الأحد، 14 يونيو 2015

وثيقة حماية أطفال دارفور.. خطوة نحو إنهاء المعاناة



الخرطوم ـ «القدس العربي»:

 يقع الأثر الأكبر لمأساة إقليم دارفور السوداني على الأطفال، باعتبارهم الحلقة الأضعف في مسلسل العنف الذي يدور في الإقليم منذ عام 2003. ومنذ أكثر من عشر سنوات تبذل جهود عديدة لتجنيب الأطفال آثار النزاع المسلح، ومؤخرا شهدت العاصمة النمساوية فيينا، توقيع وثيقة لحماية الأطفال من العنف في مناطق النزاع في السودان، وقّع عليها قادة الحركات المسلحة، اركو مني مناوي، عبد الواحد محمد نور وجبريل ابراهيم وذلك بحضور مساعد الأمين العام للأم المتحدة لشؤون الأطفال، ليلى مرزوقي، وممثل «اليوناميد» وممثل المركز النمساوي للسلام وفض النزاعات، وعدد من المنظمات والإعلاميين والشخصيات المهتمة في حقوق الطفل.
وتم التوقيع على الاتفاقية ضمن اجتماع نظمه معهد سلام في النمسا بالتعاون مع الأمم المتحدة واليوناميد.
 وأقر قادة الحركات، بصفتهم طرفاً في النزاع  في دارفور، أن لديهم التزام أخلاقي وقانوني باحترام وحماية وإعلاء حقوق الطفل. وقالو إن إنهاء الصراع  وتحقيق السلام المستدام يعتبر الأمل المنشود للطفل في دارفور والسودان بأسره.
واعترف القادة الموقعون- على الوثيقة -أن الطفل في دارفور  عانى من وطأة النزاع المسلح في الإقليم وأن أجيالا منهم قد فقد الامتياز والحق في أن يعيشوا طفولة آمنة وأن يتمتعوا بفرصة أن ينشأوا في بيئة خالية من الخوف من البندقية وتداعيات الحروب.   
وأقر القادة الموقعون أنه حتى عندما لا يكون الأطفال مستهدفين بشكل مباشر، فإنهم يظلون ضحايا للقتال بين الأطراف المتحاربة، وأنهم قد تعرضوا للقتل والإصابات البالغة بالرصاص الطائش والمواد الحربية غير المتفجرة. كذلك فإن الأطفال عانوا من التدمير المتعمد للبنى الإساسية الصحية والتعليمية مثل المدارس والمراكز الصحية، إضافة للنزوح الجماعي، الذي عمّق الحرمان والمعاناة في المجتمعات وخاصة الأطفال.
وأعلن القادة الموقعون انهم يتحملون المسؤولية عن حماية الأطفال، ويتعهدون ببذل كل الجهود الممكنة لمنع أعضاء حركاتهم من إرتكاب أي إنتهاكات لحقوق الأطفال، وأنهم يجددون التزامهم باتباع المعايير والقانونية والأعراف الدولية بما فيها قرارات مجلس الأمن الخاصة بالطفل والنزاعات المسلحة.
واحتوت الوثيقة العديد من التعهدات من بينها أن حماية الأطفال هي مسؤولية فردية وجماعية ويجب أن تكون التزاماً مبكرا من كل الأطراف دون انتظار تحقق اتفاقية سلام شامل. وان أي مجهودات تبذلها أطراف النزاع من أجل الاتفاق على إجراءات من شأنها أن تحمي الأطفال بشكل حقيقي يجب أن تكون هي الأرضية التي تبنى عليها الثقة وتقود في نهاية الأمر إلى مفاوضات ناجحة من أجل تحقيق السلام في دارفور. وتم الاتفاق على أن معاناة الأطفال في دارفور سوف تستمر ما استمرت الأزمة، ولذلك فإن إنهاء الأزمة وتحقيق السلام يجب أن يكون هدفا استراتيجيا لكل أطراف النزاع.
وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي ذكر وزير الصحة بحر أبوقردة – وهو من أبناء دارفور وكان متمردا قبل أن يوقع اتفاق سلام مع الحكومة عيّن بموجبه وزيرا للصحة- ذكر أن الحركات المسلحة في ولايات دارفور وافقت على تنفيذ حملات التطعيم التي تنفذها الحكومة من حين لآخر، وأعلن عن نجاح الحملة القومية للقضاء على مرض الحمى الصفراء والتي استهدفت ثمانية مليون مواطن من عمر «9-60»عاما وشملت الحملة ثلاث ولايات في دارفور هي (جنوب دارفور، شمال دارفور، وسط دارفور، غرب دارفور).


صلاح الدين مصطفى

تضم سوريا وجنوب السودان و«تنظيم الدولة»… وإسرائيل خارجها: «قائمة العار» لمنتهكي حقوق الأطفال في الحروب


لندن ـ «القدس العربي»: 

 أصدرت الأمم المتحدة بداية هذا الإسبوع تقريرا ضم أطرافا جديدة على قائمة 52 حكومة وجماعة مسلحة تقوم بقتل وإغتصاب وتجنيد الأطفال وشن هجمات على المدارس والمستشفيات في المناطق التي تشهد حروبا ونزاعات. وشملت «قائمة العار» جماعة بوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلامية والقوات المسلحة لثماني دول بينها سوريا واليمن وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان. وكان من المتوقع أن يذكر بان كي مون جميع الدول والجماعات المسلحة التي ارتكبت انتهاكات للقانون الإنساني الدولي في ما يتعلق بحقوق الطفل في التقرير إلا أنه إتهم بتجاهل أطراف بارزة ترتكب جرائم متكررة بحق الأطفال. فتقرير مجلس الأمن الذي يُعتبر أداة قوية لحماية الأطفال ويضمن استهداف الأطراف المتورطة بعقوبات من مجلس الأمن الدولي، تجاهل، على ما يبدو، أطرافا كان لها الحصة الأكبر من هذه الإنتهاكات لهذا العام كان أبرزها حكومة إسرائيل التي ارتكبت جرائم إنسانية خلال حربها الأخيرة على قطاع غزة العام الماضي قتل فيها أكثر من 500 طفل وأصيب نحو 3000 آخرين معظمهم يعاني الآن من الصدمات والإعاقات الدائمة.
 
تناقض في تطبيق المعايير 
 
 يقول الأمين العام للأمم المتحدة إن الحدّ الأدنى من الممارسات التي تستوجب إضافة اسم جديد إلى تقرير مجلس الأمن السنوي  هو وجود «نمط» من الانتهاكات و»ارتكابها بشكل متكرر». وقد ارتكبت إسرائيل في عام 2014 وحده وهي حقائق قامت «هيومن رايتس ووتش» بتوثيقها، جرائم عديدة و”متكررة” بحق الأطفال. فقد أطلقت القوات الإسرائيلية النار في الضفة الغربية المحتلة على نديم نوارة ومحمد سلامة، البالغين من العمر 17 سنة، وقتلتهما في 15 أيار/مايو. 
وبعد حوالي أشهر قتلت محمود دودين، البالغ من العمر 15 سنة. وفي 16  تموز/يوليو قتل أربعة أطفال قرب ميناء مدينة غزة في غارات إسرائيلية غير قانونية على القطاع. وقتل الجيش الإسرائيلي طفلين يبلغان من العمر 15 سنة في مقهى قرب خان يونس وطفلين وخمسة من أقاربهم في غارة جوية على منزل في مخيم اللاجئين في الشهر نفسه. وشنت هجمات غير قانونية على مدارس في غزة أو على أماكن قريبة منها رغم أنها تأوي مشرّدين، ما تسبب في مقتل 46 مدنيًا، منهم 17 طفلا. وفي خطاب وجهته «هيومن رايتس ووتش» إلى بان كي مون بتاريخ 27 نيسان/أبريل، عبرت المنظمة عن قلقها من عدم إدراج بعض الحكومات والجماعات المسلحة في «قائمة العار» في السابق رغم أنها مذكورة بشكل متكرر في التقرير واعتبارها منتهكة لحقوق الأطفال أثناء النزاع. كل هذه الإنتهاكات المتكررة التي تستوفي المعايير التي حددها بان كي مون لإدراج أطراف إلى القائمة السوداء، لم تستدع إضافة إسرائيل إلى القائمة بالرغم من مناقشات مطولة بين وكالات الأمم المتحدة التي عقدت قبل القرار النهائي الذي كان بيد الأمين العام الذي قال بدوره  إن النزاعات في جمهورية أفريقيا الوسطى والعراق وإسرائيل والأراضي الفلسطينية ونيجيريا وجنوب السودان وسوريا «تركت آثارا على الأطفال لدرجة تمثل إهانة للإنسانية». 
 وإكتفى نص التقرير الواقع في 43 صفحة لهذا العام على توجيه انتقاد شديد لتأثير العمليات العسكرية التي شنتها إسرائيل في 2014 على الأطفال. لكن مصادر في الأمم المتحدة قالت إن قرار الأمين العام غير معتاد، مشيرة إلى الضغوط التي يُزعم أن إسرائيل والولايات المتحدة مارستها من أجل حذف اسم إسرائيل من القائمة. مع العلم أن تقارير إعلامية كانت قد ذكرت أن مسودّة تقرير 2015، التي أعدّتها ليلى زروقي، الممثل الخاص للأمين العام المعني بالأطفال والنزاعات المسلحة، تضمنت توصية بإضافة إسرائيل وحماس إلى القائمة.  ونقل تقرير إخباري عن مسؤولين في الأمم المتحدة قولهم إن إسرائيل تمارس ضغوطًا على الأمين العام من أجل حذف قوات الدفاع الإسرائيلية من القائمة، ولكن الحكومة الإسرائيلية أنكرت ذلك. وقال تقرير آخر إن الحكومة الأمريكية أيضًا تمارس ضغوطًا على الأمين العام بالنيابة عن إسرائيل. كما قال مدير الأزمات في «هيومن رايتس ووتش» فيليب بولوبيون ان «الوقائع والمنطق يمليان ادراج إسرائيل وحماس على القائمة لكن الضغوط السياسية طغت على ما يبدو».
وقال فيليب بولوبيون، مدير برنامج مناصرة الأزمات: «يستطيع الأمين العام للأمم المتحدة تعزيز حماية الطفل أثناء الحروب بإعداد قائمة تعتمد على وقائع، وليس على ضغوط سياسية». وأضاف: «سيفقد تقرير الأمين العام مصداقيته وتأثيره إذا تُركت أطراف ضالعة في ارتكاب انتهاكات متكررة خارج القائمة». 
وواجه التقرير انتقادات شديدة من الفلسطينيين حيث قال رياض منصور المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة ان «عدم ادراج إسرائيل بصفتها جهة منتهكة لحقوق الأطفال في حين انها تستوفي بشكل واضح المعايير، لن يؤدي سوى إلى التشجيع على التمادي أكثر في الافلات من العقاب ما سيتسبب بمزيد من المعاناة للأطفال الفلسطينيين الأبرياء»  من جهته رحب السفير الاسرائيلي رون بروسور بالقرار قائلا ان بان كي مون «كان مصيبا بعدم الاذعان لاملاءات المنظمات الإرهابية والدول العربية في قراره عدم ادراج إسرائيل على قائمة العار إلى جانب منظمات أخرى مثل تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة وطالبان». ويذكر أن  القائمة السوداء نشرت بعد شهرين من تحقيق اجرته الأمم المتحدة وخلص إلى ان الجيش الاسرائيلي مسؤول عن سبع هجمات على مدارس تابعة للأمم المتحدة في غزة كانت تستخدم ملاجئ خلال حرب 2014. 
وأكدت لجنة التحقيق ان مسؤولين من الأمم المتحدة يعملون مع اللاجئين الفلسطينيين كانوا يتصلون مرتين يوميا بالجيش الإسرائيلي لابلاغه بالاحداثيات الجغرافية للمدارس التي كانت تستخدم كملاجئ طارئة.  وعبرت وزارة خارجية دولة فلسطين عن استهجانها لقرار الأمين العام للأمم المتحدة بعدم ادراج إسرائيل على القائمة واعتبرت أنه ”انحياز للقاتل وحماية لمجرمي جيش الاحتلال ودعوة لضمان إفلاتهم من العقاب”.
 
   الجماعات الفلسطينية المسلحة


أما الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعات الفلسطينية المسلحة في 2014، بما في ذلك كتائب القسام، فشملت، وفق وثائق «هيومان رايتس ووتش» إطلاق صواريخ وقذائف هاون عشوائية بشكل متكرر على مراكز سكنية في إسرائيل، ما تسبب في مقتل ستة مدنيين، من بينهم طفل يبلغ من العمر 4 سنوات. وأرغمت هذه الهجمات الأطفال على البحث عن الأمان في الملاجئ. إضافة إلى ذلك، فقد ساهم إطلاق الصواريخ بشكل متكرر من مناطق ذات كثافة سكانية عالية في غزة، في  تعريض الأطفال والمدنيين بشكل عام إلى هجمات انتقامية . واستنادًا إلى معلومات تم جمعها من قبل آلية الرصد والإبلاغ التابعة للأمم المتحدة بشأن الأطفال والنزاعات المسلحة، استعرضت تقارير سابقة للأمين العام أمثلة متعددة عن انتهاكات خطيرة ارتكبت في حق الأطفال في إسرائيل وفلسطين. وعلى سبيل المثال، ذكر تقرير سنة 2014، المتعلق بانتهاكات 2013، حوالي عشر حالات لأطفال فلسطينيين قتلوا على يد قوات الأمن الإسرائيلية، وإصابة أكثر من 1200 طفل فلسطيني بجروح، إضافة إلى إلحاق أضرار بمدارس، وانقطاع الدروس، وإصابة طلاب بجروح تتحمل مسؤوليتها قوات الأمن الإسرائيلية. 
كما استعرض التقرير انتهاكات ارتكبتها جماعات فلسطينية مسلحة، بما في ذلك إطلاق أكثر من 63 صاروخًا من غزة على إسرائيل، ما تسبب في تعطل دروس أكثر من 12 ألف طفل إسرائيلي.
 
جنوب السودان يتصدر «قائمة العار»


تصدر جنوب السودان «قائمة العار» التي نشرتها الأمم المتحدة للجهات المنتهكة لحقوق الأطفال.
وتأتي أحدث دولة انضمت إلى الأمم المتحدة، بجانب جمهورية الكونغو الديمقراطية وسوريا واليمن وتنظيم الدولة الإسلامية وجماعة بوكو حرام، ضمن 51 دولة ومنظمة منتهكة لحقوق الأطفال.  وقالت «هيومن رايتس ووتش» الشهر الماضي إن الغارات الجوية التي تشنها الحكومة السودانية بصورة مستمرة على مناطق جبال النوبة، بولاية جنوب كردفان، باتت تهدد بانتهاء مصير الأطفال في هذه المناطق إلى الموت بصورة عنيفة.  وقال دانيال بيكيلي، رئيس قسم أفريقيا في «هيومن رايتس ووتش»: «حمم القنابل مزقت الأطفال إلى أشلاء بالفعل وأحرقتهم أحياء مع أشقائهم وشقيقاتهم، وأضاف قائلاً: «هؤلاء الأطفال عاجزون عن الحصول على غذاء كاف ورعاية صحية أو تعليم، والوضع يزداد سوءاً.»  وقامت المنظمة بتوثيق سلسلة من الأحداث التي وقعت خلال العام 2014 والأشهر الثلاثة الأولى من العام 2015، حيث أسفرت عمليات القصف الجوي أو المدفعي عن مقتل أطفال. وفي بعض الحالات لقي أطفال مصرعهم وهم مختبئون في حُفر هرباً من عمليات القصف . وفي آذار/مارس 2015 قُتل صبي وفتاتان عندما كانوا يحاولون الاختباء تحت شجرة في منطقة أم سردبة بمحلية أم دورين بفعل سقوط قذيفة بالقرب من مكان اختبائهم تم إطلاقها من اتجاه مدينة كادوقلي، عاصمة الولاية، الخاضعة لسيطرة الحكومة. 

المعارضة السورية في قفص الإتهام 

وكانت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن الأطفال والنزاعات المسلحة قالت انها تجري تحقيقات حاليا في ممارسات لجماعات سورية معارضة ضد الأطفال يمكن ان تؤدي في حال ثبوتها لإدراج تلك الجماعات في «قائمة العار» مما قد يعرضها لعقوبات من مجلس الأمن الدولي. وقالت زروقي «جاءتنا معلومات أيضا ان المعارضة تستعمل الأطفال وان هناك انتهاكات تمس الأطفال سواء مثلا استعمال أطفال في تفجيرات أو القيام بتفجيرات في مناطق يوجد بها أطفال». 
وأضافت ان الأوضاع الحالية لا تسمح بزيارة بعثات تحقيق لاماكن الانتهاكات المزعومة للتحقق من المعلومات واذا استمر هذا الوضع حتى حلول موعد صدور التقرير العام  فسيتم ارسال بعثة تقنية إلى الحدود لمقابلة لاجئين ومصادر موضع ثقة بغرض توثيق الممارسات. 
  
مصر: الانتهاكات بحق الأطفال تتطلب اهتماماً


وقالت «هيومن رايتس ووتش» أن مصر قامت مؤخراً بخطوات لتعزيز حقوق الطفل، إلا أن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الأطفال من جانب السلطات ما زالت تتطلب اهتماماً عاجلاً . ومن بواعث القلق الكبرى الانتهاكات المرتكبة بحق الأطفال في نظام العدالة الجنائية المصري، بما فيها الاحتجاز التعسفي والمحاكمات غير العادلة والانتهاكات البدنية. فرغم أن القانون يشترط محاكمة أي طفل متهم بجريمة أمام محكمة للأحداث، إلا أن السلطات ما زالت تتعامل مع العديد من الأطفال ضمن النظام المخصص للبالغين.
وبسبب اكتظاظ مراكز الاحتجاز النظامية فكثيراً ما يتم احتجاز الأطفال مع البالغين في أقسام الشرطة وفي مراكز احتجاز غير نظامية وفي السجون. وفي تلك المرافق قد يواجه الأطفال الاعتداء من جانب الحراس أو سائر النزلاء، كما قال محامون مصريون لـ «هيومن رايتس ووتش .»وفي أيار/مايو حكمت إحدى المحاكم العسكرية في الإسكندرية على ستة أطفال بالسجن لمدة 15 عاماً، بحسب الجماعة الوطنية لحقوق الإنسان والقانون.

 مندوبة الأردن تحذر من تجنيد تنظيم الدولة للأطفال

حذر الأردن من الزيادة غير المسبوقة في الانتهاكات واعداد الضحايا من الأطفال حول العالم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
وقالت دينا قعوار مندوب الأردن لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن «ان استغلال الأطفال من قبل الجماعات المسلحة من غير الدول وصل إلى مستويات خطيرة بسبب تطور الوسائل المستخدمة في تجنيد الأطفال ولسهولة توجيههم وعدم ادراكهم للأخطار المترتبة بشكل سليم».
وأضافت ان المجموعات المتطرفة تقوم بتجنيد الأطفال من خلال الاختطاف المباشر أو دفع الاموال لهم حيث يبلغ متوسط ما يتلقاه الطفل المقاتل 1200 دولار بالشهر في بعض مناطق النزاع مشيرة إلى عصابة تنظيم الدولة الإرهابية التي قامت مؤخرا بفتح مراكز متخصصة لتجنيد الأطفال بشكل منظم ومنهجي بهدف ترسيخ «عقيدة وأفكار» التنظيم المتطرفة في عقول الأطفال، وحذرت من ان ذلك يمثل الخطورة الأساسية لتنظيم الدولة الارهابي، حيث انه يعمل على خلق جيل مؤمن بالايديولوجية المتطرفة للتنظيم، الامر الذي سيجعل من القضاء عليه أو على الفكر الذي يمثله مستقبلاً أمراً في غاية الصعوبة.
وتساءلت قعوار، كم من الأطفال حول العالم يجب ان تنتهك حقوقهم وان يتعرضوا إلى أبشع الانتهاكات حتى تقوم كافة الدول بالتوقيع على البروتوكول الاختياري بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة وتتوحد الإرادة السياسية لدى كافة الدول للنهوض بالعمل لمكافحة اشتراك وتجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة؟

أطفال سوريا ضحايا الصراع الدموي

أطفال سوريا الذين لا تزيد أعمارهم عن 9 سنوات هم أيضاً ضحايا للقتل والتشويه والاعتقالات العشوائية والتعذيب والعنف الجنسي، كما أنهم استخدموا كدروع بشرية، بحسب ما أفاد تقرير مجلس الأمن لهذا العام. 
وقد أضاف التقرير أنه «في جميع الحالات المسجلة، فقد كان الأطفال من بين ضحايا العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الحكومية، والتي تضم القوات المسلحة وقوات المخابرات في صراعهم المستمر مع المعارضة التي تضم الجيش السوري الحر».  
وقال الأمين العام أن الأمم المتحدة تلقت تقارير تفيد بحصول «انتهاكات كبيرة» ضد الأطفال منذ اذار/مارس 2011 وذلك عندما بدأت الاحتجاجات ضد حكومة الرئيس بشار الأسد.  وقد اقتبس التقرير كلاما من عضو سابق من القوات المسلحة السورية في كانون الاول/ديسمبر وذلك خلال الاحتجاجات في تلكلخ. حيث أفاد بأن قائدهم أصدر أوامر بإطلاق النار خلال المظاهرات وقد رأى ثلاث بنات كانت تتراوح أعمارهن ما بين 10-13 سنة يسقطن قتلى. وقال عضو سابق في المخابرات بأنه رأى بعينه مقتل 5 أطفال في إحدى المدارس الثانوية خلال الاحتجاجات في حلب في الربع الأخير من عام 2011. 
وذكر التقرير بأن الجيش السوري و” الشبيحة” استخدموا الأطفال الذين لا تزيد أعمارهم عن 8 سنوات في ثلاث مناسبات على الأقل العام الماضي. 
في هجوم على قرية عين الرز في إدلب في 9 اذار/مارس 2012. كما اقتبس التقرير من أحد الشهود فإن العديد من الأولاد والبنات الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 و 13 سنة تم أخذهم بالقوة من بيوتهم واستخدموا من قبل الجنود والميليشيات كدروع بشرية وقد تم وضعهم أمام نوافذ الحافلات التي تنقل الشبيحة للإغارة على القرية». 
 لقد وصف معظم الأطفال الذين كانوا ضحايا للتعذيب عمليات ضربهم حيث كانوا معصوبي الأعين وخضعوا لأوضاع مجهدة كما تم ضربهم بالكابلات الكهربائية الثقيلة وإطفاء أعقاب السجائر في أجسادهم وفي إحدى الحالات تعرضوا للصعقات الكهربائية في أعضائهم التناسلية، وفقا للتقرير. وورد عن أحد شهود العيان قوله أنه رأى ولدا بعمر الـ 15 تقريبا يموت نتيجة للضرب المتكرر. وذكر التقرير أن هناك ما لا يقل عن 20 طفلا في عمره أو أصغر كانوا في المعتقل. إن التقرير يذكر تفاصيل العديد من الانتهاكات الحقيقية لحقوق الإنسان ضد الأطفال على امتداد العالم. 

تضم سوريا وجنوب السودان و«تنظيم الدولة»… وإسرائيل خارجها: «قائمة العار» لمنتهكي حقوق الأطفال في الحروب
ريما شري

الحرب تهجر الآلاف من جنوب السودان



فر نحو 14 ألف من جنوب السودان، معظمهم من النساء والأطفال، من الحرب الأهلية الدائرة في بلادهم إلى السودان خلال الأسبوعين الماضيين، بحسب ما ذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة السبت.

ودخلت جنوب السودان في حرب أهلية في ديسمبر 2013 عندما اتهم الرئيس  سلفا كير نائبه رياك مشار بمحاولة الإنقلاب عليه ما أدى إلى تقسيم البلاد على أسس قبلية واتنية.
وفر أكثر من 157 ألف جنوب سوداني إلى السودان منذ بدء الحرب.
وقالت آن انكونتري المنسقة الاقليمية في المفوضية لشؤون اللاجئين في جنوب السودان "خلال الأسبوع الماضي سجلنا تدفق نحو 7000 شخص، وخلال الأسبوعين الماضيين وصل نحو 14 ألف شخص وهذا يعتبر حالة طارئة داخل حالة طارئة".
ومعظم اللاجئين هم من ولايتي أعالي النيل والوحدة المنتجتين للنفط اللتين شهدتا قتالا عنيفا خلال الأسابيع الماضية، كما أن 80% من الفارين إلى السودان هم من النساء والأطفال.
وأدى تدفق اللاجئين إلى وضع ضغوط شديدة على وكالات الأمم المتحدة في البلاد فيما تواجه هذه الوكالات نقصا شديدا في التمويل.
وتامل هذه الوكالات في جمع مبلغ 152 مليون دولار (135 مليون يورو) للعام 2015 لرعاية اللاجئين من جنوب السودان الموجودين في السودان، إلا أنها لم تحصل إلا على 10% من ذلك المبلغ.
وانفصلت جنوب السودان عن السودان في 2011 بموجب اتفاق سلام انهى الحرب الاهلية التي استمرت 22 عاما.
ولا تعتبر الخرطوم الفارين من جنوب السودان لاجئين، بل تمنحهم وضعا خاصا يتيح له الحصول على الرعاية الصحية والتعليم وغير ذلك من الخدمات.
وقالت انكونتري انها تتوقع فرار مزيد من سكان جنوب السودان قبل موسم الامطار الا اذا حققت المفاوضات انفراجا ينهي القتال.
وتتواصل محادثات السلام بقيادة منظمة ايغاد في اثيوبيا منذ نحو 18 شهرا ونتج عنها تسع اتفاقيات وهدن فاشلة.
سكاي نيوز

مشاركة سودانية في أعمال المنتدى الاقتصادي العربي الإسباني بمدريد


شارك السودان في أعمال المنتدى الاقتصادي العربي الإسباني، الذي انعقد مؤخرا بالعاصمة الإسبانية (مدريد) بمشاركة وفود من 12 دولة عربية وممثلي لكبري الشركات العربية والإسبانية.
وقال أمين صندوق اتحاد أصحاب العمل السوداني - ممثل السودان في المنتدى - مالك علي دنقلا في تصريح مساء اليوم السبت ، إنه تم استعراض الفرص التي يتيحها قانون الاستثمار بالسودان والفرص الاستثمارية في مجال البنية التحتية عن طريق التشييد والإدارة ثم التحويل.
وأوضح دنقلا ، أن المنتدى ناقش من خلال عدد من جلسات العمل قضايا قطاع السياحة وصعوبة استخراج التأشيرات للراغبين بالسياحة بإسبانيا وقطاع الزراعة ، مبينا أن النقاش تركز - في هذا الصدد - حول السودان باعتباره من الدول الواعدة في المجال الزراعي والتي يمكنها الاستفادة من الخبرات الإسبانية التي تتوفر للشركات الإسبانية.
وأضاف أن النقاش تركز أيضا حول قطاع الطاقات المتجددة وأهمية السودان باعتباره بلد يحظي بفترات طويلة من سطوع الشمس مما يمكنه الاستفادة من الخبرة الإسبانية في مجال الطاقة الشمسية.
أ.ش.أ

المعارضة السودانية تدشن حملة شعبية لوقف الحرب وقصف المدنيين



الخرطوم: أحمد يونس
تواصلت الاحتجاجات الشعبية شرق العاصمة السودانية الخرطوم لليوم الثاني على التوالي، بعد أن كانت المنطقة قد شهدت الجمعة مظاهرات عنيفة بسبب نزاعات بين المواطنين والحكومة على ملكية أراضٍ، استخدمت خلالها الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المحتجين، لقي خلالها أحد المواطنين مصرعه وجُرح آخرون إصابات بعضهم خطيرة. وفي غضون ذلك دشنت المعارضة السودانية المنضوية تحت لواء «قوى نداء السودان» حملة «ارحل الثانية» للمطالبة بوقف القصف الجوي ضد المدنيين ووقف الحرب في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق.
وقال شهود عيان تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» إن مواطني المنطقة واصلوا احتجاجاتهم، واعتصاماتهم المستمرة منذ يونيو (حزيران) العام الماضي، وفي الوقت الذي ما زالت فيه الشرطة تطوق ضاحية «الجريف شرق» بقوات كبيرة، فإن المئات من سكان المنطقة ما زالوا محتشدين في ميدان الاعتصام.
وشهدت المنطقة الجمعة تظاهرات عنيفة جراء نزاع حول ملكية أراض، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريقهم، وأسفرت المواجهات عن مصرع المواطن «أحمد العبيد» وجرح عدد من المواطنين حالة أربعة منهم لا تزال خطيرة. وقال شاهد للصحيفة إن سكان المنطقة سيواصلون الاحتجاج السلمي والاعتصام لحين انتزاع حقوقهم، وأضاف: «نحن مستعدون لتقديم الشهيد تلو الشهيد لحين تحقيق مطالبنا سلميًا».
وفي بيان ليلة الجمعة، ذكرت الشرطة أن قتيلاً لقي مصرعه، وأصيب عدد من المواطنين وبعض أفرادها خلال المظاهرات، ونُقل المصابون إلى المستشفيات.
وسد المواطنون الطرقات الرئيسة وأحرقوا إطارات السيارات القديمة، فيما شهدت طرقات الحي مطاردات بين رجال الشرطة والمتظاهرين، احتجاجًا على ملكية أراض يدعون أن السلطات انتزعتها منهم وأعادت تمليكها لمستثمرين دون تعويضهم، وأنهم ظلوا معتصمون في أحد الميادين لأكثر من أربعة أشهر، في الوقت الذي لم تتوقف فيه احتجاجاتهم منذ أكثر من عام.
ولا تعتبر احتجاجات أهالي شرق الخرطوم هي الأولى من نوعها، إذ إن نزاعات المواطنين وسلطات الأراضي ظلت تتجدد بين فينة وأخرى، وفي أكثر من منطقة في العاصمة الخرطوم، إذ ينفذ سكان ضاحية «الحلفايا» شمالي الخرطوم احتجاجات منتظمة آخرها كانت الجمعة الماضية للمطالبة بحقوق في أراض يدعون ملكيتها. وينظم أهالي منطقة «الشجرة» جنوب الخرطوم احتجاجات دورية للغرض ذاته، ولقيت مواطنة مصرعها متأثرة بجراحها في صدام بين الأهالي والشرطة منذ أشهر، فيما لقي مواطن آخر مصرعه في منطقة «أم دوم» شرق الخرطوم مصرعه قبل أكثر من عام في نزاع مماثل. 
وفي الأثناء، دشنت قوى المعارضة المنضوية تحت لواء «قوى نداء السودان» المكون من أحزاب المعارضة المدنية والحركات المسلحة ومنظمات مجتمع مدني، ما أطلقت عليه حملة «ارحل الثانية»، وتطالب بوقف القصف الجوي على المدنيين، ووقف الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
وقال متحدثون باسم التحالف المعارض في مؤتمر صحافي عقد بالخرطوم أمس إن الحملة التي دشنت أمس، هي امتداد لحملتها السابقة بذات الاسم «ارحل الأولى»، وهدفت لحث المواطنين على مقاطعة الانتخابات التي جرت في أبريل (نيسان) الماضي، وأدت لمقاطعة شعبية للانتخابات غير معهودة في تاريخ البلاد.
وتهدف الحملة الجديدة حسب بيان تلي على الصحافيين في المؤتمر الصحافي إلى توسيع قاعدة التضامن ضد آثار الحرب والنزاعات ومترتباتها الاجتماعية والإنسانية والنفسية. 
وأكد البيان أن القوى المؤتلفة تسعى إلى كشف ما أسماه «الانتهاكات البشعة التي يقوم بها نظام الحكم في أقاليم متعددة من البلاد، ولتوسيع الكتلة الجماهيرية الداعية لوقف الحرب والانتهاكات كأولوية وطنية ومدخل لحل قضايا السودان وتحقيق السلام والتحول الديمقراطي».
وتعهد المعارضون بتكثيف العمل المعارض السلمي، وعقد سلسلة من الندوات والأنشطة الجماهيرية، وخلق حالة من التكامل مع المبدعين والفنانين والرياضيين وقيادات المجتمع المدني والقيادات الدينية والطرق الصوفية والنازحين لممارسة ضغوط شعبية على نظام الحكم لوقف الحرب وقبول الحلول السلمية لمشكلات البلاد، وقالت القيادية في التحالف المعارض المتحدثة باسم حزب الأمة القومي سارة نقد الله للصحافيين إن التحالف سينتهج نهج المخاطبات الشعبية المباشرة في الحشود وداخل الصوالين لخلق رأي عام مساند وداعم لمطلب وقف الحرب، مؤكدة أن الحركات المسلحة سبق وأن أوقفت إطلاق النار لثلاثة أشهر استجابة لطلب حزبها، وأن قوى نداء السودان ستلزمها بوقف الحرب إذا أبدى نظام الحكم استجابة لتلك المطالب. فيما ذكر القيادي في حزب المؤتمر السوداني مستور أحمد إن الحركات المسلحة كانت طرفًا أساسيًا في حملة وقف الحرب.

مدير الجمارك السودانية: زيادة الغش التجاري ومكافحة الإرهاب أكبر التحديات


الرياض: فتح الرحمن يوسف
أكد لـ«الشرق الأوسط»، اللواء سيف الدين عمر المدير العام للجمارك في السودان، أن ظاهرة الغش التجاري زادت في الآونة الأخير بنسبة تتراوح بين 7 و10 في المائة على مستوى العالم، حيث ارتفعت إلى 330 مليار دولار عربيًا، و770 مليار دولار عالميًا. وعلى صعيد الاتحاد الجمركي العربي الذي كان مزمعًا إطلاقه في عام 2015، أكد سليمان أنه رغم اقتراح المجلس الاقتصادي لجامعة الدول العربية، إطلاق الاتحاد الجمركي العربي عام 2017، فإن سليمان استبعد ذلك بسبب أن مستحقاته المتصلة بصدور قانون ونظام موحد للإجراءات وتحديد نظام التعريفة وتوزيع حصيلة الإيرادات لم تستكمل بعد.
من جهة أخرى، أوضح سليمان أن الجمارك السودانية مطالبة بتحقيق 52 في المائة من الإيرادات الذاتية لميزانية عام 2015، بما يزيد على 3 مليارات دولار، وبما يعادل نسبة 80 في المائة من الإيرادات الضريبية. وقال اللواء سيف الدين عمر سليمان المدير العام للجمارك في السودان لـ « الشرق الأوسط» إبان زيارته الأخيرة للرياض، إن منظمة الجمارك العالمية تجري حاليا، تعديلات لتطبيقات النظام لنسخة عام 2017، مضيفاً «نحن في السودان بدأنا منذ الآن في الاستعداد لتطبيقه، وفق الاستراتيجية العالمية للجمارك، المبنية على جمارك القرن الحادي والعشرين، إذ إنها تهدف لعمل كل الجوانب على شبكة واحدة، الأمر الذي يتطلب تحديث النظم في تقنية العمل الجمركي لتقليل زمن التخليص وبالتالي حكم المعلومات الإحصائية الدقيقة، وكل هذه المعايير نطبقها حاليا في السودان، وطبقنا نظام حوسبة الإجراءات الجمركية، بما يعرف اختصارا ببرنامج الـ«أسيكودا»، وهذا البرنامج ترعاه منظمة الأمم المتحدة للتنمية «الإنكتاد»، وهو عدة نسخ متطورة، وطبقنا آخر نسخة متطورة وتسمى «أسيكودا العالمية» منذ عامين». وحول مدى الاستفادة من تطبيق «أسيكودا العالمية»، قال إن السودان يعتبر من الدول القليلة في العالم التي تطبق آخر نسخة متطورة منه، وهي تعمل بنجاح تام فهي تتيح للمتعاملين مع الجمارك فرصة التعامل مع شبكات الإنترنت سواء أكان المخلصين أو الشركات الذين يقدمون بياناتهم عبر الإنترنت لتخليص البضائع، وإنزال معلوماتهم في شبكات الجمارك، بدلا من الانتظار للمنفيستو الذي يتأخر ويصل بعد شهر ونصف الشهر من وصول الباخرة، حيث إنه بمجرد مغادرة الباخرة للميناء يكون المنفيستو نزل على نظام الجمارك تلقائيا في الإنترنت ويتيح لأصحاب البضائع تقديم شهاداتهم مقدما، فبمجرد وصول الباخرة تكون كل إجراءاتهم الجمركية مكتملة، وبالتالي ساهمت بشكل كبير في تقليل الزمن في الموانئ الجمركية، وبالتالي لا تعرض البضائع لتخزين وأرضيات تزيد من تكاليفها، وفي السودان استطعنا تطبيق هذا النظام، في 97 في المائة من المحطات الجمركية، بل استطعنا تدريب كل الكادر العامل في الجمارك، بجانب المتعاونين معنا من قطاع المخلصين والنقل والشركات الجوية.
ويجدر هنا أن أذكر أن وزير المالية سمى ميزانية عام 2015 بميزانية الدفع الإلكتروني، «ونحن طبقنا في الجمارك منذ 1 يناير (كانون الثاني) عام 2015، طريقة التحصيل إلكترونيا عبر النظم المصرفية، ووقعنا مع كل البنوك في السودان اتفاقيات وأتاحت لنا عملية الدفع الإلكتروني، فالجمارك السودانية هي الجهة الوحيدة التي تحصل كل عمليات بالدفع الإلكتروني عبر البنوك بنسبة مائة في المائة، وبالتالي لا نتعامل بالنقد أو بالشيكات». 
وبشأن تقديرات خسائر الغش التجاري في العالم العربي خاصة وفي العالم عامة قال المسئول السوداني إن وسائل الغش التجاري تتطور مع الأيام، إذ إن الكثير من السلع الجديدة دخلت في نطاق الغش التجاري، والخطورة تكمن في الأدوية المزيفة والمقلدة، وهي المشكلة الأكبر، غير أننا في السودان «لا نعاني كثيرا من هذا الجانب، لأنه يوجد جهاز رقابي قوي جدا، وهو المجلس الاتحادي للصيدلة والسموم جهاز يطلع برقابة الأدوية والسموم، ما عدا حالات بسيطة كما هو الحال في بعض الأدوية ومنتجات كريمات التجميل المهربة، غير ذلك فإن الجهاز مطلع بدوره الرقابي بامتياز ومسيطر تماما على استيراد الأدوية، عموما أتوقع أن تراوح زيادة نسبة الغش التجاري بين 7 و10 في المائة على المستوى العام، حيث كانت تقدر خسائر الغش التجاري في العالم العربي بـ300 مليار دولار، غير أنها ارتفعت خلال العامين الأخيرين إلى 330 مليار دولار، وارتفعت عالميا من 700 مليار دولار إلى 770 مليار دولار».
وحول إطلاق الاتحاد الجمركي العربي في 2015 قال إن «إطلاق الاتحاد الجمركي العربي، يتطلب صدور قانون جمركي عربي موحد، مع إيجاد نظام جمركي موحد للإجراءات، فضلا عن توحيد نظام التعريفة، بجانب ضرورة إيضاح توزيع حصيلة الإيرادات بين الدول لا بد أن تكون معروفة، في ظل وجود مشكلات متعلقة ببعض الدول لم تستكمل كل تلك الإجراءات، وكان المجلس الاقتصادي لجامعة الدول العربية، قد اقترح عام 2017 ولكن أعتقد أنه حتى هذه الفترة لن تستوفي استكمال تلك الإجراءات المطلوبة، ولكن حتى إذا استكملت لا بد من إتاحة الفرصة لكل دولة حتى توفق أوضاعها الاقتصادية، قبل دخولها في الاتحاد».

مملكة (الشماسة)..الأسرة المتهم الأول والأخير..!!




أحسن نأكل بواقي المطاعم ونشرب من أزيار السبيل أفضل لينا من الذلة والإهانة البتطلعنا من بيوتنا
تحقيق: ضفاف محمود
الشماسة بشرٌ مِنّا ومثلنا تماماً، هم مجتمع متكامل من البنين والبنات، لهم قوانين وقواعد ونظم وأفراح وأتراح ومشاكل، يختلفون منا فقط في كيفية عيشهم ومسكنهم ومأكلهم، حتّمت عليهم ظروف حياتهم القاسية العيش في الطرقات والأسواق والأزقة، يقضون حياتهم بكل حرية وبلا مبالاة، بعيداً عن القيم والمثل والأخلاق والأعراف المتبعة في المجتمعات المتماسكة والمحافظة، ديدنهم الفوضى واللا مبالاة والانفلات، قانون الغاب هو قانونهم، (القوي يأكل الضعيف) ولغة ( الراندوك ) لغتهم، طعامهم فتات و( كرتة ) المطاعم ومائدتهم المفضلة من القمامة، شرابهم وإن كان الماء أساسه، إلا إنهم لا يتورعون عن تعاطي كل ما يُفضي إلى السُّكر وتعاطي الشراب المحرَّم، السلسيون وكل أنواع ومسميات المُسكِّرات غاية مطلبهم، ولا يتوانون في تعاطيها أمام الملأ، وعلى عينك يا شُرطة.
هذا المجتمع الغامض والبعيد عن اهتمام الناس والمسؤولين، شدّني بقوة، وطالما فكرت في وسيلة تدخلني إلى هذا العالم المجهول، ودون مقدمات قررت الولوج إلى عالم الشماسة واقتحامه، رغم علمي التام بصعوبة المهمة ومخاطرها، وبالفعل بدأت رحلتى إلى أقرب مقر للشماسة وذلك بحي بانت الأُمدرماني الشهير، بالقرب من الطريق المؤدي إلى المهندسين والفتيحاب، حيث وجدت العشرات منهم يقطنون في بناية تحت التشييد وفور وصولي للمقر، لم أتوان في التعرف على – زعيمة، بل قل- ملكة الشماسة بذلك الموقع الشهير وهو اسمها الحقيقي، وجدتها فتاة في الرابعة والعشرين من عمرها، أم لبنت اسمها إسلام وولد صغير يبلغ من العمر عامين اسمه إبراهيم. سألت ملكة بيتر .. متى جئتِ إلى أم درمان؟، أجابتني: إنها من إحدى القبائل الجنوبية ومن مواليد أم درمان حي العمدة، توفي والدها وهي في بطن أمها وتوفيت والدتها عقب انفصال الجنوب مباشرة، لم أجد صعوبة في محاورتها، بل و( مصاحبتها)، ولم تتوان هي في التجاوب معي والإجابة على كل أسئلتي وبكل أريحية كانت قطعاً مفاجأة لي..!!.
وقالت لي: إنتِ يا ضفاف النيل زولة أصيلة ، ( أها كبي الحنك يا فردة )، أخبرتها أنني على صلة ببعض المنظمات وأعرف أحد مدرائها وسأتوسط لديه لإعانتكم، فقط أريد معرفة سبب مجيئك والشباب (ديل) للعمارة دي، ووعدتها بحل مشكلاتهم، إن شاء الله، وذهبت إلى بقية الشباب (سموأل أبو عيون) وسعيد ونسرين وعبد السخي وحسن (وخارم بارم) وكلهم لديهم قصص وحكايات يندى لها الجبين وتقشعر منها الأبدان، والقاسم المشترك بين هذه القصص لا شك هو التفكك الأسري.
تعالوا معي لنبدأ مع ملكة قصتها.
ملكة (الشماسة) تحكي قصتها..!! 
أول ما نطقت واعترفت به لي إنها مدمرة ولا تريد أن يصير (عيالها) مثلها، ملكة التي استنطقتها دون معاناة وسألتها أين أهلك الذين مازالو أحياء يرزقون؟، جاءت إجابتها صادمة، وأن خالتها على قيد الحياة، وإسلام ابنتها تقطن معها الآن بحي القماير، وسألتها إذا كان زوجها موجود وكانت إجابتها أنها لم تتزوج، ولكن من هو أب إبراهيم؟، وكان ردها عليَّ واضحاً، قالت: أبو الكلب بعشوم) قلت لها.. أنا ما فاهمة كلامك ( دا شنو ) معناها يا ملكة، قالت لي: يا أصيلة، أنا ولدت الأولاد ديل من راجلي، واحد كدا من أولاد الـ(.................)، وسألتها هل هناك قسيمة زواج، أجابتني بأن الزواج لم يتم، وبعد أن حملت منه سفاحاً ببنتي الكبيرة طردني من المنزل، وجئت إلى السوق، وبعد ذلك نشأت علاقة قوية بيني وبين سعيد، وهو من ذات طبقة أبناء الشوارع، واكتشفت أن ملكة، تحب سعيد بجنون، وتقولها بالفم المليان إذا زول حاول يأخذ سعيد منها ممكن تطعنوا بسكين، ووجهت لها سؤالاً لماذا هي تتعلق به لهذه الدرجة؟، كانت إجابتها واضحة وإن سعيد هو من يهتم بها هي وولدها، لذلك هي تحبه.
ملكة وبعبارات مؤثرة، طلبت منها أن أساعدها على الزواج من سعيد، لأنها عانت مرارات كثيرة ولا تريد أن يضيع أبناءها مثلها، وقالت لي: يا حبة.. أنا عايزة أتكلم معاك بصراحة ( حا تفهمي الرصة بتاعتي دي ولا أجلي الفهم )، ورديت وعرضت عليها أن تتكلم عن (رصتها) وبصراحة، وكان حديثها مؤثراً ولأبعد درجة وإنها لا تريد ضياع أبناءها مثلها، قالت لي: أولادي ما عايزاهم يطلعوا زي ما أنا طلعت )..أنا مليت من قعاد السوق والكشات والإهانات، عايزاك يا أختي وأنتِ زولة أصلية ( تساعديني أعرس سعيد وأربي أولادي، وأنا أعيش معاه (بالفي والمافي) عشان أقعد في بيتي معززة مكرمة ).
ووجدت الفرصة لكي أعرف ما بداخلها، سألتها.. يا ملكة أنتِ بتشربي شنو؟.. أجابتني: سجاير لورد.. وسعر العلبة ثلاثة جنيهات، وشممت رائحة السلسيون تفوح من فمها وأعطيتها خمسة جنيهات وكانت تتبادل أنفاس السجاير من بقية الشباب الموجودين معنا بالقرب من كوثر بائعة الشاي وطلبنا سبعة أكواب وبدأنا نحتسي الشاي، وتروي لي ملكة ويلات العذاب التي تعاني منها، وسألتها عن صدَّام، وهو أحد الشباب الأقوياء في مجتمع شماسة بانت، وانخرطت في موجة من البكاء وحاولت تهدئتها بصعوبة، وبدأت تروي كيف قتل صدام رفيق دربه حسن بعد أن تشاجرا داخل نادي مشاهدة، وطلب صدام من حسن أن يعطيه ال ام بي ثري لكي يستمع للكرة، ورفض حسن، وبعد فترة وجيزة طلب صدام من حسن أن يقابله خارج النادي، وبالفعل تمت المقابلة خارج نادي المشاهدة، وفجأة استل صدام سكين من بين طيات ملابسه وسدد طعنات قاتلة لحسن حتى خرجت الأحشاء من بطنه ولملمها حسن بيده، وقال لأحد أصدقائه صدام طعني وبعدها لفظ أنفاسه الأخيرة، والقت الشرطة القبض على صدام الذي قتل رفيق دربه حسن، وطلبت مني ملكة مساعدة صدام وزيارته بالقسم الجنوبي، بالطبع لم أعدها بشيء لا ولن استطيع فعله.
ووصفت صدام بأنه شيَّال التقيلة وزول الحارة، لكن الخمرة لعبت برأسه.
بعدها غادرت إلى نسرين بنت الثلاثة وعشرين عاماً، والتي قالت إنها من قرى "الجخيس" غربي أمدرمان، والدها طلق والدتها وهي التي قامت بتربيتها، وأخوها يعمل بالقوات النظامية، عندما تخرج أمها من المنزل يقوم بضربها، وروت لي قصتها عندما خرجت من المنزل أخوها طاردها بالسكين وهربت من المنزل وجاءت إلى سوق الموردة ومن يومها سكنت هناك مع بنات شماسيات، ولاحظت ثلاث ضربات على يدها، سألتها دا شنو يا نسرين؟.. قالت: يا فردة أنا شلت هدوم شدة من واحدة صاحبتي والهدوم ضاعت مني، قالت لي: (أديني حقي) وبعد ذلك بدأت المشاجرة وشلختني ثلاثة شلخات بالموس، وفجأة تدخلت الزعيمة ملكة وقالت لي: البنت دي كانت بين الموت والحياة، وأنا طلبت منها تفتح بلاغ وتشيل أورنيك 8 لكن نسرين رفضت عشان هي صاحبتها من زمان، وقلت لنسرين: أنتِ بتشربي شنو؟.. قالت: أنا بشرب سجاير بس، فقلت لها: أنتِ بتجيبي قروش السجاير من وين؟.. قالت : من الأخوات وبنشتغل في الحلة وكدا.. وكان السؤال حاضراً في ذهني أين أبو البنت الشايلاها دي؟.. قالت: واحد أخونا كدا .. وسألتها عرستيهو؟.. قالت: لا.. لكن ما هو راجلي في دار السلام و( اتلحس ) في حادث حركة.. وقالت بلغة الراندوك: (يا ضفاف النيل أنتِ زولة معلمة أصلو ما معقول تكوني ما ناقشة الرصة بتاعتنا دي يا منقة)..!!
وسألتها ..كيف يا نسرين وصلتي للمرحلة دي؟.. أجابتني بالقول: أول شيء السبب الخلاني اتهان في الدنيا دي أنا قريت لحدي سنة رابعة وبعد ذلك تركت الدراسة نسبة للظروف الأسرية القاهرة ولجأت إلى الشارع، ووجدته الملاذ الآمن بالنسبة للمعاملة التي أجدها في المنزل من قبل أخي ( الراسو ضارب يمشي كولمبيا ويجي يلفها معاي أنا وطلَّع مَيتيني وعذَّبني)، وقلت لها: أنا سأقوم بإرجاعك إلى المنزل مرة أخرى،..ثارت بشدة ورفضت رفضاً باتاً وقالت لي: أخير لي.. الشارع وكشات الشرطة أهون.. لكن البيت لا.
وهنا تدخلت الزعيمة ملكة دون سابق إنذار وقالت: نسرين تقعد هنا لحدي ما يجيها ود الحلال يعرسها لكن ما بترجع البيت يا أختي، وكان سؤالي بذات لغة الراندوك التي يتعاطونها لكي أُشعرهم بأنني استوعبت لغتهم ولكسب المزيد من ثقتهم.. ومنو هو العريس المرتقب يا ملكة الجكس بتاعا دا منو؟.. فردت ملكة بأن، الجكس بتاع نسُّو إسمو أدُّوما، بس يا منقة دايرنك تعرسي لينا، لمينا من الشارع ربنا يكفر ليك سيئاتك وأعمالك الكعبة، بس ربنا يوفقك ويسهل ليك ويبعد عنك أولاد وبنات الحرام.
وبعد أن تناولنا الشاي مرة أخرى براكوبة (كوثر ترطيبة)، دردشت مع عوض وهو من ذات الفئة. 
شاب في مقتبل العمر قذفت به الظروف الاقتصادية في مهب الريح بعد وفاة والده وزواج والدته من رجل آخر، وقال لي: إن المعاملة السيئة التي تلقاها من زوج أمه جعلته يترك مقاعد الدراسة ويلتحق بالشارع الذي وجده خير مأوى وملاذ له،.. سألته.. أنت بتشتغل شنو يا عوض؟.. قال لي: (والله يا فردة أنا بغسل عربات بقيف جمب عوضية سمك والأيام دي شغل مافي).
وقلت له: أنت بتشرب شنو؟.. كان رده غير صادق، وقال: أنا بشرب سجاير بس.. وقلت له: إن ذلك غير صحيح، لأنني كنت أسكن بهذه المنطقة وأعلم أن معظم هذه الشريحة يتعاطون السلسيون والسجاير الأنواع الرديئة منه مثل اللورد والقولد، ولاحظت رائحة السلسيون فائحة منه، وطلب مني أن أجد له عمل شريف حتى يترك السوق والنهب واللطش والمجازفات.
كل هذه الكلمات تندرج تحت قاموس الراندوك، عوض يريد أن يجد عملاً شريفاً لكي يقتات منه وأن يتزوج محبوبته التي أنجب منها طفلاً أسماه ( دامودر ) تيمناً بابن بطلة المسلسل الهندي ملكة جانسي، وأقصى أماني عوض وأصحابه وصاحباته، أن تتحقق رغبتهم في الزواج والاستقرار والسقف الذي يأويهم، ولكن هيهات لي أن أحقق تلك الرغبات والتي هي قطعاً ليست صعبة المنال والتَّحقُّق على القادرين على التمام، وهم بلا شك مسؤولو الدولة وذوو القلوب الرحيمة.
وبعدها تحدث إليَّ السموأل الشهير بـ(أبو عيون) وهو من أقدم الشماسة بحي بانت العريق، وسرد لي قصته بايجاز، وقال إنه ترك المنزل نسبة للمعاملة القاسية التي وجدها من الأسرة، ويعمل الآن (عتالي ) ينقل الأثقال على كتفيه، وسبب مجيئه أنه يقيم بنفس البناية مع هؤلاء الشباب، وقال :"إنهم بتونسو وبفطرو وبشربو شاي وسجاير مع ملكة زعيمة هذه المجموعة، وسموأل له أمنية ويريد الزواج من الجكس بتاعو( أمونة )". وقال لي: أنا داير شغل رسمي من المأذون والبت دي أنا بحبها موت وداير أعرسها الليلة قبل بكره، وهو يسكن أمبدة .
وبحق فقد لمست الصدق في حديث سموأل، ولاحظت أنه متزن في حديثه ويريد أن يتخلص من هذا الواقع المرير، وقال إنه عانى ويلات الحراسات، وعندما تكون هناك سرقة في الحي تأتي الشرطة وتأخذهم، وهذا الشيء لم يعجب سموأل لذلك يريد أن يعيش حياة هادئة وآمنة، حيث إنه لم يجد الأمان في منزل أسرته.
عبد السخي معتصم طفل يافع ابن الأربعة عشر ربيعاً أصوله عربية، سألته من أين جئت يا عبد السخي؟ - ولاحظت ملامحه لا تدل على إنه من الشماسة، طفل وديع وغريب حقاً وسط هذه المجموعة،- قال: إن سبب خروجه من المنزل تعرضه للضرب من قبل شقيقه الأكبر بعد وفاة والده، ولاحظت وسماً على رجله من أثر النار، سألته ما هذا؟.. قال: أخي هو الذي فعل بي ما ترينه عندما ذهبت إلى الحفلة مع صديقي، وأنا كنت أسكن منطقة الجبل دار السلام مربع 8 ورجعت من الحفلة الساعة 12، أخوي ضربني وهددني بالسكين، وأمي ما اتكلمت معاه طلعت من البيت وقعدت في السوق العربي وجاءت واحدة اسمها مشيرة من دار (بشائر) ورجعتني البيت، وقالت لأهلي: تاني الولد دا ما تضربوه، ولم يكترث أحد لحديثها وتكرر موال الضرب مرة أخرى وخرجت من المنزل مرة أخرى وقابلت ملكة وأخذتني لكي أعيش معهم في هذه البناية، وتدخلت ملكة كعادتها مرة أخرى أثناء حديثي مع عبد السخي، وقالت لي: ( دار بشاير مُنفِّرة ولا توجد بها مياه للشرب وكلها ذلة وإهانة وهي تابعة لحماية الأسرة والطفل)، قلت لها: إن بشائر مكان آمن وتمويله من الدولة.. قالت: أحسن ناكل من بواقي المطاعم ونشرب من أزيار السبيل أحسن من الذلة والإهانة البتطلعنا من بيوتنا تاني نلقاها في بشاير، أحسن الشارع فيهو الرحمة وناس الحلة طيبين بتعاملوا معانا بحنية وبدونا ملابس وأكل ومرات بدونا قروش كمان.
لهؤلاء مطالب بسيطة، وهي كيف نعالج هذه الظاهرة الخطيرة التي انتشرت بصورة مخيفة، وفي رأيي للأسرة دور كبير في انتشار هذه الظاهرة التي أصبحت في زيادة مضطردة، والعامل الرئيس فيها هو التفكك الأسري والمعاملة القاسية لأبنائها وفلذات أكبادها، لذلك وجدوا أن الشارع هو المأوى والملجأ الآمن بدلاً من حنان الأمومة الذي ضاع بين طيات الخلاف الأسري والطلاق،.. فمن يحقق أحلام ملكة التي لا تريد أن يعيش أبناءها نفس مصيرها؟ ومن يحقق أحلام عوض وسموأل؟، في الظفر بأسرة مستقرة وهانئة ووسيلة عيش تقيهم شر السؤال وتؤيهم من بلوى التشرد والضياع.

التيار