السبت، 30 مايو 2015

اليونسيف : (550.000) من أطفال البلاد يواجهون خطر الموت السريع


قال قيرت كابيليري ، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) ، ان (550.000) ألف من أطفال السودان يواجهون خطر الموت السريع بسبب تفشي مرض سوء التغذية شديد الحدة .
وأضاف في تصريحات عقب تفقده للمشروعات المدعومة من الحكومة اليابانية في دارفور برفقة السفير الياباني ، ان (2) مليون طفل من أطفال البلاد دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد ، إلى جانب تفشي أمراض أخرى مثل الحصبة التي تهدد حياة مئات الآلاف من الأطفال ، بجانب الإسهال المائي وإنتشار الحميات المختلفة .
وقال ان ( السودان أحوج ما يكون أكثر من أي منطقة في العالم للمساعدات الإنسانية  لإنقاذ حياة الأطفال).
ومن جانبه قال السفير الياباني في السودان هيديكو آييتو ، ان الأطفال في دارفور يناضلون من أجل بلوغ سن الخامسة.
وأعربت (اليونسيف) عن قلقها لأن الأطفال في السودان أصبحوا ضحايا للحرب الدائرة هناك ، منوهاً إلى ان تقديرات منظمته تشير إلى إن الأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً من الحرب .
وأكد كابليرى أنه لا يُمكن توفير إحتياجات الأطفال وحقوقهم إلا بإنهاء النزاعات ووقف الحرب المستمرة ، والإهتمام بالصحة والتعليم وتقديم الخدمات الإجتماعية الأساسية.

حريات

شبكة الانذار المبكر : (4.2) مليون سودانى سيعانون من انعدام الغذاء الحاد بحلول يوليو


أوضحت شبكة الانذار المبكر من المجاعة FEWS NET انه فى الفترة ما بين يوليو الى سبتمبر 2015 ستصل اعداد الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائى فى السودان الى 4.2 مليون .
وأكدت الشبكة فى آخر تقرير عن تقييم الأوضاع فى السودان انه اعتباراً من أبريل 2015 فان 3.7 مليون يواجهون انعدام الأمن الغذائى الحاد فى مرحلتيه الثالثة (الأزمة) (Ipc phase 3) والثانية (Ipc phase 2) (الضاغطة). وفى ذروة موسم lean ما بين يوليو الى سبتمبر 2015 غالباً ما ستصل اعداد الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائى الى 4.2 مليون .
وأضافت ان انعدام الأمن الغذائى الحالى نتيجة للصراع فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق وغرب كردفان ، وبسبب النزاعات القبلية فى بعض مناطق دارفور ، والتى أدت الى تشريد الالاف وفقدان الارواح والممتلكات وتعطيل الانشطة الاقتصادية ووصول المساعدات الانسانية . ويعود السبب الرئيسى لانعدام الأمن الغذائى فى شرق السودان الى محدودية القدرة الشرائية .
وأضافت الشبكة ان الحصبة تفشت فى (31) محلية فى (14) ولاية من ولايات السودان ، وان من (3015) حالة اشتباه ، ثم تأكيد اصابة (1697) بالمرض ، وهو ما يعادل (4) مرات عدد الاصابات فى السنة السابقة . وقالت ان حملة تطعيم واسعة النطاق من قبل وزارة الصحة ومنظمة اليونيسيف والصحة العالمية تجرى حالياً ، ولكن من غير المرجح ان تشمل الحملة المناطق غير الآمنة حيث سيظل التطعيم ضعيفاً.
حريات

الجندي السوداني وقود الحرب البرية القادمة فى اليمن ! .. بقلم: د. على حمد إبراهيم

تاريخ الجيش السودانى يقول أنها ليست المرة الأولى التى يغادر فيها الجندى السودانى حدود بلاده ليشترك فى حرب ليس له فيها ناقة ولا جمل . حدث هذا للجندى السودانى إبان الحرب العالمية الثانية عندما وجد نفسه  وهو يقاتل فى صقيع المكسيك .  وفى صحارى طبرق. والعلمين  بامرة المستعمر البريطانى ، نصرة لتاج المملكة التى لم تكن الشمس تغرب أو تنزوى عنها ساعة من نهار. وحدث له فى الهضاب الحبشية التى ارسل اليها دفاعا عن تاج الامبراطور الحبشى هيلاسلاسى الذى كان يتجهمه المستعمر الايطالى فى عام 1936 وما تلاه من  مجريات الحرب العالمية الثانية .  وحدث له هذا فى ادغال الكونغو اثناء البحث الاممى عن السلام فى ذلك البلد الذى فقد ابنه البار باتريس لوممبا نتيجة لمؤامرات الحرب الباردة الامريكية السوفيتية دون ان يكسب السلام او الاستقرار الى يومنا هذا . فى جميع تلك المناشط الحربية دفع الجندى السودانى روحه بحماس منقطع النظير. و بهمة عسكرية لا تنقضى دون أن يسأل نفسه لماذا هو موجود فى تلك الاصقاع . ولماذا هو وقود ذلك الغمار الحربى,  وماهى  قضيته التى جاءت به الى تلك الاصقاع دون سائر اجناد الدنيا ا ليموت ذلك الموت المجانى .
 فى هذه الايام تدور خلف الكواليس ترتيبات عسكرية وسياسية سينتج عنها ارسال الجندى السودانى مرة اخرى ليكون وقودا لحرب ليس فقط  لا ناقة له فيها ولا جمل على الصعيد الشخصى . انما لا ناقة  له فيها ولا جمل على الصعيد الرسمى الذى يخص بلده المنكوب بردوم من الازمات لا يكابدها مثله بلد من بلدان المعمورة على كثرتها وكثرة ازماتها . زيارات رئيس هذا الجندى السرية و المتكررة لبعض الدول الخليجية . وهذا الحب العذرى الطارئ الذى تدلى على هذا الرئيس تحديدا دون أن يتدلى على شعبه الذى تطحنه الفاقة  والمسغبة والامراض والفقر ولا معين ، هذه الزيارات ، تقول الكثير المخفى  خلف الكواليس المحروسة بالسرية القابضة التى لن تظل سرية  الا اياما  معدودة . فمن طبيعة الاشياء ان يكون خبر اليوم (السرى) وذى القيمة العالية ، أن يكون غدا ببلاش . بمعنى أن يكتشف الجميع ، بمن فيهم الجندى السودانى ، والشعب السودانى ، والعالم المهتم ، أن يكتشفوا ان حربا بريا قاسية تطرق ابواب الوجود. وأن الجندى السودانى ، ورصفاؤه فى بنغلاديش  والباكستان  وموريتانيا  وجزر القمر وتشاد وماليزيا قد توجب عليهم خوض مغامرة حربية جديدة استمرارا وتكرارا لمغامرات ظلت  تتواتر عبر تاريخ دول هؤلاء الجنود  الكريمة العطايا ، الجاهزة للتكرم بدماء ابنائها لاسباب  منها الدينى العاطفى ، مثل الزعم أن  خطرا يتهدد الحرمين الشريفين ،  ومكة المكرمة ، قدس الاقداس فوق الارض كلها، رغم ان الترسانة العسكرية التى تحرس هذه الاقداس لا تتوفر الا لدى قلة من الدول .  ومنها الاسباب المادية التى  يصعب انكار وجودها  و لا من التسليم بها . 
ان الخطر البعيد ،على المستوى السودانى ، فهو يتمثل فى غضبة مضرية قد لا تبقى ولا تذر اذا رأى هذا الشعب العاطفى بطبيعته ، اذا رأى ابناءه وهم  يقتلون قتل الفئران فى كهوف اليمن ذات الطبيعة المتوحشة القاسية التى يصعب اختراقها حتى على اشعة الشمس . ليس عندى لا الحكمة ولا  فصل الخطاب . و لكن عندى خوفى وجزعى من توريط  بلدى المحزون فى مزيد من البلاوى السياسية  وهو لديه ما يكفيه من البلاوى. ولا متسع لديه لمزيد . اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت من التزلف  ومن امراض الحاجة . آمين . أمين.          

alihamadibrahim@gmail.com

حسن مكي ” لن تتوقف الحروب في السودان ما لم تحدث تسوية سياسية “


خروج الإصلاحيين ليس له تأثير على الوطني
ليبيا على مفترق طرق ومصر تحتاج لتسوية
دخول السودان “عاصفة الحزم” سهل عملية تعاطيه مع الخليج
ثمانية مديري جامعات تم تعيينهم بأوامر رئاسية
الترابي ليست لديه مفارقة ” أصولية ” مع النظام
لن تتوقف الحروب في السودان ما لم تحدث تسوية سياسية
الإدارة السياسية في مصر عليها أن تراجع نفسها
دولة الجنوب تعيش أوضاعاً سيئه للغاية
قال أستاذ العلوم السياسية والخبير في الشأن الإفريقي د. حسن مكي إن خوف الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي د. حسن عبد الله الترابي على تلامذته من الإسلاميين دفعه لارتضاء أمر الدخول في الحوار الوطني، مؤكدًا أن مستقبل السودان عقب العملية الانتخابية لن تحدث فيه متغيرات، مرجعاً ذلك إلى بقاء ذات القضايا الحاكمة والمتأزمة بالبلاد، متأسفاً على ما يحدث في كل من مصر وجنوب السودان وليبيا وتأثيرات ذلك السودان من ناحية سياسية واقتصادية معتبراً دخول النظام في معركة “عاصفة الحزم ” سعياً للحصول على شهادة براءة من قبل النادي الخليجي بأن ليست لديه أي علاقة مع النادي الإيراني.
هذه القضايا وغيرها كانت محط حوار القراءة المستقبلية لواقع السودان والعالم العربي والإسلامي، فماذا قال؟

*بروف حسن مكي ما هو مستقبل السودان بعد الانتخابات؟
– لا أعتقد انه ستحدث متغيرات كثيرة ستظل ذات القضايا حاكمة ومؤثرة من قضية الحرب والبحث عن السلام ومجموعة القضايا السياسية والاقتصادية وقضية الهوية والصراع المسلح.
*ماذا عن الانتخابات التي جرت مؤخراً؟
– الانتخابات من المؤكد هي شيء مهم وضروري للنظام لأنه وبدون انتخابات قد تذهب مشروعيته من الناحية الشكلية، خاصة وأنك مهما حاولت في العالم الثالث فمن تكون معه الدولة بإمكانياتها ومواردها هو من يكسب، فالوضع في نيجيريا مثلاً يختلف عن السودان، هناك دولة ومؤسسات في الانتخابات الإجرائية بنيجيريا، فاز بخاري المعارض علو جوناسان وهو رئيس الجمهورية، هذا ما كان يتحقق في السودان لأن الحزب والرئيس والجيش شيء واحد فما كان ينقص النظام الانتخابات الشكلية وهو ما حدث.
*كيف تصف الراهن ؟
– السودان في هذا التوقيت أرى فيه عدم قدرة على التعاطي مع الحدث، وأرجو ان تحدث متغيرات مستقبلية، الآن ليس هناك بريق أمل كبيراً خصوصاً بعد ربع قرن نكتشف أنه لا يوجد مجتمع سياسي في السودان.
*ماذا تعني بالمجتمع السياسي؟
– المجتمع السياسي القادر على التعاطي السياسي والفهم في الأخذ والرد وأن تكون له قراءة نظرية ومهارات اتصالية وفهم الأزمات، فقد جففت منابع السياسة وأصبحت السياسة وظيفة من لا وظيفة له إلا القليل منهم، فهناك حالة جدب وقحط سياسي بدليل أنه خلال السنوات الماضية ما زلنا بدون دستور وإن كان كذلك من يحترم ذلك الدستور بدون دستورية، وفي ذلك بإمكاني أن أعطيك مثالاً المشروع الذي دفعت به الحكومة للبرلمان بخصوص تعيين مديري الجامعات، فهو يقوم علي الآتي أن هيئات التدريس ترشح لمجالس الجامعات خمسة أشخاص واختيار ثلاثة من المجالس ثم يقوم وزير التعليم العالي برفع ذلك الى لرئاسة الجمهورية التي تختار واحداً والآن ثمانية مديري جامعات تم تعيينهم بأوامر رئاسية وكأنه لا يوجد قانون، ففي وقت سابق المجلس الوطني والحكومة ممثلة في وزارة المالية اتخذت قرارات بعدم تجنيب الأموال والإيرادات ولكن بعض الوزارات النافذة تظل تجنب إيراداتها، فالأصل في هذه الأشياء مجتمعة أن أوامر الرئاسة أصبحت أهم من القوانين والدستور.
*ما صحة أن السودان تخلى عن المحور الإيراني الروسي؟
– أرجو أن يكون ذلك صحيحاً، فالمشهد يؤكد ذلك عقب التخلي عن المحور الإيراني، ودخول السودان في عاصفة الحزم سهل عملية تعاطيه مع الخليج، ولكن في ذات الوقت المجتمع الدولي لم يقدم شهادة صلاحية للانتخابات من الاتحاد الأوربي ” الترويكا “، وهي ستظل الإشكال مع الأسف الشديد، فالنظام لا تزال الديمقراطية بالنسبة له قضايا إجرائية متخذاً في ذلك الانتخابات كأساس لتطوره ولكن مع هذا أين هي مثلاً (الصحافة)، فصحيح أن هناك نسبة حرية ولكن لا تعني صحافة بمعناها الحقيقي فبعض الصحف مملوكة للمؤتمر الوطني وهناك إملاءات ، وما ينطبق على الصحافة ينطبق على الأجهزة الأخرى، ومفوضية مكافحة الفساد والآن أين هي؟ وأين المحاسبة؟.
*هل أثر خروج مجموعة الإصلاحيين على أداء الحزب الحاكم؟
– لا أعتقد أن خروج مجموعة الإصلاحيين له تأثير على الحزب الحاكم، فالقراءة تقول إنهم اشبة بالكادر الوظيفي وليس السياسي، لذلك تم فصلهم لأن آخرين يريدون أن يخلفوا في تلك الوظائف، وهو نفس الأسلوب الذي تتم به شخصنة الدولة، وعندما تتم شخصنة الدولة حينها تنتهي السياسة وتصبح الوظيفة الحكومية هي الأصل والديمقراطية هناك إجرائية وليست ديمقراطية بمعناها الحقيقي، فالمعارضة في بريطانيا لديها نفس قوة الحكومة فـ”ميلباند” رئيس حزب قوى العمال لديه نفس اعتبار ووزن ومخصصات رئيس مجلس الوزراء برغم من أنه معارض، وإذا ما زار السودان يكون على رأس مستقبليه السفير، وإذا زار نواب جمهوريون من الكنغرس الأمريكي السودان فزيارتهم ذات وزن، فالرئيس الأمريكي من حزب آخر وهو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لا يستطيع إغلاق صحيفة وهو خاضع للقانون، باترس رئيس المخابرات الأمريكية السابق حكم عليه بعامين فنحن ليست لدينا ديمقراطية، بل شكل من أشكال التكاثر بالأوراق لاكتساب شرعية، فالديمقراطية شورى ومؤسسات واستقلال للقضاء، فهي غير معروفة وموجودة في الأصل لذلك المعارضة لدينا منبوذة ومطاردة وليس لديها وجود في الدولة أو الحكومة.
ــ من المسؤول عن تدهور ” الديمقراطية ” بالبلاد؟
هذا الأمر جزء من المشكلة، فالمجتمع السياسي في السودان كما أسلفت فقد تم تجفيفه والديمقراطية إذن أصبحت لا تعترف بما يعرف بالمعارضة داخل وخارج البرلمان، ولذلك إذا كانت هذه المجموعات غير قادرة على إصدار صحيفة فكيف ستواجه تراكماً سلطوياً من الشخصنة وطغيان الوظيفة الحكومية على كل ماعداها، فالمعارضة إذا ما أرادت إقامة ندوة تحتاج الى تصريح وهو أشبه ” بالمتردية والنطيحة “، بين الترهيب والسجن والنتيجة أن السودان سيظل يتأزم والشباب سيظل يقتنص أي فرصة للخروج منه ليشد الرحال، وقد تابعنا الظلم الذي وقع على رئيس تحرير جريدة النظام نفسه يطلب اللجوء السياسي إلى بريطانيا، فأنت ماذا قائل في الآخرين.
ــ ماذا عن تطورات المشهد فيما يعرف بالحوار الوطني؟
الحوار أصبح سوقاً سياسياً أتاح فرصة للمضاربات السياسية والسمسرة بأن تستمع فيه الى أصوات ناس ” الجعجعة ” وأن يرى الناس من خلاله تصيح وتعلو حناجر الآخرين.
ــ لكن زعيم المؤتمر الشعبي ارتضى الحوار رغم الخلاف مع ” الوطني”؟
لا أعتقد أن الترابي لديه مفارقة ” أصولية ” مع النظام وتراتيبة، ولكن لديه خصومة مع قياداته والتي أنهت منه ” صولجان ” شخصية الآمر والناهي في الباطن والظاهر والآن إن قامت قيامة النظام، فإن أحق الناس بأخذ التعزية فيه هو الترابي، فلذلك من هذا الباب استدرك أن مآلات النظام تهمه كما تهم البشير فحال صراعه مع النظام سيكون “صفرياً” بمعنى (علي وعلي تلاميذي).
ــ كيف تقرأ مشاركة السودان في معركة ” عاصفة الحزم ” باليمن؟
السودان جزء من منظومة البحر الأحمر ودخوله في الحرب الأهلية في اليمن نتيجة لأن السودان يريد تصحيح أوضاعه ، فالسودان ليس عضوًا من قريب أو بعيد في النادي الإيراني الذي أصبح يتنفس براءات أربع في كل من بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، متأثرًا بقول الشاعر ” إذا هبت رياحك فاغتنمها فعقبى كل خافقة سكون”.
ــ ماهو تأثير ذلك على الأوضاع في الشرق الأوسط ؟
من المؤكد له تأثير في رسم صورة جديدة من العلاقات خاصة أن النادي الخليجي في فترة من الفترات ساعد الحوثيين، والسياسة تظل عابرة لأنهم كانوا يخافون من الإخوان المسلمين في ليبيا، مصر، اليمن، ولكن الحوثيين خرجوا على أصول المعادلة بالتحالف مع إيران والآن قلبت موازين اللعبة السياسية، فالسودان دخل في هذه المسألة من منطلق ” مكره أخاك لا بطل ” لأنه تاريخياً السودان تعاون مع علي عبد لله صالح إبان تكوين محور الخرطوم أديس صنعاء في وجه طرابلس أسمرا، ولكن مهما يكن فهذه حسابات سياسية وقتية فهو من الناحية الاستراتيجية جزء من الجغرافيا السياسية للبحر الأحمر والخليج ومصر وإن كان الفاعل الحقيقي فيها أمريكا وإسرائيل.
ــ هل من حل للحرب المشتعلة في السودان؟
اشتعال الحرب في دارفور وجنوب كردفان ” جبال النوبة ” والنيل الأزرق، فقد كان هناك أمل في إيقافها في وقتها من خلال المشورة الشعبية قبل حدوث الاحتقان السياسي بجنوب كردفان والنيل الأزرق والآن لا أتوقع أن تتوقف الحرب بالسودان في هذه المناطق في الوقت الراهن ما لم تحدث تسوية سياسية.
ــ ماذا عن دولة جنوب السودان؟
جنوب السودان في الوقت الراهن يعيش أوضاعاً سيئة للغاية نسبة لغياب مفهوم الدولة، حيث أضحت فكرة الدولة غير موجودة بسبب تقديم الفكرة الاجتماعية التي أصبحت راسخة وأضعفت ما يعرف بالخيار ” الصفري ” لدى الجنوبيين، فالأصل أصبح للقبيلة، ولذلك انتهت الأوضاع بجنوب السودان الى حالة من التأرجح حيث كان من المفترض أن يكون للبيت السوداني رؤية استراتيجية لما يحدث من خلال فتح حدود التجارة والتفاعل السياسي والثقافي حتى يفتح مساراً للجنوبيين، لكن فاقد الشيء لا يعطية، فليت كانت له حكمة يهديها للجنوب.
ــ ماذا عن مصر ؟
نسأل الله أن يمد مصر وأهلها بالصبر وبما يجري من حولها والعصمة من فتنة التفتيت والانشطار التي عصفت بالدولة حتى ما عادت هناك جيوش ومؤسسات في هذه الدولة وأعتقد أن الإدارة السياسية في مصر عليها أن تراجع نفسها فأقل من 18 شهرًا أصدرت المحاكم المصرية ألفاً وستمائة حكم إعدام سياسي، وهو مؤكد أمر سيئ بحق المجتمع المصري مما لا يبشر بخير ولا يؤدي الى وحدة وطنية، ما يجعل حدة مواجهة متزايدة وتحمل التحديات كبيرة وما عليها من مسؤوليات جسام فمصر تمثل صمام أمان للعرب وهي القوة الوحيدة القادرة للتصدي للمشروع الصهيوني، ولذلك مصر تحتاج الى مراجعات عميقة ومصالحة وطنية واستقبال حكم القانون والاعتراف بالآخر حتى تستطيع مواجهة التيارات التفكيرية والاستقطاب والشد والجذب، فالمؤسسة العسكرية مهما كانت قوية لا تستطيع أن تحسم مسار المجتمع، ولذلك ليس أمامها سوى التصالح مع مطلوبات من في السجن.
ــ ماذا عن ليبيا ؟
ليبيا الآن على مفترق طرق، وقد خرجت من وصاية الدولة دون مؤسسات فهي دولة حكمت منذ عهد السنوسي بحكم أبوي دون اللجوء الى مؤسسات وأخذت شكلها الجديد في إطار حكم القذافي الذي حكمها بالحديد والنار 40 عاماً، وهو شاب فى أواخر العشرينيات مما سهل له تشكيلها في قوالب مشيئته واستغلال ريع البترول والفوائد النفطية فأصحبت إمبراطورية مالية، ولكن بدون مؤسسات وهياكل دولة لذلك عندما جاءت القاصمة لم يكن في ليبيا سوى ميراث القذافي والجماعات الإسلامية المناوئة، وكلاهما لم يخرج من رحم دولة والمؤشر “صفر” من سيادة القانون وعدم الاعتراف بالآخر. والحرب الآن بيلبيا بين مجموعات ثلاث بقايا القذافي ” حفتر” ومجموعة البرلمان المنتخب في طرابلس ، والمجموعة التي أسهمت في القضاء على القذافي من الإخوان المسلمين وجماعات إسلامية والمؤتمر الوطني الذي يمثل طوائف القوى المدنية التي ثارت ضد القذافي، بينما في ” درنة ” توجد مجموعة التكفيريين التي رأينا بعض تصرفاتها وما قامت به مع الأقباط والاحباش ولا نملك الا أن ندعو الله تعالى لليبيا الجديدة أن تكون قادرة على التحكم في مواردها وخيراتها في ظل ظروف تدخل خارجي لا يريد لها الاستقرار.
ــ ماذا عن نتائج ثورات الربيع العربي حتى الآن ؟
ما حدث في هذه البلدان من ثورات ربيع عربي هي ضريبة للتغيير فكانت الحسابات هل ستؤدي الى فوضى أم نظام جديد، فأدت الى نظام جديد ففي السابق عندما ” حدثت الفتنة ” الكبرى وقتل المسلمون بعضهم البعض اعتقد أنها القيامة، ولكن من بعدها استقرت الأمور وحدث تحول بقيام الدولة الأموية والتوسع نحو الأندلس ولذلك هذه الدماء والفوضى التي تجري يتخلق في إطارها ورحمها( وعي جمعي جديد) وأعتقد أن ثنايا ذلك يتبلور بمولود جديد قادر على التماهي مع مطلوبات العالم الإنساني وخصوصيات عالمنا فإذا كانت أوربا وأمريكا قد قدمت مائة مليون ما بين قتيل وجريح في الحربين العالميتين لبناء دولهم فإن الثمن المطلوب لإحداث النظام الجديد في العالم العربي والإسلامي أقل من ذلك بكثير والله أعلم .



الصيحة

التفاصيل الكاملة لمحاولة اغتيال معتمد بحري السابق داخل منزله ببري


كشفت مصادر عليمة لـ(المجهر) أمس (الجمعة) تفاصيل محاولة اغتيال معتمد محليتي بحري وكرري السابق “محمد عبد الرحمن العمدة” بعد أن تهجم عليه ملثمون وأطلقوا الرصاص داخل منزله بضاحية بري شرق الخرطوم في الساعات الأولى من صباح أول أمس (الخميس)، كشف عن أن الشرطة دونت بلاغاً بالإجراءات الأولية بشرطة بري وشكلت فريقا ًللقبض على الجناة.. وأوضحت ذات المصادر أن المعتمد أبلغ الشرطة بأن ملثمين تهجموا عليه داخل منزله وأطلقوا النار وفروا هاربين، ولم يتم القبض عليهم.. ولفتت المصادر إلى “العمدة” كان قد تعرض في وقت سابق إلى هجوم مماثل دون بصدده عدد من البلاغات وفقاً للمادة (44) من قانون الإجراءات الأولية، الأمر الذي دفع لتأمين منزله بدورية شرطة.


المجهر السياسي

شح في الجازولين بطلمبات ولاية الخرطوم



رصدت (المجهر) ندرة الجازولين في عدد من الطلمبات بأجزاء متفرقة من الولاية ووقفت ميدانياً على عدم توفره خاصة محلية بحري، شارع المعونة من الكدرو وحتى بحري، وشوهدت أرتال من السيارات تصطف بالطلمبات المخصصة للجازولين.
وشكا عدد من سائقي المركبات العامة والخاصة لــ(المجهر) من وجود أزمة منذ (الخميس) ما انعكس بصورة واضحة على المواصلات وعدم توفرها طيلة ليلتي (الخميس) و(الجمعة). وأفادنا أحد عمال طلمبة بأن الكمية التي وصلت إليهم قليلة لا تكفي لتسيير كل هذه المركبات، وتوقع تفاقم الأزمة في مقبل الأيام ما لم تتدارك وزارة النفط الأمر.


المجهر السياسي

الإمارات أكبر مستثمر في القطاع الزراعي بالسودان


كشف الفاضل عمر التوم رئيس مجلس الأعمال السوداني أن دولة الإمارات تعد المستثمر الأكبر في القطاع الزراعي السوداني عبر استثمارات حكومية أو تخص شركات إماراتية، مشيراً الى أن هذه الاستثمارات ممتدة لفترة طويلة، وحققت قيمة مضافة للاقتصاد السوداني، معتبراً إياها من أنجح الاستثمارات هناك. وأشاد التوم بالعلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات والسودان متمثلة في الدعم المتواصل التي تقدمه الإمارات وحكومتها من خلال استثماراتها الهائلة في القطاعات الاقتصادية المختلفة في السودان، مشيراً إلى أن هذه العلاقات شهدت تطورا كبيراً خلال السنوات الأخيرة، حيث انعكس ذلك على حجم التجارة والاستثمار بين البلدين التي تشهد نمواً مطرداًَ خلال الفترة الحالية، مشيراً إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري ليصل إلى نحو 9.5 مليار درهم مؤخراً، وهو ما يفسر تصدر الإمارات للدول المستقبلة للصادرات السودانية. وأضاف في تصريحات خاصة ل«الخليج» تشهد الاستثمارات الإماراتية في السودان نمواً مستمراً من منطلق الاستفادة من الفرص المتاحة في السوق المحلي إلى جانب دعم الاقتصاد السوداني وضخ استثمارات متنوعة. حيث ارتفعت نسبة مشاركة القطاع الخاص الإماراتي في المشاريع الاستثمارية في السودان وشملت مختلف القطاعات الاقتصادية، وتوزعت في القطاعات الخدمية والصناعية والزراعية.وتوقع التوم نمو التبادل التجاري بين البلدين في الفترة المقبلة بحكم نمو العلاقات الثنائية إلى جانب تطور القطاعات والبنية التحتية التي تحتاجها الاستثمارات في السودان، حيث نتطلع نحو استقطاب الشركات والاستثمارات من دول الخليج سواء كانت استثمارات فردية أو مؤسساتية للاستفادة من الفرص المواتية في الأسواق السودانية. وأوضح أن السودان يحظى بقطاعات استثمارية واعدة، من بينها قطاع التعدين، حيث يتمتع السودان بثروات كبيرة في المعادن ومن بينها الذهب، الذي يتوقع أن يحقق الاستثمار في تعدينه عوائد كبيرة للمستثمرين الإماراتيين.
وذكر رئيس مجلس العمل السوداني أن الإمارات أصبحت مركزا عالميا للتجارة ويمكن من خلالها أن تنطلق الشركات والاستثمارات السودانية للتوسع في الأسواق العالمية ومن هذا المنطلق تعتبر الإمارات من أهم دول المنطقة للسودان. موضحاً أن «إكسبو دبي 2020» سيجذب العديد من الشركات السودانية للاستفادة من الفرص التي يمنحها للمستثمرين. وقال إن عدد الشركات السودانية العاملة في الدولة حسب إحصاءات في الغرف التجارية والمناطق الحرة بلغ نحو 2000 شركة تغطي قطاعات مختلفة مثل التجارة والاقتصاد والصناعة والخدمات ونشاطات مختلفة ومتنوعة، مضيفاً أن مجلس العمل السوداني يشكل الرابطة الرسمية لجميع المستثمرين ورجال الأعمال السودانيين بدولة الإمارات، وهو مؤسسة مستقلة غير ربحية وليست ذات توجه سياسي. وتأسس المجلس في عام 2003 برعاية كريمة من غرفة تجارة وصناعة الشارقة. وأوضح أن المجلس يهدف لدعم الأعضاء وتطوير أعمالهم التجارية وشركاتهم وتشجيع العمل الجماعي بين الأعضاء بما يعود بالفائدة عليهم وعلى مجالات عملهم، وتزويد الأعضاء بأحدث الدراسات والمعلومات عن سوق العمل بدولة الإمارات والسودان، وذلك من خلال الملتقيات والمؤتمرات الاقتصادية في الإمارات والسودان والتي ينظمها المجلس للاستفادة من خبرة وتجربة الإمارات في تطوير النشاط الاقتصادي وتشجيع رجال الأعمال السودانيين والإماراتيين على الاستثمار بالإمارات والسودان والاهتمام بنقل الخبرات والتقنيات والأساليب العملية الحديثة المتطورة.