الاثنين، 18 يناير 2016

تحويلات المغتربين تشير إلى أزمة اقتصادية



أكد 82% من المشاركين في زاوية "برأيكم" الأسبوعية أن الاتكال على تحويلات المغتربين والهجرة من أجل العمل إحدى مظاهر الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والتوظيفية في البلدان العربية، فيما أجاب 18% من المشاركين بـ "كلا" على السؤال الأسبوعي: "هل تعتبر أن ارتفاع تحويلات المغتربين والهجرة بقصد العمل إحدى مظاهر الأزمة في السياسات الاقتصادية والاجتماعية والتوظيفية في بلدك"؟ وتفاعل مع سؤال "الملحق"، الذي طُرح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، وتويتر، وواتسآب، 443 مواطناً من دول: ليبيا، مصر، المغرب، الأردن، السودان، الجزائر، سورية، العراق، تونس، الكويت، اليمن، المملكة العربية السعودية، البحرين، لبنان، فلسطين المحتلة وموريتانيا. وقال أحد المشاركين، أنيس عطية أن "الهجرة من أجل العمل تعتبر من مظاهر الأزمات الاقتصادية عامة، ولكن هناك دائماً أسباب أخرى أهمها الوضع الأمني والحقوق المدنية". وقال سيون موسى: "نحن أصلاً لا نملك سياسة اقتصادية، اجتماعية ولا توظيفية. يوم نملك سياساتنا وسيادتنا ونصير نحن من يحدد مصائرنا صدقوني لن تهاجر الأغلبية، ولو كنا أفقر الشعوب على الأرض فما بالك وبلدنا من أغنى البلدان". في حين اعتبرت المشاركة جوليا أبو كروم أن: "الهجرة من أجل العمل ليست نتيجة مباشرة للسياسات الاقتصادية في بلد يكثر فيه عمل القطاع الخاص والاستثمار. هناك مشاكل مرتبطة بالقوانين المنظمة لسوق العمل، عدا عن أن معظم المهاجرين يبحثون عن حياة أفضل بمعايير حقوقية". في حين علق المشارك سالم الهبهاب: "الهجرة حالياً سببها حاجتان: جارك أو القذائف العشوائية". 
العربي الجديد

وزير الري المصري: زراعة مليون فدان بالسودان



أكد الدكتور حسام مغازى، وزير الموارد المائية والرى، أنه سيتم إحياء التعاون بين مصر و السودان بناءً على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي.

و أضاف الوزير، خلال كلمته التى ألقاها اليوم فى مؤتمر اللجنة الفنية المشتركة بين مصر والسودان، أنه سيتم إحياء مشاريع الزراعة والإنتاج الحيواني بين مصر والسودان.

وأوضح أنه تم الاتفاق على تمديد استغلال الأرض المخصصة لشركة التكامل لمدة 30 عامًا أخرى، وذلك بمساحة 100 ألف فدان بمنطقة الدمازين مع التخطيط لزيادة المساحة المخصصة للمشروع لتصل إلى مليون فدان، وتم تكليف وزارة الرى بتجهيز البنية التحتية اللازمة للمشروع بالتعاون مع الجانب السوداني.

بوابة الوفد - نغم هلال

آلاف "الحوّاتة" يحيون ذكرى رحيل محمود عبد العزيز


احيا الآلاف من محبي ومعجبي الفنان السوداني الراحل محمود عبد العزيز الذكرى الثالثة لرحيله والتي تصادف السابع عشر من يناير من كل عام. 
وامتلأ ملعب إستاد المريخ بأمدرمان والذي يسع لنحو ٥٠ الف شخص بكامله من الشباب من الجنسين قبل مغيب الشمس وظلوا يغنون ويرددون أغانيه حتى منتصف الليل وسط اجراءات أمنية مشددة. 
كما دخل العديد منهم في حالة من الإغماء والبكاء الحاد بعد بث أغاني للفنان الراحل عبر مكبرات الصوت التي تم نصبها داخل أرضية الملعب. 
وردد معجبوا محمود عبد العزيز -الذين يسمون أنفسهم" الحواتة"  نسبة إلى "الحوت" وهو لقب الفنان الراحل -  أغانيه بالاضافة الى العديد من الشعارات على شاكلة " الجان ملك السودان" و " لن ننساك يا محمود". فيما ردد البعض الاخر بعض الشعارات السياسية المناهضة للحكومة. 
وقال الامين العام لمجموعة "محمود في القلب" محمد بابكر "للتغيير الالكترونية" ان المجموعة وبالتعاون مع مجموعة أقمار الضواحي ظلت تداوم على إقامة الذكرى سنويا . وقال ان كل الترتيبات المتعلقة بالفعالية من حيث التنظيم والتنسيق والتكاليف جاءت بالجهد الذاتي. مشيرا الى ان المجموعة استمرت في القيام بالأعمال الانسانية مثل التبرع بالدم ومنح المحتاجين " وهو امتداد لما كان يفعله الفنان الراحل محمود". 
وعلمت "التغيير الالكترونية" ايضا انه وبعد موافقة الشرطة على قيام الاحتفال باستاد المريخ قامت بتحويل الامر لجهاز الامن والمخابرات للبت فيه بشكل نهائي. وعندما تماطل الامن في التصديق النهائي مع قرب موعد الذكرى عمد المنظمون الى طباعة آلاف من الملصقات الدعائية ونشرها في عدة مناطق في العاصمة بالاضافة الى التنويه في وسائل التواصل الاجتماعي ، فاضطرت الاجهزة الامنية لمنح التصديق امتثالا للأمر الواقع. 
التغيير

الأحد، 17 يناير 2016

استمرار الإشتباكات العنيفة بين الجيش الحكومى وقوات"عبد الواحد"

تواصلت الاشتباكات العنيفة  ولليوم الثاني بين القوات الحكومية وقوات حركة  تحرير السودان فصيل  عبد الواحد بعدة مناطق غرب جبل مرة بولاية وسط دارفور، في وقت اتهمت فيه الحركة القوات بقصف المدنيين في تلك المناطق. 
وفيما لم يتحدث الطرفان عن عدد الخسائر في الارواح والممتلكات في تلك المعارك ، افاد مسئولون يعملون في منظمات دولية " التغيير الالكترونية"  بوقوع ضحايا وسط المدنيين ونزوح المئات من مناطقهم. 
واتهم متحدث عسكري باسم عبد الواحد القوات الحكومية بارتكاب ما وصفه "بمجازر جديدة " في دارفور "عندما قصفت طائراتها العديد من القرى ما ادى الى مقتل العديد من المدنيين". 
لكن  المتحدث  باسم  القوات الحكومية العميد أحمد الشامي نفى خلال تصريحات صحافية  صحة هذه الاتهامات مشيرا  الى أن المنطقة لاتوجد بها أي معسكرات للنزوح وأن الجيش السوداني لم يستخدم طائرات للقصف خلال هذه المعارك. 
وتأتي هذه الاشتباكات بعد ان أعلن الرئيس السوداني مؤخرا تمديد وقف إطلاق النار الذي كان لمدة شهرين لينتهي بنهاية الشهر الجاري. 
التغيير

وزير النفط يقود المفاوضات مع كبار موظفيه لتسريحهم بسبب "الإفلاس"

شرعت وزارة النفط السودانية في الدخول في مفاوضات مع المئات من موظفيها العاملين في شركات النفط لتسريحهم من الخدمة في ظل استمرار انخفاض أسعار البترول. 
وقال مصدر مسئول في الوزارة " للتغيير الالكترونية" ان المشاورات يجريها الوزير عوض زايد بنفسه مع كبار موظفيه ومستشاريه خلال الفترة الماضية. واضاف ان الوزارة وضعت امام العاملين خيارين هما منحهم اجازة بدون مرتب لمدة عام او تسريحهم من الخدمة مع منحهم مرتب ٦ اشهر. 
 واشار المصدر ان العاملين خاصة في مناطق انتاج النفط ظلوا يرفضون هذا المسلك من الوزارة ويشكلون جبهات ممانعة " الكثير من العاملين غير راضين عن اتجاه الوزارة لتسريحهم او منحهم اجازة بدون راتب وبدوا يفكرون في طرق للاحتجاج". 
 وتأتي هذه الخطوة بعد ان واصلت أسعار النفط العالمية في انخفاضها المستمر ، وقلة الانتاج في مناطق النفط في السودان بعد خروج العديد من الشركات الأجنبية من العمل في البلاد. 
 ويعتبر الموظفون في وزارة النفط الأفضل  في السودان من حيث الامتيازات ، وينحدر معظهم من كوادر حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي أسس الكثير من الشركات النفطية الخاصة به بعد انتاج البترول في العام ٢٠٠٥ ووظف فيها كوادره حصريا. 

دعوة للتظاهر بمناسبة الذكرى (31) لإعدام محمود محمد طه

دعا الحزب الجمهوري في السودان الناشطين والمدافعين عن حقوق الانسانية الى تنفيذ وقفة احتجاجية سلمية، الاثنين المقبل ، أمام وزارة العدل بالتزامن مع الذكرى ٣١ لإعدام زعيمه محمود محمد طه. 
وقالت القيادية بالحزب اسماء محمود خلال بيان صحافي السبت ان الدعوة جاءت لاحياء الذكرى السنوية للشهيد  بالاضافة الى الدعوة لالغاء القوانين المقيدة للحريات. 
ودعت القوى  السياسية والحقوقية للمشاركة  في الوقفة السلمية  والمطالبة بإلغاء القوانين المقيدة للحريات  ووقف تطويع القوانين لتناسب رؤى إسلامية شائهة واستخدامها في إذلال المعارضين السياسيين. مشيرة الى ان المطالبة ستكون مركزة علي قانوني النظام العام والأمن الوطني. 
وتم منع الحزب رسميا من ممارسة نشاطه السياسي بموجب قرارات صادرة عن مجلس شؤون الأحزاب السياسية، قضت برفض تسجيله ، بسبب ما عده المجلس وقوعا بمخالفات تتصل بمبادئ العقيدة الإسلامية والسلام الاجتماعي والأسس الديمقراطية لممارسة النشاط السياسي.
وكان الرئيس الأسبق جعفر النميري  وبايعاز من حسن الترابي وآخرين أعدم زعيم الجمهوريين محمود محمد طه في العام ١٩٨٥بعد اتهامه بالردة في وقت اعتبر  مناصروه وكثير من القادة السياسيين والنشطاء الحقوقيين  ان الاعدام تم لدوافع سياسية. 
التغيير

مشروعية استباحة الدم السوداني لدى الحزب الحاكم



لا تسعف المرء اللغة للتعبير عن عاطفة الغضب   التي تزلزل الكيان , وتنغص الوجدان , وتحول الدواخل الى مرجل يغلي وشظى يتطاير , هذا شعور انساني طبيعي وعاطفة صادقة بدون تلوين, 
, فالإحساس لا يكذب وإنْ جمّلته دواعي العقلانية , و الحلم ورغم أنّه صفة  ايجابية وكذا التسامح بيد أنّ للصبر حدود , ومهما بلغت درجة احتمال الأذى فلابد أن تنفد طاقة الانسان على الاحتمال في يوم ما قصر الأمد أو طال , وساعتئذ لا يلومن الجبّارين المتغطرسين الا أنفسهم . أقول هذا , لأنّ مواصلة استباحة الدم الانساني السوداني هي الخطة و البرنامج  والاستراتيجية والآيدولوجيا المعتمدة و التي ينفذها يوميا  وبدم بارد نظام حكم الفرد الجاثم على الصدور  منذ 26سنة وتزيد؛هي فترة استيلائه على مقاليد الحكم غدرا وخيانة عن طريق أقذر الأساليب وأحقرها ؛ التآمر والخداع .ورغم أنّ  تنفيذ مخطط الانقلاب نفسه لم ترق بجانبيه نقطة دم سودانية واحدة , وتمّ بما يشبه عمليات التسليم والتسلم الاّ أنّ ذلك لم يكن عاصما للدم السوداني بعد ذلك من شهوة تلك الفئة الباطشة  , بل في الواقع الفئة الأسوأ خُلقا والأكثر انحطاطا في القيم من بين جميع تكوينات السودانيين السياسية والاجتماعية , فئة تبزّ بممارساتها أعتى التكوينات الإجرامية التي عرفتها البشرية على مرّ العصور , فالنازيون كانوا ينطلقون من فرضية تفوق الجنس الآري , لذلك استباحوا دماء غير الآريين , واليهود على وحشيتهم تجاه الفلسطينيين بيد أنّهم  يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار فيحرم عليهم دم اليهودي ,  والفاشيون كانوا يميزون , بل حتى الوحوش الكاسرة في فلواتها لا تفتك ببني وحشتها في النوع إنّما تفتك بالأنواع الأخرى , وحدها طغمة المستبدين هذه لا ترعى صلة ولا يعصمها عاصم , وشهوة القتل وسفك الدماء تمتد طيلة عهدها القاتم , مؤتلفة أوان أولّ الاستبداد أو مختلفة حول المغانم كما هي الحال الآن , فممارسة الاغتيال والقتل وازهاق الأرواح الآدمية هي الفريضة التي ولغ في أدائها جُلّ من وضع في يديه سلاح منهم أو صار في موقع اتخاذ قرارات القتل والترويع والتعذيب , قتلوا وما يزالون الطلبة في ساحات الجامعات في الخرطوم ومدني وسنار ودنقلا وزالنجي والدلنج والفاشر وفي كل مكان فيه معهد تعليم , اغتالوا المدنيين العزّل في بورتسودان وأمري وكجبار والفاشر والجنينة وفي شوارع الخرطوم ومدني وغيرها, لم يسلم من أذاهم اقليم ولم تشفع عندهم إصرة دم أو عرق أو جهة أو دين أو  تنظيم, فاغتالوا من بين عضويتهم علي البشير أمام أطفاله,   قتلوا واستباحوا الدم السوداني للمواطنيين الجنوبيين حتى غادروا الوطن غير آسفين , وما تزال حمامات الدم في دارفور بعد ازهاق أرواح أكثر من 300ألف انسان , ما تنفك شهيتهم للقتل مفتوحة , تارة تحت رايات الدبابين والانتحاريين , وتارة بقصف الأنتينوف اللعين , وتارات بوساطة الجنجويد , يمارسون سنّتهم المؤكدة في سفك الدماء في جبال النوبة , ويقول ضابط الأمن الذي تمّ تنصيبه واليا ليتولى سفك مزيد من الدماء , إنّ دباباته زعلانة , وراجماته حردانة , وفيالق وحوشه شفقانة لأنّه منذ 7شهور لم تلغ في دماء البشر من مواطني ولايته البائسة التعيسة . فتأمل في شهوة القتل هذه وعليها قس ما جرى في الجنينة والقرى المحيطة بها قبل أيام , وفي الفاشر قبيل ذاك بقليل وفي النيل الأزرق منذ سنوات , وفي سلسلة المآساة الممتدة هذه الفاعل  معروف , فقد أذأع ضابط مغمور يومها,  اسمه عمر البشير بيانا عبر الراديو والتلفزيون  أعلن فيه تنصيب نفسه رئيسا على البلاد , كُنا شبابا في سني العشرينات يومها , حتى صرنا كهولا في بداية الخمسينات , وما يزال هو (رمز السيادة ) كما تقول أدبيات المنتفعين من فجائع البلاد وشعبها, ولنفترض أنّه كذلك رمزٌ للبلاد وسيادتها فهذا يعني   مسؤوليته المباشرة منذ أذاع بيان الانقلاب الأول , فدماء الطلاب في جامعة الخرطوم في العام 1989م معلّقة على رقبته , أرواح مجدي وجرجس واركانجلو تحوم حول عرشه , دماء د. علي فضل وراسخ وغيرهم ممن قضوا في بيوت الأشباح تطارده , دماء ضباط القوات المسلّحة التي أريقت بدم بارد في آخر أيام رمضان من مطلع التسعينات  ذاك مسؤوليته , صرخات ودماء شهداء معسكر العيلفون للمجندين , دماء ملايين الصرعى الذين يدونون  كأرقام ولكنهم عند ذويهم معروفون بفلان وفلانة في كلّ مكان من أرض السودان  هذه الدماء  أنهار من جحيم تحيط به شخصيا لأنّه وبكامل إرادته اختار زعامة عصابة المجرمين . لا تسامح الآن ,  فأعضاء مجلس انقلابه محفوظون بالاسم والرتبة , والوزراء جميعهم , والحكام على الأقاليم والولاة , وضباط جيشه وشرطته وكوادر أمنه حتى عصر الجنجويد وعناصر الترويع وفرق الاغتيال والتجسس في الأمن الشعبي وغير الشعبي , كلّهم لديه حاضرون , صرفوا ويصرفون الرواتب المليارية  من موارد وحقوق التعليم لأطفال الدرداقات في الأسواق وما يزالون , تناكحوا مثنى وثلاث ورباع , انجبوا البنين والبنات أسسوا الفلل والعمارات والشركات واستزرعوا المزارع والحواشات فيها الاستراحات , جلبوا السلاح والمخدرات قصفوا القرى واحرقوا القطاطي ونهبوا حتى اسقف المدارس والمساجد والخلاوي والكنائس والمعابد ابادوا الغابات وشرّدوا الحيوانات البرية . وهو الرئيس والمسؤول الأول بحكم تزعمّه لعصابة المجرمين , غرر به الترابي أو زيّن له الأمر حاج نور هذا لا يعفيه من المسؤولية الجنائية , أو خدعته تراجي!!فليأت بمن لا يزال حيّا أمام محكمة الدنيا يوم الحساب العسير ليعلن مسؤوليته عن ما أرتكب من جرائم  , ولن نتدخّل في شأن حساب رب العالمين ,فعمر بن الخطاب الذي يحمل اسمه فيما نُسب اليه من قول يحكي مسؤوليته عن بقرة تعثرّت وانكسر ساقها في العراق , لم يكن واردا على الاطلاق أن يعلم بتلك الحادثة , بل حتى شيخ الحلّة  التي تعثّرت بها البقرة ربما لا يعلم بقصتها , ولكن عمر في المدينة المنورة يستشعر المسؤولية , لم يقل والله لو تعثّرت بقرة في غرب دارفور لسأل الله عنها واليها خليل الشريف ! بل قال كما في الرواية (خفت أن يسألني عنها الله لما لم اسو لها الطريق؟) , فمن المسؤول عن المغتصبات في دارفور وغيرها من وقائع انتهاكات حقوق الإنسان وحرق القرى وتهجير المواطنين قسريا والتطهير العرقي وجرائم الحرب  مما أثبتته تحريات لجنة التحقيق الوطنية برئاسة  مولانا دفع الله الحاج يوسف رئيس القضاء الأسبق ولم تختلقها اللجنة الدولية برئاسة القاضي الإيطالي  أو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية السابق أوكامبو , أو ليس رمز سيادة البلاد ورئيسها الذي أحتلّ موقع الرئاسة بالانقلاب المسلّح   هو المسؤول الأول وليس الفريق أمن  طه مدير مكتبه أو شيخ الأمين( الطريد) بعد حبس في الامارات ؟ ولأنّ من يتولى منصب الرئيس في أي تنظيم بشري يتحمل تبعات قبوله للرئاسة, مثلما يتمتع بمزاياها المعنوية والمادية  لهذا طاردت المحكمة الجنائية الدولية بينوشيه سفاح الشيلي حتى قبضته , ومثله سفاح صربيا الذي أباد مجموعات من شعب البوسنة والهرسك , وكان معظم ضحاياه من المسلمين ؛ كما هم  ضحايا دارفور , وسحل شاوسيسكو في شوارع بوخارست ,أنزل به شعبه حكم الثورة القاسي , وأعدمت بحكم قضائي قاس رئيسة وزراء البنغلاديش  السابقة , وأغتال جندي سيخي متعصب س  انديرا غاندي رئيسة وزراء الهند السابقة , وكان الإعدام الوحشي نصيب  قذافي ليبيا , لم يكن الأمر انتقاما من أشخاصهم كأشخاص , ولكنه الحساب لمن كان الرئيس , فلو كانت غاندي ممثلة بارعة في بوليوود لما أعتبرها جندي من السيخ مسؤولة عمّا يراه انتهاكا لحقوقه , ولو كان القذافي راعي إبل في سهول الطوارق لكان حتى  الآن  ربما يحلب ويشرب في لبن ناقته الحلوب , ولو أنّ بينوشيه أنهى عهده دون ارتكاب تلك الفظائع ضد شعبه لما طالته يد العدالة الدولية , ولو كفّ كراديتش أذاه عن مواطني سربينتسيا البوسنية لما عُدّ في التاريخ البشري من المجرمين ,  فهل هناك جنجويدي يحرق ويغتصب من تلقاء نفسه ؟ أم هي الخطط والممارسات التي نمت وترعرعت في عهد الرئيس ؟ هل أغتالت العناصر المسلّحة المواطنين والمواطنات في الجنينة جراء نزاع حول قطعة أرض ؟ أم عراك بين شابين حول الظفر بقلب فتاة حسناء ؟ من المسؤول غير الرئيس عن صون حياة الشعب فماذا فعل ؟ وماذا سيفعل ؟ هذا أوان الحديث القاسي المُر الموجع , فملايين القلوب احرقها القتل المجاني والدم المراق لمن يحبون , ملايين الأطفال يتامى والنساء أيامى والآباء كلمى قلوبهم والأمهات دامية أفئدتهن والإخوة والأخوات والخطيبات والحبيبات والحبايب والأهل والأقارب كلّهم ملتاع محزون مجروح , فمن المسؤول  عن الدم السوداني ,عن الحزن الحاكم ؟ من المسؤول ؟ إذا ظللنا نرجو عطفا ممن لا رحمة عندهم , أو نطلب يسرا  ممن خلقوا كل هذا العسر فإننا ننتظر السراب , فقد تجاوزت المرارات والغبائن حدّ السكوت , ولابد لهذه المهزلة المفجعة من نهاية مهما كان الثمن غاليا , فليس أمرّ من المُرّ الاّ المُرّ نفسه .   
خالد فضل
التغيير