الصفحات

الجمعة، 10 يوليو 2015

السودان: تحسين العلاقات مع دولة الجنوب رهن بوقف دعمها للمتمردين


الخرطوم: «الشرق الأوسط»
أكد إبراهيم غندور، وزير الخارجية السوداني، أمس أن بناء علاقات طبيعية مع دولة جنوب السودان يتطلب إرادة من الطرف الآخر، مشيرًا إلى أن هناك كثيرًا من الملفات العالقة التي يجب مناقشتها بكل صراحة ووضوح.
وقال وزير الخارجية في حوار مع وكالة الأنباء السودانية (سونا) إن في مقدمة القضايا العالقة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين رئيسي البلدين، والمتعلقة بالخط الصفري والحدود الفاصلة، وفقًا لحدود 1956-1-1. والمنطقة المنزوعة السلاح، والأمر الثاني دعم الجنوب للحركات المتمردة السودانية بالسلاح، وآخرها الاختراق الذي تم في منطقة قوز دنقو بجنوب دارفور، مشددًا على أهمية أن يتوقف هذا الدعم.
وحول دور السودان في إيجاد تسوية سلمية للأحداث في جنوب السودان، قال وزير الخارجية إن السودان جزء من ترويكا هيئة الحكومة لتنمية دول شرق أفريقيا (الإيقاد)، التي تقود الوساطة، كما يدعم كل الجهود، مشيرًا إلى زيارة الرئيس ألفا عمر كوناري مؤخرًا للبلاد، إضافة إلى الدور الثنائي الذي يلعبه السودان من خلال اتصالاته بطرفي النزاع.
وأكد غندور أن الدور المحوري للسودان سيستمر، لكنه استدرك موضحا أنه «لكي يحقق هذا الدور الفائدة المرجوة منه لا بد أن تتحسن العلاقة بين السودان وجنوب السودان، وأن ذلك يأتي من خلال تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين الطرفين، وإيقاف دعم الجنوب للحركات السودانية المتمردة».
وبشأن التفاوض مع قطاع الشمال، قال وزير الخارجية إنه من المؤسف أن تعنت الطرف الآخر، ومطالبه التي لا تعتبر واقعية، جعل من الوصول إلى اتفاق أمرًا غير ممكن، وأضاف موضحا «نتمنى أن تكون الفترة الماضية قدمت دروسًا مفيدة للطرف الآخر، وتأكيد أن السلاح مهما بلغ من قوته والدعم الخارجي مهما بلغ ذروته، لن يؤديا إلى تحقيق «أحلام سياسية» للبعض.
وأوضح غندور أن «الطريق الوحيد هو الحوار وستظل دعوتنا هي أن الحوار الوطني هو السبيل الوحيد للوصول إلى تفاهمات حول هيكلية الحكم والممارسة السياسية الراشدة، وخدمة قضايا الناس ومعاشهم والخدمات المقدمة إليهم، وذلك لن يحدث إلا إذا انفصم البعض من الأجندات الخارجية»، مشددا على أن الذين يتحدثون عن التهميش هم الذين يعرقلون مشاريع التنمية ويدمرون المشروعات والبنى التحتية، ويقتلون نفس الأشخاص الذين يتحدثون عن تهميشهم بدم بارد.
وتابع غندور موضحا «لعل آخر ما تم في جنوب كردفان من قتل للمصلين وهم يؤدون صلاة الصبح جريمة ضد الإنسانية يجب أن تدان من كل العالم، ولذلك لا زلنا نتطلع إلى أن يعود البعض إلى صوت العقل».
يذكر أن الرئيس السوداني عمر البشير كان قد أطلق في يناير (كانون الثاني) الماضي دعوة لحوار شامل يضم كل القوى السياسية والحركات المسلحة في البلاد، غير أنه لم يبدأ بعد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق