «الأم مبثوثة في الكتابة، بالنسبة إليَّ، كمثل الهواء والشمس والماء. ذائبة في حياتي وفكري. ليست كائناً مفرداً، مستقلاً، منفصلاً، كأنه شيء أو موضوعٌ خارجي. هكذا لم أكتب عنها بالاسم، وإنما أشرت إليها. لا أقدر أن أحوِّلها إلى موضوع «إنشاء» مدرسي، كالربيع والخريف، أو الوطن، أو غيرها». كأن أدونيس يقول من الصعب تخيل الانفصال بين الأم والولد. الأم يصعب تجسيدها على أي نحو، أو النظر إليها كشخص له دور في حياة الإنسان، هي أكبر من اختصارها بموقف أو مواقف، أو دور، ولهذا فالأم لا تعيش في الظل، نحن نتصور هذا، لكنها في الحقيقة هي الحبل السري الذي يربطنا بالحياة، والرحم الذي يشكلنا ويؤثر في تكوين مشاعرنا وأحاسيسنا، والشعور بغياب دورها هو تأكيد لاستمرار وجودها غير المنفصل. معظمنا يفخر بأبيه، ويتحدث عنه، وينسب إليه كل الفضل، وحين يكبر يعود إلى حلوة اللبن، يعود إلى الرحم الذي نشأ فيه. نعود إلى أمهاتنا إذا كبرنا طلباً للإذن بالانصراف من رحم الحياة.


« كَانَ ارْتِكاضِي في حَشاكِ مُسَبِّباً رَكضَ الغَليلِ عَلَيكِ في أحشائي» .
الحياة




الجمعة، 17 يوليو 2015

مرسي يهنئ المصريين بالعيد من محبسه



هنأ الرئيس المصري المعزول محمد مرسي الشعب المصري بحلول عيد الفطر المبارك في رسالة أرسلها من محبسه، وقال إن كل يوم يمر عليه في الزنزانة يزيد إيمانه بعدالة قضية الثورة.
وأضاف في كلمته -التي نشرها موقع منسوب له عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك- أنه يدرك هشاشة من وصفهم بالأقزام، وأن الثورة مرت وتمر بالمنعطفات التاريخية للثورات في الشصراع بين أصحاب المصالح ورجال المبادئ.
وقال مرسي إن “ما نحمله من رسالة يجعل أحكامهم ومشانقهم سكرات موت لنظامهم البغيض الذي يحرق الوطن، ويستنزف خيره، ويفقر أهله، ويضيع كرامته”.
وأضاف قائلا “إننا سنحمل وطننا على أكتافنا، وننقذه من تلك الطغمة المستبدة”. وطالب مرسي الشعب المصري بعدم الفرقة والتنازع.
الجزيرة 




السبت، 11 يوليو 2015

"العفو الدولية" تطالب السودان بإسقاط التهم ضد فتيات مسيحيات اتهمن بإرتداء الزي الفاضح


حثت منظمة العفو الدولية "أمنستي" الحكومة السودانية على إسقاط التهم الموجهة ضد 10 فتيات مسيحيات وجهت إليهن شرطة النظام العام تهمة ارتداء زي فاضح، فوراً ودون قيد أو شرط، كما أدان الاتحاد الأوروبي محاكمة الطالبات وإثنين من القساوسة.
JPEG - 18.6 كيلوبايت
الفتاة إلتي تم جلدها في العام 2011 وأثارت صورتها غضبا محلياً وإستياءا عالميا
وألقت شرطة النظام العام القبض على 12 طالبة مسيحية في 25 يونيو الماضي، ووجهت إلى 10 منهن تهمة ارتداء الزي الفاضح، بموجب المادة "152" من القانون الجنائي لسنة 1991، بينما أخلت سبيل فتاتين.
وطلبت المنظمة مناشدة الرئيس عمر البشير ووزيري العدل والداخلية لحض السلطات السودانية على إسقاط التهم الموجهة ضد الطالبات المسيحيات العشر فوراً ودون قيد أو شرط؛ وإلغاء عقوبة الجلد، وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة؛ إلى جانب إلغاء المادة "152" من القانون الجنائي، "الغامضة الصياغة وذات الطابع التمييزي، والتي لا تتماشى مع الالتزامات الدولية للسودان حيال حقوق الإنسان".
وأشارت "العفو الدولية" إلى أن شرطة النظام العام وأخضعت الطالبات لمعاملة حاطة بالكرامة وللإساءة اللفظية المهينة أثناء اعتقالهن، موضحة أن المادة "152" تعطي سلطات قبض موسعة للشرطة على أي شخص بتهمة "التزيي بزي فاضح"، وبمعاقبة الشخص، إذا ما وجد مذنباً، بأربعين جلدة، أو بغرامة،  و بكليهما، "وفي واقع الحال، يستخدم القانون بصورة حصرية ضد المرأة".
وأثار مقطع فيديو يظهر جلد فتاة بتهمة الأفعال الفاضحة في 2011 موجة استياء محليا وعالميا.
وأوقفت شرطة النظام العام الطالبات الاثنتي عشرة في الساعة 10 مساء أمام "الكنيسة المعمدانية الإنجيلية" في شمال الخرطوم، حيث كن يحضرن قداساً للصلاة، واقتادتهن إلى مركز محلي للشرطة في شمال الخرطوم.
وطبقاً لمعلومات حصلت عليها منظمة العفو الدولية، تتفاوت أعمار الطالبات بين 17 و23 سنة، وجميعهن مسيحيات، وهن في الأصل من جبال النوبة في ولاية جنوب كردفان، ونوهت إلى أنه حين القبض عليهن، كانت بعضهن يرتدين البنطلون بينما ارتدت أخريات التنانير، وأفرج عن اثنتين من الطالبات بعد نحو 4 ساعات من القبض عليهما، بينما أفرج عن العشر الأخريات بالكفالة حوالي الساعة 10 من مساء 27 يونيو.
وأفادت المنظمة أنه الفتيات العشر جلبن أمام المحكمة في 28 يونيو، ومثلت إحداهن، وتدعى فردوس التوم، "19 سنة"، أمام المحكمة في 6 يوليو الحالي وهي ترتدي لباساً آخر اعتبره القاضي فاضحاً، ودونما أي اعتبار للإجراءات القانونية المرعية، حكم عليها فوراً بغرامة تبلغ 500 جنيه سوداني (83 دولاراً)، أو بالسجن لمدة شهر، ودفع ناشطون ومؤيدون لها قيمة الغرامة، وستمثل أمام المحكمة مجدداً بالعلاقة مع التهمة الأصلية.
ومثلت طالبة أخرى، وتبلغ من العمر 17 سنة، أمام المحكمة في 7 يوليو ونُقلت قضيتها إلى محكمة الأحداث بسبب سنها.
أما الطالبات التسع الأخريات وهن: فردوس التوم، 19 سنة، إشراقة جيمس، 20 سنة، يوثان عمر الجيلي، 22 سنة؛ ديانا يعقوب عبد الرحمن، 19 سنة، سيما علي عثمان، 20 سنة، إيناس محمد الكوماني، 23 سنة، رحاب عمر كاكوم، 18 سنة، نصرة عمر كاكوم، 20 سنة، ووجدان عبد الله صالح، سيمثلن أمام المحكمة في 9 و13 و16 و17 يوليو ، طبقاً لما قاله محاميهن.
في سياق متصل طالب الاتحاد الأوروبي بإطلاق سراح القساوسة المعتقلين بواسطة جهاز الأمن ودعا لإلغاء عقوبتي الإعدام والجلد.
وبدأت في 19 مايو الماضي محاكمة القسيسين المعتقلين ميشيل يات وبيتر ين ريث، بعد أن إقتادهما جهاز الأمن والمخابرات في توقيتين مختلفين، وهما يتبعان للكنيسة الإنجيلية المشيخية لجنوب السودان، ويواجه القسيسين بلاغات جنائية تحت المواد (26)، و(50)، و(51)، و(53)، و(62)، و(125) من القانون الجنائي السوداني، حيث تصل العقوبة فيها حال الإدانة حد الإعدام.
كما أدان البرلمان الأوروبي إعتقال 12 فتاة مسيحية في وقت سابق، ووجه مفوضيته في الخرطوم بمتابعة سجلات المحاكم واخذ دور ريادي في إدانة اية انتهاكات لحقوق المواطن في السودان.
وطالب الاتحاد الأوروبي السودان باﻹلتزام بالمواثيق الدولية لحماية الأديان وحرية الاعتقاد، ووقف عملية إغلاق دور العبادة المسيحية واعادة صياغة القوانيين السودانية وفقا للأعراف والمواثيق الدولية.
سودان تربيون

الثلاثاء، 7 يوليو 2015

عمالة الأطفال مشكلة تؤرق السودانيين


(عماد عبد الهادي – الجزيرة)
ليس غريبا ببلد كالسودان أن تجد طفلا قد ترك مقاعد التعليم واتجه لعمل يجلب منه ما يسد حاجته وأسرته، فالبلد الذي فعلت به عوامل الحرب والاقتصاد فعلها لا ينتظم على مقاعد الدراسة فيه سوى 57% فقط من الأطفال.
دفع الفقر ومسببات أخرى كالحرب أطفالا سودانيين لدخول عوالم أكبر من أعمارهم ومتناقضة مع أحلامهم ومهددة لمستقبلهم.
واضطر بعض أولئك الأطفال لترك مقاعد الدرس والبحث عن عمل حتى ولو كان بسيطا للمساهمة بعائده في تربية أو إعانة آخرين صغار، مما دفع جهات كثيرة للفت نظر الحكومة إلى الظاهرة التي أصبحت في تزايد مطرد.
ووفق مسؤولة الرعاية والحماية الخاصة بالأطفال في مجلس رعاية الطفولة السوداني نجاة الأسد، فإن العوامل الاقتصادية والاجتماعية هي السبب الرئيس في عمالة الأطفال بالبلاد.
وقالت للجزيرة نت إن الظروف الحالية من حروب ونزوح ألقت بظلالها على شريحة الأطفال ودفعت بعضهم إلى ترك الدارسة والاتجاه إلى سوق العمل للالتحاق بمهن هامشية.
ومع عدم وجود إحصائية دقيقة لأعداد عمالة الأطفال -بحسب المسؤولة- فإن المسألة لم تعد ظاهرة تعمل الأطراف المختلفة على محاصرتها، بل أضحت واقعا يتمدد يوميا في أغلب المدن السودانية.
وكان آخر تقرير رسمي أعلن في الخرطوم قبل ثلاث سنوات قد كشف أن 57% فقط من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و16 عاما هم الملتحقون بالمدارس.
وسبق للسودان التوقيع ضمن مجموعة من الدول على مشروع يهدف للقضاء على عمالة الأطفال بدعم من الاتحاد الأوروبي ومنظمة العمل الدولية.
ويثير تدفق أطفال البلاد على سوق العمل وانخراطهم في مهن تبدو شاقة وغير مناسبة لأعمارهم وتكوينهم تساؤلات بشأن نجاعة ما يبذله القائمون على أمر الأطفال من جهود لمحاصرة المشكلة.
من جهتها، حذرت وزارة العمل السودانية من عمالة الأطفال. وأشارت إلى ضرورة إيجاد آلية لتطوير الوسائل المناسبة للتفتيش ومنع عمل الأطفال بالبلاد.
وشدد وزير الدولة في وزارة العمل والإصلاح الإداري الصادق محمد على عدم تشغيل الأطفال بما يؤثر على مقدرتهم لمواكبة العملية التعليمية، معتبرا أن تشغيلهم سيعرضهم لصنوف من الاستغلال.
الطفل ياسر غادر مقاعد الدراسة وترك أقرانه ليجوب شوارع وميادين عامة بحثا عن رزق حاملا حقيبة تحوي أدوات مطلوبة لممارسة مهنة مسح الأحذية أو حياكة الحقائب الممزقة.
وتنتهي جولة ياسر ذي الـ12 ربيعا مع مغيب الشمس بغلة تضمن لأسرته بعض مصروفاتها اليومية.
ويقول إنه يحصل على الخيط والإبر وعلب طلاء الأحذية وكل ما يحتاجه من مواد مساعدة من أحد المحال التجارية، مبديا سعادته بما توفر له من عمل “يضمن لي مصروفاتي ومصروفات أسرتي”.
وتبدو الظروف التي دفعت الطفل ياسر للانقطاع عن التعليم الأساسي والاتجاه للعمل متشابهة مع ظروف آلاف الأطفال المنخرطين في سوق العمل، حيث يقول “توفي والدي وترك أسرة من سبعة أشخاص بلا مال وأنا أكبرهم فخرجت للعمل لأساعد أمي لتوفير حاجات إخوتي”
وتتباين رؤى الجهات الرسمية وبعض منظمات المجتمع المدني حول المعالجات المطلوبة لحماية الأطفال في البلاد رغم اتفاق الجميع على المسببات الحقيقية لعمالتهم.
المدير التنفيذي لمعهد حقوق الطفل ياسر سليم شلبي يرجع الظاهرة إلى ضعف الميزانيات المرصودة للطفل في البلاد وغياب مجانية وإلزامية التعليم لمرحلة الأساس رغم ما نص عليه الدستور وقانون الطفل لسنة 2010.
وذكر -في حديثه للجزيرة نت- أن عدم كفالة تلك الحقوق للأطفال في ظل ضعف الوعي المجتمعي قاد إلى تشرد ونزوح وعمالة الأطفال، داعيا إلى ضرورة تنزيل تلك القوانين على أرض الواقع.

الاثنين، 6 يوليو 2015

قانون النظام العام ومحاكمة النساء


ﻻزال قانون النظام العام يواصل عنفه تجاه النساء اذ تواجه عشرة فتيات سودانيات مسيحيات تهمة ارتداء الزي الفاضح بقانون النظام العام والمادة 152 من القانون الجنائى .. ..........وسوف تبدأ محاكمتهن محاكمة مفصلة ابتداء من يوم الاثنين الموافق الخامس من يوليو ....

أن مواصلة محاكم النظام العام المفتقرة لابسط قواعد واسس العدالة ابتداء من انتهاك مبدأ الحرية الشخصية و الخصوصية في ارتداء الزي ...وحتى عدم مراعاة للاختلاف والتنوع الديني تضاف الى سجل الانتهاكات الحافل لهذا النظام تجاه حقوق وحريات النساء في السودان ....فمن التقتيل والترويع الى الاغتصابات الممنهجة في مناطق الحرب في جنوب دارفور ..الى قهر واذلال النساء بالقوانين والتشريعات وعلى رأسها قانون النظام .

ان قانون النظام العام  المنفذ لرؤية المشروع الحضارى الأحادية  للشعب السودانى يهدف الى اغتيال وحدة البﻻد والى مصادمة ثراء مكوناته ولان هذا الأمر مستحيل التحقق سيفضى المزيد من التمزق والانفصاﻻت.. 

اننا في مبادرة لا لقهر النساء نطالب بوقف هذه المهزلة المتمثلة في محاكمة عشرة فتيات غير مسلمات  بقانون النظام العام الذي يلغي مفهوم التنوع الثقافي والديني والاجتماعي الثر الذي يزخر به هذا السودان ويعتبر من مميزات تفرده..  .....

ونناشد كافة قوى المجتمع المدني العاملة في مجال حقوق النساء وحمايتهن  القومية والاقليمية والدولية بالضغط الفوري والآني لايقاف محكمة العشرة فتيات والغاء قانون النظام العام ومنظومته .

ومعا من أجل الغاء كافة التشريعات والقوانين المكرسة لقهر النساء .

 مبادرة لا لقهر النساء

السبت، 4 يوليو 2015

منظمة التضامن المسيحى الدولى : خلع ملابس الشابات معاملة مهينة


أدانت منظمة التضامن الدولى المسيحية خلع شرطة النظام العام (أمن المجتمع) لملابس عدد من الشابات السودانيات المسيحيات المعتقلات ووصفته بالمعاملة المهينة .
وكانت شرطة الانقاذ ألقت القبض على (12) شابة تتراوح اعمارهن ما بين 18 – 23 سنة يوم 25 يونيو عند خروجهن من احتفال بالكنيسة المعمدانية بالعزبة بحرى بتهمة ارتداء ازياء فاضحة .
وأقتيدت الشابات اللائن كن يرتدين سكيرتات وبناطلين الى قسم الشرطة وهناك أجبرن على خلع ملابسهن وتسليمها كأدلة !
واطلق سراح شابتان منهن ، هما ، ليمياء جيمس ، ومواهب سليمان بدون توجيه تهمة ، ولكن الاخريات : فردوس التوم ، هالة ابراهيم ، اشراقة جيمس ، اوثان عمر الجيلى ، ديانا يعقوب عبد الرحمن ، سيما على عثمان ، ايناس محمد الكومانى ، رحاب عمر كاكوم ، نصرا عمر كاكوم ، وجدان ابا الله صالح ، وجهت لهن تهمة ارتداء الزى الفاضح تحت المادة (152) من القانون الجنائى وينتظرن المحاكمة بعد ان افرج عنهن بكفالة .
واوضح محامو الشابات الطابع المتعسف للنظام العام ، قائلين (تم الافراج عن الشابتين اللتين قررت الشرطة بان لبسهما غير فاضح ، فى حين كانت القت القبض عليهما باعتبار ان زيهما فاضح ؟! هذا القانون يحتاج الى ايضاح.).
وقال الرئيس التنفيذى لمنظمة التضامن المسيحى الدولى ميرفن ثوماس (نشعر بقلق عميق ازاء الاعتقال غير المبرر للشابات الاثنى عشر ومن ان هناك تقارير تفيد بان ثلاثة منهن قد يكن من القصر واللائى اعتقلن بصورة تعسفية واتهمن كبالغات فى انتهاك لحقوق الطفل المنصوص عليها فى المادتين (37) و(40) من اتفاقية حقوق الطفل ، التى السودان طرف فيها . علاوة على ذلك ، فان اجبار هؤلاء الشابات على خلع ملابسهن يرقى الى المعاملة المهينة ، كما حددتها المادة (7) من العهد الدولى للحقوق المدنية والسياسية ، والذى ايضاً السودان طرف فيه . اننا نحث السلطات السودانية بعدم الاستمرار فى القضية ضد هؤلاء الشابات وايضاح القانون لضمان الاتساق والمساواة امام القانون لكل المواطنين السودانيين …. ومرة اخرى ، نناشد المجتمع الدولى ، ولاسيما الاتحاد الافريقى ، حمل السودان للتقيد بالتزاماته الدولية ).
حريات