الجمعة، 21 أغسطس 2015

ابرز عناوين الصحف السياسية السودانية الصادرة يوم الجمعة 21 أغسطس 2015م



صحيفة أخبار اليوم:
فى ذمة الله اللواء “م” خالد حسن عباس ابرز اعضاء مجلس انقلاب مايو بقيادة نميرى 1969
انعقاد الجمعية العمومية للحوار الوطنى والبشير يعلن الاستعداد لوقف اطلاق النار والعفو العام لحاملى السلام
الافراج عن المعدنين المحتجزين بمصر
سفارتنا بالرياض تحذر من استقدام سودانيات خادمات

صحيفة اليوم التالي:
مسؤولون افارقة: الاعلام المعادى يعكس صورة غير حقيقية للسودان
النائب الاول يلتقى بالولاة يوم الأحد

صحيفة الأهرام اليوم:
أطباء سودانيون يصلون عدن لعلاج الف جريح يمنى
تدفقات كبيره للاجئين الجنوبيين بولاية غرب كردفان
اللجنة السياسية الأمنية بين جوبا والخرطوم تجتمع الاسبوع المقبل
الحكومة تطرح بنيويورك قضايا اصلاح مجلس الأمن

صحيفة الوطن:
وزيرة التعليم العالي تزور المركز القومي للبحوث فى اطار جولاتها التفقدية للمراكز الببحثة التى آلت تبعيتها للوزراة
شمال كردفان تتسلم 941 جهاز تحصيل الكتروني

صحيفة التيار:
في وقفات مع شاعر الحقيبة الفذ ابو صلاح
كانت حياته كلها عطاء للفن والغناء
كان شديد الحرص على الارتفاع بمستوى الاغنية السودانية

صحيفة آخر لحظة:
مبادرة التواصل بين شباب السودان ومصر بقيادة هانى شاكر والهام شاهين
كوكبة من نجوم مصر بالخرطوم يوم الاثنين


سونا



كشف مصدر رفيع للزاوية أن جماهير نادي الأمل عطبرة التي رافقت الفريق لمدينة شندي تسببت في أحداث شغب وفوضى في ملعب المباراة الذي احتضن لقاء الأهلي شندي وضيفه الأمل عطبرة.. وعلمت الزاوية أن الأهلي شندي والاتحاد المحلي بمدينة شندي قدم عددا من التنازلات للضيوف من خلال الاجتماع التقليدي.. حيث تم تأخير انطلاقة زمن المباراة بناءً على طلب مندوب نادي الأمل عطبرة، ثم تم تخصيص مدرج كامل لجماهير الأمل التي وصلت شندي وستدعم الفريق من داخل الملعب.. وأفاد المصدر أن جماهير الأمل تجاوزت كل الخطوط واقتحمت أرضية الملعب قبل انطلاقة المباراة من أجل التأثير على لاعبي الأهلي شندي، وتم احتواء الموقف وعادت الجماهير إلى موقعها بالمدرجات.. وبعد انطلاقة المباراة حدث اشتباك كبير بين جماهير الفريقين على المدرجات وتطور الصراع وانتقل إلى أرض الملعب، لكن قوات الشرطة الموجودة احتوت الموقف واستكملت المباراة حتى النهاية.
ورفض مولانا جمال حسن سعيد رئيس نادي الأمل عطبرة التعليق على الأحداث التي صاحبت المباراة، وقال لم أشاهد المباراة من داخل الملعب وحسب متابعاتي هي تفلتات عادية بين الجماهير وسبق أن حدثت على المستوى الداخلي والخارجي، وأضاف: لن نتوقف كثيرا في هذه المحطة، وزاد: هنالك حدث أهم وهو الهدف الثالث الذي سجله الأهلي شندي من حالة تسلل واضحة ولا يمكن تجاوزها ولا يختلف فيها اثنان.
وأوضح العميد حسن العقيد رئيس الأهلي شندي أن فريقه حقق الأهم في المباراة وكسب النقاط الثلاث وتغلب على كل الظروف واستعاد المركز الثالث في مباراة حافلة بالأحداث، وقال نرفض وندين التفلتات الجماهيرية داخل الملاعب لأنها ستقود الوسط الرياضي لمنعطف خطير، وتابع: جماهير الأهلي لا تعرف العنف وأنها قامت بمبادرة رائعة ولم تقصر وظلت تخدم ضيوف المدينة جماهير نادي الأمل عطبرة، وزاد: تربطنا علاقة قوية مع نادي الأمل ويكفي أن الفريقين يمثلان ولاية نهر النيل في منافسة الدوري الممتاز.. واختتم حسن العقيد حديثه مؤكدا أن مثل هذه المواقف لن تؤثر على العلاقة الحميمة بين الناديين.
الزاوية

السودان يرحل 12 مصرياً بتهمة مخالفة شروط الإقامة


في أول سابقة من نوعها، قامت السلطات السودانية بترحيل 12 مصرياً بدعوى مخالفة شروط إقامتهم فيها. هذه الواقعة تأتي بعد ساعات من تشديد مصر إجراءات سفر مواطنيها إلى السودان.
قامت السلطات السودانية بترحيل 12 مصرياً من أراضيها الخميس (20 أغسطس/ آب 2015) بدعوى مخالفتهم شروط الإقامة لديها، في أول واقعة من نوعها، وذلك بعد ساعات من تشديد مصر لإجراءات سفر مواطنيها إلى السودان.
وصرحت مصادر أمنية مسؤولة بمطار القاهرة أن المرحلين وصلوا على رحلة طيران “صن إير” القادمة من الخرطوم، وتبين من التحقيق معهم أن السلطات السودانية ألقت القبض عليهم وأبعدتهم بدعوى مخالفتهم شروط الإقامة. وتم السماح للمرحلين بالخروج من الدائرة الجمركية.
وتعد هذه الواقعة الأولى من نوعها وتأتي بعد ساعات فقط من تشديد مصر لإجراءات سفر المصريين وضرورة حصول الفئات العمرية من 18 إلى 45 عاماً على موافقة من ضابط الاتصال بمصلحة الجوازات للسفر إلى السودان، مما تسبب فى إلغاء سفر العشرات من المصريين المسافرين على عدد من الرحلات الجوية.

ي.أ/ ع.ش (د ب أ)

ابرز عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة يوم الجمعة 21 اغسطس 2015



صـحـيـفـة قـوون :
• مران ناري خلف الابواب المغلقة مساء امس لمدة ساعة ونصف
• روح الحماس والقوة والانتصار واثبات الذات شعار اللاعبين امام مازيمبي
• الهلال يواصل وضع اللمسات الختامية لمعركة الغربان الافريقية
• الكوكي يعيد أطهر لوظيفة الاساسية .. كاريكا والجزولي يستعيدان الذاكرة التهديفية
• بعثة مازيمبي تلفت الانتباه بمول الواحة .. المريخ يوالي تحضيراته بقوة .. والجماهير يستقبلهم بالحلوى
• وفاة اللواء خالد حسن عباس رئيس نادي المريخ السابق
• وفاق سطيف يواجه خطر الخروج امام اتحاد العاصمة اليوم بالجزائر
• هيثم مصطفى وفيصل العجب إلى الولايات المتحدة الامريكية

صحيفة الزاوية
جدية وحماس في اول مران للمريخ بعين سمارة..تنافس رهيب بين ديدية وجابر..وانصار العلمة يساندون المريخ.
غارزيتو:بعد الفوز غدا فلتفعل الاندية الجزائرية ما تشاء.
(الزاوية) تكشف سبب تأخر الكاف في تحديد موعد الجولة الاخيرة للمجموعات.
وفاق سطيف في لقاء الامل الوحيد امام الاتحاد..وفداسي يغيب عن مران الهلال

صـحـيفـة الاسـيـاد :
• بعثة المريخ غادرت للجزائر باللون الازرق :
• الضُل ورانا في كل شيء .. حتى الشعار يا وصيف اختشي
• الفرقة الهلالية تؤدي بروفتها الرئيسية مساء اليوم
• اهداف بالجملة لكاريكا واطهر واندرزينهو وبشة في المران
• البعثة الادارية لمازيمبي تثير أزمة بالاكاديمية وتطرد عامل الاضاءة وتخلي الملعب بالشرطة
• الموقع الرسمي للغربان يستفز الازرق ويعيد ذكرى الخماسية وصف الهلال بأنه فريق من ورق
• الهلال يفقد ستة لاعبين من الذين خاضوا ملحمة لوممباشي

صـحيـفـة الـجـوهـرة الـريـاضـية :
• موقع “الغربان” يعترف من خلال تقرير كنغولي مثير :
• جنون مواجهة 2009 مستحيل ان يتكرر
• اندرزينهو : صدام الغربان نهائي قبل الآوان .. ونستهدف مربع الكبار
• الهلال يعقد مناوراته الرئيسية للموقعة الافريقية .. رفاق ساماتا يخطفون الانظار في “المول”
• روح معنوية وقتالية في مران الهلال امس .. الكوكي : يجب تخفيف الضغوطات
• المريخ يتدرب بالجزائر .. وفضيحة لمنتخبنا الوطني بالمغرب
• قرعة المرحلة الآخيرة للتأهيلي الثلاثاء القادم بمكاتب الاتحاد
• فاصلة التأهيلي بين الهلال الحصاحيصا والنهضة ربك يوم الإثنين القادم بإستاد الهلال

صحيفة الزعيم
.غارزيتو يجهز الكتيبة الافريقية بالخروب ودعوة امريكية للوالي.
الاتحاد يستضيف الوفاق اليوم وصحافة الجزائر تحزر سوسطرة من التواطؤ.
الامةالمريخية تودع رمزها الخالد اللواء خالد حسن عباس.
الكاف يؤخر مباراة المريخ والعلمة تحسبا لأي تواطؤ جزائري.
المريخ يؤدي تمرينه الرئيسي للمباراة العلمة وغارويتو يهتم بالتكتيك

صـحـيـفـة عـالم الـنـجـوم :
• انذار خطير للغربان : الهلال اقوانو مطر يا مازيمبي إنت في خطر
• الهلال يواصل الاعداد القوى لمعركة الاحد .. صواريخ تلهب المران
• جماهير الازرق تتوعد مازيمبي بإشعال المدرجات ناراً في لقاء الحسم
• موقع مازيمبي الكنغولي : شعبية كبرى للاعبينا بشارع النيل
• شريف حجار ينفي اتفاق العلمة الجزائري مع الوفاق لاقصاء المريخ !
• المشاكل تحاصر منافس المريخ قبل لقاء السبت في ابطال افريقيا
• المدرب صلاح محمد آدم يقود أول تدريب لأهلي الخرطوم

صحيفه الصدى
غارزيتو يبتعد عن اداء المران الرئيسي بالعلمه خوفا من جماهير الوفاق
المريخ يراقب مباراه الاتحاد والوفاق .. وإقامه الفرقين في فندق واحد تثير شكوكه
الموت يغيب رئيس المريخ الأسبق اللواء خالد حسن عباس
حاتم عبد الغفار: جمال الوالي اعتاد التصدي للمهام الصعبه .. وتخلف مفاجئ لمتوكل عن رئاسه البعثه
لاعب بمنافس المريخ يسرق زميله ٤٠ مليون سنتيم .. مدرب العلمه يجد صعوبه في إختيار تشكيلته

صحـيـفـة الـمـشـاهـد :
• ابطال الهلال يتعاهدون على القتال لاسعاد الانصار
• تألق لافت للاعبين بقيادة ميساوي وكاريكا .. معسكر مغلق بكنون .. وكشف جديد لنيلسون
• مازيمبي يتدرب بالاكاديمية .. المريخ يؤدي بروفته الرئيسية بالارض الجزائرية
• الهلال يواصل اعداده القوي لمعركة الغربان .. تدريبات قوية لحراس المرمى
• استقبال مميز لبعثة المريخ بالجزائر .. غارزيتو : حضرنا من اجل الفوز على العلمة بارضه
• اللجنة الإدارية بهئية رعاية البراعم والناشئين والشباب تجتمع بسكرتيري المحليات

صحيفة السوداني:
وسط تألق لافت للنجوم لاقتحام توليفة الغربان
الهلال يؤدى تدريبه الرئيسي لمواجهة مازيمبي بالاحد
المريخ يضع اليوم آخر لمساته قبل موقعة العلمة بالسبت
الهلال الحصاحيصا والنهضة ربك في الفاصلة بالهلال
ادارية الناشئين تجتمع بسكرتيرى المحليات
في مباراة يترقبها المريخ وفاق سطيف يلعب مباراة الحظ الأخير وينتظر خدمة البابيه
النيلين

سودان ما بعد حسام الزبير


(1) في وقت سابق هذا الشهر، كشف تحقيق أجرته صحيفة التايمز البريطانية أن جثة مهاجر افريقي وجد مهشم الرأس على ظهر قطار بضاعة قادم من فرنسا إلى بريطانيا هي للشاب السوداني حسام عثمان الزبير، خريج الهندسة المدنية ذي الاثنين وعشرين عاماً، والمفقود قبلها بثلاثة أسابيع. كان الفتى قد نجح في مراوغة الشرطة الفرنسية وتخطى السياج للوصول إلى قطار البضائع، ولكن أثره اختفى إلى أن وجد في مشرحة في أحد مستشفيات مقاطعة «كنت». وكان على وشك أن يدفن باعتباره جثة لمجهول قبل أن تجري التايمز تحقيقها الذي كشف هويته، وألقى الضوء الكاشف على آماله المحطمة.

(2)
لم يكن حسام أول افريقي أو سوداني يموت هرباً من جحيم متخيل في بلاده، ولعله للأسف لن يكون آخرهم. بل إن وصوله إلى ميناء كاليه الفرنسي يعتبر معجزة في حد ذاته. فقد دفع قرابة مائة ألف جنيه سوداني ليتمكن من الوصول إلى أوروبا، وقطع صحارى السودان وليبيا، وقاسى الأهوال في البر والبحر، قبل أن يهبط على شاطئ جزيرة إيطالية في مركب نجا من الغرق بأعجوبة. انتقل من هناك إلى فرنسا، حيث كان يأمل أن يلتحق بشقيقه المقيم في بريطانيا. إلا أن القدر عاجله.


(3)
تلخص محنة هذا الشاب وأسرته محنة وطن. فقبل وقت غير بعيد كان يكفي أن يتخرج شاب سوداني واحد من الجامعة لكي تأمن الأسرة الممتدة على مستقبلها. ولكن كثيراً من الخريجين لا يجدون عملاً اليوم، وإن وجدوا فإن الراتب لا يكفي أسبوعاً للمتقشف. وليس الانهيار الاقتصادي هو كل المشكلة، بل انسداد الأفق السياسي، والجدب الثقافي وتصاعد عنف الدولة وتدخلاتها في كل شأن، إضافة إلى فشل النظام والمعارضة معاً في إشاعة الأمل وسط الشباب.


(4)
تزداد أهمية هذه التطورات من كون السودانيين ظلوا حتى وقت قريب أقل الشعوب ميلاً إلى الهجرة. فعلى الرغم من موجة الهجرة التي اجتاحت البلاد في منتصف السبعينات بعد الطفرة النفطية والدمار الذي لحق بالاقتصاد السوداني من جراء سياسة التأميم وما تبعها من تخبط، إلا أن الغالبية الساحقة من السودانيين ظلت تفضل البقاء في الوطن. على سبيل المثال، لم يكن من المعهود أن يتخلف طالب أكمل الدراسات العليا في عاصمة أوروبية بعد إكمال دراسته، بل كان كثيرون منهم لا ينتظرون لاستخراج شهاداتهم.


(5)
لهذا السبب، كانت السفارات الأجنبية تعامل طالبي التأشيرة من السودانيين بأريحية. وأذكر أنني عندما تقدمت بطلب التأشيرة للعمل كصحافي في بريطانيا في مطلع الثمانينات، ذهبت إلى السفارة في الخرطوم ومعي الأوراق المطلوبة، ولم يستغرق منح تأشيرة العمل أكثر من نصف ساعة. وخلال تلك الفترة، كان يمكن عد المقيمين السودانيين في بريطانيا على أصابع اليدين، وظل الأمر كذلك حتى نهاية التسعينات.


(6)
بعد أكثر من عقد الزمان، عندما تحولت للعمل الدبلوماسي، كنت ضيف عشاء على دبلوماسي بريطاني في منزله في العمارات بالخرطوم، في صحبة صديق كان زميلاُ في العمل الصحافي في بريطانيا. وفي تلك الجلسة، قدمنا احتجاجاً على التضييق الذي أصبح السودانيون يعانونه في الحصول على التأشيرة لزيارة بريطانيا، فكان رد الدبلوماسي أن الداخلية البريطانية عنفتهم على تساهلهم المعهود بسبب طوفان المهاجرين خلال الأشهر السابقة.


(7)
بحسب ذلك الدبلوماسي، فإنه لم تكن لديهم حتى قبل أشهر قليلة مشكلة من المهاجرين أو طالبي اللجوء السودانيين. ولكنهم شهدوا فجأة وصول مئات طالبي اللجوء، معظمهم من المسيحيين من شمال السودان. ولا شك أن هذه الموجة كانت لها علاقة بإعدام بعض الأشخاص، ومنهم قبطي سوداني، بتهمة تهريب العملات الأجنبية.


(8)
كانت سياسات نظام الإنقاذ مسؤولة عن خلق عوامل متضافرة فككت الأواصر التي ظلت تشد السودانيين إلى وطنهم، بداية من عملية طرد واسعة للعاملين في الدولة من غير الموالين، ثم إتباع هذا بسياسات اقتصادية متشددة ضيقت على العباد. إضافة إلى ذلك، فإن تصاعد الحرب في الجنوب، وخطر المجاعة وازدياد القمع والملاحقات الأمنية للمعارضين، والمواجهة مع الغرب والمحيط العربي، خاصة بعد حرب العراق، كلها خلقت حالة فرضت على كثير من السودانيين الهجرة، وسهلت استقبالهم في بلدان كثيرة.


(9)
شهد السودان مع تدفق النفط واتفاقية نيفاشا وما تابعها من انفتاح سياسي وانفراج خارجي، ظروفاً مواتية دفعت أعداداً كبيرة من السودانيين المهاجرين للعودة إلى وطنهم. ولكن انقلاب الحال بعد انفصال الجنوب وعودة القبضة الأمنية، خلقت موجة كبيرة من الهجرة لا سابقة لها، شملت عشرات الآلاف من أساتذة الجامعات والأطباء والمهنيين وغيرهم. وقد جرفت هذه الموجة، فيمن جرفت، الشاب حسام الزبير والآلاف من أمثاله، وأجبرتهم على ركوب مراكب التهلكة. فإذا كان أصحاب الوظائف المرغوبة من أكاديميين ومهنيين لم يعودوا يطيقون العيش في البلاد، فكيف لمن لا يحلمون بوظيفة؟


(10)
هناك في سلسلة هذه الأحداث نقطة تقف عندها المسؤولية عن محنة أسرة الزبير وغيرهم من المنكوبين. في أيام مجد الإسلام، أعرب ابن الخطاب عن خشيته عن المساءلة عن تعثر بغلة في العراق. ولا شك أن جناية تشريد الناس من أوطانهم بصورة تكاد تكون متعمدة أدعى للمساءلة من حادث تعثر دابة لم يمهد لها الطريق.



د. عبدالوهاب الأفندي

السودان… الكرة في ملعب الشعب



الإنسان لم يخلق عبثاً، ولم يخلق للمتعة كما الأنعام، بل خلق لعبادة الله ولأن يكون خليفته في الأرض، والثابت أنه لن يحقق ذلك ما لم يكن له صوت وفاعلية في محيطه ورأي وحس وشعور بالانتماء لوطنه، وأن يتحرك ويتفاعل مع ما حوله استنادا إلى هذه القــــيم وليس سواها من إغراءات. 
واحدة من أهم قيم الإنسان تكمن في وضوحه وشجاعته في التعبير عن رأيه، وعليه فإن التاريخ لا يُمكن أن يكتبه الخاضعون والمستسلمون. الذين يتصدون عادة لكتابة التاريخ لهم مواصفات تميّزها هذه القناعات المذكورة. باختصار، كان هذا إيجاز لما ورد في ردي على سؤال من بعض الأصدقاء في إحدى الجلسات الروتينية، وهم أستاذة تختزن عقولهم الكثير من الأفكار الوطنية النيرة والطموحة، التي من شأنها إحداث التغيير المطلوب في المشهد السوداني، الذي يتمناه الناس كافة هذه الأيام.
الحقيقة معظمهم خبراء، كل في مجاله؛ اقتصاديين واعلاميين ودبلوماسيين وأكثريتهم خاضوا غمار السياسة فكراً وممارسة، ودخلوا دهاليزها وعلمتهم الحياة عبر تجارب ثرة وحافلة بالإنجازات.. ولكن بكل أسف جميعهم شردتهم منعرجات السياسة السودانية، التي أفرغت البلاد من مواطنيها وقذفت بالملايين من أبناء الشعب السوداني في المنافي الإجبارية البعيدة، التي من بينها هذه البلاد التي تموت من البرد حيتانها، كما يحلو للأديب الراحل الطيب صالح «طيب الله ثراه» أن يسمي المملكة المتحدة، علما بأنه كان صديقا لعدد من رواد هذه الجلسات وللأسف هو الآخر شرد ومات محزونًا بالهم السوداني.
انصب الحوار حول ما يمكن أن يحدث في السودان في ظل التعقيدات الحالية، ودار نقاش عميق عن مآلات الأوضاع.. وقد بلغ الحال بالسودانيين درجة من الإحباط، فالوضع الاقتصادي في تراجع والأمني يتدهور والبلاد تعيش حالة من الانسداد السياسي، الذي تعطلت معه عملية الحوار الوطني، الى درجة غير مسبوقة، وقد التبست مجريات السياسة لدى الكثير من السودانيين وبينهم عدد كبير من عقلاء حكومة الإنقاذ، بعد أن ظهرت علامات كثيرة لمستقبل قاتم ينتظر الجميع وبلا استثناء، بفعل استشراء الفساد في مفاصل الدولة وتعطيله لمشاريع التنمية القديمة «كمشروع الجزيرة»، والمشاريع الجديدة «كما هو الحال مع سد مروى الذي يتباهي به أهل الأنقاذ، بل يعتبرونه أحد أهم إنجازاتهم طوال ربع قرن من الزمان»، وعدا عن ذلك الكثير من الاخفاقات، وأخطرها استفحال النعرات الجهوية والقبلية العنصرية.
الشاهد أنه لم تجتمع من قبل كل أسباب الإطاحة بأي نظام سوداني مثلما هو الحال الآن مع نظام الإنقاذ، وقد لا يختلف اثنان بأن هذا النظام استوفى كل الشروط لقيام غضبة شعبية للإطاحة به «لكنها لم تحدث إلى الآن».. وهنا يمكن السؤال.. لماذا لم تحدث؟ وهذا ما سنحاول الإجابة عليه.
يقولون إن الفساد توأم الاستبداد، ومعلوم أن الفساد موجود في كل زمان ومكان، ولكن أخطر أنواع الفساد هو ذلك النوع الذي يكون برعاية وإشراف الدولة، وهذا هو سر بقاء حكومة الإنقاذ في السلطة، لكونها استطاعت أن تشتري ذمم أعداد كَبِيرَة من السودانيين بينهم زعماء قبائل وعمد ومشايخ وقادة أحزاب ورموز مجتمع وعدد كبير من قادة العمل الطلابي والشبابي، والأخطر أنها استعانت بعدد من الكتاب واسندت لهم مهمّة تثبط همة الشعب السوداني وقتل روح النضال فيه وإشعاره بخطورة التفاعل مع فكرة الإطاحة بالنظام بحجج متعددة أهمها عدم جاهزية البديل، وبذلك استطاعت أن تمتلك مفاتيح لعبة الحكم.
وكما هو معروف لا يخلو أي مسرح تنافسي، أيا كان وفي أي مجال، من درجة ومدى فاعلية اللاعبين في التأثير، وهنا علينا أن نقر بذكاء نظام الإنقاذ وامتلاكه خيوط لعبة الاستبداد، التي لم تكن لتحدث لولا توأمتها مع الفَسَاد، وفي ذلك تجسيد للمثل الفارسي الشهير: «استعمل يد عدوك لكي تقبض الثعبان؟!»، فعلا الإنقاذ قبضت على الثعبان من رأسه وتبدو غير مهتمة لبقية جسده المتمثل في الصوت المستغيث من أبناء الأمة السودانية المنهكة في الأطراف، خاصة في ولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وشرق السودان التي يعاني سكانها هذه الأيام كل صنوف المعاناة والتهميش وانعدام الأمن، والذي يسيء أن عددا غير قليل من أبناء الوسط المثقفين يختزلون رؤيتهم للأمن القومي بحدود المدن المكونة للعاصمة السودانية، ويفوت عليهم بأن هذا النوع من التفكير هو أحد أهم أسباب الصراعات الجهوية والقبلية التي عمت البلاد. كثيرون تعللوا بعدم وجود البديل المناسب لكي يتفاعل الشعب مع فكرة الإطاحة بالنظام، ولكن التجارب تؤكد أنه كلما طال أمد أي نظام قمعي في الحكم، كانت عملية التغيير أكثر دموية، ولنا في ذلك نماذج في كل دول الربيع العربي، التي شهدت ثورات، علماً بأن البلاد العربية التي تغيرت أنظمتها وتلك التي تشهد صراعات عنيفة حاليا لم تكن تحفل بهذا الكم الهائل من الاسلحة والنزاعات العرقية والاستقطابات الجهوية التي تغطي اليوم كل أرجاء السودان.
والمؤكد كذلك أن الركون للتاريخ والأمجاد، بذكر ما تحقق من ثورات سابقة لن يفيد في تغيير معطيات الراهن السوداني، بينما الذي يفيد إذا اقتنع الشعب بفكرة أن التغيير، هو تجديد روح الثورة والاستعداد للفعل النضالي وعلى السودانيين أن يتذكروا أن رواد ثورتي اكتوبر 1964 وابريل 1985 سددوا ضريبة الوطن كاملة «تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم»، ويجب عليهم أيضا أن يتذكروا بأن البدائل لم تكن مطروحة أصلا بتفاصيلها الدقيقة عندما قامت تلك الثورات.
صحيح أنه لم تعد هناك أي سيادة للاحزاب السياسية على الشارع السوداني، بينما الكلمة في بقاء النظام من عدمه لا تزال ملكا للشارع ذاته الذي عمدت الحكومة إلى ترهيبه وتخويفه من «هاجس» البديل، وهذه القضية أشبه بقصة «ساقية جحا» التي تأخذ من ماء البحر وتعيده إليه.. وهنا يكمن سر تخوف عامة الناس من أن تقود عملية التغيير للدوامة التاريخية «انتقاضة، حكومة ديمقراطية ثم انقلاب..»؛ بينما يرى آخرون أن هذا التبرير خاطئ، وكذبة روّج لها النظام وصدقها الشعب.
السودانيون بهوانهم هذا استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، صحيح أنه خيار ديمقراطي ولا جدال في ذلك؛ بل ليس من حق أي جهة في الوجود أن تحول هذا الواقع ما لم يقتنعوا هم أولا بالتغيير؛ ولكن المؤكد أنهم وبسلبيتهم هذه كانوا أحد أهم أسباب الدمار الذي حاق بالبلاد، بركونهم لفكرة بقاء هذا النظام في السلطة تعللاً بضعف البدائل، علما بأنه أكثر نظام تجاوز ارادة الشعب في تاريخ السودان وذلك بفصله لثلث مساحة البلاد.
بوجيز الكلام.. أن نظام الإنقاذ استطاع تحييد بعض أدوات التغيير، ولكن بقاء الحال على ما هو عليه سيكون أكثر خطرا على مستقبل البلاد وأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها، وهذا يقود للتذكير مرة أخرى بما أوردناه سابقا بأن التاريخ الأقرب إلى الحق عادة يكتبه من يتحلّون بالروح الوطنية والقناعات المذكورة، ولا ينظرون لأي مكاسب ذاتية تصلهم بإمرة السلطة.
ختاما، وبصراحة لن يحدث التغيير المرجو ما لم تعبئ الأمة السودانية قواها وتتحرر من مخاوفها وتنسى فكرة العيش على أمجاد السابقين، وأهم من ذلك كله أن تتفاعل مع فكرة بناء وطن جديد يسع جميع المكونات العرقية ومن دون عزل.. والكرة في ملعب الشعب!



خالد الاعيسر
صحافي سوداني مقيم في لندن



إرسال قافلة طبية سودانية إلى مطار عدن


الخرطوم: أحمد يونس
أرسلت السلطات السودانية قافلة طبية تتكون من 18 اختصاصيًا إلى مطار عدن الدولي، وذلك بهدف تقديم الخدمات الطبية لنحو 10 ألف جريح يمني، أصيبوا خلال المعارك بين القوات الموالية للرئيس الشرعي وقوات الحوثي، إضافة إلى طائرة محملة بالأدوية والمعدات الطبية، أرسلها الهلال الأحمر السوداني منذ نحو أسبوع، فيما تعهدت باستقبال أكثر من 50 جريحًا يمنيًا لعلاجهم في مستشفيات الخرطوم.

وقال الهلال الأحمر السوداني إنه سير قافلة من 18 طبيبًا في مختلف التخصصات الطبية، لا سيما تخصصات الجراحة والأعصاب والعظام، من أجل تقديم الخدمات العلاجية لقرابة 10 آلاف يمني أصيبوا في المعارك الدائرة هناك، وأوضح متحدث باسم الهلال الأحمر السوداني أن السلطات الصحية السودانية تعهدت بعلاج ما يزيد على 50 حالة داخل مستشفيات البلاد، وأن الأطباء المشاركين في القافلة سيقيمون الحالات التي تعرض عليهم، وسيختارون بعض الحالات لإحالتها للعلاج في المستشفيات السودانية، متوقعًا وصول أولى دفعاتهم خلال الأسبوع المقبل.

وبعث الهلال الأحمر السوداني طائرة محملة بأدوية الطوارئ، وفريقًا للدعم الفني والتنسيق منذ نحو أسبوع، فيما يواصل فريق الدعم الفني المرافق لها عمله، والمساعدة على تدريب بعض منسوبي الهلال الأحمر اليمني للاستجابة للكوارث.

وأبدت الخارجية السودانية استعداد الحكومة لاستقبال الحالات الطبية الطارئة من اليمن، وتقديم العلاج لها في مستشفيات الخرطوم، في الوقت الذي دعا فيه اليمن الخرطوم إلى تسهيل إقامة رعاياها والسماح لهم بالعمل، وإلحاق أبنائهم بالمدارس. وفي هذا الصدد نقلت تقارير صحافية أن السلطات الصحية بالسودان خصصت جناحين، أحدهما في مستشفى الخرطوم التعليمي، والآخر في مستشفى حاج الصافي لمعالجة مصابي الحرب في اليمن.
الشرق الأوسط