الجمعة، 11 سبتمبر 2015

قصة المواطنة حواء آدم ومافيا وكالات السفر



منذ صغرها كانت حواء آدم تمني نفسها بزيارة بيت الله الحرام والصلاة في مسجد النبي الكريم وزيارة قبره، وحينما سنحت لها الفرصة بعد أن كبرت وشاب رأسها، تقدمت لاستخراج جواز سفر بإدارة الهجرة والجوازات عن طريق إحدى وكالات السفر والسياحة، ذهبت إلى هناك والفرح يملأ دواخلها لأن حلمها أصبح على وشك التحقق، وعندما حان موعد تسلم الجواز فوجئت المكلومة حواء بقصة سنرويها على هذا المتن.
مافيا وكالات السفر
كانت المواطنة حواء آدم تمني نفسها بزيارة بيت الله الحرام لأداء مناسك العمرة في شهر رمضان المعظم، لتخفيف ذنوبها وكسب رضا ربها وزيارة قبر الرسول الكريم، فشرعت فورا في استخراج جواز السفر في خواتيم شهر فبراير الماضي، عن طريق إحدى وكالات السفر والسياحة، وأكملت حواء الإجراءات بعد معاناة مع الشبكة (الطاشة) ثم تسلمت إيصال استلام الجواز بتاريخ 9 مارس ودخلت في حالة من الغبطة والسرور وهي ترى أحلامها تقترب شيئا فشيئا من التحقيق، وبعد أن جاء الموعد المحدد في الإيصال ذهبت إلى مقر الجوازات بالسجانة لكنها فوجئت بأن جوازها لم يصل وأخبرتها الموظفة بالاستقبال بأن عليها الحضور في اليوم التالي، بالفعل ذهبت لكنها لم تعثر على جوازها أيضا.
تعنت المدير
ظلت حواء التي تسكن غربي أم درمان تترد المرة تلو الأخرى على مقر الجوازات والهجرة بالسجانة للحصول على جوازها الضائع لكنها للأسف الشديد لم تصل إلى نتيجة، وبعد معاناة استمرت طويلا قابلت المدير، وحكت له شأنها لكنه لم يعرها اهتماما ولم يحرك ساكنا لحل مشكلتها التي حدثت في أروقة إدارته – على حد قولها- فعادت حواء أدراجها إلى منزلها وفي النفس شيء من الحزن، وبدأ حلمها بزيارة بيت الله يتبخر، ومع ذلك لم تستسلم وباتت تمارس ضغوطا على إدارة الجوازات واستمر بها الحال لمدة ثلاثة أشهر حتى تحركوا وقدموا طلباً (للمصنع) على حد قولها، ربما تعني المطبعة التي تطبع الجوازات، يستفسرونها عن جواز المواطنة حواء وإلى أي جهة ذهب وهل ضاع أم لم تتم طباعته؟
كفة الميزان
وقالت إنها استفسرت مندوب المصنع (المطبعة) بإدارة الجوازات والهجرة بالسجانة عن جوازها المفقود، فأشار إليها بأن المصنع ليست له أي علاقة بمثل هذه المشكلات، وهي ليست من اختصاصه، بينما ظل المسؤولون بالجوازات يتنصلون عن هذه القضية التي تقول حواء إنها أنهكتها ونالت من جسدها خاصة أنها الوحيدة التي تعمل لرعاية أبناءها الخمسة الصغار الذين لا يزالون طلابا لم يكملوا تعليمهم، بعد أن فارق زوجها الحياة وترك لها حملا ثقيلا، وأضافت حواء أنها منذ أن حدثت لها هذه القصة فقدت توازنها بين مطاردة جواز سفرها الضائع وتوفير لقمه العيش لأبنائها.
نهاية حزينة
ومنذ ذلك الحين وحتى هذه اللحظة لم تعرف المواطنة حواء، المغلوبة على أمرها، مكان الجواز التابع الذي يخصها ولم تتحصل على أي معلومات في هذا الشأن في الوقت الذي يتجاهلها المسؤولون، وكلما تذهب إليهم يرددون عليها عبارة “مافي جديد عن جوازك تعالي بكرة”، لكنها عادت وشككت في الوكالات وقالت إنهم يسفرون الأشخاص المستعجلين مقابل أموال باهظة بشرط أن تكون ملامحهم تشبه ملامح صاحب الجواز، وتخوفت أن يكون حدث لها شيء من هذا القبيل، بالرغم من أن صاحب الوكالة الذي قدم لها للجواز نفى هذا الحديث، وقال لها إنه لم يتسلم جوازها حتى الآن والدليل أنها لا تزال محتفظة بالإيصال المالي.
تبخر الحلم
واستمرت الأمور على هذا الوضع، ولم تعرف المكلومة حواء عن جوازها شيئاً بالرغم من أن المهندس أكد لها أن جوازها تم تسجيله ضمن الجوازات المستخرجة بعد الفحص والتدقيق.
بالتأكيد هناك الكثير من أمثال حواء ضاعت مستنداتهم الرسمية بين ردهات المؤسسات الحكومية نتيجة الإهمال بتلك المؤسسات، ولا تزال حواء تشكو ألما وتبدي حزنها العميق عند حديثها لـ(اليوم التالي) لضياع حلمها الذي تأمل تحقيقه منذ صغرها وعندما سنحت لها الفرصة تبخر الحلم بغياب جواز سفرها لمدة نصف عام، فإلى متى سيستمر هذا الوضع؟

اليوم التالي

رئيس البرلمان السوداني يبحث مع مسؤولين أميركيين قضايا السلام والحوار

قال رئيس البرلمان السوداني إنه التقى مسؤولين بالخارجية الأميركية وعدد من الجهات المهتمة بالشأن الأفريقي بالولايات المتحدة على هامش مشاركته في اجتماعات اتحاد البرلمان الدولي بنيويورك، لشرح جهود الخرطوم في قضايا السلام والحوار.
JPEG - 15.5 كيلوبايت
ابراهيم أحمد عمر يخاطب الجلسة الاجرائية للبرلمان الاثنين 1 يونيو2015 (سودان تربيون)
وعاد للخرطوم، فجر الجمعة، رئيس الهيئة التشريعية القومية إبراهيم أحمد عمر، والوفد المرافق له بعد أن رأس وفد السودان المشارك في اجتماعات اتحاد البرلمان الدولي الذي عقد بنيويورك.
ونجح وفد برلماني في الحصول على تأشيرات دخول للولايات المتحدة عبر السفارة الأميركية بالخرطوم في 29 أغسطس للمشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي، وضم الوفد رئيس البرلمان إبراهيم أحمد عمر، والرئيس السابق للمجلس أحمد إبراهيم الطاهر، ونائب رئيس مجلس الولايات إبراهيم هباني، إلى جانب 3 نواب آخرين، ومدير مكتب رئيس البرلمان.
ورفضت واشنطن في سبتمبر 2013 منح الرئيس السوداني عمر البشير تأشيرة دخول لأراضيها للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال إبراهيم أحمد عمر إن وفد السودان استطاع أن يعرض قضايا وهموم البلاد وفق الرؤية التي تقوم على مصالح السودان العليا من حيث قضايا الحوار والسلام والحريات.
وأشار إلى أن اجتماعات اتحاد البرلمان الدولي ركزت على التنمية المستدامة والتي ستكون ضمن أجندة الاجتماع الرئاسي الذي سيعقد في نيويورك في 25 سبتمبر للموافقة على الوثيقة الأساسية الخاصة بالتنمية المستدامة.
وأضاف رئيس البرلمان أن وفد السودان قدم رؤية تضمنت أهمية البرلمانات والإشراف على التنمية المستدامة خلال الخمسة عشر عام القادمة، لافتا إلى ضرورة التنسيق بين البرلمانات في قضية التنمية التي أصبحت قضية هامة تهم كل العالم.
وقال، لوكالة السودان للأنباء، إن التنمية في السودان قضية أساسية، موضحا أن الحوار الوطني والإصلاح يعد من أولويات الدولة لإكمال التنمية المستدامة.
يذكر أن اجتماع الاتحاد البرلماني الدولي يعقد تحت إشراف الأمم المتحدة كل 5 سنوات، والاجتماع الحالي يمثل الدورة الثانية، ولم يشارك السودان في دورته الأولى.
وكشف عمر أنه التقى، على هامش اجتماعات اتحاد البرلمان الدولي، العديد من الجهات الأميركية المهتمة بالشأن الأفريقي والعلاقات بين أميركا وأفريقيا وقدم لها شرحا حول الجهود التي تبذلها الحكومة السودانية لتحقيق السلام وإنجاح عملية الحوار الوطني.
ولفت إلى أنه في ختام الزيارة التقى بعدد من المسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية وبحث معهم عددا من القضايا التي تهم السودان.
وقال "نأمل أن تكون زيارة وفد الهيئة التشريعية القومية إلى واشنطن قد ساهمت في تعزيز موقف الحكومة تجاه قضايا الحوار والسلام أمام الإدارة الأميركية".
وتجدد واشنطن عقوبات اقتصادية على السودان منذ عام 1997، كما تضعه على قائمة الدول الراعية للإرهاب.

حوار البشير وحوار موبوتو : دور قطر وأمريكا (2 -5)



على عسكورى


موبوتو والبشير: تطابق الطغيان والفساد

من يقرأ تاريخ الطغاة خاصة فى إفريقيا يلاحظ أنه حلقة تتكرر فصولها وأحابيلها وآلياتها بصورة تكاد تتطابق حتى يخيل للقارئ بأن هنالك جهة واحدة تسيطر على أولئك الطغاة وتشير عليهم ماذا يفعلون عند كل أزمة للاستمرار فى الحكم. يقدم التشابه بين نظاميّ موبوتو والبشير مثالاً حياً لما نقول كما سنفصل.

فى مرحلة ما إعتقد الكثير من الدارسين والمختصين فى شئون الحكم فى إفريقيا، أن إفريقيا لن يمر عليها حاكم فى درجة من الطغيان والفساد مثل حاكم زائير الأسبق موبوتو سيسي سيكو. غير أن الأيام أثبتت خطل ذلك الإعتقاد. فواقع الحال يقول أن موبوتو يصبح ملاكاً عند مقارنته بطاغية السودان عمر البشير بالنظر لطغيانه وفساده ودرجة بطشه بشعبه حتى أصبح يقف متهما بالإبادة وجرائم الحرب وغيرها من الجرائم ضد شعبه وهى جرائم كلها لم تدخل سجل موبوتو المظلم.

لقد كان موبوتو بلا رحمة تجاه خصومه السياسيين ، مارس ضدهم الإعتقال والتصفية الجسدية وغيرها، رغم كل ذلك فإن أكثر ما يؤخذ عليه هو فساده المالى غير المسبوق حيث يقول الزائريون أن 94% من الميزانية العامة كان يخضع له مباشرة تصرف فيه كيف شاء دون رقيب او حسيب. (للمزيد عن فساد موبوتو راجع الفصل العاشر فى كتابى: خزان الحماداب نموذج الإسلام السياسى للإفقار ونهب الموارد).

لسنا هنا بصدد مقارنة دقيقة بين الطاغيتين بالرغم من تعدد أوجه الشبه بينهما، وإن تفوق البشير على رصيفه فى جوانب وجرائم خطيرة كما أشرنا، لكن لابأس من الإشارة الى بعض أوجه التشابه العامة. 

من ناحية عامة تتشابه ممارسات الرجلين فى مقدرتهم الخارقة على تحطيم الدولتين التى حكمها كلاهما، وتدمير مؤسساتها الخدمية وبنيتها التحتية ومؤسسات الحكم فيها وتحويل كامل الدولة لضيعة خاصه بهما حتى أشرف كلا الدولتين على الإنهيار والتفكك. وإن نجت زائير من التفكك تحت موبوتو لأسباب لسنا بصددها هنا، إلا ان السودان لم ينج من التفكك تحت البشير فقد ذهب ثلث البلاد ولا تزال آليات التفكك تعمل فى بقية أجزاء البلاد ولا أحد يعلم ماذا سيتبقى من الدولة الآيلة للانهيار إن إستمر البشير فى الحكم.

أيضاً يتشابه الطاغيتان فى تمسكهما وتشبثهما المطلق بالسلطة بكل السبل من حرب وعنف مفرط وشراء ذمم وتصفيات جسدية وإشعال الفتن الجهوية والعرقية وتدمير الجيش القومى وتبنى المليشيات القبلية وقتل الطلاب والشباب وتدمير الخدمات العامة (الصحة والتعليم)، بل فى بعض الاحيان تكاد هذه الممارسات تتطابق وقع الحافرعلى الحافر.
سنترك كل هذه الممارسات القمعية، فاغلبها معلوم، وندلف الى ما أساماه الرجلان بالحوار القومى.
سبق موبوتو البشير فى إستخدام ما يسمى بالحوار الوطنى كآلية للاستمرار فى السلطة والبقاء فيها وقد حقق له ذلك حوالى ستة أعوام إضافية (1991 – 1997) حتى إنهيار نظامه فى مايو 1997.

فى الحالتين تكاد الأحداث التى فرضت على الطاغيتين اللجوء للحوار أن تتطابق.
بحلول العام 1989 كان موبوتو قد أكمل 24 عاماً فى السلطة (جاء موبوتو للسلطة عبر إنقلابه الثانى فى 24 نوفمبر 1965) وحينئذ كان نظامه قد بلغ درجة من التفكك والفساد وانتهاك حقوق الإنسان وإنهيار مؤسسات الدولة والخدمات العامة درجة تنذر بتفكك الدولة وانهيارها، إن لم تكن قد إنهارت بالفعل. ومع تدهور الوضع الأقتصادى وتصاعد الضغوط الداخلية والخارجية خاصة من حلفائه (بلجيكا، فرنسا، أمريكا) إضطر موبوتو لإعلان بعض الإصلاحات السياسية سمح بموجبها للأحزاب المعارضة بحرية محدودة من الحركة (رغم ذلك إستمر يعتقل قياداتها متى ما أراد)، كما وافق على حرية هامشية للصحافة وإن ظل جهاز أمنه فى ممارسته من إيتزاز للصحفين واعتقالهم وتصفيتهم إن تعرضوا لفساده او فساد معاونيه.

رغم تلك الإصلاحات الهامشية إستمرت الأزمات تلاحق النظام، كان أخطرها ما وقع فى العام 1990 من مظاهرات للطلاب فى جامعة (ليبومباشى) عاصمة إقليم (كاتنجا) وثانى أكبر المدن الواقعة فى أقصى الجنوب الشرقى من البلاد بالقرب من الحدود مع زامبيا.

فى تلك الأحداث مارست قوات الامن بأوامر مباشرة من موبوتو – حسب منظمات حقوق الإنسان – أساليب متوحشة لقمع الطلاب المحتجين، تم تقطيع بعضهم أحياء، وخنق بعضهم بجنازير الحديد وبقرت أحشائهم بالسكاكين وتقول مصادر منظمات حقوق الإنسان إن ما يزيد على 150 طالباً قد قتلوا. 
أثّرت تلك الاحداث تاثيراً مباشراً على علاقات موبوتو بحلفائه الخارجيين خاصة بلجيكا وفرنسا حيث طالبتا بتحقيق فى المجزرة وتقديم المتورطين فيها للمحاكمة وهو أمر تجاهله موبوتو.

تلى تلك الاحداث البشعة تمرد لجنود الجيش (1991) حين عجز موبوتو عن دفع مرتباتهم وسرعان ما انتشرت المظاهرات واشترك فيها السكان وامتدت لمدن عديدة ووقعت عمليات نهب وسلب وسرقة غير مسبوقة حيث تقول بعض المصادر أن 90% من بنية الإقتصاد الحديث فى الدولة قد دمرت او نهبت فى تلك الاحداث وحدها، وتحولت مقار وحدات الجيش مزاداً لبيع السلب علناً.
وسط هذه الفوضى والضغوط الخارجية وتصاعد خطر إنهيار نظامه الذى أصبح ماثلاً، خرج موبوتو بمقترح ما أسماه الحوار الوطنى مستشفاً تجربتّي جمهورية الكنغو المجاورة ودولة بنيين التين كانتا قد عقدتا مؤتمرات مشابهة للحوار الوطنى قبل فترة قصيرة.
فى التحضير للمؤتمر قام موبوتو بصورة غير مباشرة بتكوين 300 حزب كواجهات مختلفة لنظامه لتشارك فى المؤتمر. تم دعوة حوالى 3000 ممثل للقوى السياسية غالبيتهم من أحزاب الواجهة التى كونها موبوتو. 
رغم كل ذلك إنعقد مؤتمر الحوار وأفضى لبعض التغييرات المهمة. كان أهمها – لكنه أسوأها – هو تثبيت موبوتو كرئيس للبلاد (وهو الأمر الذى كان يسعى له) وتم إختيار رئيس وزراء ) Etiene Tshisekdi) وبدأ وكأن الأزمة الوطنية قد حُلت.
إستغل موبوتو إعتراف المؤتمر به كرئيس للبلاد فأصبح يخاطب العالم بأنه هو الرئيس الشرعى بتفويض كامل من القوى السياسية ولذلك من حقه ممارسة سلطاته كرئيس شرعى بما فيها إصدار القرارات المصيرية التى تهم البلاد. ورغم أن العالم كان يدرى بما جرى من تزوير لإرادة القوى السياسية، إلا أنه لم يجد منطقاً يرد به على موبوتو بعد أن نال تفويض القوى السياسية فى المؤتمر.
إستفاد موبوتو أيضاً من التفويض الذى منحه له المؤتمر ووظفه للسيطرة على السلطة التنفيذية فقام بعد 12 يوماً فقط بإقالة رئيس الوزراء الذى إختاره المؤتمر بعد أن حاول رئيس الوزراء وضع يده على ميزانية الدولة وأخضاعها لسيطرة الحكومة والاشراف عليها، وهو الأمر الذى يتناقض مع الطريقة التى كان موبوتو يسيطر بها على الميزانية لشراء الولاء والصرف على أنصاره. قام موبوتو بتعيين رئيس وزراء آخر، ورفض رئيس الوزراء الذى إختاره المؤتمر الاستقالة وأصبح هنالك رئيسان للوزراء فى البلاد، بل بلغ الأمر برئيس الوزراء الذى إختاره المؤتمر وفى محاولة للسيطرة على الميزانية أن يصدر عمله جديدة طرحها للتداول بجانب عملة موبوتو وهكذا أصبح بالبلاد عملتان (عملة موبوتو وعملة رئيس الوزراء). ومن جديد نشأت أزمة دستورية بالبلاد. بالرغم من Etiene Tshisekdi رئيس الوزراء قد تم إنتخابه بنسبة 70% من المؤتمر الدستورى، إلا أن موبوتو إستطاع عن طريق شراء الذمم او الارهاب او التصفيات للمعارضين إحداث الكثير من الشروخ فى بنية المعارضة. كما أمر موبوتو الجيش بشن هجوماً واسعاً وصف بالإبادة على منطقة قبيلة رئيس الوزراء المنتخب من أجل إرهاب رئيس الوزراء ومناصيريه وإضعاف قاعدته الشعبية. 
ومع إستمرار حالة الشللل العام فى البلاد وتصاعد الازمة الإقتصادية وفشل رئيس الوزراء المنتخب من المؤتمر فى إحداث اى تغييرات ذات مغزى بالرغم من الدعم الذى يحظى به، بجانب إنفجار الاوضاع فى بورندى ورواندا المجاورتين، ولوضع حدٍ للأزمة الدستورية أيد كثيرون فى الداخل رئيس الوزراء الذى عينه موبوتو، كما وجدت كل من بلجيكا وفرنسا أنهما مضطرتان للاعتراف به بالنظر لحوجتهما لتعاون موبوتو فى الصراع الدموى فى كل من رواندا وبورندى فى العام 1994 خاصة وأن موبوتو قدم لهم تسهيلات ضخمة وأرسل فرقاً عسكرية لدعم مجهوداتهم هناك.
وهكذا نجح موبوتو فى تحويل العملية التى قصد منها تحقيق تحول ديمقراطى فى البلاد الى عملية لتعزيز قبضته على السلطة واكتساب شرعية جديدة أمام العالم ساعدت فى تمديد حكمه لستة أعوام أخرى.

aliaskouri@googlemail.com

المجرية التي “فركشت” المهاجر السوري تعتذر بأقبح من ذنب



على طريقة “ضربني وبكى سبقني واشتكى” اعتذرت مصورة تلفزيون مجرية، اشتهرت سلبيا في معظم العالم هذا الأسبوع، لركلها مهاجرا سوريا وهو يفر من الشرطة الثلاثاء الماضي عند الحدود مع صربيا، فتعثر وانطرح متدحرجا على الأديم وهو متأبط ابنه، وصوروها في فيديو شهير ظهرت فيه “تفركشه” وتعطل عليه النجاة بنفسه وطفله الصغير.
اعتذار بيترا لازلو، ورد في رسالة كتبتها الخميس إلى أهم صحف المجر، وهي Magyar Nemzet المعروفة بنهجها المحافظ، وأطلعت “العربية.نت” على ترجمة لأهم ما فيها، ووجدت أن ما تذرعت به المصورة هو أقبح من ذنبها نفسه، فقد ذكرت أنها كانت تدافع عن نفسها.
بيترا، طردوها من عملها في محطةN1TV التلفزيونية المجرية بسبب “فركشتها” للمهاجر السوري أسامة عبدالحسن الغضب، والذي كتبت عنه “العربية.نت” أمس الخميس، ونشرت صورته مع ابنه “المتفركش” مثله بركلتها، علما أنها ركلت طفلة سورية أخرى، وظهرت تفعل ذلك في صورة ثانية.
وفي الاعتذار المتضمن عذرا أقبح من ذنب، قالت: “لست مصورة بلا قلب، أركل الأطفال (..) لكني كنت خائفة عندما بدأ فرار اللاجئين. وكنت أقوم بالتصوير لحظة اخترق مئات منهم الحواجز، وأحدهم اتجه نحوي، فخفت (..) ولأن الكاميرا كانت عند رأسي، فلم أر من كان (منهم) جاريا باتجاهي، فشعرت بضرورة الدفاع عن نفسي” في إشارة إلى أنها كانت خائفة… ممن كان متأبطا طفلا، وهو الخائف.


رسالة اعتذارها بعدد الخميس في صحيفة ماغيار نمزت، وهي من الأوسع انتشارا في المجر
“بيدك كنت تطلقين النار وبساقك كنت تؤذين إنسانا آخر”
وشرحت أن “من الصعب على شخص خائف اتخاذ قرار صائب، في وقت يتراكض المئات نحوه، لذلك لم يكن باستطاعتي اتخاذ قرار مناسب في تلك اللحظة”، مع ذلك كتبت: “أشعر بأسف عميق جدا لما حدث، وأعتذر”. كما عبرت بيترا التي يبدو أنها أم عزباء، عن إحساس صادم بسبب ركلتها وما سببته للغضب، الذي كان مدربا لكرة القدم في أحد النوادي بسوريا، وقالت: “أنا امرأة وأم لطفل، وخسرت عملي بسبب قراري الخاطئ، وأشعر بأسف على ما فعلت”.
وسريعا جاءها من آنك وباكونيي، وهو من لجنة “المجر- هلسنكي” للدفاع عن حقوق الإنسان، رد كتبه في صفحة دشنوها الأربعاء الماضي في “فيسبوك” للنيل منها، وتجولت فيها “العربية.نت” أيضا، وقال مستوحيا عباراته من ركلتها في الفيديو: “بيدك كنت تطلقين النار وبساقك كنت تؤذين إنسانا آخر (..) إنها لقطات صادمة”.
غيره كثيرون انتقدوها، حتى بعد الاعتذار، وكتبوا في الصفحة التي خصصوها في “فيسبوك” للتعبير عن مشاعرهم بسبب ما فعلت، عبارات مؤذية بحقها وبلغات حية، وهي صفحة وصل المعجبون بها حتى صباح اليوم الجمعة إلى 36 ألفا، واسمها Petra Laszlo Shame Wall في الموقع الذي بدأت تتحول فيه إلى ما يشبه “منصة مظالم” للنيل ممن يسيء لضعيف أو محتاج، والتشهير به علنا وبمعظم اللغات.

العربية نت

حزب الترابي : لن ندع المجتمع الدولي يتحكم في القرار السوداني


الخرطوم (سونا)-

 أعلن الأستاذ كمال عمر الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي وعضو آلية الحوار الوطني (7+7) ان الأمم القوية صاحبة الكلمة هي التي تصنع تاريخها ودستورها وتحولاتها . وأضاف " أن الحقيقة الجغرافية تقول ان الرياح تهب دائما على الأراضي المنخفضة"، مشيرا إلى ان السودان الآن فوق قمة الجبل السياسي والدستوري للحوار ، معلنا "بشدة" بأنهم لن يدعوا المجتمع الدولي يتحكم في القرار السوداني .
وقال في برنامج (مؤتمر إذاعي) بإذاعة ام درمان ان الإرادة السودانية معنية بتحقيق مرامي الحوار الوطني في الوصول إلى تراضى بشأن قضايا البلاد ، مؤكدا على ان الحوار سيكون سوداني سوداني في رسالة واضحة للعالم الخارجي.
يذكر ان آلية الحوار الوطني كانت قد التقت ب(52) ممثلا للبعثات الدبلوماسية بالخرطوم خلال الفترة القليلة الماضية بهدف التعريف الحقيقي بمسيرة الحوار الوطني والتي انطلقت منذ يناير العام الماضي.

التخطيط: تعديات على أرض مطار الخرطوم الجديد من مواطنين يحملون شهادات بحث



كشف وزير التخطيط العمراني بولاية الخرطوم الفريق حسن صالح محمد، عن أخطاء في كباري النيل الأبيض والقوات المسلحة بسبب عدم المسح الإلكتروني لأعماق النهر، وحذر في الوقت ذاته من تحول السكن الشعبي إلى (وكر) للمجرمين حال عدم توفير الخدمات، ولفت إلى هجرة المهندسين للخارج واعتبرها من أبرز المهددات التي تواجه الوزارة، وذكر (من جملة عشرة مهندسين حصلوا على شهادة الماجستير هاجر تسعة للخارج).
وشدد الوزير على ضرورة اجراء دراسات للمسح المائي لأعماق النيل للإستفادة منه في النقل النهري.
واعترف صالح في جلسة المجلس التشريعي لولاية الخرطوم المخصصة للتداول حول تقرير اداء الوزارة للنصف الاول من العام 2015م، بإيقاف (37) حالة إزالة بسبب تدخلات سياسية بعضها من معتمدين وجهات تنفيذية لم يسمها)، وأقر في الوقت ذاته بوجود تعديات على أرض مطار الخرطوم الجديد من قبل المواطنين، لكنه أشار إلى أنهم يحملون شهادات بحث، وقال (المواطن لما يمسك ليهو شهادة بحث بودينا للمحكمة الدستورية)، وقال إن قيمة الأراضي بالمنطقة ارتفعت بصورة ملحوظة، وأشار إلى أن ارتفاع أسعار شهادات البحث بمنطقة الصالحة بأمدرمان محصور في الأراضي التي لم يشملها التصوير الجوي باعتبار أنها تجارية.
ونوه صالح إلى وجود لغط كبير حول الأراضي، وقال إن الأراضي أصبحت سلعة، وأوضح أن جملة الأراضي غير المستخدمة بلغت مليون و(534) ألف و(591) فداناً، فيما بلغت مساحة الأراضي الزراعية المسجلة مليون و(174) ألف و(875) فداناً، ولفت إلى وفرة في الأراضي السكنية مما يمنع التغول على الأراضي الزراعية.
وأشار الوزير إلى أن تعويضات أمدرمان القديمة مرهونة بالتمويل، باعتبار أن التعويض مالي، ونوه إلى أن التخطيط أمن على ضرورة توفير مسجد لكل (580) شخصاً، وقسم شرطة لكل (148) مواطناً، وكشف عن اتجاه لاستقطاع (5) آلاف فدان من مشروع سندس الزراعي لتسكين مواطني بانتيو.
وحول قرار إزالة قرية الخيرات بمحلية شرق النيل، ذكر الوزير أن قرار الإزالة خرج من المعتمد ونواب بتشريعي الخرطوم، ورأى أولئك النواب أن سكان القرية قد اعتدوا على الأراضي الزراعية، وعرضوا القرار على وزارة التخطيط بالولاية، ونوهوا إلى أن تعدي المواطنين يعتبر تخطياً للمجلس.
واتهم صالح أصحاب السكن الفئوي بمن فيهم الصحفيين بإشعال نيران السوق الأسود في بيع الأراضي، مما أثر على سعر السوق وأصبحت الأراضي سلعة وعرضة للسماسرة، وقال (صندوق الإسكان والتعمير يعطي 25% من السكن الفئوي للاستثمار والباقي يعطي بسعر التكلفة).
وتابع (أصحاب المساكن يبيعونها مما يبور لنا أراضينا)، وأردف أن الصندوق لا يضمّن شبكات الخدمات ضمن قيمة المنزل، وأشار إلى أن ارتفاع أسعار المنازل بسبب ازدواجية القيمة المضافة وقيمة مواد البناء وزاد (هذه تقع على كاهل المواطن).

الجريدة

روبرت فيسك في الاندبندنت : لماذا يلوذ المهاجرون بـ(الكفار) بدلا من دول الخليج ؟

استمر اهتمام الصحف البريطانية بمعاناة المهاجرين في سعيهم للفرار من الأزمات الدامية في منطقة الشرق الأوسط، ولاسيما سوريا، إلى أوروبا.


وأفردت الاندبندنت، على سبيل المثال، سبعا من صفحاتها الأول لتقارير ومقالات رأي حول المأساة.

وملأت الصحيفة صفحتها الأولى بصور بريطانيين متضامنين مع الساعين للجوء إلى أوروبا في إطار التماس دعمته الاندبندنت للضغط على رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لقبول المزيد من المهاجرين.

وتحت عنوان “هل وصلت الرسالة يا رئيس الوزراء”، قالت الصحيفة إنه خلال قرابة 24 ساعة اشترك قرابة 200 ألف شخص في الالتماس.

وتساءل الصحفي روبرت فيسك عن سبب حرص المهاجرين على “التوجه إلينا، الكفار، طلبا للمساعدة” بدلا من الذهاب إلى دول الخليج الثرية مثل السعودية.

وقال فيسك إن من بين ملايين اللاجئين السوريين فضل مئات الآلاف عدم التوجه إلى لبنان وتركيا والأردن، بل الابتعاد أكثر في قوارب لمناطق أخرى غير الأرض التي عاش فيها نبي الإسلام ونزل عليه فيها القرآن.

وأضاف: “اللاجئون لا يقتحمون شواطئ مدينة جدة على البحر الأحمر، مطالبين باللجوء والحرية في البلد الذي دعم طالبان وخرج منها أسامة بن لادن.”

وقال إنه لا يعتقد أن الدافع وراء ذلك هو أن المهاجرين لديهم معرفة كافية بأوروبا وتاريخها.

وقال إنهم يعرفون أن على الرغم من “ماديتنا وضعف تديننا” لا تزال فكرة “الإنسانية حية في أوروبا.

وقالت صحيفة “التايمز” إن حالة الغضب إزاء مشهد الطفل السوري الغارق على شواطئ تركيا أجبرت كاميرون على أن يفتح الباب أمام آلاف جديدة من اللاجئين السوريين.

وخصصت الغارديان أحد مقاليها الافتتاحيين للأزمة، قائلة إن بريطانيا لا يمكنها فتح حدودها لكل من يهرب من حرب في أي مكان بالعالم، لكن ذلك “لا يعد مبررا لإصرار الحكومة المخجل على إغلاق حدودنا أمام أكبر عدد ممكن من اللاجئين.”

وقالت: “التزاماتنا الدولية وضميرنا الجمعي يحتم علينا توفير ملاذ عندما تتجلى كارثة إنسانية أمام أعيننا.”

وتناولت الصحف العربية الصادرة صباح الثلاثاء 8 سبتمبر أزمة السوريين المهاجرين إلى أوروبا، حيث انتقد العديد من الكتاب الدول العربية لتخليها عن اللاجئين في أزمتهم.

وكتب إبراهيم حيدر في جريدة النهار اللبنانية أنه “ليس منطقياً أن نطلق الاتهامات ضد الغرب بأنه لا يساعد اللاجئين ولا يستوعبهم. فتنظيم الدولة ‘داعش’ يقضم مناطق بأكملها وتسلم إليه بلا قتال، ويفرض نظاماً يعود إلى ما قبل القرون الوسطى. فاللاجئون وأطفالهم ضحية النظام وداعش!”

وفي السياق نفسه، تساءل خلف أحمد الحبتور في السياسة الكويتية “ماذا حل بالنخوة التي كان العرب يتحلون بها، حيث كانوا يعتنون برفاه شعبهم ويناضلون من أجل كرامته”.

ودعا الحبتور دول مجلس التعاون الخليجي إلى “معالجة هذه المشكلة من جذورها” مضيفاً أنه يتعين على الدول العربية أن تستخدم مواردها في سبيل إنقاذ سوريا من “رئيسها الهمجي” على حد تعبيره.

واتهم أسعد عبود في مقاله بجريدة الثورة السورية الأنظمة العربية “بالكذب في أرقام اللاجئين في المخيمات التي وصفها بأنها “تتضاعف بها الجرائم ويشكل الفساد والخداع أهم أسس إدارتها” وذلك “للمتاجرة فيها بالبشر في الأردن وتركيا ولبنان”.

وأضاف عبود: “كذب في التصريحات والشكاوى من النفقات التي تتكفلها الدول المضيفة، ومن أجواء الادعاءات فيه ما انفكت عن البكاء والصراخ وتعليق كل عيوبها على شماعة الوافدين السوريين.”

وعلى المنوال ذاته، علق غالب قنديل في الوفاق الإيرانية قائلاً “حلفاء سوریا الكبار وخصوصاً فی روسیا الصدیقة وإیران الشقیقة یدرکون جیدا أن للسیاسة ودورها فی إنقاذ سوریة طریق واحد هو تجفیف منابع الإرهاب”.

أما فهمي هويدي، فهاجم في السفير اللبنانية “إدعاءات التضامن والعمل المشترك” وقال أنه “لا مفر من الاعتراف بأن أزمة اللاجئين جاءت كاشفة لحقيقة الموقف العربي”.

وكالات