الخرطوم ـ «القدس العربي»:
يقع الأثر الأكبر لمأساة إقليم دارفور السوداني على الأطفال، باعتبارهم الحلقة الأضعف في مسلسل العنف الذي يدور في الإقليم منذ عام 2003. ومنذ أكثر من عشر سنوات تبذل جهود عديدة لتجنيب الأطفال آثار النزاع المسلح، ومؤخرا شهدت العاصمة النمساوية فيينا، توقيع وثيقة لحماية الأطفال من العنف في مناطق النزاع في السودان، وقّع عليها قادة الحركات المسلحة، اركو مني مناوي، عبد الواحد محمد نور وجبريل ابراهيم وذلك بحضور مساعد الأمين العام للأم المتحدة لشؤون الأطفال، ليلى مرزوقي، وممثل «اليوناميد» وممثل المركز النمساوي للسلام وفض النزاعات، وعدد من المنظمات والإعلاميين والشخصيات المهتمة في حقوق الطفل.
وتم التوقيع على الاتفاقية ضمن اجتماع نظمه معهد سلام في النمسا بالتعاون مع الأمم المتحدة واليوناميد.
وأقر قادة الحركات، بصفتهم طرفاً في النزاع في دارفور، أن لديهم التزام أخلاقي وقانوني باحترام وحماية وإعلاء حقوق الطفل. وقالو إن إنهاء الصراع وتحقيق السلام المستدام يعتبر الأمل المنشود للطفل في دارفور والسودان بأسره.
واعترف القادة الموقعون- على الوثيقة -أن الطفل في دارفور عانى من وطأة النزاع المسلح في الإقليم وأن أجيالا منهم قد فقد الامتياز والحق في أن يعيشوا طفولة آمنة وأن يتمتعوا بفرصة أن ينشأوا في بيئة خالية من الخوف من البندقية وتداعيات الحروب.
وأقر القادة الموقعون أنه حتى عندما لا يكون الأطفال مستهدفين بشكل مباشر، فإنهم يظلون ضحايا للقتال بين الأطراف المتحاربة، وأنهم قد تعرضوا للقتل والإصابات البالغة بالرصاص الطائش والمواد الحربية غير المتفجرة. كذلك فإن الأطفال عانوا من التدمير المتعمد للبنى الإساسية الصحية والتعليمية مثل المدارس والمراكز الصحية، إضافة للنزوح الجماعي، الذي عمّق الحرمان والمعاناة في المجتمعات وخاصة الأطفال.
وأعلن القادة الموقعون انهم يتحملون المسؤولية عن حماية الأطفال، ويتعهدون ببذل كل الجهود الممكنة لمنع أعضاء حركاتهم من إرتكاب أي إنتهاكات لحقوق الأطفال، وأنهم يجددون التزامهم باتباع المعايير والقانونية والأعراف الدولية بما فيها قرارات مجلس الأمن الخاصة بالطفل والنزاعات المسلحة.
واحتوت الوثيقة العديد من التعهدات من بينها أن حماية الأطفال هي مسؤولية فردية وجماعية ويجب أن تكون التزاماً مبكرا من كل الأطراف دون انتظار تحقق اتفاقية سلام شامل. وان أي مجهودات تبذلها أطراف النزاع من أجل الاتفاق على إجراءات من شأنها أن تحمي الأطفال بشكل حقيقي يجب أن تكون هي الأرضية التي تبنى عليها الثقة وتقود في نهاية الأمر إلى مفاوضات ناجحة من أجل تحقيق السلام في دارفور. وتم الاتفاق على أن معاناة الأطفال في دارفور سوف تستمر ما استمرت الأزمة، ولذلك فإن إنهاء الأزمة وتحقيق السلام يجب أن يكون هدفا استراتيجيا لكل أطراف النزاع.
وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي ذكر وزير الصحة بحر أبوقردة – وهو من أبناء دارفور وكان متمردا قبل أن يوقع اتفاق سلام مع الحكومة عيّن بموجبه وزيرا للصحة- ذكر أن الحركات المسلحة في ولايات دارفور وافقت على تنفيذ حملات التطعيم التي تنفذها الحكومة من حين لآخر، وأعلن عن نجاح الحملة القومية للقضاء على مرض الحمى الصفراء والتي استهدفت ثمانية مليون مواطن من عمر «9-60»عاما وشملت الحملة ثلاث ولايات في دارفور هي (جنوب دارفور، شمال دارفور، وسط دارفور، غرب دارفور).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق