سمير عطا الله |
قال السيد رئيس وزراء العراق حيدر العبادي إن الأسرة الدولية مسؤولة عن تمدد «داعش» المتفاقم في بلاده وبلاد الآخرين. وقال وزير دفاع أميركا إنه مفاجأ بعدم نية الجيش العراقي في القتال، بعدما صرفت الولايات المتحدة 21 مليار دولار على تدريبه. وكان العبادي قال في الأيام الأولى لحكومته، إن 50 ألف جندي وهمي كانوا يتقاضون رواتب حقيقية من حكومة «دولة القانون» لمهمة واحدة: عدم الحضور إلا لقبض الرواتب.
العبادي ليس له شرف الريادة. كل خسارة حمّلناها على الغير. في الماضي كان اسمها الإمبريالية، والآن تدلل باسم الأسرة الدولية. كنا نريد أميركا أن تخرج، والآن نشتمها، أين أنتِ يا أميركا؟ وبشار الأسد كان يريد محقها، لكنه لدى أول تصريح من جون كيري، هتف «ننتظر أفعالاً لا أقوالاً». وقد تراجع كيري عن «زلة اللسان» ولم يتراجع الأسد عن الرد العفوي.
بعد عام على ظهور «داعش» في الموصل، ما تزال أمة بأكملها تتساءل: من يقف خلفها؟ تسيطر الآن «داعش» على نحو 350 ألف كيلومتر مربع، وتتراجع أمامها القوات العراقية والسورية. وبكل فخر واعتزاز، تدفع الدولتان بالميليشيات للدفاع عن مدنهما وعسكرهما. ونحن نحمّل المسؤولية «الأسرة الدولية». تلك الأسرة الغاصبة التي جعلتنا نصرف ثروات الأمة وخيراتها منذ نصف قرن على البواسل والنشامى وأمهات المعارك. وإذا بنا نسأل كيف لعشرين، أو خمسين ألفا من قطاعي الرؤوس، أن يهزموا جيوشنا في ثكناتهم وأرضهم ومطاراتهم، ومعسكراتهم؟. السبب واضح: أنها الأسرة الدولية. انتظرناهم من الشرق فجاءوا من الغرب. والآن يعد قاسم سليماني بمفاجآت في سوريا، يرافقه قائد عسكري سوري. أما الذي يتحدث ويعد، فهو اللواء الإيراني المتنقل، بالصوت والصورة، من بوادي العراق إلى الساحل السوري.
هذا الجزء من «الأسرة الدولية»، أي روسيا وإيران وفنزويلا وكوريا الشمالية، لا يتحمل أي مسؤولية. مع حلفاء من هذا النوع لا حاجة إلى اعداد. والمشكلة أن الهزيمة ليست فقط في الميدان، بل في الكلام أيضا. من يسمع تبريرات خسارة الرمادي وتدمر، يدرك أن الذي سقط ليس فقط الحدود الرسمية، بل حدود الاستغباء للآخرين. ينسى هؤلاء أن العالم يسمعنا، وأن الأمم تراقب تهاوي الصمود وانهيار التصدي، وترمّد كل ما بُثَّ في الغبار من شعارات وخداع وهوائيات.
مثل الهوائيات العربية، مثل القصف الدولي لـ«داعش». الطائرات ترمي القنابل، و«داعش» تستولي على الدبابات والمصفحات و«الهمفيات». لم نعد نعرف من يضحك منّا ومن يضحك علينا.
الشرق الأوسط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق