غياب الشيخ الدكتور حسن عبدالله الترابي عن حفل تنصيب البشير لفترة رئاسية جديدة بحضور رؤساء و قيادات عدد من الدول الصديقة والشقيقة للسودان وقيادات الاحزاب التى شاركت فى العملية الانتخابية ترك تساؤلات ظلت حيري بلا اجابات ورغم ان غياب قيادات الاحزاب المعارضة لم تترك ذات التساؤلات التي تركها غياب الشيخ لان المعارضة بررت غيابها الذي جاء حاملا في متونه وحواشيه دلالات متسقة مع مواقفها المعلنة من العملية الانتخابات التي فاز فيها البشير واعلانها مسبقا انها لن تعترف بنتائجها غير ان غياب الترابي رغم مقاطعة حزبه للانتخابات خلف سؤالا كبيرا لانه جاء في ظل تقارب معلن بين حزبه والمؤتمر الوطني الامر الذي رآه خصوم الاسلاميين ترتيبا لاعادة لحمة طرفي الحركة الاسلامية من جديد ذاك الغياب سبقه صمت الشيخ عن كثير مما يدور في الساحة السياسية مما دفع كثيرين لان يتكهنوا بان ثمة امر ما حدث في العلاقة بين الوطني والشعبي
خلوة الترابي
من يريد ان يبحث عن غياب الشيخ حسن عبدالله الترابي عن الساحة السياسية لابد ان يربط اختفاءه عن المشهد بالاخبار التي رشحت عن خلوته الامر الذي اكده القيادي البارز بالحزب ابوبكر عبد الرازق فى حديثه للسياسي وقال ان غيابه ربما جاء لظروفه خاصة او لتفرغه لمشروعه الجديد الذى ينوي الترويج له وهو مشروع (النظام الخالف) القاضى بدمج الأحزاب والتيارات الإسلامية في حزب واحد بما في ذلك حزب المؤتمر الوطني ونفي عبد الرازق ان يكون هناك علاقة ثنائية لحزبه مع المؤتمر الوطنى رغم ان فكرة “النظام الخالف” تقوم على جمع التيارات الإسلامية والأخرى ذات الخلفيات الإسلامية بمن فيهم السلفيون والتيارات الصوفية والأحزاب الطائفية في مظلة حزبية واحدة والفكرة قائمة على اساس أن يخلف الحزب الجديد الأحزاب الإسلامية القائمة جميعها حتى المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني وذلك بعد حل الحكومة القائمة الان وحلول الحزب الجديد محل تلك الاحزاب وان الرؤية التي طرحها الشيخ الترابي في ورقة مهمة حملت مراجعات وتقييماً كاملاً لتجربة الإسلاميين في حكم السودان، فضلاً عن تجربة المؤتمرين الشعبي والوطني وتم فيها تحديد الاهداف بقيام تحالف عريض في شكل حزب واسع وكشف عبد الرازق بانه رغم ان الحديث عن الورقة سابق لاوانه الان خاصة وانها بدأت منذ 2012م لكن هى مهمة جدا وفي ذات السياق ربط مراقبون صمت الترابي وانزواءه بعيدا عن المشهد الذي يعج بالكثير من الازمات بانه مازال يعد ويراجع للمرحلة القادمة فى اطار مشروعه الجديد باعتبار أن أكثر ما يشغله في الفترة الأخيرة بات هو توحيد الإسلاميين برؤية مغايرة جديدة
لا تقارب بين الحزبين
واكد ابوبكر عبد الرازق القيادي بالشعبي ان الحديث عن التقارب مابين حزبه وحزب المؤتمر الوطنى لا يفسر بانه علاقة ثنائية بين الحزبين لكنها هى علاقة حول قضايا الوطن المهدد بالانزلاق للهاوية ويزيد بانهم فى الشعبي يريدون ان ينقذوا هذا الوطن من تلك الهاوية وان اجندة حوارهم مع الحزب الحاكم تسير فى ذات الاتجاه ولا علاقة له بثنائية الحزبين وعدم مشاركة الحزب او الترابي فى احتفال التنصيب هو تأكيد لموقفنا الثابت من الانتخابات ومقاطعتنا لها لانها استبقت الحوار الذى كنا نتوقع قيامه من اجل ان يضع الكثير من النقاط على الحروف فى مسألة الاستحقاقات وبالتالى بقيام الانتخابات يكون كل ما يترتب عليها هو مرفوض وغير شرعي بالنسبة لنا فى الحزب فضلا على موقفنا الرافض لمخرجات الانتخابات ويضيف ان الشيخ الترابي له ظروفه الخاصة التى منعت حتى ظهوره مؤخرا ويزيد ابوبكر قائلا حتى نحن فى الحزب لم نجتمع لنضع قرارا بعدم المشاركة فى التنصيب ونعلنه للرأي العام لاننا نحسب ان الامر محسوم من قبل منذ ان اتخذنا قرارا بمقاطعة الانتخابات وعدم شرعيتها ويمضي عبدالرازق بان واقع التنصيب امر محسوم للحاكم ورغم الحضور الدولى فغياب القوي السياسية المحلية المعارضه اشارة الى عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات وحتى من قبل الشعب ويزيد بالقول ان السؤال يبقى قائما بان من أين جاءت نسبة الانتخابات للمؤتمر الوطنى وحتى منتسبيه لم يصوتوا باعترافهم هم بحسب قراءتهم للانتخابات وما بالك بالشعب ومقاطعة الانتخابات ويختم حديثه بانهم مازالوا ينظرون على ان الحل هو فى الحوار فى المرحلة القادمة ويري عبد الرازق ان خطاب الرئيس فى التنصيب لم يحمل جديدا بل هو تكرار لما سبق ويختم القول بان الحديث استعداد حزب المؤتمر الشعبي لبرنامج (النظام الخالف ) هو حديث سابق لاوانه وانه برنامج اجيز من سنة 2012م ما كان ينبغى ان يكشف للاعلام وفقا للقرار الذى تضمن هذه الرؤية …
موقف مسبق
قال القيادي بالمؤتمر الوطنى دكتور ربيع عبد العاطي ان غياب الترابي قائم علي موقف مسبق وعدم حضور الترابي او اى قيادات حزبية معارضة لاحتفال التنصيب هو امر غير مستغرب لانهم منذ البداية اعلنوا مقاطعتهم للانتخابات التى قال فيها الشعب كلمته وقالوا هم كلمتهم فى رفضهم بالتالي موقفهم السابق يلتحق بالاتي وهو عدم قبولهم لنتائج الانتخابات او الاعتراف باى اجراءات اخري ويواصل عبد العاطي حديثه للسياسي بان اداء اليمين الدستورية هو اجراء متعلق بالاصل بالجهات الرسمية سواء كانت داخلية او خارجية وتمثيل الاحزاب السياسية فيها هو امر تشريفي ليس الا وعدم حضورهم او حضورهم لا يغير من واقع الامر شىء مؤكدا بان المرحلة القادمة هى مرحلة مفصلية تحدث عنها الرئيس البشير فى خطابه الواضح باستيعاب الجميع الذين صوتوا والذين لم يصوتوا وذلك عبر حوار جمعي وليس فرديا او خاصا بمجموعة دون اخرى.
قراءة من زاوية اخرى
انا لدي قراءة من زاوية اخري هكذا ابتدر المحلل والباحث السياسي الدكتور عبده مختار حديثه للسياسي مضيفا بان هنالك احتمالين لغياب الترابي عن احتفال التنصيب والمشاركة فيه الاول ان له ظروفه الخاصة التى منعته من الحضور والثاني ان له موقف رافض كما هو واضح سابق قائم علي رفض حزبه للانتخابات ونتائجها ويشير مختار الى ان كل هذا لا يمنع من أن يوضح حزبه موقفه ببيان او تصريح او تلميح ويزيد ان هذا الموقف يعتبر انتكاسة نسبة لما بدأ من تقارب ملموس بين الاسلاميين (المؤتمرين) خاصة بعد ان رشحت معلومات بان هناك مشروعا للترابي يهدف لتجميع الاسلاميين ونسيان كل جراحات الماضى والانشقاقات موضحا بان الفرصة كانت مواتية لاظهار حسن النية تجاه المؤتمر الوطنى والحركة الاسلامية بالمشاركة حتى بممثل من الحزب لارسال رسالة بانهم ماضون فى طريق الصلح والتصالح والعودة للاشواق القديمة خاصة وان الشيخ الترابي يعتبر الاب الروحي للاسلاميين والشباب وانه حلقة الوصل مابين الجيل السابق والجيل الحاضر بفكره وعلمه ويتساءل عبده محتار اذا كان هذا هو حال الاسلاميين فكيف هو حال الاحزاب الاخرى ؟؟
تقرير : عيسى جديد- السياسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق