الأحد، 9 أغسطس 2015

السياح الخليجيون.. استياء أوروبي وانتقادات محلية



❞   استعراض للمصطافين بسياراتهم الفارهة بتهور 
❞  البعض يقوم بأفعال تضر بالبيئة وتخل بالذوق العام
❞   ارتداء ملابس لا تتناسب مع الأماكن التي يزورونها 
 
بعد حادثة «البطة»، وكذلك «السنجاب»، وقيام بعض الشباب الخليجيين بالاستعراض بسياراتهم الفارهة أو الرياضية، وإثر مقاطع الغناء أمام محال هارودز الشهيرة في لندن، وحفلات الشواء والشيشة تحت برج إيفل، وبعد شكاوى من أهالي زلمسي، تصاعدت الانتقادات التي تعرَّض لها السياح الخليجيون المصطافون في البلدان الأوروبية، بسبب بذخهم وإنفاقهم المرتفع، وسياراتهم الفارهة، وقد عجَّت مواقع التواصل الاجتماعي؛ «تويتر» و«إنستغرام» وغيرهما، خلال الأيام الماضية، بمقاطع مرئية وصور لسياح خليجيين في بريطانيا والنمسا وفرنسا والتشيك.. وغيرها، تظهر بعض التصرفات غير المقبولة، وتسيء لسمعة المواطن الخليجي، ومنها ارتداؤهم ملابس لا تتناسب مع الأماكن التي يزورونها.
 
وفي «إنستغرام»، يبدو في إحدى الصور مسن يتجوَّل في منطقة ثلجية بزي النوم.. فيما تناقلت صحف غربية صور وصول المصطافين الخليجيين بسياراتهم الفارهة إلى مدن لندن أو الشانزليزيه أو «كانّ» في فرنسا، وتحمل لوحات خليجية، ويتذمر الأوروبيون من ذلك التباهي غير المبرر.
 
واعتبرت التعليقات في عدد من المواقع، أن تلك التصرفات تسيء للسائح الخليجي، في نظر سكان تلك الدول، ولم يخلُ بعضها من السخرية والتهكم، إذ كتب أحدهم على حسابه في «إنستغرام»، معلقاً على مقطع مرئي،: «كنت أتمنى أن يلبس الخليجي الذي يذهب للسياحة في الخارج زياً يشابه ذلك الذي يلبسه في بلده، وأن يحترم الذوق العام».
 
وفي مكان تنتشر فيه البحيرات والخضرة ودرجات الحرارة المنخفضة، يتصرَّف فيه بعض السياح بشكل مخالف للآداب العامة، حيث يقوم بعض السياح بأفعال تضر البيئة هناك، مثل إلقاء القمامة في الحدائق، وعدم تنظيف المكان بعد الانتهاء من الجلوس فيه، كذلك إقامة حفلات الشواء في الأماكن غير المسموح بها.
 
وهناك بلدتان في النمسا أصدرتا دليلاً قبيل بدء موسم الإجازة الصيفية، يتضمَّن نصائح للسياح العرب، يدعوهم إلى عدم الأكل على بلاط غرف الفنادق، والسائحات إلى عدم ارتداء النقاب أو«البرقع»، وضرورة التأقلم مع القوانين النمساوية.
 
لذا، يجب توعية المسافرين للسياحة في الخارج، ليكونوا خير سفراء لنقل صورة طيبة عن الحضارة الخليجية، إذ لا يكترث بعضهم لملبسهم وتصرفاتهم عندما يكونون في الخارج، ما يسيء إلى صورة بلادهم.
 
أما في ما يخص السيارات الخليجية الفارهة، فقد أشارت صحف إلى أن سكان مدينة «كانّ» الفرنسية، التي اشتهرت باستضافة المهرجان السينمائي الدولي المعروف، يخشون من أن المصطافين بسياراتهم الفارهة قد لا يحترمون قواعد وقوف السيارات والمرور، ويمكن أن يقودوا سياراتهم بطريقة استعراضية ومتهورة وخطيرة، وقال بعضهم إنهم لم يشاهدوا مثل هذه السيارات في بلادهم مطلقاً.
 
وتقوم الكثير من البلدان بجذب السياح من كل مكان، حتى ينتعش الاقتصاد في البلاد، لكن لم يكن التشيكيون راضين عن السياح الخليجيين لديهم، وأظهروا التذمر، متحججين، بأن الخليجيين ألحقوا أضرارا بممتلكات الحدائق العامة، كما تسببوا في مخالفات بيئية.
عيد الفضلي
الكويتية

ساحات عامة تحتضن الشعراء والأدباء


مبادرة "الحركة الشعرية" تحمل ملامح الجدية لتحريك الراكد في بركة ساحات الثقافة السودانية، وتسمح للأدباء والشعراء باتخاذ الساحات العامة مسرحا لعرض إنتاجهم الثقافي أمام الجمهور.

الخرطوم-
وجدت مبادرة “الحركة الشعرية” للشاعر السوداني مأمون التلب ترحيبا واسعا في السودان، الذي يواجه أوضاعا معقدة تحيط بالمشهد الثقافي من ناحية تنظيم الفعاليات واختيار أماكنها وموضوعاتها وأهدافها.
المبادرة التي أطلقها التلب، أواخر يوليو الماضي، تعد إحدى المبادرات التي تطفو على السطح بين الفينة والأخرى، حاملة ملامح الجدية لتحريك الراكد في بركة ساحات الثقافة السودانية.
ونجحت المبادرة في الوصول إلى الشارع، حيث سمحت للمثقفين والأدباء والشعراء باتخاذ الساحات العامة مسرحا لعرض إنتاجهم الأدبي أمام الجمهور، الذي عبر عن تفاعله مع هذه الحركة الثقافية.
ويجتمع متذوقو الأدب في حلقات للاستماع إلى قراءات شعرية تتنوع ما بين اللغة العربية الفصحى والعامية السودانية، يلقيها شعراء لا يجدون حرجا في قراءة قصائد لشعراء آخرين.
وتقع ساحة “أتنيه” التي انطلقت منها مبادرة الحركة الشعرية، على مقربة من القصر الجمهوري في الخرطوم، لتحل مكان المعرض المفتوح “مفروش” لتبادل وبيع الكتب الذي منعت إقامته السلطات قبل الحصول على ترخيص.
واحتشد المئات من الشعراء ومحبي الشعر في هذه الساحة لإخراج مكنونهم الأدبي، إضافة إلى نخب وشباب يسعون لتبادل الأفكار ومناقشة الهم الثقافي وطرح آراء لدعم مبادرة “الحركة الشعرية”.
وأعرب الشاعر مأمون التلب عن اعتقاده بأن “المستقبل يعتمد على تفاعل الشعراء والناس، بمعنى أن لا يقين في محتوى الأشكال التي ستخرجها الحركة والأساليب التي ستنتهجها والمواد التي ستستخدم”.
وأضاف التلب، أنه أنشأ رفقة زملاء له من الشعراء، مجموعة مفتوحة على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك، وأطلق عليها إسم “الحركة الشعرية-قيادة جماعية أفقية”، مشيرا إلى أن “فكرة القيادة الجماعية بسيطة تشابه إلى حد كبير الطريقة التي تعمل بها الشبكة العنكبوتية”.
وقال إنه “لا وجود لقيادة فردية أو جمعية عمومة أو لجنة تنفيذية”، مبينا أن الأمر يتوقف على بساطة الفكرة وفاعليتها وبساطتها تكمن دائما في القدرة على تنفيذها من دون تكاليف مادية باهظة.
وتحولت “الحركة الشعرية” من مبادرة فردية إلى جماعية، بعد أن فقد المثقفون والمهتمون مساحات نشاطهم الثقافي من جراء إغلاق السلطات في وقت سابق اتحاد الكتاب السودانيين ومركز الدراسات السودانية.
إرم

مصر ترفض "تدخل" قطر "غير المقبول" في شؤونها الداخلية



انتقدت السلطات المصرية عرضا لوزير الخارجية القطري خالد العطية بالوساطة بين حكومة القاهرة وجماعة الإخوان المسلمين بوصفه "غير مقبول".
وقال أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية إن مصر ترفض "كافة أشكال التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية"، حسبما أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية.
وأضاف المتحدث أن تصريحات العطية "غير مقبولة"، وأنها "تفتئت على أحكام القضاء المصري وقرارات الحكومة المصرية وإقرار جموع الشعب المصري بأن تنظيم الإخوان تنظيم إرهابي".
جاء هذا بعدما أوردت تقارير إعلامية أن وزير الخارجية القطري عرض الوساطة بين حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي وجماعة الإخوان التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي.
وكانت قطر من الداعمين لمصر أثناء حكم مرسي الذي استمر عاما واحدا فقط.
لكن العلاقات بين الجانبين تدهورت بعدما عزله الجيش، بقيادة السيسي الذي كان وزيرا للدفاع آنذاك، في يوليو/ تموز 2013 إثر احتجاجات حاشدة ضد حكمه.
وعقب عزل مرسي، أدرجت السلطات المصرية جماعة الإخوان المسلمين ضمن قائمة المنظمات "الإرهابية".
BBC

لاجئون في كاليه الفرنسية جاءوا من أرتيريا وأثيوبيا والسودان ومصر والعراق وسوريا: الطريق الصعب إلى الحلم البريطاني



كاليه (شمال فرنسا) ـ «القدس العربي»:
 يبدو أن أحداً على جانبي الحدود بين فرنسا وبريطانيا، وربما في العالم، لا يريد سماع اسم كاليه، مدينة العبور الفرنسية بين البلدين. هناك حيث يتكوّم اللاجئون، بما يمثله هؤلاء من كوارث وأزمات استعصت على العالم، وساهم العالم بصناعتها، وبما يمثله هؤلاء أيضاً من مشاهد بؤس في طريق مدينة هادئة لا تلوي على أكثر من سبعين ألفاً من السكان.
كزائر للمدينة يمكنك أن تميز بين ثلاثة مشاهد، مستويات لها، أولها الميناء، الأسوار العالية، والشاحنات الكبيرة العابرة، وثانيها بيوت المدينة الوادعة المؤلفة في الغالب مما لا يزيد على الطابقين، وبواجهات من القرميد، بما يجعلها مدينة وردية أخرى من بين المدن الفرنسية، وفي المســتوى الثالث مدينة وطرقات أخرى، تلك التي يحوم فيها المـــهـاجرون، أولــئــك الـــذين جاءوا من المناطق الأكثر بؤســاً حـــول العالم، للوصول إلى ضفته الآمنة؛ بريطانيا.
ستجدهم يحومون في طرقات خاصة، على السكك الحديد، في الغابة البعيدة، على أسوار الميناء يتحيّنون اللحظة المناسبة للوثوب إلى داخل الميناء. الكتلة الكبيرة منهم ستجدها في الغابة في مخيم حمل اسم «الجانغل»، وهو خيام عشوائية متناثرة زرعها اللاجئون بأنفسهم، وتوزعت في تجمعات صغيرة حسب الجنسيات.
لن يحتاج المرء إلى السؤال عن الطريق، عند سكة حديد مهملة لمحت شاباً، عرفت أنه ذاهب إلى المخيم. اسمه خالد، من اثيوبيا، كان عائداً لتوه من كنيسة في المدينة. قال إنه سمع عن توزيع ثياب فيها، وها قد عاد خائباً.
كان لدينا، خالد الأثيوبي وأنا، من الطريق ما يكفي ليسرد لي قصة سنوات، منذ جاء أول مرة على طائرة سودانية إلى دمشق، ليقضي بضعة أيام في السيدة زينب، يتابع بعدها قاصداً الهروب عبر الحدود التركية. هناك سيلقي عليه القبض حراس الحدود السوريون. سبعة شهور في السجن، ثم يعاد إلى بلده. إلى أن يعيد الكرّة ثانية قبل ثلاث سنوات حين يسافر عبر السودان، إلى ليبيا، ومنها عبر البحر إلى أوروبا.
دكان صغيرة هو كل ما يلوي عليه خالد في بلده، تناوب عليه هو وأمه بعد أن سجن أبوه، الذي ما زال سجيناً منذ خمس سنوات لأسباب سياسية، على ما يقول الابن، قبل أن يضيف «حتى أنا سجنت وأطلق سراحي مقابل مبلغ كبير».
خالد (27 عاماً) ينتمي إلى جماعة أورومو المغضوب عليها، وصل إلى هنا منذ عشرين يوماً مع امرأة أرتيرية تزوجها في السودان، وباتت الآن حاملاً، أما لماذا المخاطرة من جديد والسفر من هنا فيجيب خالد بعربية مكسرة تعلمها في السودان وليبيا «هنا ما في شغل».
قبل أن نصل المخيم سنلتقي شاباً مصرياً عائداً منه. باسم، من المنوفية، أعلن لنا توقفه عن المحاولة المستمرة منذ أسبوع، وهو راجع إلى باريس التي يقيم فيها منذ سبعة شهور. هو أساساً جاء ليجرب حظه على مدار أسبوع، هو إجازته من عمله. باسم يعمل بالأسود، مثله مثل عشرات المصريين المقيمين في فرنسا بصورة غير شرعية، ما يعرضهم بالتالي لابتزاز أصحاب العمل، وهؤلاء غالباً من أبناء جلدتهم، المصريين أو العرب.

اللجوء إلى لغة أخرى

على مدخل المخيم ستجد مجموعة خيام للأثيوبيين، خيام فردية صغيرة، غالباً ما حشر فيها اثنان أو ثلاثة. ميزة خيام الأثيوبيين، وهم لا يتعدون المئة شخص كما قال خالد، من بين تجمعات المخيم أنها احتوت على نساء إلى جانب الشبان، أخوات أو زوجات. فبسبب من قسوة العبور يفضل الناس الهروب بمفردهم أولاً، إلا من عليه أن يشتري طرقاً خاصة من مهربين يتقاضون مبالغ كبيرة مقابل تأمينهم عبر شاحنات باتفاق مع سائقيها. لعلنا نتذكر حكاية شبان زجّهم المهربون في خزان الشوكولا، وكان عليهم قضاء الطريق غارقين في لزوجة كادت تقتلهم.
أتركُ خالد وأمضي في طريق ترابي بين الأشجار، يقود إلى خيام الأفغان. لا يستطيع هؤلاء إخفاء أنفسهم، «شارعهم» يبدأ بالعلم الأفغاني فوق إحدى الخيام، ثم إن ملابسهم لا تخفى، بعضهم مصرّ على ارتدائها حتى أثناء الهروب. يبدو أن هؤلاء بسبب أزمتهم المستديمة بنوا لنفسهم وضعاً أدوَم قليلاً من الآخرين، أو أن أبناء جلدتهم من ذوي الإقامة الفرنسية جاءوا يعتاشون فوق خيامهم فأقاموا بعض الدكاكين الصغيرة في خيام، لبيع البضائع الضرورية واليومية.
العبارات وأسماء المدن السودانية المكتوبة على جدران الخيم، في نوستالجيا مبكرة للبلاد، تشي بما يؤكده الجميع، أن أبناء السودان هم النسبة الأكبر بين لاجئي كاليه، وقد جاءوا من مختلف أماكن النزاع فيها كما قال لي أحدهم، دارفور والنيل الأزرق وسواها.
ليس صعباً فهم الأسباب الكثيرة لمغادرتهم السودان، سوى الحرب والفقر يظل الناس يحلمون أن يرفعوا صوتهم. قال شاب سوداني «جئت أصوّت في الانتخابات الأخيرة فوجدت أن أحداً ما صوّت باسمي». لكن السؤال الأكبر يظل لماذا بريطانيا وليس فرنسا وقد وصلوا إليها؟ حين سألت حسن عبدالله (شاب من الخرطوم) هذا السؤال قال من دون أن يخفي حس الدعابة في عبارته «نحن استعمرتْنا من قَبْلُ بريطانيا، ولذلك نحبها كثيراً».
في كاليه ستسمع تقريباً الأجوبة نفسها حول سبب اختيار بريطانيا؛ كأن الشبان اجتمعوا وأقروا قائمة ثابتة للأجوبة. غالباً سيقولون لك إن أحداً من ذويهم سبقهم إلى هناك. أو أنهم يطمحون إلى امتلاك الانكليزية فهم لا يقوون على دراسة غيرها. إلى جانب أسباب الحياة والعمل، حيث يعتقد معظم هؤلاء أن شروط العمل والإقامة هناك أحسن منها في فرنسا وباقي الدول الأوروبية. لكن الأهم من ذلك كله هو أن البعض، كالمصريين والسودانيين، متأكد من رفض طلبه للجوء في فرنسا. سوداني قال لي لو كنا متأكدين من قبول طلباتنا في فرنسا أو ألمانيا لما ترددنا في البقاء في إحداهما. 
الشبان في النهاية قليلو الخبرة، ويمكن أن تلمس لديهم بعض الأوهام، التي تبالغ في رسم صورة «الحلم البريطاني». لكن هذا لا يعني أبداً الاستخفاف بأحلام دفعوا في سبيلها أموالهم وحياتهم، بعضهم خرج من بلده على هذا الأمل. اللغة وحدها بالنسبة لكثير منهم حلم، كأنما يحلمون باللجوء إلى لغة أخرى، لا إلى أرض أخرى وحسب.

سوريو كاليه

لا تختلف أسباب سوريي كاليه، بخصوص التوجه إلى بريطانيا، عن أسباب رفاق الرحلة من سودانيين وأرتيريين وأثيوبيين ومصريين وعراقيين، ولو أن أسباب رحيلهم عن بلدهم كانت الأكثر وحشية. بعضهم كان قانعاً أن يبقى على تخوم البلاد في انتظار العودة. قال لي رياض، وهو طالب هندسة الكترون من حلب، إنه ترك حلب حين تحولت جامعته إلى ثكنة عسكرية. سافر إلى تركيا، وهناك عمل في مطعم، اكتسب مكانة فيه، كما قال، وتعلم اللغة التركية. مكانته تلك تطلبت أوراقاً ثبوتية جديدة وهو ما دفع به إلى الهجرة من جديد.
لا ندري أي مفارقة تلك التي جعلتهم ينضوون في الخيمة الكبيرة التي كتب عليها بخط كبير «أفغانستان»، فيما لا يسكنها غير السوريين. لا يزيد عدد السوريين عن ستين إلى سبعين لاجئاً، جزء منهم هنا، في المخيم الكبير في الغابة، إلى جانب مجموعتين صغيرتين في وسط المدينة، واحدة افترشت رصيفاً معظمها من مدنية درعا، والثانية افترشت رصيفاً من دون خيام على جدار الكنيسة تحت إحدى شرفاتها.
عند السوريين هناك حقيقة قد تصدم الكثيرين، هنا سيجتمع إلى جانب ضحايا النظام مؤيدون له، وآخرون غير مهتمين البتة بما يحدث، لا مع ولا ضد. حين سألتهم هل يؤدي ذلك إلى نقاشات ساخنة ومشاكل بينكم، أجمعوا على أن أحداً لا يفكر إلا بشيء واحد، هو الخروج من عنق الزجاجة العسير هذا. ذلك يعني حقيقة مؤسفة أيضاً؛ صحيح أن اللاجئين السوريين هم دليل أكيد على فداحة ما ارتكب النظام ضد شعبه، ولكن يبدو أننا يجب أن نسلّم بأن عدداً كبيراً منهم، قد بات خارج الصراع، ما دام مشغولاً برعبه اليومي الخاص.
السوريون، على قلّتهم، حاضرون بكثافة في كاليه، فكثير من رفاق الرحلة في جعبتهم رواية جاهزة لسردها أمام الأجهزة المختصة، المصريون والعراقيون قالوها صراحة إنهم ينوون تقديم أنفسهم في بريطانيا كسوريين. سوريون قالوا لي إن هناك إيرانيين في المخيم يقولون إنهم سوريون وسيطلبون اللجوء على هذا الأساس.

البسكليتاتي البريطاني

هنا، في هذا المخيم الكبير، وتقدر الإحصاءات التي ذكرتْها عدة صحف أنه بلغ ازدحاماً غير مسبوق، إذ وصل إلى حوالي ثلاثة آلاف لاجئ، وهو ثلاثة أضعاف الرقم المعتاد، ستجد أن أركان مجتمع صغير بدأت بالتكون، ولو أن الإقامة تطول أكثر لن يكون من المستبعد أن تقوم مدينة للاجئين في خاصرة كاليه. فهذه واحدة من الخيام باتت مسجداً أخذ اسم أبي بكر الصديق، وغير بعيد عنها بنيت خيمة أكبر معتنى بها أكثر على أنها كنيسة المخيم.
الطرقات الترابية بدأت تتشكل وترتسم في الغابة. الخطى تعرف وتقتفي آثار من سبقوها؛ هذا طريق إلى صنابير المياه، هناك حيث يغسل الشبان والنسوة القليلات ثيابهم، وحيث سيتشكل سيل الماء الآسن طبعاً. وهذا طريق إلى المسجد، وآخر إلى مركز يفتح كل يوم لساعتين من أجل الاستحمام وشحن أجهزة الموبايل وزيارة غير ذي فائدة كبيرة للطبيب.
وهنا طريق أيضاً إلى البسكليتاتي البريطاني تيم. وهو جاء المخيم مع كارافان خاص به. رَهَنَ نفسه «بسكليتاتياً» في خدمة اللاجئين، لا يكتفي بإصلاح دراجاتهم، بل ويدرب البعض ويمكّنهم من تصليح دراجات زملائهم. يبدو تيم وكأنه قد نذر نفسه لفكرة الحرية، واقتحام الحدود. هل أجمل من اختراع الدراجة نفسه كتعبير عن الفردية والحرية والتخطّي؟ حين سألت تيم إن كان بريطانياً، قال «نعم، للأسف أحمل جواز سفر بريطانياً، لكنني مواطن عالمي، وأتمنى لو كنت بلا جنسية».
أما ذاك الطريق اليومي إلى خارج المخيم فهو الأطول. مساءً سيمشي الشبان مسافة ساعتين من الزمن إلى أن يصلوا مكاناً يستطيعون التسلل منه إلى القطار بعد قص سياجين متتالين والقفز عن ثالث قبل الوثبة الأخيرة على قطار البضائع العابر بسرعة. غالباً سيقضي الشبان هناك الليل كله، لاقتناص قطار وراء آخر.
هناك طريق آخر إلى قلب الميناء، حيث يتسلل الشبان إن نجحوا في القفز ليتمددوا متعلّقين أسفل شاحنة كبيرة تتهيأ إلى دخول العبّارة، بعدها عليهم أن يتعرضوا لاختبار وحيد هو أن تتشممهم الكلاب، لتخرجهم من تحت السيارة. قال أحد الشبان متهكماً «لم يشمني الكلب، لقد شمتني المرأة الشرطية، فأخرجتني».
يعود الشبان صباحاً إلى مخيمهم، القليل من رفاقهم ربما يكون قد نجح في العبور الأخير، يعود الباقون لتفحص الجراح. لن تجدَ يدَ لاجئ حاول العبور ولو لمرة واحدة من دون أن يكون الحلم البريطاني قد ترك آثاراً على يديه، إلى حد أن البعض فقد إصبعاً من يده، أو تحطمت رجلاه. يستطيع المرء أن يتخيل أي نوع من الأحلام العظيمة يرتسم في رؤوس هؤلاء الشبان، أية أحلام تستحق كل هذه الجراح.


راشد عيسى

«ناسا» ترصد كويكباً غريباً بالقرب من الأرض



لندن ـ «القدس العربي»:

 التقطت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» صوراً لكويكب على شكل حبة الفول السوداني، حقق أقرب مسافة له إلى كوكب الأرض في نهاية الأسبوع الماضي. 
وقالت الوكالة إن الكويكب ذو الشكل الغريب، يبدو في الصور وكأنه ما يعرف باسم «ثنائي الاتصال»، أي يتكون من فصين متماسكين معا، وأعطت له الوكالة الاسم JD6 1999، وسجل أقرب مسافة له من الأرض يوم 24 تموز/ يوليو الماضي، إذ كان على بعد حوالي 7.2 مليون كيلومتر، أي حوالي 19 ضعف المسافة بين الأرض والقمر.
وقد أظهرت العديد من الصور الرادارية أن نحو 15٪ من الكويكبات القريبة من الأرض، التي يزيد قطرها عن 180 متراً، بما في ذلك الكويكب JD6 1999 لديها هذا النوع من الفصوص، في شكل حبة الفول السوداني، وفقا لما قال لانس بينير الذي يقود برنامج بحوث رادار الكويكبات في وكالة ناسا. 
ولمشاهدة الكويكب استخدم علماء الوكالة هوائي شبكة الفضاء العميق في غولدستون، في كاليفورنيا، البالغ قطره 70 مترا، مع تلسكوب يبلغ قطره 100 متر موجود في ولاية فرجينيا الغربية. 
ودلت ملاحظات الأجهزة أن الكويكب ممتد طوليا إلى حد كبير، ويبلغ طوله حوالي 2 كيلومتر، وستكون هذه النقطة التي حققها هي أقرب مسافة للكويكب من الأرض على مدى السنوات الأربعين المقبلة، إذ سيقترب من الأرض مرة أخرى نفس المسافة في عام 2054.
وعلى الرغم من عدم يقين العلماء بشأن حجمه، فقد تمت دراسة الكويكب JD6 1999 على نطاق واسع، ودراسة العديد من خصائص تكوينه، فضلا عن معرفة مساره جيدا، وهو يدور دورة كاملة حول محوره كل حوالي 7.5 ساعة، ويعتقد أنه من النوع القاتم نسبيا.
يشار الى أن هذا الكويكب تم اكتشافه في 12 أيار/مايو عام 1999.

مصر: وفاة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية بالسجن


أعلنت "البوابة الإلكترونية الرسمية للجماعة الاسلامية" في مصر، منذ قليل، وفاة الدكتور عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة، المسجون على ذمة قضية الإنضمام لجماعة أسست على خلاف القانون وتولي قياداتها وسعي أفرادها لممارسة العنف.
 
وكانت، نيابة أمن الدولة، قد جددت حبس دربالة، أول أمس لمدة ١٥ يوماً إضافية، بعد أن تمّ إلقاء القبض عليه منذ نحو شهرين.

وتأتي وفاة دربالة، في السجون المصرية، بعد أيام قليلة من وفاة القيادي بالجماعة، عزت السلاموني، بسبب الإهمال الطبي، بعد رفض إدارة سجن طرة، في جنوب القاهرة، نقله للمستشفى لتلقي العلاج اللازم بعد تدهور حالته الصحية. 

غير أن وفاة دربالة تأتي بشكل مفاجئ، خاصة وأنه لم يكن يعاني من أية أمراض، إذ لم تعلن الجماعة، حتى اللحظة، سبب وفاته داخل السجن

العربي الجديد

الحوار السوداني الشامل: مرونة حكومية لترميم شرعيتها ومهمة أمبيكي يم-شرعيتها-ومهمة-أمبيكي


حدّدت لجنة الـ"7+7" الخاصة بإدارة الحوار الوطني في السودان، موعداً جديداً للانطلاقة الفعلية لعملية الحوار في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول المقبل بعد تعثر زاد عن العام ونصف العام، انسحبت خلاله قوى فاعلة كانت مؤيدة للحوار، بينها حزب الأمة المعارض بقيادة الصادق المهدي وحزب الإصلاح الآن برئاسة غازي صلاح الدين، المستشار الرئاسي السابق.

عقب هذه الانسحابات، باتت تقتصر لجنة السبعة على الأحزاب المتحالفة مع الحكومة فضلاً عن أحزاب معارضة ليست ذات وزن في الساحة السياسية السودانية، باستثناء حزب المؤتمر الشعبي بقيادة حسن الترابي. وهو ما يجعل إمكانية إطلاق الحوار في الموعد المحدد له "بمن حضر" أمراً مستحيلاً، ولا سيما أنّ الحكومة سبق أن جرّبت هذه الخطوة لدى توقيعها اتفاقيات سلام ثنائية عدة مع الحركات المسلحة سرعان ما فشلت في وضع حدٍ للحرب.

وأتى قرار تأجيل الحوار إلى أكتوبر المقبل بإيعاز من الحكومة، على الرغم من تمسك حزب المؤتمر الشعبي بضرورة انطلاقه الشهر الحالي. وتقول مصادر داخل الحزب الحاكم لـ"العربي الجديد" إنّ المؤتمر الوطني لن يستطيع أن يجري أي حوار في الوقت الراهن لانشغاله بالصراعات في داخله، فضلاً عن خلافات تياراته، الرافضة والمؤيدة لانطلاقة الحوار، وما تضعه من عقبات في طريقه.

وشهد الأسبوع الماضي تحركات متسارعة قادها رئيس الوساطة الأفريقية، الرئيس السابق لجنوب أفريقيا، ثامبو أمبيكي، الذي وصل إلى الخرطوم يوم الأحد الماضي، بالتزامن مع تواجد وفد ألماني في إطار المحاولات الأفريقية والأوروبية للتغلب على معضلة جمود الحوار الوطني السوداني.
ووفقاً لمصادر "العربي الجديد"، فإن الحكومة أبدت مواقف مرنة في ما يتعلق بالحل الشامل لقضية السودان بعد أن كانت تتمسك بضرورة ثنائية الحل في ما يلي إنهاء الحرب في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وإقليم دارفور، على أن يتم ذلك عبر إدارة عمليات تفاوض منفصلة مع كل طرف. ويعدّ مراقبون الخطوة تنازلاً من الخرطوم يصبّ في اتجاه تقديم الحكومة للمزيد بما يدفع بعملية الحوار.
وقد عكس هذا التجاوب الحكومي، وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، الذي أكد في تصريحات صحافية تطلع الحكومة لحوار شامل يشهد عليه الشعب، في إشارة إلى الحل الشامل.
ولأول مرة، لم تتطرق لقاءات أمبيكي مع الحكومة السودانية لقضية استئناف التفاوض الخاص بمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان فضلاً عن دارفور. وهو الأمر الذي يعدّه مراقبون خطوة في إطار إحالة الملفين إلى طاولة الحوار لتشارك كل القوى في حلها كما كانت تطالب. وأكد مساعد رئيس الجمهورية، إبراهيم محمود، في تصريحات عقب لقائه أمبيكي، أنّ اللقاء اقتصر على الحوار ولم يتطرق لقضية المنطقتين أو دارفور.
ويرى مراقبون أنّ الحكومة ليس أمامها خيار سوى إبداء جدية أكبر نحو عملية الحوار بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية وحالة الاستقطاب السياسي فضلاً عن إرهاق الحرب لخزينتها، إذ تصرف يومياً أربعة ملايين دولار على الحرب. وهو الأمر الذي يجعل استمرارها أمراً ليس في مصلحتها.
ويؤكد المحلل السياسي، محمد عوض، لـ"العربي الجديد"، أنّ الحكومة استنفدت كل مراحل المناورة في قضية الحوار، ما يحتم عليها إبداء قدر من الجدية، ولا سيما بعد تآكل موقفها الدولي والإقليمي وضعفه فضلاً عن تراجع مشروعيتها الداخلية.
ويعتبر عوض أنه لهذه الأسباب "تدرك الحكومة تماماً أنها باتت ملزمة بتقديم تنازل حقيقي وإحداث اختراق في ملف الحوار". ويلفت عوض إلى أنّ "قرار القصر الرئاسي الأخير بفصل النائب العام عن وزارة العدل بداية لتغيير مواقف الحكومة وتنازل يصب في إطار إصلاح حقيقي وتقديم تنازل أكبر يدفع بعجلة الحوار".

وكان الوسيط الأفريقي قد أنهى أخيراً مشاورات مع الرئيس السوداني عمر البشير ومسؤولين في الحكومة، دفع خلالها بمقترح لخطة متكاملة لعملية الحوار، وأعاد طرح مقترح عقد مؤتمر تحضيري يجمع الحكومة مع القوى السياسية، بما فيها القوى المعارضة، المسلحة والسلمية، في أديس ابابا لمناقشة جملة من المواضيع حددها أمبيكي في أهداف الحوار وآلياته ومن يشارك فيه.

وفي السياق، تؤكد مصادر لـ"العربي الجديد" أنّ الحكومة اشترطت أن يقتصر المؤتمر التحضيري عليها وعلى الحركات المسلحة من دون إشراك قوى المعارضة الأخرى، على اعتبار أن الأخيرة تعتبر أحزاباً مسجلة ويمكن أن تدير مؤتمراً في الداخل.

وكانت ألمانيا، التي فوّضها الاتحاد الأوروبي لتحريك ملف الحوار، قد طرحت مجموعة أفكار، واقترحت مؤتمراً تحضيرياً يشارك فيه مندوب عن الحكومة وآخر عن الحركات المسلحة. وطرحت أن يحضر مالك عقار، رئيس الجبهة الثورية التي تنضوي في إطارها الحركات المسلحة، إلى جانب مندوب عن قوى المعارضة الرافضة للحوار يمثله رئيس حزب الأمة الصادق المهدي، للاتفاق على رؤية محددة في ما يتعلق بانطلاقة الحوار وتهيئة مناخه.
وينتظر أن يقدم أمبيكي، في نهاية الشهر الحالي، تقريراً مفصلاً لمجلس السلم والأمن الأفريقي لإطلاعه على مستجدات عملية الحوار السوداني. كما سيعقد أمبيكي خلال أيام اجتماعاً بالحركات المسلحة السودانية في أديس أبابا لبلورة رأي نهائي في ما يتعلق بالحوار.
وتوضح مصادر في الاتحاد الأفريقي لـ"العربي الجديد" أنّ أمبيكي بدأ مساراً جديداً مع النظام في الخرطوم أكثر تشدداً، ولا سيما إثر إفشال الحكومة للمؤتمر التحضيري الأول الذي دعا إليه في يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد أن رفضت الخرطوم المشاركة فيه. وتشير المصادر إلى أن الوسيط الأفريقي يبدو يائساً من إحداث اختراق في الملف السوداني في ظل تعنت جميع الأطراف، محذرة من أن أمبيكي بات أقرب نحو طلب إنهاء مهمته وإعلان فشله. وذكرت المصادر أن تحركاته الحالية ستكون الأخيرة إما تدفع بالحوار أو تدفعه للترجل من منصبه.
وكان رئيس حزب الأمة السوداني المعارض، الصادق المهدي، قد نقل عن الوسيط الأفريقي تأكيدات له بتوجهه إلى إعلان فشل وساطته ورفع ملف السودان إلى مجلس السلم الأفريقي وتحميل نظام الخرطوم مسؤولية استمرار الحرب والانفراد بالحكم في حال التعنت في قضية الحوار الوطني.
وفي السياق، يتوقع الخبير السياسي، الزين عبدالله، أن يدفع أمبيكي كمحاولة أخيرة، بخطة جاهزة للأطراف السودانية لتكون أساساً للتسوية الشاملة. وأكد أنها ستكون الفيصل في استمراره في إدارة الملف من عدمه. ويرجح ألّا ترفضها الحكومة ولا سيما بالنظر لحجم الضغوط التي تواجهها، لكنه يستدرك بالقول "ستعمد للمناورة وإيجاد حل وسط".

في المقابل، طالبت "الحركة الشعبية - قطاع الشمال" بعملية جديدة للحل السلمي قائمة على شمولية الحل وفقاً لشروط حددتها في وقف الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية فضلاً عن منح الوساطة الأفريقية مهمة الإشراف على العملية واعتماد شركاء لها من قبل الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق أفريقيا "إيغاد" ودول جنوب السودان، تشاد، مصر، الجزائر وجنوب افريقيا، فضلاً عن الترويكا (بريطانيا والولايات المتحدة والنرويج) والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وألمانيا وفرنسا، بهدف المراقبة وحشد الدعم الدولي لنتائج الحوار.
كما أبدت "الحركة الشعبية - قطاع الشمال" استعدادها لإجراء مشاورات مع الوساطة الأفريقية و"إيغاد" والمجتمع الدولي لحل الأزمة السودانية في إطار الحل الشامل رافضة تماماً الحلول الجزئية.


العربي الجديد