الصفحات

الخميس، 4 يونيو 2015

شوارع الخرطوم

د. ناهد قرناص


كانت هناك اغنية نرددها ايام الشباب ..واعتقد انها لازالت موجودة في ساحة أغاني البنات …الاغنية بها مقطع يثير فينا شجونا وخواطر جميلة نحن ابناء الولايات التي كانت تسمى اقاليم في ذلك الزمن ..المقطع يقول ( ..تتذكر أيامنا ديك في بحري.. شارع المعونة)… وكانت عبارة شارع المعونة تجعلني اتخيل تلك الشوارع العريضة ذات المسارات المختلفة ..المزينة بالاشجار الظليلة ..والتي بها مواقف محددة لوقوف البصات ..وخطوط واضحة لعبور المشاة …شوارع كتلك التي تظهر في الافلام …والا لماذا يخلد اسمه في الاغنيات ؟؟؟؟.
كانت الخرطوم سدرة منتهى احلام ساكني الولايات زي حلاتنا ….كبرنا وكبرت احلامنا واتت بنا الدراسة الى الخرطوم …وذهبت شخصيا الى شارع المعونة (مخصوص)… لتقتلني الحسرة عليه ..فقد اكتشفت انه شارع اكل عليه الدهر وشرب ..لا يخلو من حفر ومطبات ..وليس هو لوحده ..تقريبا كل شوارع العاصمة تشكو الشيخوخة المبكرة اللهم الا شارع النيل الحديث ….شوارع اتمنى ان يكشف لنا احد ماهية المادة التي تم رصفها بها ..فيبدو ان لها قرابة ما بالثعابين …فهي تتقشر بعد مرور اقل من شهرين ..ولكن الاختلاف ان الثعابين تجدد جلدها… بينما تظل شوارعنا ..عارية …كاشفة باطنها…بل تتفوق الشوارع بالمحافظة على عدد الحفر والتي حفظتها السيارات عن ظهر قلب …غيب وتعال ستجد الحفرة …ياها الحفرة.
ما الذي دعاني للبكاء على شوارع الخرطوم ؟؟؟؟هو ذلك الخبر الذي تناولته وسائل الاعلام قبل فترة ليست بالبعيدة ..بان السيد الوالي بصدد احضار بصات حديثة والمرة دي (اوكورديون عديل ) …والحقيقة وبي صراحة ..تجيب بصات جديدة ما فيها شئ …لكن اتمنى ان كانت طلبية البصات مرفقة معاها (السلطة والمقبلات) اقصد ان تاتي البصات و شوارعها معها ..او على الاقل بالمساحات التي تتيح لها (لفة الاوكورديون دي)..والا حنعيد الفيلم الذي تكرر كثيرا …وستنتهي البصات كما انتهت سابقتها …ونظل في ذات الدوامة (لافين صينية).
الحل ربما كان غريبا ولكن انقله لكم …كما سمعته من لمبة عبقرينو : عاصمة جديدة نبدأها من الصفر …كما فعلت ماليزيا في بتروجايا ..كما فعلت نيجيريا في أبوجا …عاصمة جديدة يتم تخطيطها بدقة …شوارع واسعة ذات مسارات متعددة ومخارج مدروسة …شوارع تستطيع بصات الاكورديون ان تسير فيها دون ان تتعثر بحفرة …بنى تحتية ومصارف للامطار …عاصمة لا تغرق (في شبر موية )….عاصمة يمكن ان (يعزف ) فيها بص الاكورديون لحنا جميلا ..فقد هرمنا ..ومللنا النشاز ….و (قالوا لي في الخرطوم جنينة البلدية …وقالوا لي كان شفتي الفسحة بالعصرية )…وووصباحكم خير

د. ناهد قرناص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق