الصفحات

الجمعة، 26 يونيو 2015

مساجد السلطان و لعب الكنكان !!

حسن وراق
حسن وراق
@ عظمة الشعب السوداني لن تنالها الديكتاتوريات الحاكمة التي في سبيل البقاء طويلا في كراسي الحكم تعمل علي تدمير وحدته ، مثله واخلاقه و لإفساد عقيدته بتشجيع الاتجاهات الدينية الهدامة والإرهابية والمتزمتة وتجعل منه شعبا مفككا تطبيقا لفلسفة الاستعمار ، (فرق تسد) . كل الديكتاتوريات تخشي التجمعات حتي لو كانت في المساجد التي احتوت أئمتها ووضعتهم تحت إبطها ،افسدتهم وابتزتهم و ارهبتهم حتي صاروا اداة طيعة ينفذون ما يأتيهم من ما يسمي بادارة العقيدة والدعوة و توجيه خطبة الجمعة والمناسبات والأعياد وفق ما يريد السلطان و اجهزته القمعية . اصبحت المساجد بعيدة كل البعد عن حياة المواطن اليومية ومشاكله وأصبح الأئمة مدجنين و مكبلين ورسالة المسجد منذ عهد الصحابة والسلف تهتم بأمور المسلمين ، يقوّم الحاكم ويرشد المحكوم الي الحق .
@ هنالك مساجد محددة تحسب علي اصابع اليد الواحدة أطلق سراح أئمتها للتحدث بلسان في ظاهره ناقد للسلطان الحاكم ولسياساته وهو خطاب (مصنوع) خادع و مسموم بالمخدرات التي الغرض منها أن يظل هذا الشعب المغلوب علي أمره (مخدرا) علي أمل أن يأتي فرجه علي أئمة السلطان الذين يهزون المنابر بزعيقهم و صراخهم وكأنهم بذلك يخيفون السلطان الحاكم حتي يخرج المصلون محقونين بمخدر ائمة السلطان وخطابهم (المكنتر ) المصنوع . هذا الخطاب او الخطبة (المصنوعة) اصبحت حصرية علي أئمة بعينهم تم اختيارهم بعناية يمثلون اتجاهات فكرية في مظهرها متباينة وفي جوهرها متفقة حول ولاءها للسلطان رغم (الجدعات) المعارضة والغريب في الامر لو أن أي إمام آخر ردد هذا الخطاب (الخطبة) سوف يقع في دائرة المساءلة والمنع.
@ ادارات العقيدة والدعوة في كل المحليات لا شغل لها غير التنسيق مع (بعض) الاجهزة الحكومية حول موضوع خطبة الجمعة والعيدين واختيار المواضيع وفي كثير من الاحيان تكون الخطبة معدة سلفا و ما علي الامام سوي ترديدها وحفظها لقراءتها علي المصلين في قوالب درامية له مطلق التصرف في اختيار زمن الحركة وشكلها و وقت السكون وحركة الجسد واخيرا الدعاء (البلقاني) اللهم أنصر السلطان عبدالحميد و أخذي التتار والمغول وهم قوم مسلمون .. قوموا الي صلاتكم يرحمكم الله . الخطاب الديني في المساجد اصبح مملا ولا يبعث إلا علي النوم والوسن و ما يقود علي (الإحداث) صغيرا أو كبيرا ، عدد من القنوات الفضائية تنقل مباشرة الصلاة من مساجد بعينها وجولة الكاميرا علي المصلين لا تخطئ أبدا مغمضي العيون وهم في سبات نائمون ما يؤكد برودة الخطبة التي تبعث علي النوم بفعل تأثيرات تخديرها وليس ترطيبة المكان .
@ عدد من المصلين في كثير من المساجد ابتدعوا عدة طرق لفرض رسالة مجتمعية وخيرية حقيقية للمسجد الذي احتله السلطان ليصبح جزء من الرسالة الاعلامية المحتكرة للحاكم . في الآونة الاخيرة بدأت بعض كيانات المصلين تتجه لعمارة المسجد في شكلها المظهري عبر الاهتمام بالمسجد صيانته و ترميمه والبعد الاجتماعي والخيري للمسجد بعد أن رفعت الحكومة السلطانية يدها عن كل شيء ليصبح اقتصاديا (تمويل ذاتي ). في هذا المجال لابد من إشادة بما يقوم به شباب المسجد العتيق بالحصاحيصا وهم يعيدون ترميم المسجد بتكلفة نصف مليار جنيه علي أحدث طراز ولم يكتفوا بذلك بل يقومون في شهر رمضان بإطعام اكثر من 1600 صائما لا تساهم الحكومة معهم ب (فرطاقة ) بل علي العكس يقوم هؤلاء الشباب بإطعام الصائمين في مؤسسات الحكومة (السجون ، المستشفيات، الداخليات بالإضافة الي التجمعات الشعبية في الاسواق و المواقف و المساجد) .التحية لهؤلاء الشباب وهم يقدمون الدليل بالعمل في اعمار المساجد بكافة الاشكال في ظل حكومة تدعي انها إسلامية والإسلام منها براء .
@ يا كمال النقر .. ببركة أول جمعة في رمضان (..... ) ، آمين يا رب العالمين!!
hasanwaraga@hotmail.com  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق