الأربعاء، 17 فبراير 2016

تضامن واسع مع صحيفة (التيار)

احتشد المئات من الصحفيين ، بمشاركة رموز سياسية ومدنية ، فى وقفة تضامنية مع صحيفة (التيار) ، بمقرها بالخرطوم ، أمس الثلاثاء.
وحمل الصحفيون ورددوا هتافات تدعو لحرية الصحافة .
وكان جهاز الأمن علق في 15 ديسمبر 2015 صدور (التيار) إلى أجل غير مسمى.
وأوضح الاستاذ / عثمان ميرغني، رئيس تحرير (التيار)، تماطل الحكومة في الرد على المحكمة الدستورية التي طلبت توضيح أسباب التعليق، وقال إن السلطات ردت على المحكمة بعد مرور 65 يوماً من قرار التعليق طالبة إعطائها مهلة الرد، مما يؤكد انها تزمع لمزيد من التسويف وكسب الوقت.
وأضاف عثمان ميرغني ان القضية ليست في ايقاف (التيار) وحسب وإنما أزمة بلد بأكمله وان إيقاف الصحيفة ما هو إلا عرض لمرض عدم احترام الدستور والقانون .
وألمح لضلوع الاجهزة الامنية في مهاجمة مقر الصحيفة والاعتداء عليه في يوليو 2014 عبر خطة عسكرية محكمة.
وحول الخطوة القادمة قال عثمان ميرغني إن الوقفة الاحتجاجية مجرد بداية لخطوات وسيعقبها فى أقل من أسبوعين دخول جميع صحافى (التيار) فى إضراب عن الطعام بمشاركة عدد من الساسة على رأسهم د.مريم الصادق نائب رئيس حزب الأمة وذلك ليس فقط لاستعادة صحيفة التيار وإنما لاستعادة حرية الشعب السودانى فى التعبير عن نفسه.
وحظيت الوقفة التضامنية بمساندة عدد من قادة الأحزاب السياسية ، من بينهم رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، ونائبة رئيس حزب الأمة د. مريم الصادق المهدي، والأمين العام للحزب الناصري ساطع احمد الحاج ، والمسؤول السياسي لحركة (الاصلاح الآن) اسامة توفيق، ورئيسة الحركة الليبرالية ميادة سوار الدهب.
وتحدث ممثل شبكة الصحفيين السودانيين، الاستاذ / خالد احمد، مؤكداً ان إغلاق صحيفة التيار امتداد للهجوم الحكومي على الحريات الصحفية في البلاد ، مطالباً بايقاف الاجراءات التعسفية في مواجهة الصحافة.
وكان اللافت تضامن رئيس اتحاد الصحفيين الحكومى الصادق الرزيقي مع (التيار) ، وحديثه فى الوقفة قائلاً (عندما تقمع الصحافة ويوضع عليها ميسم السلطة يراد منها صحافة خانعة).
حريات

عشرات المعتقلين والمصابين ، ولكن رسالة النوبيين تصل



رغم الحشود الأمنية الكثيفة ومحاصرة المنطقة حول فندق السلام روتانا بالخرطوم ، تمكن النوبيون من تنظيم وقفتهم الاحتجاجية التى دعت لها لجان مناهضة السدود (الشريك ودال وكجبار) ، ظهر اليوم الاربعاء ، امام الفندق حيث الملتقى الاستثمارى لتمويل سدود الخراب والفساد .
وواجهت الأجهزة الأمنية المحتجين بالعنف المفرط ، فاعتدت بالضرب على اعداد كبيرة ، من بينهم وزير الخارجية السابق السفير / ابراهيم طه ايوب ، والمفكر الدكتور / محمد جلال هاشم ، ومولانا عباس توفيق ، والناشط / مؤمن صلاح عبد الله (من ابناء كسلا المتضامنين – مرفق صورة اصابته).
كما اعتقلت أجهزة القمع العشرات من المحتجين ، توفرت اسماء بعضهم ، وهم : د. صلاح شرف الدين ، د. محمد جلال هاشم ، مى فيصل – رئيسية اللجنة الشبابية لمناهضة سدى دال وكجبار – ، تهانى قاسم ، نبيل حافظون ، طه محمد على ، ميناس محمد على ، مشهد داؤود ، محمد عبد الغنى ، محمد ابوبكر ، شاهيناز جمال ، جوليا فكرى ،الفاتح عبد اللطيف نصر ، سيد أحمد عبد الجليل ، فاطمة مصطفى خليل ، فاطمة عبدالله ، د. صباح كيلا ، قيس محمد اسماعيل ، محمد ابوبكر حامد ، نجم الدين البصيري، عبد الحليم فضل عثمان ، مصطفى محمد عبد الغفور ، امين عبد القادر ، احمد حسن عبد الجليل ، آمنة عثمان ، اعتزاز سيد احمد ، السر عثمان ، ياسر خضر ، مبارك الكامل ، أحمد النقر ، سعدية الشيخ . واعتقل غالبهم بقسم شرطة السوق المحلى .
وأكد تصريح صحفى لاعلام اللجنة الدولية لإنقاذ النوبة ومناهضة السدود عصر اليوم اطلاق سراح غالبية المعتقلين ، فيما لا يزال ثمانية على الاقل معتقلون ، وهم : د. محمد جلال هاشم ، جوليا فكري ، فاطمة عبدالله ، اعتزاز سيد احمد ، محمد عبدالغني ، تهاني قاسم ، صباح عثمان ، نجم الدين البصيري.
وقال الأستاذ عاطف عبدون الناطق الرسمى باسم اللجنة الدولية للمناهضة لاذاعة (كدنتكار) ان المحامين والمتضامنين سيتجهون الى مراكز اعتقال المحتجين للاطمئنان عليهم والسعى لاطلاق سراحهم .
وعلق متداخلون من النوبيين بمواقع التواصل الاجتماعى على الوقفة الاحتجاجية مرددين (ياتو بنادق بتمنعنا العديل والزين) فى اشارة الى انه رغم القمع والتنكيل فقد نجحت اصوات هتافات النوبيين فى الوصول الى مسامع الممولين بفندق روتانا .
وأكد النوبيون ان الاحتجاجات ستتواصل حتى هزيمة سدود الخراب والفساد ، ودعوا القوى الديمقراطية من كافة الاقاليم لتصعيد التضامن معهم فى قضيتهم العادلة وللدفاع عن اصل حضارة البلاد ومصدر فخرها .
حريات

الاثنين، 15 فبراير 2016

عندما تعيد بناء الانسان تعيد بناء السودان أيضاً

(عصام محمد عبدالقيوم – فيسبوك)‏
كان ﺍلأﺏ ﻳﺤﺎﻭﻝ أﻥ ﻳﻘﺮأ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪة ..ﻟﻜﻦ ﺍﺑﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻣﻀﺎﻳﻘﺘﻪ … ﻭﺣﻴﻦ ﺗﻌﺐ الأﺏ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﻪ ﻗﺎﻡ بإخراج ورقة ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺘﻮﻱ على ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟسودان فمزقها ﺍﻟﻰ أﺟﺰﺍﺀ ﺻﻐﻴﺮه ﻭﻗﺪﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﺍﺑﻨﻪ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ إﻋﺎﺩﺓ ﺗﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺻﺤﻴﻔﺘﻪ ﻇﺎناً أﻧﻪ سيبقي ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﺸﻐﻮلاً ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ..
إﻻ أﻧﻪ ﻟﻢ ﺗﻤﺮ ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺣﺘﻰ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻄﻔﻞ إﻟﻴﻪ ﻭﻗﺪ أﻋﺎﺩ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ …
– ﻓﺘﺴﺎءل ﺍلأﺏ :
ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ أﻣﻚ ﺗﻌﻠﻤﻚ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ؟ !!!
فرﺩ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻗﺎئلاً : ﻻ .. ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺻﻮﺭﺓ إﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍلآﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻋﺪﺕ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻋﺪﺕ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟسودان أيضاً ….
– كانت عبارة عفوية – ولكنها كانت العبارة الأجمل حتى الآن …
(عندما أعدت بناء الانسان أعدت بناء السودان أيضاً )
فالأهم بناءُ الإنسان ، كيف يمكن ان نبنى الانسان
بالتدريب
بالتعليم
بالصحة
بالامان
بالقيم
مساء الانوار المشعة …واخصكم بهذا الاشعاع الباهر :
(عندما أعدت بناء الانسان أعدت بناء السودان أيضاً).

وزير الصحة : لا نستطيع وقف هجرة الأطباء


قال وزير الصحة السوداني بحر إدريس أبوقردة، إن وزارته لا تستطيع وقف هجرة الكوادر الطبية، متعهداً بوضع سياسات تساهم في تنظيم الهجرة وحفظ حقوق الدولة والأطباء، حاثاً الدول الصديقة على الوقوف مع السودان للفائدة المشتركة من هذه الكوادر.
وناقش اجتماع موسع في حاضرة ولاية البحر الأحمر مدينة بورتسودان، يوم الأحد، ضم وزراء الصحة بالولايات المشكلات التي تعترض النظام الصحي في السودان، بمشاركة ممثلي وكالات الأمم المتحده العاملة في المجال الصحي.
وكشف أبوقردة عن ترتيبات لانعقاد مجلس القومي للتنسيق الصحي منتصف مارس المقبل من أجل التنسيق في القطاع الصحي، مؤكداً أن إصلاح النظام الصحي هو جزء من برنامج إصلاح الدولة.
وأعلن اعتماد عدد من الأوراق ستطرح خلال مجلس التنسيق، تشمل قضايا التمويل والهجرة، آملاً في الخروج برؤية متكاملة لتقوية النظام الصحي في السودان.
وأشار إلى الشراكة القائمة مع الصندوق القومي للتأمين الصحي لمعالجة قضايا التمويل، كما أشار إلى عدد من الاتفاقيات سيتم التوقيع على بين وزارته ووزارة الرعاية والضمان الاجتماعي، متمثلة في الصندوق القومي للتأمين الصحي لمعالجة قضايا تمويل العمل الصحي كافة.

لجنة قومية
وأكد الوزير التزام وزارته بتنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية بتعيين الكوادر الوسيطة في كل الولايات، مشيراً إلى إنشاء لجنة وزارية قومية لمتابعة تنفيذ القرار. وقال إنه خلال الربع الأول سيتم تعيين 75% و25% خلال بقية العام الحالي.
ورأى أن "السودان يتعرض لظلم في القطاع الصحي بالحصار المفروض عليه الذي يؤثر في الصحة، وندعو لرفع الحصار لاستفادة من دعم المجتمع الدولي، ونعلن موافقتنا على التوصيات كافة التي تصدر في هذا الاجتماع".
من جهته، أوضح وكيل وزارة الصحة عصام الدين محمد عبدالله أن وزارته سبقت الوزارات كافة في عقد مثل هذه الاجتماعات، ودرجت على عقدها دورياً، وضمت وزراء الصحة بالولايات والمديرين العامين لمناقشة قضايا السياسات الصحية، وسياسة تمويل القطاع الصحي.
وأضاف أن الاجتماع سيناقش مشروع برنامج مكافحة الملاريا الذي أجازه مجلس الوزارء مؤخراً، وتدعمه الدولة بمبلغ 100 مليون سنوياً، إضافة لمبادرة العواصم النظيفة، داعياً الولايات لتتبنى هذه المبادرة لتصبح كلها مثل مدينة بورتسودان.
ودعا إلى التوسع في معامل الصحة العامة بالولايات وإكمال النقص في المعامل بالولايات، فضلاً عن مشروع الإسعاف القومي وخلق شبكة من الإسعاف تغطي كل خدمات الرعاية الصحية، إضافة لمراجعة التقدم في البرامج القائمة، والتوسع في خدمات الرعاية الصحية وأكاديمية العلوم الصحية، ومشروع استبقاء الاختصاصيين.


شبكة الشروق

السودان.. المهددات الثلاثة

أكتب هذا المقال بصدقٍ متناهٍ وخوفٍ متعاظم ونظرة متجردة من كل شيء إلا من حب السودان وسلامة مواطنيه الطيبين الأغنياء من التعفف، وأبدأه بحكمة عميقة وقصة طريفة.. الحكمة من أهلنا الأعزاء في دارفور والتي تقول: (دنيا دبنقا دردقي بشيش) والدبنقا كما هو معلوم إناء الفخار القابل للكسر بسهولة، والطرفة (أن لصاً سطا على منزل (عزَّابة) وجدهم حوالي الثمانية نائمين في الحوش في السراير في صيف حار، دخل الغرفة مطمئناً وجمع منها كل ما يستطيع حمله وعندما همّ بالخروج وفتح باب الغرفة نظر الى السراير ووجدها خالية من أفرادها، أغلق الباب وهو في الداخل وأحكم قفله، وصار يصيح بصوتٍ عالٍ أنا الحرامي.. أنا الحرامي تعال يا بوليس حِلّني من الورطة دي) الحكمة الدارفورية وطرفة الحرامي مع العزابة تناديان بالمرونة في المواقف والتمهل والصبر في إدارة الدولة مع التحسب للجالسين الصامتين المراقبين، وهم على الرصيف مشرئبين للتحرك مع أية موجة فوضى أو رياح تغيير، ومخرجات وتوصيات الحوار المجتمعي ومداولاته الشفافة العنيفة تؤكد ذلك وتؤكد وجوب الالتزام بتنفيذها كما وعد الأخ الرئيس في صدق وقوة أكثر من مرة.

نبدأ بتشخيص الداء وحصره في ثلاثة مهددات فقط:
أولاً: مشكلة دارفور منذ اندلاع أزمة دارفور في العام 2003 حتى اليوم لم تنعم دارفور باستقرارها العظيم في الماضي قبل 2003 م.. بالرغم من كسر شوكة الحركات المسلحة وإضعافها واستقطاب عناصر محاربة خاصة بعد اتفاقات الدوحة، إلا أن الحقيقة الماثلة أن النازحين وهم قرابة المليونين ونصف المليون لم يعودوا الى مناطقهم وممارسة حياتهم الآمنة كما كانت، بل تزداد أعدادهم بسبب التفلتات المتفرقة ومواصلة الحروب خاصة في جبل مرة- أدت الصراعات القبلية والمواجهات الدامية أقواها كانت بين المعاليا والرزيقات التي راح ضحيتها أكثر من خمسمائة شخص في أيام قليلة، وفي الوقت نفسه ما زال الصرف كبيراً على الأمن، إذ أن قوات الأمن ما زالت في حالة استعداد عالٍ.. تغيرت الأوضاع كثيراً في الجانب العسكري لصالح القوات المسلحة، وتمت زيادة الولايات من ثلاث الى خمس، وتم تبديل الولاة وإنشاء السلطة الاقليمية في دارفور.. كل هذه التغييرات لم تحسن وضع النازحين واللاجئين وهو ما يهم المجتمع الدولي، وقد يدعوه ذلك الى تدخل أكبر وأشمل – الشيء الوحيد الذي لم يتم تغييره هو إعادة دارفور الى اقليم واحد وإلغاء الولايات الخمس، خاصة وأن مؤشرات الاستفتاء تشير الى الحفاظ عليها بوضعها الراهن، وذلك نسبة لدعم الحكومة ومجموعات دارفور التي والتها مؤخراً في هذا التوجه.. أما المطالبون باقليم واحد هم كل الحركات المسلحة في الخارج وحزب التحرير والعدالة برئاسة السيسي والنازحين خاصة من جبل مرة.. المطالبون بالولايات الخمس ينظرون فقط الى مصالح مناطقهم دون أي اعتبار لدارفور الكبرى التي كانت في يوم ما سلطنة ذات سيادة انضمت للسودان عام 1916م.. والحكومة في استراتيجيتها لإضعاف حركات دارفور المدنية والمسلحة تسعى الى الحفاظ على هذا التباين والتشظي وقد يطالب آخرون بمزيد من الولايات خاصة في شمال دارفور- عدم استتباب الأمن واستقرار النازحين طوال الأعوام التي أعقبت اتفاقات الدوحة يؤكد أن المتغير الوحيد الذي لم يُجرَّب هو إعادة دارفور الى اقليم واحد.. النظرة المتجردة وبعيدة عن المصالح الشخصية الضيقة والاستراتيجيات غير السليمة وغير المستدامة، تكشف عن ضرورة إعادة دارفور الى اقليم واحد للأسباب الآتية:
أولاً: الاقليم الواحد يحقق أهم مطلب للحركات المسلحة والناشطين الدارفوريين في الخارج والداخل، وبتحقيقه سوف تنتفي بدرجة كبيرة أسباب المعارضة والاغتراب، وتسود ثقة مطلوبة للمعارضين تجعلهم ينخرطون في الحوار الوطني لمناقشة بقية التفاصيل الميسورة ولا اختلاف مبدئي عليها بين كافة الأطراف.
ثانياً: عودة دارفور لاقليم واحد يزيل كل الأطماع القبلية في الاستفادة من الثروات التي بدأت تتكشف في مناطق محددة في دارفور، وبذلك تخمد قنابل النزاعات القبلية الدامية مثل ما حدث مؤخراً بين المعاليا والرزيقات، إذ ستكون الثروات في أية بقعة من بقاع دارفور نعمة مشتركة لكل مواطني الاقليم بغض النظر عن مكان تواجدها، وبذلك تنتفي أهم أسباب المواجهات القبلية الدامية التي ظهرت مؤخراً.
ثالثاً: تخفيض تكلفة الحكم الباهظة بنسبة لا تقل عن 50% يمكن أن توجه الى بنود تجويد الخدمات والتوزيع العادل لللثروة والخدمات الأساسية، ولإزالة أية تشوهات بسبب عدم اتساق الحكم الفدرالي يعاد تقسيم كل السودان الى أقاليمه السابقة، وبذلك ينتفي تفرد دارفور الكبرى في حكم مختلف عن باقي السودان.
المهدد الثاني هو عدم استقرار المنطقتين- جنوب كردفان والنيل الأزرق، واللتان بلغ فيهما عدد المتأثرين مليون ومائتي ألف شخص- حسب تقارير الأمم المتحدة- يتم حسم هذا الأمر وإبطال مفعول قنابله بالالتزام بتطبيق القرار 2046 الأممي، والذي فيه تنفيذ الاتفاقية الإطارية – والإطارية هذه في بنودها المهمة تطالب بوقف الحروب، وحل قوات قطاع الشمال ودمجها في القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، مقابل السماح لها بتكوين حزب سياسي وفق قوانين البلاد.. باقي البنود أشياء عامة تنادي بحل شامل لقضايا السودان، وهي ما يدور الآن بكل شفافية وحرية في مداولات الحوار الوطني السياسي والحوار المجتمعي، والاطارية ليست كلها في صالح قطاع الشمال، ولا هي خصم على ثوابت تزعج الحكومة، فقط يمكن إضافة اقليمين الى الأقاليم الستة القديمة ليصبح الحكم الفدرالي في ثمانية أقاليم بدلاً عن الستة.
لا داعٍ للإطالة والانزلاق في لزوجة مخططات لجنة امبيكي وضبابية مواقف الاتحاد الأوروبي وأمريكا (هات من الآخر- دايرين اقليمين حسب اتفاقية نيفاشا وتكوين حزب سياسي، حِلِّوا قواتكم حتى نستوعبها لكم في جيش السودان القومي الواحد، وذلك في مدى زمني لا يتعدى الستة أشهر وكفى الله المؤمنين القتال).
المهدد الثالث وهو التدهور الاقتصادي الناجم عن الحصار والعقوبات الأمريكية المعلنة، وحصار الاتحاد الأوروبي غير المعلن في ظل تردد وتباطؤ الأخوة العرب في دول الخليج في تقديم الدعم النقدي العاجل المنقذ للسودان من الانهيار الاقتصادي الكامل، كما فعلت تلك الدول مع النظام المصري الجديد بقيادة المشير السيسي فور انقلابه على حكومة الاخوان المسلمين المنتخبة ديمقراطياً.. إذ قامت بدعمه في أيام قليلة بحوالي 12 مليار دولار.. يجب أن تعلم هذه الدول أن السودان اليوم لا يملك أي مصدر لعملات أجنبية بسبب تدني انتاج وأسعار البترول، وصادرات الزراعة بشقيها النباتي والحيواني، وفقدان الحكومة السيطرة على انتاج وصادر الصمغ العربي، وضعف سيطرتها على ثروات التعدين خاصة الذهب الذي هو الآن تحت نشاط التعدين الأهلي والشركات الخاصة.. يجب أن تعلم هذه الدول أن انهيار السودان ودخوله في فوضى يؤثر مباشرة في أمنهم وسلامة أراضيهم ومواطنيهم بحكم موقعه الاستراتيجي، لكن يبدو أن هناك أسباباً غير معلومة لنا في اتساق هذا التردد في الدعم العاجل للسودان مع مواقف امريكا والاتحاد الأوربي في مواصلة الحصار الاقتصادي المعلن وغير المعلن، وأن هناك شيئاً مشتركاً بين هذه المواقف.. ماذا يمكن أن يفعل السودان أكثر مما اتخذه الرئيس البشير في شجاعة وقوة بالانضمام الى الحلف السعودي المصري في اليمن والمشاركة الفعلية فيه، ثم قطع العلاقات التاريخية مع ايران، وأخيراً فتح الحدود بين الشمال والجنوب لدواع اإنسانية وإعلانه عن اقتراب وحدة البلدين.. أليس في ذلك مؤشر واضح بأن الأخ الرئيس يقود ويمضي في تغيير جذري في السودان، يضمن استقراره وسلامة مواطنيه وتماسكهم حتى يلعب دوراً مختلفاً في المحافظة على أمن المنطقة الملتهبة الآن.
يجب أن نعلم هذا الشيء المشترك الذي يجمع بين التلكؤ والدعم العاجل النقدي، وبين مواصلة الحصار الاقتصادي والعقوبات الأمريكية والأوربية، ويجب أن نُعْلِمهم أن السودان تحت قيادة البشير ماضٍ في تغييرات جذرية ومصالحة وطنية حقيقية، تظهره في وجه جديد يدعم استقرار المنطقة.
والله الموفق.

تقرير: عمر البكري أبو حراز
اخر لحظة

الأحد، 14 فبراير 2016

الغواصات الإسرائيلية.. تعمل بكثافة لمراقبة شرق السودان “عين داود الثاقبة” تنظر بعيداً


في ذلك الصباح نهض ناصر عوض الله احمد سعيد أحد مواطني مدينة بورتسودان وطلب من ابنته أن تستعد ليقلها في طريقه الى المدرسة.. أدار ناصر محرك عربته (البرادو) وأوصل ابنته الى مدرستها، وعند طريق عودته وعند مدخل بحي (اللالوبة) الواقع على بعد 500 متر من رئاسة الدفاع الجوي بمدينة بورتسودان، انقضت عليه طائرة إسرائيلية، وقصفت عربته البرادو وذلك في صباح الثلاثاء الخامس من أبريل 2011م. القصف أصاب ناصر ابن الخامسة والستين عاماً في مقتل، وسارعت الحكومة السودانية باتهام تل أبيب بالقصف بيد أن صحف إسرائيلية ذكرت أن الغارة الجوية تأتي في سياق الدفاع عن أمن إسرائيل، وفي سياق وقف تهريب الأسلحة، من إيران الى حركة «حماس» في قطاع غزة عن طريق السودان ومصر.
سيناريو التجسس
يبدو أن حادثة مقتل ناصر سعيد، ستطفو الى السطح مجدداً، وخصوصاً بعدما كثفت إسرائيل من استخدام الغواصات لمراقبة شرق السودان، بحثاً عن معلومات استخباراتية. وهو ما يعيد أيضاً الى الأضواء حالات الاعتداءات الإسرائيلية على السودان. وخاصة في شرقه، وهنا يظهر السؤال لماذا البحر الأحمر تحديداً خاصة إذا ربطناها بجلب إسرائيل لغواصات ألمانية في قلب البحر الأحمر؟
غواصات استخباراتية
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد كشفت بأن الجيش الإسرائيلي كثف من استخدام غواصات لجمع معلومات استخبارية عن أهداف في لبنان وسيناء وعلى سواحل السودان الشرقية في البحر الأحمر، وكشف مسئول استخباراتي إسرائيلي أن الغواصات تقوم بدور مركزي في مراقبة عمليات نقل السلاح من حزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة الفلسطيني، مشيراً الى أن الغواصات أدت دوراً في رصد تحركات نقل السلاح .. فما هي حكاية الغواصات الألمانية التى جاءت إسرائيل بها إلى البحر الأحمر؟
قصف متعدد والسبب واحد
الحقيقة هي أن الحجة التى استخدمتها تل أبيب لقصف عربة المواطن ناصر ببورتسودان هي ذاتها التى استخدمتها لتبريرها قصف قافلة للمواطنين بولاية كسلا حيث كشفت تقارير أمريكية سابقة أن الطائرات الحربية الإسرائيلية نفذت هجوماً ضد قافلة من الشاحنات في السودان بحجة أنها تحمل أسلحة متجهة الى قطاع غزة عبر سيناء وفقاً لشبكة سي بي اس الأميركية .وأفادت شبكة التلفزيون الأمريكية أن طائرات من سلاح الجو الإسرائيلي أغارت على قافلة شاحنات في السودان كانت تنقل أسلحة الى حركة حماس في قطاع غزة؛ مما أسفر عن تدمير 17 شاحنة ومقتل 39 شخصاً بينهم سودانيون وإثيوبيون وإريتريون. ونقلت المواقع الإسرائيلية عن الشبكة الأميريكية أن 39 شخصاً قتلوا في الهجوم الذى جاء بتنسيق أمريكي كامل وتحت عنوان مكافحة الإرهاب الدولي .وأضافت أن هذه الشاحنات التى انطلقت من السودان كانت محملة بأسلحة وذخائر كانت في طريقها الى شبه جزيرة سيناء المصرية ومنها الى قطاع غزة عبر الأنفاق.
قصف اليرموك
ومعلوم أن إسرائيل سبق أن قصفت مصنع اليرموك للتصنيع الحربي جنوبي الخرطوم حيث كشف موقع “والا” الإخباري الإسرائيلي تفاصيل خطيرة عن القصف، مستنداً على مصادر استخبارية غربية. وقال الموقع الإسرائيلى، إنه وفقاً لمصادر أمنية غربية، فقد قامت القوات الجوية الإسرائيلية بالتحليق لمدة أربع ساعات من إسرائيل حتى وصولها لجنوب الخرطوم، واخترقت أنظم الدفاع الجوي الموجودة جنوب البحر الأحمر، والتى تراقب المياه الدولية هناك، كما أنها اجتازت نظام الرادار فى السودان. وكشف الموقع الإسرائيلى، أن الطائرات الإسرائيلية كانت على أتم الاستعداد فى تمام الساعة العاشرة مساء في يوم القصف، وأنه قبل ساعات قليلة من القصف حلقت مروحيتان على ارتفاع منخفض فوق البحر الأحمر، ثم قامت القوات الخاصة الإسرائيلية بتشكيل فريق إنقاذ بالقرب من السواحل السودانية فى حال اضطر أحد الطيارين الإسرائيليين للهبوط اضطرارياً فى الظلام، وظلوا منتظرين حتى وصول الطائرات المقاتلة، وبعد 90 دقيقة انضمت الطائرة المزودة للوقود للسرب الإسرائيلى قبل الدخول للسودان حتى تتلاشى خطر فقدان خزانات الوقود بشكل كامل، مضيفاً أنه فى هذه المرحلة تعطلت الرادارات الخاصة بالدفاع الجوي السوداني ورادارات مطار الخرطوم، وبعد الهجوم وجه الطيارون الإسرائيليون رسالة للقيادة فى تل أبيب مفادها، “أن العملية تمت على ما يرام والجنود فى طريقهم إلى البيت”. وقال الموقع الإخباري الإسرائيلي، إن التخطيط للعملية العسكرية من جانب تل أبيب تم عقب العثور على وثائق خاصة بالقيادي بحركة حماس محمود المبحوح، الذى تم اغتياله على يد عناصر من جهاز الموساد عام 2010 في “دبي”. وأوضح الموقع الإسرائيلى، أن حوالى 8 طائرات من طراز F-15 كانت تحمل قنبلتين تزن أربعة أطنان هاجمت مجمع “اليرموك” جنوب غرب الخرطوم، مشيراً إلى أن صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية أكدت هذه المعلومات أيضاً من خلال تقارير أجنبية حصلت عليها من عدة مصادر للمعلومات، مشيرة إلى أن الهجوم تم الاستعداد له منذ حوالى عامين.
مضمار دولي
إذن من خلال الغارات الإسرائيلية المختلفة نلاحظ أن البحر الأحمر يشكل نقطة الانطلاق لإسرائيل لذلك لم يكن غريباً أن تأتي إسرائيل بغواصات ألمانية إلى البحر الأحمر ويؤكد المراقبون على أن منطقة البحر الأحمر تمثل بؤرة صراع (جيوسياسي) منذ التاريخ القديم، مؤكدين أن ما يجري في البحر الأحمر يؤثر تأثيراً مباشراً على الأمن القومي الإسرائيلي خاصة وأن هذه المنطقة تربط الشرق بالغرب وكل الصراع الذي يدور الآن هو في الشرق الأوسط خاصة صراع المصالح وبالتالي فإن الأمر البديهي ألا تكون تل أبيب بعيدة من هذه المنطقة وفي هذا يؤكد الخبير العسكري الفريق محمد بشير سليمان أن اهتمام إسرائيل لا يأتي في الغواصات فقط ولكنه يأتي في الإطار العام للحصول على المعلومات من لدن الأقمار الصناعية والتجسس الإلكتروني الذي تمارسه إسرائيل وليس إسرائيل وحدها بل كل الدول الكبرى التى تبدي اهتماماً بالمنطقة، وقال محمد بشير لـ(الصيحة) أن إسرائيل بحسب الموقع المميز للبحر الأحمر كان لا بد لها أن تتحسب، لأنه يمثل لديها بعداً للأمن القومي وأمن تل أبيب كما هو معلوم للجميع جزء أصيل من أجزاء الأمن القومي الأمريكي.
ضربة استباقية
ويؤكد “سليمان” على أن إسرائيل كلما راقبت أمنها جيداً في البحر الأحمر ساعدها ذلك على توجيه ضربة استباقية لإجهاض أي مشروع يهدد أمنها القومي، وقال سليمان إن منطقة البحر الأحمر تمثل مرتعاً لمرور السلاح خاصة أن تلك المنطقة تربط بين الشرق والغرب وهي التى تدور حولها الصراعات سواء كان في سيناء والجماعات الإسلامية أو القاعدة في الصومال إضافة الى الحروب التى تضج بها منطقة الشرق الأوسط؛ لذلك – يؤكد سليمان – أن منطقة البحر الأحمر تعتبر بمثابة الموقع الاستراتيجي والأمني المهم لإسرائيل ودول العالم الكبرى.
الغواصات على الخط
إسرائيل أدخلت الغواصات في البحر الأحمر كما يقول الخبير العسكري العميد ساتي سوركتي لأنها تحتوي على أجهزة رصد دقيقة والكترونية متقدمة حسب حداثة الغواصات، وهي “تعمل كالرصد الجوي لأنها تحمل نظاماً للشاشات الداخلية”. ولكن ما هي مميزات الغواصات الألمانية التى جلبتها إسرائيل لتراقب بها منطقة البحر الأحمر؟ المراقبون العسكريون قالوا إن مميزات الغواصات الألمانية التى جلبتها إسرائيل تتمثل في كونها تعمل بالديزل والكهرباء – والطاقم الخاص بالغواصة مكون من 30 مقاتلاً – كما أن أقصى عمق للغواصة 250 متراً تحت سطح الماء. وطول غاطس الغواصة 62 متر، واتساعه 7.6 أمتار وارتفاعه 5.8 أمتار. وتسير الغواصة بسرعة 10 عقدة فى الساعة فوق سطح الماء و22 تحت سطح الماء. كما أن الغواصة مزودة بأنظمة تتحكم فى إطلاق الطوربيدات بالإضافة إلى أنظمة تحكم اليكترونية للأسلحة خلال عمليات الإطلاق. كما أنها مزودة بنظام تحكم عن بعد يعمل آلياً، بالإضافة إلى قدرتها على تنفيذ وظائف الدعم والملاحة. ويحتوي مقدم الغواصة على 8 منصات إطلاق للطوربيدات، ويمكن للغواصة الواحدة أن تحمل عدداً من التوربيدات يصل إلى 14 توربيداً كما أنها مزودة بسارٍ له تقنية الاستشعار بنظام “الإبترونيك” وهي تكنولوجيا تجمع بين الاستخدام الإليكتروني مع الضوء، بالإضافة إلى تزويدها بكاميرا تلفزيونية ملونة عالية الوضوح، وملتقط صور حراري من الجيل الثالث، وهناك كاميرات مزودة بأنظمة تحديد اتجاهات ملاحية متقدمة. – وهي مزودة بنظام قياسات الدعم الإلكتروني وبها رادار للإنذار المبكر، ووحدة إرسال إشارية ومنظومة للحرب الإليكترونية. أما نظام الرادار الخاص بالغواصة فهو يرسل ويستقبل المعلومات، التى يتم رصدها من خلال أنظمة تحديد الاتجاه والاستشعار “الإبترونيك” الموجود بالساري.. ويبدو أن جهاز الموساد الإسرائيلي الذي يُطلق عليه إعلامياً لقب عين داود الثاقبة يخطط لأن ينظر بعيداً حيث الخطر القادم من الساحل.
  
الصيحة


فتحي الضو في أول ندوة عن كتابه المثير للجدل "بيت العنكبوت"

بدعوة من التحالف الديمقراطى بأريزونا، وفي إطار سلسلة من الندوات التعبوية، يتحدث الكاتب الصحافي فتحي الضو في أولى ندواته حول كتابه المثير للجدل الذي صدر الشهر الماضي بعنوان (بيت العنكبوت/ أسرار الجهاز السري للحركة الإسلاموية السودانية).
 حيث سيتحدث المؤلف عن انعكاسات الكتاب على الوضع السياسي الراهن، وملابسات صدوره، والظروف التي جعلته متاحاً للنشر.
الجدير بالذكر أن الكتاب الذي طًبع في القاهرة، لم تكتف السلطات الأمنية بمنع دخوله البلاد وإنما عملت على مصادرة النسخ التي حملها معهم القادمون من العاصمة المصرية، وبدأت حملات تفتيشية على المكتبات من حين لآخر.
سيقوم المؤلف بالتوقيع على نسخ من الكتاب التي ستكون متوفرة في الندوة
كما يوزع الكتاب حالياً في شركة أمازون www.Amazon.com    
www.createspace.com وفرعها الآخر
Spider House - Fathi Aldaw تحت عنوان