الصفحات

الأربعاء، 17 يونيو 2015

حراك ابناء الجزيرة .. العصف الذهني لماذا؟؟


حسن وراق

@ قامت السلطات في مدينة ودمدني يوم السبت الماضي بفض لقاء (للعصف الذهني) اسم الدلع للنقة وطق الحنك ،نظمه حراك ابناء الجزيرة للتغيير و التنمية في جامعة الجزيرة التي رحبت في البداية باستقبال لقاء العصف الذهني للحراكيين ثم سمحت بعد ذلك للسلطات بفض اللقاء الذي بدأ بمجموعة من الانتلجنسيا وبعض الاكاديميين والعاملين بالمشروع سابقا مما أضطرهم المواصلة تحت ظلال الاشجار في دار الزراعيين . بعد تعيين المهندس عثمان سمساعة محافظا للمشروع قامت السلطات بمنع الحراك من اقامة الوقفة الاحتجاجية المقررة تعبيرا عن اعتراضهم علي قرار التعيين و من قبل فض بعض المؤتمرات.
@ ما حدث من تدخل السلطات في فض العديد من فعاليات الحراك يؤثر بلا شك في عضوية الحراك ويصيبها بخيبة أمل في إحداث التغيير الذي تصدي له الحراك وينتقل الاحباط الي فقدان الثقة في قيادة الحراك وفشلها في ابتداع اشكال ناجحة مناهضة لسياسات الحكومة تجاه المشروع . ليس كافيا أن تكن قيادات الحراك من الموالين للنظام الحاكم ومرجعيته (الحركة الاسلامية ) ليتبادر الي الذهن ان السلطة ستسمح لهم بمارسة نشاط يصب في ضرب مصالح احد الاطراف الداعمة والمؤيدة للنظام الذين يروا في قيادة الحراك مجموعة (غاضبة ) من أولاد البيت الاسلامي الحاكم طال الزمن أو قصر سيرجعون طائعون لبيت الطاعة.
@ التصريح الذي أدلي به عثمان سمساعة لصحيفة (الصيحة ) في 23 مايو الماضي ، بأنهم كإدارة في مشروع الجزيرة ((يأخذون الايجابي الذي يأتي به الاخوة في حراك ابناء الجزيرة الذين يسعون الي تنمية الولاية أما التحالف فلا شأن لنا به )) ، حديث يوضح بجلاء التنسيق التام بين سمساعة والحراك والذي اخذ بعداً بتقديم دعم آليات من المشروع لقيادات من الحراك لفتح بعض الترع والمصارف . هذا الحد الادني من التفاهم كشعرة معاوية التي قطعها اتحاد صلاح المرضي المهيمن علي ادارة المشروع و هو يسخر من دعوة الحراك الي حل الاتحاد بتأييده التعديلات علي قانون 2005 بموافقتهم علي اتحادات المنتجين التي نسفها اتحاد المرضي الذي استطاع تأليب سمساعة علي الحراك خاصة بعد فشل الوقفة الاحتجاجية علي تعيين سمساعة .
@ في كل مرة يتأكد للجميع ضعف تجربة الحراك في قيادة عمل مطلبي نقابي سيما وأن جل قيادة الحراك من التكنوقراط الذين كانت لهم مواقف معادية لحركات النقابات عندما كانوا في قمة السلطة وفي قيادة المشروع. اعتمد الحراك في قيادته علي مجموعات لا يعرف لها تاريخ نقابي وعلي الرغم من أن الحراك يتخذ من قضية المشروع راس الرمح في التغيير إلا أنه لا وجود للمزارعين في قيادته .المواقف الرمادية لقيادة الحراك في ما يتعلق بالقضايا المفصلية مثل الموقف من قانون 2005 بتعديله وليس الغائه و الموافقة علي التعديلات 2014 وموافقتهم ايضا علي حل اتحاد المزارعين بالموافقة علي قبول اتحادات المنتجين والصمت علي تعديل قانون اراضي المشروع لعام 1927 وغيرها كل ذلك يوضح انتهازية متمكنة واضحة لتحقيق مكاسب خاصة .
@ بعد كل هذا (اللف و الدوران ) في فلك النظام تأكد لعضوية الحراك أن المواقف (المايعة) في الحركة المطلبية يمكن احتوائها بسهولة ولن تخدم مصالح المزارعين والمشروع . قضية المشروع اصبحت معالم المؤامرة بتدميره تتضح يوما بعد يوم واكتملت المؤامرة بإعادة تعيين سمساعة محافظا وهو من أكثر الفاشلين الذين لم يشهد المشروع لهم مثيل .اختيار قيادة الحراك التغريد خارج السرب لوحدهم بخبرات متواضعة حتما سيعجل بنهايتهم وهذا أمر مؤسف لأنه يضاعف و يعمق الاحباط في إمكانية التغيير . بعد كل هذا وذاك يبقي علي قيادة الحراك ان تتعظ من مهادنة هذا النظام الماكر بشأن قضية المشروع والمزارعين وما عليهم إلا اعادة النظر بحكمة أنا وأخوي علي إبن عمي قبل أن يأتي الغريب ويجد الجميع علي مفترق الطرق.
@ يا كمال النقر ..الحكاية شكلها قرّرربت !!
hasanwaraga@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق