الصفحات

الجمعة، 5 يونيو 2015

بيان من (الجبهة السودانية للتغيير) حول خطاب تنصيب المشير عمر البشير


الجبهة السودانية للتغيير
بيان
حول خطاب تنصيب رئيس المؤتمر الوطني
أيها الشعب السوداني العظيم
بعد نجاح ثورتكم الصامتة بمقاطعة إنتخابات الدم والكذب والتزوير ورفعكم لشعار إرحل، أدرك النظام المتداعي الذي ظل يبحث عن شرعيته المفقودة منذ سطوه الغادر على السلطة الديمقراطية قبل أكثر من ربع قرن من الزمان بأن البحث عن موافقتكم ومباركتكم لسياساته هدف لا يمكن بلوغه بالكذب والتدليس وتغبيش الوعي عن طريق آلته الإعلامية وترسانته الأمنية والعسكرية للتنكيل بالوطنيين الشرفاء وانتهاج سياسة القتل والاغتصاب والبطش والترهيب والتعذيب وتكميم الأفواه وقمع الرأي الحر ومصادرة وسائل التعبير ومطاردة أبناء السودان على السحنة والهوية.
إن موقفكم الوطني المشرف من انتخابات الزور والتزوير قد أصاب النظام في مقتل وأفقده توازنه المصطنع، فأصبح خطابه السياسي لا يعبر إلا عن أوهام ذاتية ووعود سرابية كاذبة تناقض الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني المنهار.
أيها الشعب السوداني الصامد
جاءت مسرحية حفل تنصيب رئيس المؤتمر الوطني تعويضاً لهزيمة نفسية قاسية انعكست في خطابه الحالم الذي وعد فيه الشعب السوداني بتحقيق ما عجز عنه لأكثر من نصف قرن من الإنفراد بالسلطة والقرار، فجاءت كلماته فارغة وجوفاء تعبر عن رغبة من صاغها لتصادف هوى من يتلوها، فلم تكن هناك خطة عمل أو برنامج سياسي واضح لمخاطبة جذور أزمات الدولة السودانية المتفاقمة والمستفحلة وتقديم حلا ناجعا لها، ولم يكن الخطاب إلا نسخة معادة ومكررة لخطاب إنقلاب صبيحة الثلاثين من يونيو ١٩٨٩م، المشؤوم، وتلك التي تلته من خطابات ليحصد نتائجها الشعب السوداني دمار وقتل وخراب وتشريد وجوع ومرض وجهل.
لهذا ترى الجبهة السودانية للتغيير التالي:ـ
١ـ إن الصرف البذخي والتبذير المبالغ فيه لموارد الدولة على شحها وانفاقها انفاق من لا يخشى الفقر على حفل التنصيب الرئاسي يدل على فقدان قادة النظام للحس الإنساني السوي في بلد يموت أطفالها من سوء التغذية الحاد ويمتن نساؤها في غرف التوليد لانهيار النظام الصحي في البلاد، ويعاني السواد الأعظم من الشعب السوداني الذي أدمن حياة العوز والفاقة والمسغبة.
٢ـ إن إستجداء النظام للشرعية الإقليمية والدولية عن طريق إعلامه الكاذب بأن ملك السعودية وأمير قطر وغيرهم من الأمراء ورؤساء الدول سيكونون حضورا ليشهدوا زورا نتائج انتخابات المهزلة لتنصيب الرئيس يدل على استخفافه وتغافله عن عزلته الإقليمية والدولية قبل تجاهله لرغبة وإرادة الشعب السوداني الذي قال كلمته الواضحة بمقاطعة هذه الانتخابات ورفع شعار إرحل.
۳ـ  خلا الخطاب تماما من الإشارة والاعتراف بمشاكل وأزمات الدولة السودانية كأنها لم تكن، وتناول أمنيات وأحلام لا يمكن تحقيقها في ظل هذا الوضع السياسي المحتقن والمأزوم.
٤ـ كرس الخطاب لمزيد من سلطة الفرد الديكتاتورية والعسكرية، وأكد الدولة الدينية واستمرارية  مشروعها الفاشل في دولة تتعدد دياناتها وأعراقها واثنياتها.
٥ـ قدم الخطاب مكرمة رئاسية بالعفو والصفح عن حملة السلاح في إشارة لخلط الأوراق وإظهار الضحايا في ثوب جناة يستحقون العفو والمسامحة للعودة لحظيرة الوطن.
٦ـ تطرق الخطاب إلى الحوار مع القوى السياسية وأغفل شروطه ومعاييره ومستحقاته، ولم يشر إلى الحوارات السابقة التي ظلت وحتى ساعة خطابه هذا دون نتائج.
۷ـ تناول الخطاب تكوين مفوضية للشفافية ومكافحة الفساد برئاسة الراعي الأول لدولة الفساد، ولم يتطرق إلى دور اللوائح المحاسبية المرعية ودور القانون وإطلاق يده في مطاردة ومحاسبة الفاسدين والمفسدين في دولة تقوم أعمدتها على الفساد ويعتبر قوة الجذب الوحيدة للانتهازيين والمنتفعين لتحريك دولاب الدولة المتداعية والمنهارة.
أيها الشعب السوداني الصابر
إن الحل يكمن في أن تتوحد قوى المعارضة وتقف خلف هذا السند الشعبي الجارف الذي قال كلمته في هذا النظام ولخص رغبته في كلمة واحدة وهي إرحل، فلتكف القوى السياسية عن تلبية دعوات الحوار المراوغ والعدمي وتركز جهودها ووسائلها في تعبئة الشعب لإسقاط النظام. ونعمل بدأب ومثابرة لتوحيد صفوفنا في ثورة عارمة تقتلع هذا النظام المعزول من جذورة لنجعل رغبة الشعب السوداني في الخلاص منه واقعا معاشا في بناء دولة الديمقراطية والحرية والمواطنة.
عاش كفاح الشعب السوداني
الجبهة السودانية للتغيير
٤  يونيو ٢٠١٥م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق