الصفحات

الجمعة، 26 يونيو 2015

الذين رسبوا 117 ألف



بسم الله الرحمن الرحيم

احمد المصطفى ابراهيم

في البدء تعازينا للأخت وزيرة التربية والتعليم خاصة في وفاة شقيقها وللشعب السوداني في فقيد الطب وكبير الجراحين الذي لم يذكر الا ذكر بخير ويا لها من شهادة، اللهم ارحم عبدك مستر محمد عبد الرازق رحمة واسعة وأجرنا في مصيبتنا.
حديث الصحف في الاسبوع الماضي معظمه كان عن نتيجة الشهادة السودانية ونسبة النجاح ودار جدل جميل حول تفوق المدارس الحكومية على المدارس الخاصة كل نظر اليه من زاوية بعضهم اعتبر التفوق هو عدد من بالمائة الاولى والطرف الآخر ذهب الى التحصيل والاحصاء الكلي.
أما أنا فأريد أن أفعل كما فعل استاذنا في المدرسة الوسطى في ستينات القرن الماضي يوم وقف ليتلو النتيجة فقال الأول فلان الفلاني استغرب كل الطلاب كيف لفلان ان يكون الاول، فأماط دهشتهم بحركة درامية وقال: معليش كنت ماسك الورقة مقلوبة.
دعونا من المئة الاوائل الراسبون 117ألف طالب ومجموع الجالسين 450 ألف تقريباً إي 26% رسبوا تماماً هنا مربط الفرس. كل تقويم وتقييم للتعليم يجب أن يبدأ من هنا. أين درس هؤلاء 117 ألف طالب وطالبة؟ الولاية الأكثر عدداً؟ ولماذا؟ ما أسباب الرسوب؟ وما نوع الرسوب؟ هل رسبوا في المواد الاساسية؟ التربية الاسلامية واللغة العربية أم رسبوا في المجموع؟ وإجابة أي من السؤالين أعلاها تتفرع منها أسئلة أخرى؟ وسؤال مثل هل كان الرسوب في مدارس بعينها دون الأخرى؟ ولماذا؟ هل المدارس ذات النصيب الأكبر من الرسوب حكومية أم خاصة؟ ما هي أسباب الرسوب تقصير حكومي أم مجتمعي؟ هل أكثر الراسبين من البنين أم من البنات؟ وفي هذه يمكن ان استبق الدراسة التي اتمناها واقول عدد الاولاد الراسبين أكبر من البنات وهنا يجب ان تقوم عدة وزارات بدورها لماذا عزوف الاولاد وعدم اهتمامهم بالدراسة ومتى بدأت هذه المشكلة؟ وكيف الحل؟
على كل وزارات التعليم فيما أرى أن تبدأ تحليلها وتقيمها من الذين رسبوا. لماذا رسبوا؟ وكيف رسبوا؟ هل كانت مدارسهم مكتملة؟ من حيث عدد المدرسين (لاحظوا قلت عدد ولم اتطرق لنوع المدرسين ومؤهلاتهم وتدريبهم) مجرد عدد هل كان مكتملاً؟ هل كانت الكتب متوفرة؟ هل توجد معامل؟ كم عدد ايام عامهم الدراسي؟
لابد من لغة علمية غير لغة الاعلام لمعالجة القصور في التعليم؟ ما نراه في الشاشات والقنوات الفضائية هو جزء يسير من المشكلة وليس كل المشكلة، صور الاولاد والبنات ونسبتهم المئوية التي تعرض لجلب مزيد من الزبائن لا تكفي مؤشراً على حال التعليم العام والذي هو أساس بناء الأمم.
أتكفي هذه ال 24 استفهامات أم أزيد؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق