الصفحات

الاثنين، 27 يوليو 2015

قصة الباخرة (دهب).. الإبحار عكس التيار من جده إلى سواكن


توقيعات (العائدون).. سياط على ظهر الإدارة
حجوزات ورسوم لغرف (عائمة).. وأسر تنام على الممرات.!
في وقت كان فيه ميناء سواكن يحتضن إحتفالية بهيجة بإمتلاكه للباخرة (دهب) وإنزال العلم المصري الذي إستبدل بالسوداني، كان العشرات من البحارة المصريين في حالة إعتصام إحتجاجاً على خطوة بيعها –رئيس الجمهورية الذي تجوَّل داخل العبَّارة دهب، وتساءل عن الكثير بداخلها قبل أن يبارك الخطوة بقوله: (مبروك.. تربى في عزكم) بعث إليه العشرات من المغتربين العائدين إلى الديار والذين صادفت عودتهم عبر ذات العبارة مر الشكوى عبر (السياسي) جراء المعاناة التي واجهتهم أثناء ركوبهم للبحر على ظهر (دهب) التابعة للخطوط البحرية السودانية والتي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الخصخصة حسب المصادر- قال المسافرون إنهم فضلوها على كثير من (العبارات) الأخرى بسبب سودنتها دون أن يدروا بأنهم وأسرهم قد ركبوا الصعاب قبل أن يركبوا البحر.. الأهوال والمصاعب التي واجهت العائدين إلى وطنهم السودان لم يجدوا حيالها بداً غير أن يدفعوا بشكوى إلى الصحيفة حملت توقيعات نحو خمسين عائداً كشفوا من خلالها جوانب القصور من قبل الإدارة –توقيعات أشبه بـ(لسياط) على ظهر المسئولين عن العبارة دهب-.!

بداية المعاناة
ضابطان سودانيان فقط بالصالة المخصصة للتخليص الجمركي بجدة لتكملة إجراءات السفر -من تأشيرة وخلافه مقابل المئات من السودانيين المنتظرين في صفوف غير متوازية بحثاً عن وضع تأشيرة المغادرة إلى الوطن – هكذا تحدث بعض العائدين إلى الديار للصحيفة كاشفين عن معاناة واجهتهم أثناء تواجدهم في صالة تم تخصيصها لتكملة إجراءات المغادرة التي وصفوها بـ(الذل والمهانة) للمغتربين السودانيين في طريق عودتهم إلى (الوطن).
وقال محمد أحمد صابر أحد العائدين بالباخرة (دهب) عضو الآلية الوطنية لحماية العاملين بالخارج إن معاناتهم بدأت منذ أن شرعوا في العودة إلى حضن الوطن بفحص الأوراق والمستندات الثبوتية خلال عرضها على المسئولين السودانيين بجدة وأوضح أن ضابطان سودانيان فقط تم وضعهما في صالة من أجل منح التأشيرة قبل المغادرة، وأشار إلى أن السفارة السودانية كان منوط بها أن ترفع من عدد العاملين بالتأشيرة طالما أن الفترة تشهد إزدحاماً بسبب عودة المعتمرين، وتساءل كيف لضابطين فقط أن يسارعا في تكملة إجراءات المئات من السودانيين؟، قال: تلك الإجراءات تسببت في تأخير الكثيرين من المغادرين السودانيين لجدة عن موعد الوصل الذي أعلنته إدارة العبارة التي إنتظرت وصول بعض الأفراد لقرابة العشر ساعات قبل إقلاعها لميناء جدة.. وزاد بالقول: بعد معاناة الإجراءات بدأت معاناة الخدمة داخل الباخرة دهب.. لافتاً الإنتباه إلى أن نحو خمسين مغادراً قد قاموا بدفع مبلغ خمسمائة ريال كقيمة تذكرة وحجز غرفة إلا أنهم تفاجأوا بعدم وجود غرف الأمر الذي إضطرهم للنوم مع أسرهم على الممرات طوال الرحلة، وأوضح: على المستوى الشخصي حضرت مبكراً وعليه إستلمت غرفة حسب المبلغ (خمسمائة ريال) إلا أنه أكد أن هناك الكثير من الأسر التي شربت المقلب مما جعلهم في موقف صعب مع أسرهم.. وذهب صابر لأبعد من ذلك عندما وجه إنتقادات حادة لإدارة العبارة دهب بسبب قلة الخدمات.. لافتاً الإنتباه إلى أن الباخرة ورغم العدد الضخم من المسافرين بها إلا أنه ليست بها غير كافتيريا صغيرة فشلت في إستيعاب رغبات المسافرين رغم أن الدنيا صيام.. وقال: ناهيك عن الكافتيريا كل دورات المياه بالباخرة طفحت في منظر مقذذ يثير الإشمئزاز.


إحتيال
الطيب حسن الخليفة وصف رحلة العود بالعبارة دهب بـ(الكارثية).. وقال خلال إتصال هاتفي مع (السياسي) إنه قام بدفع مبلغ خمسمائة ريال لإحدى الوكالات مقابل قيمة تذكرة وحجز غرفة لأسرته التي قال إنه قصد راحتها بسبب الصيام إلا أنه تفاجأ لحظة وصوله إلى العبارة بوجود صفوف من المفترشين للأرض مستغلين ممرات العبارة في منظر لا يلق وكرامة السودانيين.. وقال: بعد وصولي طلبت من الإدارة أن تشير لي إلى حجرتي إلا أنني ظللت لساعات أُلاحق في الإدارة.. وقال: أخيراً علمت أن لا غرف فارغة بالعبارة الأمر الذي دفعني إلى المطالبة بإسترجاع قيمة التذكرة إلا أن الإدارة ظلت في حالة تماطل إلى أن نزلت مع أسرتي بسواكن وغادرت الباخرة وأنا أجرجر أذيال الخيبة والندامة.. وأوضح الطيب بأنه فضل السفر عبر العبارة دهب لجهة أنها سودانية وتم الترويج لها بسمعة جيدة – وقال إن الذين سمع عنه بحث عنه ولم يجده، وقال: الخدمات داخل العبارة أقل ما توصف به أنها رديئة، خاصة الحمامات والكافتيريا، وقال: لا يعقل أن يتم ترحيل المواطنين كـ(الأنعام) دون توفير الحد الأدنى من الرفاهية خاصة وأن وجود العبارة يمكن أن يسهم في رفع نسبة السياحة، وأشار إلى أن أغلب المسافرين قد شعروا بالملل وتمنوا وصولها إلى الميناء حتى يضعوا حدا للمعاناة التي يعيشونها بداخلها – وشدد الطيب على إدارة الباخرة بضرورة إرجاع قيمة التذكرة لكل من يحمل تذكرة تؤكد حجزه لغرفة لم يتحصل عليها في العبارة دهب.


سوق أم دفسو
وصف المواطن محمد عبدالله بادي ما راه أثناء رحلته بالعبارة دهب بأنه أشبه بما يحدث داخل سوق أم دفسو من خلال الفوضى وعدم النظام للمسافرين فضلاً عن غياب المصداقية في مواعيد إقلاع الرحلة التي تأخرت كثيرًا بميناء جدة وإستمرت لساعات طوال أصابتنا بالملل قبل أن نحمد الله على وصولنا سالمين بعد رحلة شاقة ومتعبة رغم أنه يفترض أن تكون أشبه بالتنزه كونها قاصدة الديار عبر البحر ومع الأهل والرفاق إلا أنها كانت غير ذلك لسوء التنظيم من الجهات التي كان ينبغي لها أن تسعى إلى راحة الناس ومعالجة إشكالاتهم.. وقال: على المستوى الشخصي دفعت مبلغ قيمة الغرفة كاملاً إلا أنني لم أجد الغرفة ولا حتى المبرر إلى الآن عن عدم توفرها رغم أن هناك من تحدث عن سمسرة قام بها وكلاء الوكالات التي قمنا بالحجز عندها.. وذهب بادي لأبعد من ذلك عندما أقسم بالله أنه لن يقترب مجدداً من الباخرة دهب وإن وزنوه ذهباً.
عدم مصداقية
أجمع عدد كبير من العائدين عبر الباخرة دهب بأن الإدارة لم تلتزم بالحجوزات والفئات وأنها تصرفت في غرف كانت محجوزة مسبقاً هذا فضلاً عن تردي خدمة النظافة على الباخرة سواء داخل الغرف أو على الممرات مما أدى إلى توالد بعض الحشرات مثل (المرقوت) على بعض الأسرة، كم أجمع العائدون على أن التكييف العام بالباخرة رديء جداً مع إنعدامه في بعض الغرف مما زاد من حالة العطش وسط الصائمين.


هروب المسئولين
شكى العائدون إلى أرض الوطن بالباخرة دهب من تهرب إدارة الباخرة من إستفسارات المتضررين والإلتفاف إلى قضاء حاجاتهم الخاصة دون مراعاة للظروف التي كان عليها المسافرون مما يعكس سوء الإدارة –كما إشتكى بعض المسافرين على نوعية الطعام الذي قدم لهم مع تردي الخدمة المصاحبة، بل ذهب بعضهم لأبعد من ذلك عندما إتهم المسئولين عن الطعام بممارسة الغش في تقديم الوجبات، وقال بعضهم: يقدمون إليك النقانق على أساس أنها سجوك.!

تحقيق: عبدالرحمن حنين- السياسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق