السبت، 12 سبتمبر 2015

هل حقاً أخطأ الاتحاد الإفريقي تجاه السودان؟


محجوب محمد صالح

في الأسبوع الماضي بدأت بوادر صراع بين حكومة السودان ومجلس السلم الإفريقي بعد أن أصدر المجلس قرارا في الخامس والعشرين من الشهر الماضي رسم فيه معالم رؤيته حول معالجة الأزمة في دارفور وفي ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، إضافة إلى رسم معالم استراتيجية الحوار الوطني السوداني الذي يستهدف الوصول لحل شامل لأزمة السودان بكافة أبعادها مقترحا أن يبدأ الحوار بين كافة أطراف الصراع في مقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا وبتسهيل من لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى المنوط بها الوساطة لحل الأزمة السودانية، وكان المجلس قبل إصداره لهذا القرار قد استمع لممثلين للمعارضة السودانية بشقيها المدني والعسكري.

وقد رأت الحكومة أن موقف المجلس الإفريقي كان خاطئاً في كلا الأمرين، وعابت عليه أن قراره حول الأزمة السودانية لم يأخذ في الاعتبار إنجازات الحكومة في مجال السلام، وأن لقاءه مع ممثلي المعارضة السودانية، والمسلحة خصوصا، كان خطأ وأنه ليس من حقه ولا سلطته أن يلتقي المعارضين فهو -منبر للحكومات لا للمعارضة خاصة المسلحة- وهذا يعني أن الجانب الحكومي السوداني يعتزم الدخول في مواجهة مع المجلس حول هذين الأمرين، وأن ممثليه في الاتحاد الإفريقي سيثيرون هذا الأمر في جلسات لاحقة- فهل حقا أخطأ الاتحاد الإفريقي في تناوله لهذه القضايا؟

أي قراءة متأنية للقانون المؤسس للاتحاد الإفريقي ولبروتوكول مجلس السلم والأمن الإفريقي تشير بجلاء إلى أن المنظمة الإفريقية تحركت في إطار صلاحياتها الرسمية ومارست عملها وفق قوانينها ولوائح إجراءاتها والسلطات الممنوحة لها، وهي قد ظلت تمارس نفس هذه الصلاحيات طوال السنين الماضية وبمعرفة وموافقة السودان.

مجلس الأمن والسلم الإفريقي نشأ وفق بروتوكول محدد أجازته وصدقت عليه كل الدول الأعضاء بما فيها السودان، ودخل حيز التنفيذ في اليوم السادس والعشرين من شهر ديسمبر عام 2004 وكانت قضية دارفور من أولى القضايا التي تولاها بموجب الصلاحيات الممنوحة له في ذلك البروتوكول، وكان السودان عضوا في المجلس الأول الذي أجاز دخول بعثة سلام إفريقية لدارفور ومنحها صلاحياتها.

المجلس بحكم ذلك البروتوكول نشأ على غرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهو الذراع الدائم للاتحاد الإفريقي المنوط به حل النزاعات ودعم السلام والاستقرار في كل الدول الإفريقية، ويتمتع بصلاحيات واسعة وردت في ذلك البروتوكول، ويتكون من خمسة عشر عضوا يتم اختيارهم عبر الانتخاب الذي تشارك فيه كل الدول الأعضاء، ويراعى في تكوينه تمثيل كافة مناطق القارة الإفريقية وذلك باختيار ثلاثة أعضاء لكل منطقة من مناطق شرق ووسط إفريقيا والجنوب الإفريقي، وأربعة أعضاء من غرب إفريقيا وعضوين من شمال إفريقيا ويتم اختيار خمسة من هؤلاء الخمسة عشر عضوا لفترة ثلاث سنوات والعشرة الآخرين لمدة عامين، ثم يتجدد الانتخاب بآخر نهاية عمر الفترة، ويكون للدول الأعضاء وجود دائم -عبر المندوبين الدائمين- طوال الفترة في مقر الاتحاد الإفريقي، كما ينعقد المجلس أحيانا على مستوى الوزراء وأحيانا على مستوى رؤساء الدول، وتتداول رئاسته الدول الأعضاء شهريا، أما صلاحيات المجلس فتشمل: تحقيق السلام في مناطق النزاعات وبناء السلام وحفظه وتشكيل بعثات حفظ السلام والعمل على حل النزاعات والاستماع لكل أطراف النزاع ومنع تطور النزاعات، إضافة للترويج ودعم الحكم الديمقراطي الراشد، بل ويملك المجلس حق التوصية للاتحاد الإفريقي للتدخل في أي دولة يصل فيها الصراع مرحلة الإبادة الجماعية أو انتهاك القانون الإنساني الدولي؛ فصلاحيات المجلس شبيهة بصلاحيات مجلس الأمن الدولي.

ويمتلك المجلس صلاحية كاملة لكي يستمع لكافة أطراف الصراع في أي بلد سواء كانوا في الحكومة أو المعارضة أو منظمات المجتمع المدني أو الدولي، وفي هذا الإطار التقى بالمعارضة السودانية لأن بروتوكول تأسيسه يمنحه هذا الحق في المادة الثامنة البند العاشر الفقرة (ح) وتقرأ:

(يحق للمجلس أن يدعو أية آلية إقليمية أو منظمة دولية أو منظمة مجتمع مدني ذات صفة أو لها علاقة بحالة نزاع معروضة على المجلس للمشاركة في مناقشة الموضوع دون أن يكون لها حق التصويت).

والبند الحادي عشر يقول:
(يجوز لمجلس السلم والأمن الإفريقي أن يعقد جلسات تشاورية غير رسمية مع كل الأطراف المعنية بنزاع معروض على المجلس، كما يجوز عقد تلك المشاورات مع أية آليات إقليمية أو منظمات مجتمع مدني حسبما تقتضيه الحاجة لأداء المجلس لمسؤولياته).
ومن هذا يتضح أن للمجلس حقا مكفولا للاستماع لآراء أطراف النزاع كافة وليس الحكومات وحدها، كما له الحق في عقد جلسات تشاورية مع الأطراف الأخرى بما في ذلك منظمات المجتمع المدني وليس هناك إستثناء لحملة السلاح فهو يستطيع أن يستمع -مثلا- للدكتور ريك مشار (قائد المعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان) مثلما يستمع للرئيس سلفاكير (رئيس دولة جنوب السودان).

يبدو لي أن المسؤولين الذين عابوا على المجلس عقد هذه اللقاءات مع المعارضة لم يطلعوا على هذه المواد، ولكنني كنت أتوقع أن يتذكروا أن منظمات مجتمع مدني سودانية مدعومة من الحكومة قابلت المجلس في وقت سابق وبرضا الحكومة وأبلغته معارضتها لتدخل محكمة الجنايات الدولية في الشأن السوداني!!

العرب

الجمعة، 11 سبتمبر 2015

الأمم المتحدة تدين مقتل موظفي إغاثة في كمين بغرب دارفور

دانت منسق الأمم المتحدة المقيمة بالسودان، مارتا رويدس، بشدة مقتل اثنين من موظفي الإغاثة، أحدهما يعمل موظفاً حكومياً، والآخر يعمل لصالح منظمة الصحة العالمية، في كمين نصبه مسلحون مجهولون بغرب دارفور.
ووقع الهجوم في محلية كرينك 40 كلم من مدينة الجنينة، أثناء عودة عمال الإغاثة من مهمة روتينية، بعد أن نصب مسلحون كميناً لسيارة الموظفين، أسفر عن مقتل السائق ومسؤول أمني، بينما نجا اثنان من موظفي وزارة الصحة بالولاية وطبيب يعمل لصالح منظمة الصحة العالمية، واستولى المهاجمون على السيارة.
لكن القوات المشتركة السودانية التشادية بجانب الأجهزة الامنية والإدارات الأهلية تمكنت من استعادة السيارة قبل تجاوزها حدود الولاية مع تشاد، غير أن الجناة فروا دون توقيفهم.
وقالت رويدس في بيان، الخميس "لا يزال انعدام الأمن يعيق عمليات الشجعان العاملين في المجال الإنساني في دارفور، كما يتبين من الفعل العنيف يوم الثلاثاء".
وتابعت: "هناك أكثر من 2.5 مليون شخص من المعرضين للخطر في دارفور بحاجة لشكل من أشكال المساعدات الإنسانية، ومع ذلك يواجه العاملون في المجال الإنساني الخطر يومياً".
وكان ممثلو وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية يعملون كجزء من فريق التقييم المستمر الذي يعمل في جميع أنحاء دارفور للتأكد مما إذا كان مرض الدودة الغينية لا يزال موجوداً في السودان.
وقالت ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان نعيمة حسن القصير إن "منظمة الصحة العالمية تستنكر هذا الاعتداء على العاملين في مجال الصحة، وعلى زملائنا من الحكومة".
وأضافت: "الخدمات الصحية جزء محوري من جميع الأعمال الإنسانية، وسنواصل العمل دون كلل لتوفير هذا الحق الأساسي للأشخاص الأكثر عرضة للمخاطر في السودان".
وتستضيف محلية كرينك نحو 80 ألف نازح في ثلاثة معسكرات رئيسية، وهي واحدة من المناطق في ولاية غرب دارفور التي بها أكبر قدر من الاحتياجات الإنسانية، وتسافر منظمات إنسانية عديدة في كثير من الأحيان إلى المنطقة.
ومنذ يناير 2015، كانت هناك 131 من الحوادث الأمنية التي أثرت على العاملين في المجال الإنساني وقوات حفظ السلام، بما في ذلك عمليات الخطف، الهجمات المسلحة، سرقة السيارات والجريمة في دارفور.
سودان تربيون

السلطات السودانية تنقل مهرب قتلة غرانفيل إلى سجن بديل بعد تدخل نافذين

رحلت سلطات السجون بالسودان، الجمعة، قصي الجيلي، العقل المدبر لعملية تهريب قتلة الدبلوماسي الأميركي جون غرانفيل، من سجن كوبر بالخرطوم إلى سجن "الهدى" شمالي أمدرمان، وذلك إثر وساطات لنافذين بعد دخوله في إضراب عن الطعام احتجاجا على ظروف محبسه.
JPEG - 4.8 كيلوبايت
قصي الجيلي المدان بتهريب قتلة غرانفيل يعد من أعمدة التيار السلفي الجهادي بالسودان
وخطط الجيلي ونفذ بمعاونة مبارك مصطفى، في العام 2010 عملية تهريب نادرة تمكن المدانون الأربعة بقتل غرانفيل وسائقه السوداني، على إثرها من الفرار من سجن كوبر العتيق في عملية نادرة، أفضت لاحقا الى توقيف مدير السجن و11 من معاونيه.
وبحسب مقربين من قصي الجيلي لـ "سودان تربيون" فإن إدارة السجون رحلته من سجن كوبر على خلفية دخوله في إضراب عن الطعام استمر قرابة الأسبوعين قبل أن تتدخل شخصيات نافذة لإثنائه عن مواصلة الإضراب، ما دفع إدارة سجن كوبر لتحرير وتدوين بلاغ جنائي ضد المحكوم تحت طائلة الانتحار قبل ان يتم تنفيذ قرار نقله لسجن "الهدى".
واستقبل سجن "الهدى" عناصر خلية الدندر الذين تم ضبطهم وهو يتدربون بمعسكر داخل محمية الدندر الطبيعية بولاية سنار في 2012 استعدادا للقتال في صفوف الفصائل المتطرفة في مالي والصومال وسوريا والعراق، غير أن الحكومة أخلت سبيلهم بعد وساطة قادها رئيس مجمع الفقه الإسلامي عصام البشير في 2013.
وعلمت "سودان تربيون" أن نائب رئيس القضاء محجوب الأمين الفكي تدخل، بطلب من أسرة الجيلي، واقنع المحكوم بفك إضرابه عن الطعام.
واتصل رئيس القضاء بإدارة سجن كوبر لتحسين وضع قصي الجيلي الذي وضع في زنزانة "5 دقايق" السيئة السمعة ووعد بالنظر في مطالبه المتمثلة في تحسين الوضع الصحي، والسماح له بزيارة ذويه، والبدء في إجراءات اطلاق سراحه بالاستفادة من شهادة حسن السير والسلوك وتمكنه من حفظ القرآن الكريم، حيث أنه أكمل نصف مدة المحكومية.
ودخل الجيلي في إضراب عن الطعام منذ 14 أغسطس الماضي، احتجاجا على ما اعتبره سوءا في المعاملة يهدد وضعه الصحي والنفسي.
وكان قصي الجيلي قد حكم عليه بالسجن خمس سنوات لتورطه في تهريب قتلة الدبلوماسي الأميركي، ويعد أحد أعمدة التيار السلفي الجهادي في السودان، واطلق سراح شريكه في عملية التهريب مبارك مصطفى ضمن قرار عفو رئاسي في العام 2013.
وحكم القضاء السوداني في العام 2009 على كل من عبد الرؤوف أبو زيد ومهند عثمان يوسف ومحمد مكاوي إبراهيم وعبد الباسط حاج الحسن بالإعدام لتورطهم في عملية إغتيال غرانفيل.
لكن المدانين الأربعة تسللوا في يونيو 2010 من السجن العتيد عبر مجارٍ قديمة للصرف الصحي ومنها للطريق العام حيث كانت هناك سيارة ذات دفع رباعي في انتظارهم بالخرطوم بحري، حملتهم الى خارج مضارب العاصمة.
وعند مشارف أمدرمان دخلوا في اشتباك عنيف مع شرطة أمن المعابر، خلف قتيلا وجريحا في صفوف الشرطة، لتكثف أجهزة الأمن والشرطة تعقبها للفارين، وتظفر بالمدان الرابع عبد الرؤوف أبوزيد محمد حمزة في حين واصل رفاقه الثلاثة رحلة الفرار، في الصومال غير مكترثين بأوامر القبض الدولية التي عممها الانتربول.
وفي مايو 2011 حملت الأنباء مقتل المدان الثالث، مهند عثمان يوسف في العاصمة الصومالية مقديشو.
سودان تربيون

الخرطوم تتأسف لموقف واشنطن بمجلس حقوق الإنسان رغم الحوار بين البلدين

أبدى وزير الخارجية السوداني أسفه على الضغوط التي تمارسها واشنطن على الخرطوم بمجلس حقوق الإنسان رغم الحوار الجاري بين البلدين، وقال إن مسؤولا في البعثة الأميركية بجنيف أبلغ البعثة السودانية بأن لديه تعليمات من واشنطن لحصار السودان بأقصى ما يستطيع.
JPEG - 19.5 كيلوبايت
وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور ـ سودان تربيون
وأعلن مندوب واشنطن في مجلس حقوق الإنسان خلال جلسة إجرائية هذا الشهر عزم بلاده ‏تقديم مشروع قرار يعيد السودان إلى البند الرابع، ويقضي بتعيين مقرر خاص لحقوق الإنسان، بينما اتهمت منظمتا العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش، الجيش ‏السوداني ومليشيات الحكومة بارتكاب جرائم حرب في مناطق النزاع المسلح.
وقال وزير الخارجية إبراهيم غندور "مع الأسف رغم الحوار، فإن الولايات المتحدة تتابعنا في ملف حقوق الإنسان، وفي آخر مذكرة من بعثتنا في جنيف، قال لهم مسؤول حقوق الإنسان في البعثة الأميركية، أن لديه تعليمات من واشنطن لحصار السودان بأقصى ما يستطيع.. هذه صراحة نشكرهم عليها، لكن هذا لا يساعد على علاقات طبيعية مع السودان".
وأكد غندور في حوار مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، أن "السودان تجاوز مرحلة أن يملى عليه ما يفعل، وأميركا دولة كبرى ومهمة في العالم، والسودان دولة مهمة في المنطقة ولها تأثيرها.. التعامل معنا يمر عبر علاقات طبيعية، وليس إملاءات في قضايا بعضها داخلي جداً.. الشعب السوداني أدرى وأعرف بشؤونه".
وأشار الوزير إلى أن الولايات المتحدة لم تقل يوما ماذا تريد من السودان، موضحا أن البعض في الإدارة الأميركية يتطلع إلى حكومة تأتمر بأمر واشنطن، والبعض الآخر رهينة لضغوط لوبيات ضغط داخلية، أو رهين أفكار لم تتغير منذ ما قبل انفصال الجنوب من خلال معلومات خاطئة كثيرة عن السودان طبعت في ذاكرتهم ولا يتزحزحون عنها.
وأضاف أن الطريقة لتغيير هذه القناعات هي الحوار، وزاد "نواجه ضغوط الحصار الجائر، ولا نستطيع أن نقول لسنا في عجلة من أمرنا، لكن هذه الأمور لن تعالج بالاستعجال.. نحن سنستمر في الحوار ولكن لن نقبل إلا بعلاقات طبيعية دون تدخل في شئوننا الداخلية".
وزار المبعوث الأميركي للسودان وجنوب السودان دونالد بوث، الخرطوم، خلال أغسطس الماضي، وبحث مع مسؤولي الحكومة السودانية القضايا العالقة لكن المباحثات أحيطت بسياج محكم من السرية.
وأفاد غندور أن "السودان لم يترك الغرب، لكنه اتجه شرقاً، بسبب الحصار الجائر عليه، ووجد في الشرق كل السند والدعم والمؤازرة".
وأوضح أن الخرطوم ستمضي في علاقاتها مع الشرق بعد المؤازرة التي حظيت بها بصورة أقوى، على ان تظل أبوابها مفتوحة للتعاون مع الغرب، "إن أراد بدون إملاءات وشروط.. نريد صداقة من أجل فوز مشترك وليس هيمنة أو إعادة استعمار".
وأكد أن علاقة السودان مع الصين متينة، لأنه وجد فيها شريكاً صادقاً، وذكر أنه يتطلع إلى علاقات قوية مع روسيا حيث يجمع بين البلدين مشتركات كثيرة ورؤية مشتركة لمجمل السياسة الدولية.
ونبه إلى أن زيارته إلى موسكو بالتالي، تكتسب أهميتها من أنها زيارة لدولة مهمة جداً في الأجندة الخارجية السودانية، باعتبار أن روسيا واحدة من أهم دول العالم الآن، ذات التأثير السياسي والاقتصادي العالمي.
وتابع "هذه الزيارة تؤدي إلى مزيد من التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية، وتمتين العلاقات الاقتصادية بين السودان وروسيا، والاستفادة من امكانيات روسيا في مجالات كثيرة، وأيضاً تبادل المنافع من خلال امكانيات السودان الاستثمارية الكبيرة".
سودان تربيون

مقتل 107على الأقل إثر سقوط رافعة في الحرم في مكة



أفادت الأنباء الواردة من مكة بمقتل 107  وعدد المصابين 238  على  إثر سقوط رافعة في الحرم المكي.
وقد أصيب نحو 30 شخصا في الحادث.
وقال هيئة الدفاع المدني السعودي على موقع تويتر إن "107 شخصا لقوا حتفهم وأصيب 238 شخصا آخرون في سقوط رافعة بالحرم المكي".
وأضافت الهيئة إن "15 فريقا من الدفاع المدني موجودة بالموقع بالإضافة إلى فرق البحث والإنقاذ والهلال الأحمر والشؤون الصحية".
وجاء الحادث في الوقت الذي تستعد فيه السلطات السعودية لاستقبال نحو مليوني حاج لأداء فريضة الحج الشهر الجاري.
ولم يعرف بعد سبب سقوط الرافعة ولكن وسائل التواصل الاجتماعي تداولت صورا لعدد من المصابين داخل الحرم. 
BBC

حركة/جيش تحرير السودان تقدم ورقة حول رؤيتها للحل الشامل وتجدد رفضها التفاوض مع النظام


حركة/جيش تحرير السودان تقدم ورقة حول رؤيتها للحل الشامل وتجدد رفضها التفاوض مع النظام

جددت حركة جيش تحرير السودان بقيادة الاستاذ عبد الواحد محمد نور تمسكها بالحل الشامل وعدم الجلوس مع النظام تحت اى مسمى ، جاء ذلك خلال الاجتماعات التى تعقدها قيادة الجبهة الثورية السودانية مع المبعوث الامريكى دونالند بوث وممثلي دول الترويكا بريطانيا – النرويج – المانيا – امريكا ومسوؤلي اليوناميد فى العاصمة الفرنسية باريس ، ووزعت وفد حركة جيش تحرير السودان بقيادة الاستاذ عبد الواحد محمد نور ورقة على المبعوثيين الدوليين موضحا رؤية الحركة حول الحل الشامل ، وقال الاستاذ عبد اللطيف عبد الرحمن امين امانة السلام فى الحركة أن الحديث عن التفاوض أو الجلوس مع النظام في ظل استمرار قتل المدنيين وعدم نزع سلاح الجنجويد يخالفه الواقع ، وأضاف بأن الحركة قدم ورقة تفصيلية أوضح فيه الرؤية الكاملة ، هذا وستواصل وفد الحركة مشاوراتها مع المبعوثين الدولين أملين من المجتمع الدولى الانحياز على الشعب السودانى من خلال الضغط على حكومة الخرطوم للرضوخ على مطالب الشعب .

الراكوبة

مركز السودان المعاصر: بعيد عن الاضواء؛ أزمة انسانية حادة يعيشها اللاجئيين السودانيين بمخيم كريسان في دولة غانا؛


مركز السودان المعاصر: بعيد عن الاضواء؛ أزمة انسانية حادة يعيشها اللاجئيين السودانيين بمخيم كريسان في دولة غانا؛ مناشدة لانقاذ الوضع.

يقع مخيم كريسان للاجئين في الإقليم الغربي لدولة غانا على ساحل المحيط الأطلسي بمحاذاة خليج غينيا بالقرب من الحدود مع ساحل العاج. ويضم المخيم الذي افتتح اساسا لإيواء الفارين من الحروب الأهلية في ليبيريا وسيراليون في تسعينيات القرن المنصرم، جنسيات إفريقية عديدة. فالى جانب السودانيين القادمين من اقليم دارفور غربي السودان والذين يشكلون ألاغلبية هناك لاجئون من دول توغو، جنوب السودان، ليبيريا، اوغندا، سيراليون، وساحل العاج.

ويعتبر مخيم كريسان منطقة غير صالحة للسكن لقربه من حقول الغاز الطبيعي التي ستفتتح لاحقا هذا العام ويمر خط الانابيب بمسافة تبعد بضعة امتار من المخيم وهو مايزيد من خطر إشتعال النيران وتسرب مواد كيميائية سامة تضر بصحة اللاجئين.

ويرفض اللاجئون من دول ليبيريا، ساحل العاج؛ وسيراليون العودة الطوعية الى اوطانهم حتى بعد الإستقرار الذي يشهده بلادهم خوفا من اضطهاد محتمل على حد قولهم؛ ويطالبون بإعادة التوطين رغم ان المفوضية السامية لشئون اللاجين ابلغتهم بتوقف إجراءات التوطين بإستثناء اللاجئين الذين تشهد بلدانهم نزاعات مسلحة مثل السودان والتي تحول دون عودتهم؛ الا ان هذا القرار ولد شعور بالغبن وخلق عداء ضد اللاجئين السودانيين من قبل الجنسيات الأخرى وهو مارفع من درجة التوتر وسط اللاجئين واثر على الوضع الأمني داخل المخيم.

بدأ اللاجئون السودانيون يتوافدون الى مخيم كريسان عقب انفجار الكارثة الانسانية في دارفور بنحو عامين؛ حيث وصلت اول دفعة في ٢٠٠٥ف.

ويبلغ تعداد اللاجئين عامة بكريسان حوالي ألف وخمسمائة نسمة نصفهم من السودانيين غالبيتهم نساء واطفال كما هناك لاجئين سودانيين يقيمون بالعاصمة آكرا وسبق ان تركوا المخيم لصعوبة الحياة فيه وانعدام فرص العمل لكن الأمن في المدن غير متوفر ايضا بالنسبة لهم؛ وتفيد التقارير بإنتشار عصابات نهب مسلح داخل الأحياء والمناطق السكنية النائية بالعاصة اكرا فيما تتنامى ظاهرة كراهية الأجانب وسط السكان؛ ويقع في الغالب السودانيون ضحايا العنف_

تفرض ادارة المخيم اجراءات صارمة على دخول المنظمات الطوعية والناشطين في مجال حقوق الإنسان كما تمنع اللاجئين بإجراء مقابلات منفصلة معهم ولا تسمح بالدخول إلا لموظفين تابعين للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين اومنظمة مجلس الكنائس التي تشرف على مركز حضانة لأطفال بالمخيم؛ ويعاني الاطفال ايضا من حالات سوء تغذية ومعاملة قاسية.

ويفتقر مخيم كريسان للخدمات الأساسية حيث يعاني اللاجئون نقص حاد في المياه النظيفة ، وتضائل في كميات الغذاء والدواء وتشير التقارير وإفادات بعض اللاجئين مكثوا فترة طويلة بالمخيم ان برنامج الغذاء العالمي اوقف صرف المساعدات للاجئين منذ اكثر من ١٠ سنوات وذلك في أعقاب اعمال عنف اندلعت بين سكان المخيم المنتمون لجنسيات إفريقية مختلفة بسبب توطين اللاجئين السودانيين. اسفرت اعمال الشغب عن حرق مخازن الغذاء وبعض المرافق والمركبات، خاصة بمنظمات تعمل في تقديم المساعدات للاجئين بالمخيم هذا وتعتبر خدمة الرعاية الصحية شبه معدومة ، المركز الصحي الوحيد بالمخيم خالي من الدواء ولاتوجد سيارة اسعاف لنقل الحالات الحرجة. النساء والأطفال يضطرون للذهاب سيرا على الأقدام لمسافة بضعة كيلومترات لتلقي العلاج في مشفى قريب من المخيم.
يقوم مسؤولون من السطات الغانية بزيارة المخيم والا انهم لا يعملون لتغير الاوضاع السيئ لللاجئي.

ويضطر اللاجئون الى إمتهان اعمال شاقة لتوفير الإحتياجات الضرورية ويعتبر حرق الفحم النباتي وصيد الأسماك المصدر الوحيد لجلب النقود في هذه المنطقة الفقيرة التي تبعد ٦٠٠ كيلومتر من العاصمة آكرا وتشهد البلاد تدهور إقتصادي مخيف بسبب ازمة الطاقة وانخفض سعر العملة المحلية امام الدولار فيما زادت نسبة البطالة وسط تزمر المواطنين على إرتفاع اسعار السلع الضرورية والمواصلات وعجر الحكومة عن توفير الحلول المناسبة لتخفيف المعاناة

ويتخوف اللاجئون السودانيون من المطالبة بحقوقهم خشية ان تقوم السلطات الغانية بوقف برنامج إعادة التوطين الذي يعلق اللاجئون آمالهم عليه رغم بطئه ومروره بمراحل معقدة تنتهى احيانا بالرفض.

وتتعامل مفوضية حكومية Ghana Refugee Board (GRB تهتم باللاجئين وهي مفوضية لا تتبع للامم المتحدة- تتعامل مع القادمين الجدد من اللاجئين السودايين بطريقة فظيعة وترفض تسجيلهم في الحال ولاتبدي المفوضية اسباب مقنعة في ذلك ويضطر اللاجئين الى السكن في المساجد والأسواق لحين تكملة اجراءات ترحليهم الى المخيم والتي تستغرق اكثر من نصف عام احيانا. مما يبدو في واقع الامر ان الحكومة الغانيه تتجه الى إغلاق المخيم بصورة نهائية رغم انها لم تعلن ذلك رسميا إلا ان سياستها الرامية لجعل الوضع في المخيم طارد وغير قابل للحياة تثبت صحة الشائعات التي تفيد بان السلطات ابلغت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين انها لاترغب في وجود مخيم كريسان بحلول عام ٢٠١٧ف.

ويمثل الوضع في مخيم كريسان مخالفا لمبادئ حقوق الإنسان وبشكل صادم لاسيما وان الحكومة الغانية على علم واتصال بشكل مباشر بالمخيم ويمكنها التعاون جنبا الى جنب مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لتجافي هذا الوضع.

مركز السودان المعاصر يناشد الحكومة الغانية، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين UNHCR في جنيف والمنظمات الناشطة في مجال حقوق الإنسان والناشطون السودانيون بالعمل على الالتفات والعمل على الوقف الفوري ماساة اللاجئين السودانيين بمخيم كريسيان بدولة غانا؛ والعمل على ايجاد حل دائم لهذه الماساة الانسانية الملحة.



مركز دراسات السودان المعاصر
قسم الرصد الصحفي
١١. سبتمبر ٢٠١٥