الصفحات

السبت، 6 يونيو 2015

مع اقتراب رمضان: صيف الخرطوم.. اختفاء مبرر للمواطنين من الشوارع


يتساءل الكثيرون عن السبب وراء قلة الحركة السكانية داخل مدينة الخرطوم خلال شهر رمضان؟ وبدأت الظاهرة منذ خمس سنوات خلت، حيث يلاحظ عدم (حوامة) الناس في الطرقات، ما وصفه البعض بالظاهرة الإيجابية، وذلك لسهولة حركة المواصلات ووفرتها في أي وقت للصائمين العاملين خلال الشهر الفضيل، بالإضافة لتلاشي الازدحام في الطرقات ما سهل حركة المرور حتى في ساعات الذروة، وعزا البعض حالة شوارع العاصمة، وهي شبه خالية إلى أنها تتزامن مع نهاية العام الدراسي بالجامعات، فطلاب المدارس كانوا سببا في الاكتظاظ على حد وصفهم، لكن هناك آراءً ذهبت إلى أن الشوارع كانت ممتلئة بـ (العواطلية) الذين اضطروا للمكوث في عقر دارهم، وباتوا لا يخرجون إلا لظلال المظلات والأشجار بأحيائهم (جرسة) من رمضان.
ازدحام كثيف
معظم الذين كانوا يجوبون الشوارع (عواطلية)، يهيمون فيها دون سبب وجيه، فعندما يدخل شهر رمضان يمكثون في بيوتهم خوفاً من أشعة الشمس، وكذلك لأن المشي و(اللف) يحتاجان لطاقة، وإن تكرموا وخرجوا منها فإنهم يتجهون إلى ظلال الأشجار بالقرب من منازلهم أو المظلات المقابلة للشوارع الرئيسية بغية (الفُرجة) على المارة، وذلك تقصيراً للزمن ونوع من أنواع التسلية إلى أن يحين موعد الإفطار، بهذا المنطق فسرت تسنيم مصطفى – معلمة – الظاهرة. وأضافت: إحجام البعض عن الخروج في نهار رمضان جاء في صالح كل العاملين أثناء الشهر، وذلك لأنهم بتلك الخطوة يخففون من ضغط الازدحام السكاني ما ينتج عنه وفرة في المواصلات، وبذلك يصل الصائمون إلى بيوتهم بسرعة ولا يعانون من المواصلات.
إجازات الجامعات
وعزت إيمان عبد اللطيف – طالبة جامعية – الأمر إلى نهاية العام الدراسي بالجامعات، ما ترتب عليه بديهيا تقليل عدد الأشخاص المتجولين في الشوارع. وأضافت: فالقوة الطلابية عددية لا يستهان بها، خصوصا أنها تقصد الخرطوم من كل حد وصوب، من كافة ولايات السودان وعندما تغلق الجامعات أبوابها يرجع كل طالب إلى إقليمه الذي ينتمي إليه.
حوامة ليلية
أما إبراهيم محمد علي – بائع أقمشة – قال في رمضان تكون حركة السكان قليلة بالنهار، لكن سرعان ما تستعيد الشوارع حيويتها في الليل، فيتمشى الناس في الشوارع وتبدأ وصلات الحوامة في الأسواق مع دخول الأسبوع الثاني، استعدادا للعيد، ووصف حالة خلو الشوارع من المارة التي اعترت طرقات العاصمة المثلثة بالظاهرة الصحية. وأضاف قائلاً: وذلك لسهولة حركة المواصلات ووفرتها في أي وقت، بالإضافة لتلاشي الازدحام في الطرقات ما سهل الحركة المرورية حتى في ساعات الذروة، وجعلنا لا نخشى التأخر في العمل كما في الأيام السابقة لرمضان، وهذا لأننا سنجد مواصلات بمنتهى اليسر والسهولة مقارنة بالشهور السابقة، التي كنا نعاني من أزمة مواصلاتها، فنقف في مواقفها لعدة ساعات. أما رمضان، فقد حل الأزمة بتغيب الكثيرين من الشوارع، وحقيقة لا أدري إلى أين ذهبوا؟ ولم اختفوا؟ أما أحلام فضل الله فقالت إذا كان رمضان سيُقعد المتطفلين و(عديمن الشغلة) الذين ضيقوا علينا الأمر بمزاحمتهم لنا في المواصلات حتى انعدمت، فليس لدي مانع من أن يكون 12 شهراً، كي نرتاح ونتمكن من الوصول لبيوتنا وأشغالنا في الوقت المناسب دون تأخير.
تغيير مواقف المواصلات
وفي السياق، ترى بثينة فتح العليم – ربة منزل – أن التنظيم الجديد لمواقف المواصلات أضر بالمواطنين. وتضيف: حال قيام الولاية بأي تغيرات جديدة يُستحسن أن تؤجل إلا ما بعد رمضان، فإذا تحولت مسارات الشوارع في هذه المدة ستكون سببا في (طشاش) بوصلة البعض، وبالتالي سيعجزون من قضاء أعمالهم أثناء الصيام. وأضافت معلقة على قلة المارة في نهار رمضان: تصبح الشوارع فارغة لجرسة البعض من الشمس، وهذا في حد ذاته خبر جيد، لأنه سيسهل على آبائنا، بناتنا، أزواجنا، العودة للمنازل ولن يضطروا للإفطار في الشارع
اليوم التالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق