الأحد، 19 يوليو 2015

شورى المؤتمر الوطني ينعقد بعد العيد


الخرطوم – (اليوم التالي)
أعلن مجلس شورى المؤتمر الوطني عن تكوين لجان عمل لرفد أجهزة الدولة والحزب بالمقترحات والرؤى التي تعين على رسم السياسات العامة مطالباً قياداته وقواعده بالتفاعل مع طرح مجلس الشورى القومي، وكشف محمد طاهر أوشام مقرر مجلس الشورى بالحزب لـ(اس ام سي) عن انعقاد أعمال مجلس الشورى القومي للحزب بعد عيد الفطر المبارك في دورته الجديدة، موضحاً أن اللجان المشكلة ستعمل على رسم السياسات واتخاذ القرارات لإنفاذ موجهات خطاب رئيس الجمهورية خلال أدائه اليمين الدستورية أمام الهيئة التشريعية القومية.
وأوضح أوشام أن المجلس قام بجهود كبيرة لتفعيل أجهزة الحزب خلال المرحلة المقبلة عبر آلياته المشكلة داعياً عضوية المجلس للمشاركة في أعمال الشورى خلال الأيام القادمة




القائد مني اركو مناوي يوقع على وثيقة نداء الديمقراطيه‎




وقع السيد مني اركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان في العاصمة الفرنسية باريس علي وثيقة نداء الديمقراطية بوصفة احد الشخصيات المهتمة بقضايا الديمقراطية ومقاومة التطرّف والكراهية ، والذي جاء بمبادرة من شخصيات سياسية واصحاب الرأي والفكر ورموز إعلامية من طوائف ومعتقدات مختلفة وقد وقع السيد مني مناوي علي هذه الوثيقة مع القوى المستنيرة من فرنسا وخارج فرنسا كصديق من أصدقاء جمهورية فرنسا .
- الوثيقة طالبت رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء الفرنسي و اعضاء الحكومة و الاحزاب بالوقوف بحزم امام المطالب المضادة للقيم العالمية و مبادئ العلمانية التي ينادي بها التيارات المرتبطة بالتطرف الاسلام السياسى
-كما طالبت الوثيقة المنتخبين المحليين والمجتمع المدنى والمفكرين وجميع الفرنسيين بعدم التراجع امام ضغوط الاسلاميين والرضوخ للابتزاز الذى يردد إسلاموفوبيا والتصدى بحزم للعنصرية واللاسامية والإنسانية وكل انواع التميز





السلطات المصرية ترحل 20 سودانيا الى السودان عقب محاولتهم التسلل الى ليبيا



رحلت السلطات المصرية عشرين سودانيا الى السودان عبر مطار القاهرة عقب القاء القبض عليهم اثناء محاولتهم التسلل الى ليبيا .
وقالت مصادر أمنية مسؤولة بالمطار إن المهاجرين وصلوا في مأمورية أمنية، من مديرية أمن مرسى مطروح، حيث قامت السفارة السودانية بإصدار وثائق سفر لهم لعدم وجود جوازات بصحبتهم وتم ترحيلهم إلى الخرطوم.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه تم القبض على المرحلين الأسبوع الماضي، ضمن العشرات من المصريين والأفارقة أثناء محاولتهم التسلل عبر الحدود الغربية لمصر إلى الأراضي الليبية، ومواصلة رحلة هجرتهم غير الشرعية إلى إيطاليا على مراكب صيد من السواحل الليبية.
العالم اليوم




عبد الرحيم يجدد العزم علي بذل المزيد من الجهود لترقية الخدمات بولاية الخرطوم


(سونا)

اكد الفريق اول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين والي ولاية الخرطوم عزم الدولة لتمكين شرع الله وتقديم افضل الخدمات للمواطنين.
قال الوالي في الاحتفال الذي اقامه المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم مساء اليوم بدارة بمناسبة عيد الفطر المبارك بحضور محمد حاتم سليمان نائب رئيس الموتمر الوطني بالولاية ورئيس هيئة الشوري قال ان التفويض الذي منحه الشعب السوداني في الانتخابات الماضية للمؤتمر الوطني هو لتحقيق سيادته وامنه وتقديم الخدمات له ويجب ان نوفيه حقه بمزيد من العمل والترقية وتطوير الخدمات التزاما ببرنامج رئيس الجمهورية الذي قدمه للشعب لهذه المرحله.
واشار الوالي الي ان الولاية تحتضن 70% من مؤسسات وطلاب التعليم العالي وكذلك الصناعة والتجارة وغيرها لذلك هي ولاية ذات خصوصة والمسئولية فيها كبيره ولابد من اشراك كل فرد في هذه المسئولية مشيرا الي ان التعليم بمحلية واحدة من محليات الولاية تساوي مؤسسات التعليم العالي في سبع ولايات.
وقال ان الولاية تعاني من عدد من القضايا منها انقطاع المياة في عدد من الاحياء وقضايا النظافة والمواصلات والاجلاس للتلاميذ والصحه والفقر والثقافة والرياضة وهذا الدافع يشعرنا بالمسئولية .
ودعا الوالي كل المواطنين لممارسة دورهم وعدم استصغار اي عمل فيه فائدة للوطن والمواطن سواء في النظافة أوغيرها.
واعرب عن تفاؤله بالمستقبل بالعزيمة والاصرار والحرص والتجرد في خدمة المواطنين وترقية الخدمات.
نائب رئيس الموتمر الوطني بالولاية قال ان المؤتمر الوطني سيشكل حضورا فاعلا في كل مناحي الحياة السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه وسيكون في الفترة القادمة اكثر قدرة وجاهزية لمواجهة التحديات في المرحلة الجديدة وسيعمل علي جمع الصف وتوحيد الكلمة لان ولاية الخرطوم هي المسرح الرئيسي للحوار السياسي والمجتمعي داعيا اهل ولاية الخرطوم لاثراء الحوار المجتمعي .




محمد الحسن الميرغني : طلبنا من وزير الإرشاد خطة لمكافحة التطرف الديني



قال محمد الحسن الميرغني، مساعد أول رئيس الجمهورية، إنه وجه وزارة الإرشاد والأوقاف بإعداد خطة لمكافحة التطرف الديني في البلاد، على أن تستصحب الخطة كل مكونات المجتمع السوداني وجماعاته الحية باعتبار أن مكافحة التطرف مسؤولية كل فرد وكل جماعة، مشددا على أن تأخذ هذه الخطة في الاعتبار الآليات كافة ذات التأثير في المجتمع لاستخدامها في إنزال الخطة إلى أرض الواقع، وقال الحسن إن "دواعش السياسة ودواعش الدين سيان، ونحن قادرون على مواجهة الثاني كما حسمنا الأول"، وقال رئيس الحزب الاتحادي المكلف، الذي توجه إلى الأراضي المقدسة لأداء شعيرة العمرة في حديث مع (اليوم التالي) إنهم يتابعون بإشفاق بالغ مآلات التطرف الديني على الشباب خاصة وعلى الأمة بوجه عام، مما يستدعي تضافر الجهود لمواجهته لا بالعنف بل بالحكمة والموعظة الحسنة وبكل الأساليب والوسائل السلمية، وأضاف "طلب من الفاتح تاج السر وزير الإرشاد والأوقاف القيادي بالحزب الشروع فورا في إعداد خطة شاملة لمواجهة التطرف الديني مع ضرورة استصحاب كافة الرؤى التي تعبر عن التيارات الفكرية والسياسية والمكونات الاجتماعية والمشهد الثقافي والأدبي والفني والرياضي وكل موروث الشعب السوداني القائم على التسامح والتوادد ودفع الحجة بالحجة"، ونوه إلى أن "الأئمة والوعاظ والدعاة كلهم مهمون ومؤثرون في حملة مكافحة الغلو والتطرف ولكن من المهم أن ندرك أن ثمة وسائل أخرى مطلوبة في ساحات أخرى ولجمهور آخر وتشمل كل أنواع الإبداع من موسيقى وشعر وأدب ومسرح وتشكيل وأنشطة رياضية متنوعة". وأشار الحسن الذي كان قد تابع الأسبوع الماضي جانبا من مسرحية (النظام يريد) ضمن فعاليات خيمة الصحفيين، إلى أن "مسألة التطرف الديني والغلو في إطلاق الأحكام ظاهرة خطيرة لا ينبغي أن ننتظر من الدولة وحدها مواجهته بل على المجتمع كله بل وعلى كل فرد فيه أن يتصدى من موقعه للظاهرة"، وقال إن خطة المكافحة "لابد أن تستصحب كذلك حلولا لمختلف القضايا التي كانت مدخلا للتطرف مثل قضايا العطالة والبطالة وحالة الإحباط التي تسود وسط الشباب بحسبانهم مدخلا وتربة خصبة لنشوء وتفريخ التطرف، ومسألة الجهل بأمور الدين التي تجعل من المسلم هدفا طيعا يسهل قياده نحو مزالق الغلو وذلك بإفراد مساحات مقدرة في الخطة للتوعية وتفعيل وسائل الإعلام كافة للقيام بدورها باعتبارها رأس الرمح في عملية التوعية

اليوم التالي




وزارة الثقافة السودانية تبحث إنشاء مكتبة وطنية



أكد الطيب حسن بدوى، وزير الثقافة السودانى أهمية قيام صرح للمكتبة الوطنية فى السودان تعبر عن الثراء الثقافي للأمة السودانية وتعزيزاً للدور الثقافي في المجتمع وخدمة للباحثين والقراء، مشيرا إلى اهتمام رئاسة الجمهورية بقضايا الثقافة والتنوع الحيوي في السودان، مشيدا بالتنسيق والتعاون البناء مع ولاية الخرطوم وإدارة الحياة البرية.

جاء ذلك خلال لقاء وزير الثقافة بمدير إدارة الحياة البرية اللواء سند سليمان والمدير التنفيذي لمحلية جبل أولياء معاوية سليمان محمد بحضور وكيل الوزارة الأستاذ عبد الإله أبو سن وممثل المكتبة الوطنية الأستاذ أمين حلمى حسن .

وناقش اللقاء الاستعدادات والترتيبات لتدشين مشروع المكتبة الوطنية بحدائق الحيوان بالخرطوم سابقاً، كما تم خلال اللقاء التوقيع على عقد إنشاء حديقة الحيوان الدولية بمحلية جبل أولياء بين إدارة الحياة البرية ومحلية جبل أولياء.

وأشار وكيل الوزارة عبد الإله أبو سن إلى ما تمثله المكتبة الوطنية وأهميتها في دول العالم كمعلم ثقافي وحضاري، موضحًا الخطوات التي تمت والإعداد لتدشين المكتبة الوطنية خلال الأيام القادمة والتنسيق الذي تم بهذا الشأن.

ومن جانبه أوضح اللواء سند الأهمية الثقافية لإقامة المكتبة الوطنية وحدائق الحيوان كمرفق ثقافي، ونوه إلى أن الموقع الجديد لإقامة حديقة الحيوان الدولية بمحلية جبل أولياء تم اختياره بعناية، مشيرا إلى وجود عدة حدائق للحيوان بالولاية.

وأعتبر المدير التنفيذي لمحلية جبل أولياء ان إقامة حديقة الحيوان الدولية بالمحلية من شأنه تغيير وجه المنطقة التي تتمتع بالعديد من المزايا السياحية.
وكالة أنباء الشعر - بلال رمضان 





هل يرعى عمر البشير ذئاب الشعبي مع نعاج الوطني؟



مصعب المشرّف

التصدع الذي أصاب الأعمدة والبنية التحتية لحزب المؤتمر الوطني بعد "تهميش" علي عثمان طه ونافع ، وتحويلهم إلى مجرد حراس للسرداب ؛ يبدو أنه يظل عصيا على الترميم حتى بعد أن حالف الحظ عمر البشير، وأسعفته عاصفة الحزم بالعودة إلى الدوران (على إستحياء) في فلك السعودية صاحبة الثراء والنفوذ الإقليمي والعالمي الإستثنائي.

ولكن ؛ وفي كل الأحوال فإن أي نظام سياسي لايمكنه التعويل على الدعم الخارجي وحده ليضمن لنقسه البقاء . لقد أثبتت التجربة بجلاء أن ديناميكية حراك وصلابة الداخل هي الضمانة الإستراتيجية للإستمرار ... وهي وحدها التي تنفع وتبقى في الأرض . وأما الدعم الخارجي فهو كالزبد يذهب في نهاية المطاف جفاء. 

وبالطبع فلايستطيع أحد الإدعاء بأن علي عثمان طه ونافع – أحدهما أو كلاهما – يمتلكان تلك الكاريزما التي يتميز بها أستاذهم حسن الترابي أو حتى ربعها ؛ ولكنهما كانا على أية حال ألمع النيازك في غبار نجمه الآفـل ... وكانا أيضاً عقلان مدبران يجيدان التفصيل والحياكة السياسية .... وكان بالجملة خير من تبقى من تلاميذه في جُعبة البشير بعد عشاء القصر الأخير عشية الألفية الثانية.

ولأجل ذلك فقد كان من الطبيعي أن يجتاح "الفراغ" حزب المؤتمر الوطني اليوم .. وتتحول تراتيل الجوقة وألحان فرقته الموسيقية إلى محض نشــاز.

ووسط كل هذا الركام والسخام الذي يتميز بكثرة المتسلقين والبهلوانات والمتسولين ؛ يبدو أن الرئيس عمر البشير لايمتلك اليوم من خيار سوى أن يكون أسداً أعرجاً على رأس قطيع من النعاج ؛ بعد أن كان أسداً متعافي وسط مجموعة من الأسود واللبوءات والذئاب.

بعد الأداء السيء الذي لازم حزب المؤتمر الوطني في جانب الحشد والتأييد ؛ والخطاب الإعلامي المثير للشفقة خلال عدة مواقف مفصلية أهمها :

1) المقاطعة الشعبية للإنتخابات الرئاسية والعامة التي جرت مؤخراً. وهشاشة وسطحية التغطية الإعلامية المبررة لتدني أعداد الناخبين في الإنتخابات الأخيرة

2) فشل الحشد الشعبي لإستقبال الرئيس البشير عقب عودته من جنوب أفريقيا ... أو الخروج في مسيرات هادرة لتأييده ونصرته لاحقاً.

3) فشل وزارة الخارجية ومستشارو القصر في توقع خطورة سفر الرئيس البشير إلى جنوب أفريقيا في وجود مذكرة إعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بحقه . والتي دفعت بالبعض إلى إستدعاء نظرية المؤامرة ...... ثم تلك "الهرجلة" الإعلامية التي رافقت وأعقبت رحلة العودة الدراماتيكية للرئيس البشير من جوهانسبيرج .

4) الفشل في إدارة الحوار والتلكؤ في الخروج بتوصيات مقنعة منتجة ، تساهم في حلحلة التشابك وإذابة الجمود السياسي السائد. وإستبداله بتوزيع وإستحداث وزارات وحقائب هامشية لإسكات الأصوات المعارضة حتى حين.

5) العثرات الماثلة في أداء الجانب الإقتصادي. وبروز أزمات تمس المواطن مباشرة ، وتعطل عجلة الإنتاج ؛ من قبيل تدني الخدمات الصحية والعلاج . وقطوعات الماء والطاقة الكهربائية . وندرة البنزين والجازولين . وغيرها من أزمات كان عمر البشير قد أعلن سابقاً وحتى وقت قريب عن التخلص منها نهائياً إلى غير رجعة.

بعد كل هذا جميعه وبعضه وغيره من إخفاقات شملت صعوبة وإنعدام التوافق على تشكيل الوزارة الجديدة ... فلا أشك مطلقاً في أن عمر البشير قد فطن إلى ضعف وهشاشة من تبقى في جعبته من قيادات وكوادر التنظيم والأمانات على علاتها في حزبه المؤتمر الوطني.... 

من المؤسف أنه ومن فرط العزلة ؛ وبعد أن كانت الخرطوم تشهد زيارات لكبار رؤساء العالم وملوك العرب والفرنجة والعجم .. نراها اليوم ترفع "أقواس النصر" لمجرد أنها وجهت دعوة إلى بانكي مون لزيارة البلاد... ولا ندري كيف سيكون شكل فرحة الخرطوم في حالة لبـىَّ بانكي الدعوة ؟ ... كل هذا على الرغم من أن زيارة بانكي مون لأي دولة عضو في الأمم المتحدة هو حق مبدئي أصيل لهذه الدولة طالما أنها لا تزال تتمتع بالعضوية و "تدفع" الإشتراكات بإنتظام .. ناهيك عن أن السودان تعمل داخل أراضيه قوات تابعة للأمم المتحدة 

ومن المؤسف أن الدبلوماسية السودانية ؛ بعد أن كانت ملء السمع والبصر على المستويين العربي والأفريقي وداخل ردهات الأمم المتحدة طوال عهود سياسية سابقة . نراها أصبحت اليوم تفرح وتزغرد . وتدعو من يعزف لها التمتم ويرقص معها اللّول لول لمجرد أنها ستشارك في معرض مؤتمر إقتصادي في عاصمة الأزياء وخطوط الموضة ميلانو.

هذه النعاج التي يحاول عمر البشير أن يقطع بها أشواط سنوات حكمه الخمس القادمة ستبقى عجفاء ظلفاء ؛ وقدرات المسير عسيرة عليها لا محالة. 

واقع الأمر أن معظم هؤلاء أفندية .. والأفندية لايصلحون إلا لتقي الأوامر وإلتزام السمع والطاعة ، ولتطبيق الروتين وتسيير دولاب العمل في الخدمة المدنية .. لكنهم في كل الأحوال ليسوا على خبرة ودراية بممارسة السياسة والقدرة على مماحكاتها وأساليبها الميكافيلية في صياغة وخلق التوافقات ومخرجاتها.

وحتما فإن النعاج (قبل البشير) قد توصلت إلى قناعة بذلك . ويخيفها اليوم أن تتلقطها الإخفاقات والإحتجاجات والإنتفاضات من كل جانب ....

ومن ثم ؛ فإن البديل في هذه الحالة لم يكن ليخرج عن خيارين:

1) الخيار الأول هو العودة بعلي عثمان طه ونافع إلى وسط حظيرة الحزب مرة أخرى.
هذا الخيار أصعب ما يكون .... صعوبة اللجوء إلى هذا الخيار تكمن في أنه سيفتح الباب أمام تصفية حسابات عسيرة على النعاج في كل مفاصل الحزب وحتماً الدولة .... 
كما أن عودة علي عثمان طه ونافع معا سيؤدي إلى إنشقاق أخدودي يصعب على عمر البشير ردمه وإدارته ؛ واللعب على تناقضاته بما يكفل له الإستمرار في رئاسة الحزب والدولة ؛ ناهيك عن القبضة المطلقة التي بات بتمتع بها اليوم عقب خروج الأسود والذئاب وإندياح النعاج.

2) الخيار الثاني هو الإستعانة بكاريزما الترابي . والعودة بأتباعه في المؤتمر الشعبي للإنضواء تحت راية حزب المؤتمر الوطني .

وأعتقد أن تفكير النعاج في المؤتمر الوطني قد هداهم إلى أن إعادة إنتاج وإخراج حسن الترابي بمواصفات ألـ New look

الحسنة الوحيدة التي أصبح يتمتع بها حسن الترابي اليوم (83 سنة) تكمن في أنه قد أصبح " أسـد عجوز " ؛ يقنع بالفطائس ولايفطن إلى ما إذا كان الماء عكراً أو صفواً ....... يقضي وينام معظم أوقاته داخل عرينه . ويكتفي بترديد جكايات وأساطير ما مضى من أمجاده للجالسين أمامه القرفصاء من أحفاده .... وهو بذلك لايخيف نعاج المؤتمر الوطني ؛ أو هكذا يخيل إليهم ويظنون أنه كَـيْـلٌ يسير.... وأن إستدعاء الماضي وإعادة إنتاجه على هذا النحو سيحيل الواقع المرير إلى بهجة ممتدة بغض النظر عما إذا كانت مثمرة من عدمه .... أو كما يقول الكابلي : " بخيال قبيل أشـوف بالحـيل لحظـات سـرور".

وبالطبع فلا مانع أن يخرج الأسد العجوز من عرينه ما بين كل "عصرية" وأخرى لبتنفس الهواء النقي . يستهزيء بأحاديث أشرف الخلق . ويدلي دون عناء بآراء وفتاوى من وحي المزاج الشخصي وهدي "فقه الذات"؛ بعيداً عن قواعد الشرع والإنصياع لأوامر الله ونواهيه ؛ فينشغل بها الناس عن تناول معاناة الواقع لفترة ... وتتداولها الأسافير والمواقع الألكترونية تفنيداً وسخرية.

وبمثل ما تلهّى الشعب فترة بعودة جعفر نميري ومحمد وردي وغيرهما من المنفى ... ثم بالوثبة وحزب الإصلاح ؛ وسجن وخروج الصادق وإرهاصات عودته . فلا مانع من أن يتلهى الناس عن أحداث جنوب أفريقيا بإشاعات عودة الترابي . وإضاعة بعض الوقت في تداول ومناقشة أفكاره الديماجوجية ، وتفاصيل مشروعه الجديدة لتوحيد المسلمين والخروج بهم يتدرعون بأوراق المصاحف ويحملون السواطير لمبارزة طواحين الهواء الأمريكية ؛ توطئة لبدء تطبيق المرحلة الثانية من مشروعه الحضاري للسيطرة على العالم.

ومن جهة أخرى ؛ فإن النعاج في المؤتمر الوطني لابد أنها تدرك من خلال "تفكيرها الهادي" أن إعادة الذئاب من تلاميذ الترابي الأوفياء ؛ الذين فضلوا الخروج معه من القصر إلى الشارع والمجهول ..... أمثال هؤلاء الذئاب سيصبحون بمثابة "خط النار" الذي يقطع على مجموعة علي عثمان طه من جهة ومجموعة نافع من جهة طريق العودة مرة أخرى إلى مفاصل حزب المؤتمر الوطني ومراكز إتخاذ القرار في أماناته والتنظيم.

ورويدا رويدا سيتم سلخ وفرز ذئاب الشعبي عن الترابي ؛ والإلقاء بمشروعه الجديد في أقرب مزبلة.

واقع الأمر ؛ أرى هذا التكتيك فيه الكثير من "ذكاء" و "دهاء" النعاج المسالمة الوديعة . فذئاب المؤتمر الشعبي ليست لديها ثارات تاريخية وضغائن وأجندة تصفية حسابات مع نعاج المؤتمر الوطني ؛ بقدر ما أنها كانت ولا تزال تطالب برؤوس علي عثمان طه ونافع وأتباعهم من ذئاب المؤتمر الوطني.

ثم أن النعاج في المؤتمر الوطني تبقى على قناعة واثقة بأن بـزة الرئيس البشير العسكرية ستضمن لهم مراعي آمنة في حدائق القصور الرئاسية والولائية .. وأنه ستكون لديهم فوق هذا وذاك فرصة اللعب بأوراق التناقض الفكري والسياسي ، وقيود المصالح الشخصية الكامنة والمستجدة بين ذئاب المؤتمر الشعبي ورموز وأنجـال رموز الطائفية الحزبية .... و "الحزمة" الثالثة الأخرى المتمثلة في أحزاب الفـكـة.

نتوقع إذن أن تمتليء الساحة عما قريب بالنعاج والذئاب والثعالب .. وحتى القطط السمان ، والدجاج والبلابل والحمام ..... ويتبقى بعد كل هذا أن ننتظر هل يفلح الرئيس عمر البشير في رعي نعاج المؤتمر الوطني إلى جانب ذئاب المؤتمر الشعبي؟ 
مصعب المشـرّف
18 يوليو 2015م
الراكوبة
mosaab5@gmail.com