الصفحات

الاثنين، 15 يونيو 2015

فنانون سودانيون يتبنّون مبادرة لفك الإرتباط بين الإبداع والمخدرات !



الخرطوم ـ «القدس العربي»:

 ينشط عدد من المبدعين السودانيين في لعب دور مؤثر وفعال في مكافحة تعالطي المخدرات، ومن ضمن الأنشطة التي تقام في هذا الاتجاه ،عقدت اللجنة القومية لمكافحة المخدرات بالسودان، ورشة بعنوان «دور الفنون والموسيقي في مكافحة المخدرات» وذلك بمسرح الفنون الشعبية بأمدرمان .
الفنان عبد القادر سالم عضو اللجنة «دكتواره في الموسيقى والغناء» أكد ضرورة التعاون المجتمعي للوقوف في وجه ما وصفه بالظاهرة غير الحميدة، مشيرا إلى أن هذه اللجنة تقوم بالتوعية بمخاطر المخدرات بطرق مختلفة منذ عدة سنوات . وقال الشاعر التجاني حاج موسي «عضو اللجنة القومية لمكافحة المخدرات» إن الشراكة بين اللجنة وبين قبيلة المبدعين مهمة جدا، ودعا إلى نشر ثقافة محاربة .
البروفيسور الجزولي دفع الله رئيس اللجنة القومية لمكافحة المخدرات ورئيس وزراء حكومة إنتفاضة أبريل بالسودان» قال إن أعمال اللجنة تتمثّل في عدة محاور أهمها نشر الوعي بمخاطر المخدرات والمساهمة في صياغة القوانين التي تحكم مكافحة المخدرات وأيضا من أهدافها إعادة المدمن إلى المجتمع والمبادرة والاتصال بالمنظمات وتنسيق العمل الطوعي في مكافحة المخدرات».
وقال البروفيسور الجزولي دفع الله إنّ الغناء يمثل أداة مهمة لمحاربة هذه الظاهرة ، مؤكدا دور الفنون في الحياة العامة قائلا إن أي نشاط اجتماعي لابد أن تصاحبه الموسيقي والغناء مشيرا إلى أنّ الفن بصورة عامة «مسرح وغناء وشعر» مربوط بالجمال وهو ضد القبح وضد المخدرات لأنها قبح.
وعدّد أغان مشهورة تتحدث عن القيم وهي بالضرورة تكافح المخدرات والعادات السالبة. وطالب مشاركة المسرحيين والتشكيليين بتكوين كيان «فنانين ضد المخدرات».
وقال اللواء شرطة المكي محمد المكي مدير الادارة العامة لمكافحة المخدرات وعضو اللجنة القومية لمكافحة المخدرات «إننا نعمل في شقين لمكافحة المخدرات وذلك من خلال خفض العرض وخفض الطلب وتقليل الأضرار وهي محاور عالمية وفيما يتعلق بخفض الطلب فان الجهد ينحصر في التوعية والتبصير بهذا .
وأضاف اللواء أنهم أجروا لقاءات مع عدد من الفرق المسرحية والدراميين ونفى أن تكون هنالك علاقة بين الإبداع والمخدرات لأن المتعاطي يصبح شخصا غير طبيعي كما أشار اللواء المكي محمد المكي إلى التناول السالب باشاعة أن متعاطي المخدرات شخص مبدع كما هو وراد في كثيرا من النكات والأعمال المسرحية التي تروج لهذا الفهم المغلوط.
وقال: «قد قدمنا اوبريتا في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات من خلال عدد من المبدعين حيث دعوا في مضمونه إلى عدم التعاطي، إضافة لتوضيح الاثار السالبة للمخدرات» وأوضح أن للصحافة والاذاعات دورا واضحا في هذه القضية بتقديم البرامج والمواد التي تبيّن أضرار المخدرات وقال إن الضحك علي نكات المخدرات هو نوع من السخرية وليس الاعجاب باعتبار أنه شيء خارج عن العادة والسياق العادي.
اللواء دكتور كمال عمر عضو اللجنة القومية لمكافحة المخدرات أوضح أن الإبداع لا يكون بتناول المخدرات كما يتوهم الكثيرون وأشار إلى أن المبدعين الحقيقيين لا يتناولون المخدرات وأشار إلى وجود تعاون مع عدد من الفنانين لفك الإرتباط بين الإبداع والمخدرات.
الفريق نور الهدي الشفيع استشاري الطب النفسي قالت إن المدمن يجب ان يعامل معاملة المريض، لكنها إشارت إلى ضرورة أن يخلو هذا التعامل كل أنواع القسوة وأضافت: «ففي حالة وجود حالة إدمان عند الأسر المجاورة يجب علي المجتمع التعامل بكل وعي مع هذه الحالة و نتمني ان يتعامل المجتمع مع المدمن بطريقة جيدة كما انبه الاب والام للاستعانة بالجهات المعنية في حالة وجود مدمن بين افراد الاسرة حيث اننا نسعي لمعالجة كل انوع الادمان التي تعيق عن أداء الواجبات الحياتية فمن اهم ادوار الاادارة العامة لمكافحة المخدرات هي عون ومساعدة المدمن علي العودة إلى مجتمعه».
وكشفت دراسة أعدها الدكتور أنس ابنعوف أن 21% من طلاب الطب في الجامعات السودانيه تعاطوا المخدرات ومنهم من استمر في التعاطي حتى الآن وقال إن النكات المتعلقة «بالمساطيل» ومتعاطي المخدرات هي من أكبر الاسباب التي تؤدي إلى انتشار المخدرات بالسودان ،مؤكدا انتشار المخدرات وسط الشباب ،خاصة الطلاب في المرحلتين الثانوية والجامعية.
وكان موقع «سودان تريبيون» قد أوضح قلق الادارة العامة لمكافحة المخدرات من التنامى (الجنوني) لنسبة تعاطى المخدرات فى السودان وكشفت عن زيادة النسبة إلى 34% وقالت إن معظم المتعاطيين من الطلاب والطالبات وصغار السن وفقا للبلاغات المدونة.
وجاء أن الخرطوم تستهلك 65% من انتاج السودان وبلغت كمية المضبوط من المخدرات فى العام 2011 (6) طن ليرتفع فى العام 2012 إلى (36) طن أي ما يعادل حمولة (16) سيارة نقل.


صلاح الدين مصطفى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق