الصفحات

الجمعة، 26 يونيو 2015


محللون، يعتقدون أن المذابح في الآونة الأخيرة، حدثت بأوامر من القيادات ولا تمثل تعبيرا حقيقيا عن الكراهية، رغم أنه من غير المعروف صدور الأوامر على أي مستوى.

جوبا ـ في شوارع جوبا المليئة بأشخاص يتسمون بطول القامة والنحافة، لا يستطيع الغريب أن يميز بسهولة بين من ينتمي لقبيلة الدنكا ومن ينتمي لقبيلة النوير. 
لكن القتلة، الذين يستطيعون قراءة نماذج الوشم الأفقية على الجبين الذي يجري حفرة في الجلد ضمن الطقوس العقائدية المرتبطة بالبلوغ، يعرف على الفور القبيلة التي ينتمي إليها كل شخص.
وتقول بيتي توماس، من حملة إنهاء الافلات من العقاب “يحاول كثير من الناس – عبثا – الآن إزالة هذه العلامات”
وقال الباحث في شؤون جنوب السودان سكاي ويلر، من منظمة هيومن رايتس ووتش، إنه “من بين عشرات الآلاف من الذين قتلوا أو تعرضوا لسوء المعاملة في الحرب الاهلية في جنوب السودان، شهدنا آلاف المدنيين الذين يتم استهدافهم بسبب عرقيتهم”.
بدوره قال زكريا دينج أكول، الباحث البارز في “معهد سود” البحثي في جوبا، إن “هذا الوضع أدى إلى تحيز جماعات النوير إلى معسكر مشار بعد اندلاع الصراع”.
وأضاف أكول، “الكراهية مصطنعة ويجري استغلالها بشدة من الصفوة السياسية”.
صراع السيطرة
وانعكس الانتماء القبلي على العلاقة بين الرئيس سلفا كير من الدنكا ونائبه السابق ريك مشار من النوير، حيث يخوضان حربا مدمرة من أجل السيطرة على مقاليد الحكم في البلاد.
ويشكل الدنكا نحو 36 في المئة من سكان جنوب السودان، البالغ عددهم 11 مليون نسمة، مقابل 16 في المئة للنوير، وتتعدد الأعراق في أحدث دولة في العالم .
ويهيمن الدنكا والنوير على هياكل السلطة، والجانب العرقي من الصراع الحالي يتجلى في الاساس فيما بين القبيلتين رغم أن قبائل أصغر مثل الشيلك والمورلي أو الباري شاركت في الصراع أو اكتوت بناره.
وتبادلت الدنكا والنوير غارات السطو على ماشية القبيلة الأخرى وتنافستا على المراعي والمياه لقرون.
واستغل الاستعماريون البريطانيون والحكومات العربية في السودان الموحد في السابق، سياسة فرق تسد في إثارة حالة العداء بين القبيلتين والمحافظة على استمراريتها.
وظهرت الجماعات المسلحة القائمة على أساس العرق أثناء عقدين من الحرب الأهلية، التي سبقت انفصال جنوب السودان عن شماله عام 2011 ورغم ادماج هذه الميليشيات في الجيش الوطني، إلا أن كثيرين منهم يواصل احتفاظه بهويات مميزة.
تحذير من المبالغة
وحذر اتيني ويك اتيني المتحدث باسم الرئاسة من المبالغة في الأبعاد العرقية في الصراع. وأضاف “وزراء كير للخارجية والصحة والنقل ورئيس البرلمان وكثير من القيادات العسكرية الكبيرة في الجيش الوطني من قبيلة النوير”، ورغم كل ذلك فان الخلافات الثقافية بين النوير والدنكا تعتبر طفيفة بينما يكثر التزاوج بينهما.
ويعتقد محللون أن المذابح في الآونة الأخيرة، حدثت بأوامر من القيادات ولا تمثل تعبيرا حقيقيا عن الكراهية رغم أنه من غير المعروف صدور الأوامر على أي مستوى.
إرم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق