الصفحات

الخميس، 4 يونيو 2015

عن وعود الشفافية ومكافحة الفساد: مركز إقتراع نصف الكوب : ممنوع التصوير ! .. بقلم: فيصل الباقر

فيصل الباقر

إنتهت مسرحية الإنتخابات الهزلية بحفل (التنصيب)، الذى كانت فاكهته،إعلان الرئيس عن قيام " هيئة عليا للشفافية ومكافحة الفساد،بصلاحيات واسعة،وتكون تبعيتها مباشرة لرئيس الجمهورية " ، وفى تقديرى أنّها ستكون (( هيئة لمكافحة الشفافية ورعاية وحماية وتقنين الفساد )) والشاهد - الاوّل، أنّ الأمين العام لجمعية حماية المستهلك ،ونائب الأمين العام لإتحاد الصيادلة السابق ، الطبيب الصيدلى ، والناشط المجتمعى المعروف ياسر ميرغنى عبدالرحمن ، مازال مُعتقلاً " أمنيّاً " منذ يوم 25مايو المنصرم، لمواقفه المعلنة ضد الفساد ، وجهوده المعروفة فى فضح ومحاربة الفساد والإفساد، ومعه الناشطة المجتمعية نسرين على مصطفى، دون توجيه تهمة أو تقديمهما للقضاء،فأين الشفافية فى مثل هذه الإجراءات ؟!.ونترك بقيّة الشواهد للزمن، ولفطنة شعبنا الذى، يعلم مصادر الفساد وعناصره وأشكال وأساليب حمايته، ومع ذلك، لن نتردّد فى الكتابة عن الفساد،حتّى تعلم تلك الهيئة عند تأسيسها،أنّ الناس تعرف الفساد،وفى البال، أنّ تجارب الأمم والشعوب والدول،معروفة فى مكافحة الفساد،وأنّ المسألة ليست مجرّد إعلان ،ينتهى بتصفيق حاد،بل تحتاج لإرادة سياسية حقيقة، فى التنفيذ،وهذا بيت القصيد !.

حتّى إشعار آخر دعونا نعيد للأذهان بعض ملامح دعم الفساد ومحاربة الشفافية،فنقول : أن تُصدر مفوضية الإنتخابات " المخجوجة " (تعميماً) تُوجّه فيه روساء لجانها وموظفيها ومنسوبيها بعدم النوم أثناء ساعات عملية الإقتراع ، فهذا أمر يهمّها ، ويُمكن إعتباره من باب "زيتهم فى بيتهم" !،ولكن أنيشمل التوجيه ((عدم السماح بالتصويرعدا المراكز التى تشهد إقبالاً جيّداً))،فهذا ما لايُمكن السكوتعليه ، لأنّ فيه محاولة واضحة لطمس الحقيقة،وقمع الشفافية ،بالسماح برؤية صورة النصف الملىء من الكوب،وحجب صورة النصف الآخر،والمؤسف أنّ التوجيه ممهور بتوقيع وختم الأمين العام للمفوضية القومية للإنتخابات!.تُرى أليس فى التوجيه بمنع التصوير،شىء من (شبهة)حماية فساد،ومحاولة كاملة الدسم لـ(دغمسة)الشفافية ؟

ننتظر- مع شعبنا الصبور- إستكمال (وعود) الإعلان الرئاسى حول الهيئة، بالخطوات والإجراءات اللاحقة، لنواصل بعدها هذا الحديث،لأنّ محاربة الفساد وإعلاء قيم الشفافية،أمر يعنينا،فى الصحافة ،وعلى الرئيس أن يعلم – إن كان لا يعلم – إنّ قمع حرية الصحافة والتعبير،الذى يمارسه جهازالأمن،هو أكبرحماية لدولة الفساد،فإن كان الرئيس صادقاً فى وعده ،وفيما يقول،عليه أن يبدأ بغل يد جهاز الأمن عن الصحافة ، لتقوم بواجبها فى مكافحة الفساد..فهل نطلب المستحيل؟!.


faisal.elbagir@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق