الصفحات

الثلاثاء، 7 يوليو 2015

مأمون حميدة :هذا الرجل كاذب!!..(...) هذا هو الرابط المشترك بين الطلاب المغادرين إلى داعش!

طبيب فلسطيني تخرج من الجامعة وكان له دور في انضمام الطلاب للتنظيم


* التجنيد الآن ليس مثل تجنيد زمان، الجلوس تحت الشجرة مع كوب الشاي!!
* هذا الرجل كاذب!!
* الانضمام لجامعة مأمون حميدة خيار وليس إجبار
* مجموعتين من طلاب جامعة العلوم الطبية (مأمون حميدة) قرروا الالتحاق بتنظيم داعش، الأمر كان مفاجئاً بعض الشيء، فالاستقطاب تم مع طلاب من حَمَلة الجوازات الأجنبية يدرس معظمهم في كلية الطب.. بعض أولياء الأمور، الجامعة، الخارجية، الشرطة؛ أدلوا بتفاصيل حول المسألة، غير أن مالكها بروفيسور مأمون حميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم، آثر الصمت منذ انضمام المجموعة الأولى من طلابه في مارس الماضي إلى التنظيم.
(السوداني) نجحت في استنطاقه بعد مغادرة مجموعة أخرى للالتحاق بداعش. في الجزء الثاني من الحوار يتحدث حميدة برؤية تحليلية عما يجمع الطلاب الذين سافروا إلى تركيا، ويؤكد أن جامعته لن تتأثر، بدليل أنها زادت سعر القبول إلى 150 ألف جنيه، مبدياً رأيه حول الأخبار التي تدور حوله وحول الجامعة!.

حوار: ضياء الدين بلال- لينا يعقوب

* اسمها جامعة مأمون حميدة.. ألا يؤثر الأمر عليك شخصياً أن عدد من طلابك يلتحقون بمنظمة تصنف من العديد من الجهات أنها إرهابية؟
إن كنتم تقصدون أن التأثير الشخصي علي، الإجابة لا.. كما أن الجامعة اسمها جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا، لكن درجنا أن تسمى الجامعات بمؤسسيها، أنا معروف في الأوساط العالمية، ومتعاون مع الصحة العالمية من عام 1980، أي قبل 34 عاماً، فهل يا ترى بعد هذه السنوات سأصبح شخصاً آخر؟ وهل سيصدقون ذلك؟ لا أعتقد.. أنا يوم الثلاثاء القادم مسافر إلى جنيف في اجتماع للصحة العالمية.
* لا تخاف إذاً، أن يُطلَق عليك يوماً "راعي الإرهاب"؟
يضحك ويجيب: لا لا.. ولكن الناس تتأثر بما يُكتب في الأسافير. مثلاً هناك دكتور اسمه أسعد علي قال كلاماً كاذباً: أن مأمون حميدة قال لأولياء أمور الطلبة "أعمل ليكم شنو يعني؟ مش أحسن مما يطلعوا ليكم صعاليق؟".. أنا لم ألتق هذا الرجل، ولم أقل هذا الكلام، وللأسف الناس تتناقل أشياء غير صحيحة، لا يمكن أن أقول عن جامعتي وطلابي وأساتذتي مثل هذا الهراء أو أن أسيء لأيٍّ منهم.. هذا الرجل كاذب.
* هناك كاريكاتير أيضاً يشير إلى تسمية محطة جامعة مأمون حميدة في المواصلات بداعش، ألا يدل أن الأمر انحصر في أذهان الناس بأن جامعتكم مكان للتعاون مع الإرهاب مما قد يؤثر على الطلاب؟
أبداً.. رغم أننا زدنا المصاريف مؤخراً إلى 150 ألف جنيه، إلا أن الإقبال في تزايد.. هناك أب جاءني وقال لي أنه مستعد لدفع مبلغ سنتين مقدماً لإبنه المتفوق.. هذه الجامعة ثابتة وقوية، طلابها يذهبون لأي مكان يكونون الأوائل؛ يجلسون لامتحانات في قطر والسعودية وغيرها، ويكونون ضمن العشرة الأوائل، ومن العشرة كان هناك ست طلاب من مأمون حميدة. الطلاب يأتون للجامعة لأنها ناجحة أكاديمياً، لذلك ليس لدينا إحساس أننا سنتأثر بالموضوع، ولما زدنا المبلغ إلى 150 ألف.
* ولماذا 150 ألف جنيه.. هذا مبلغ كبير جداً؟
150، لأن ما تقدمه جامعة مأمون حميدة أكثر من هذا المبلغ بكثير، هذه الجامعة فيها أكثر من 50 أستاذ إكلينيكي في حين أن بعض الجامعات ليس بها ولا أستاذ واحد إكلينيكي، ويعتمدون فقط على أخصائيي الوزارة، حينما تعطي قيمةً للعلم ويكون علماً بهذه القوة، لابد أن تَدفع!. كما أني أستغرب من الذين يتهموننا بوضع أسعار فاحشة، لماذا لم يطرقوا المدارس ورياض الأطفال الذين وصلت أسعارهم إلى 23 ألف دولار؟ الذي يتحدث بصورة سالبة لا يعلم ما تقدمه هذه الجامعة.
* وما الشيء المختلف الذي تقدمه الجامعة؟
الجامعة تقدم أشياء مختلفة بإمكانياتها وأساتذتها، وأكبر من هذا المبلغ؛ في الإدارة والطب لدينا أفضل أساتذة، فرج، أحمد بابكر، بروفيسور الباقر، البشير وغيرهم وهم أساتذة متمكنين ولهم قيمة وسعر، الإمكانيات التي تقدم في الضبط وغيرها عالية جداً.. ومبلغ 150 ألف جنيه أقل مما نقدم لهم.
* هل جميع الطلاب يدفعون ذات السعر، أم أن حملة الجوازات يدفعون لك أكثر؟
حملة الجوازات الأجنبية يدفعون بالدولار، 15 ألف دولار، و150 للطلاب السودانيين، هذه الجامعة فيها أقل شيء 500 جهاز كمبيوتر، هناك أسطول من العربات يعمل على توصيل الناس.. كما أن الانضمام لجامعة مأمون حميدة هو خيار وليس إجباراً، هناك أكثر من ثلاثين جامعة، إن كانت الجامعة هي الوحيدة الموجودة في السودان وعلى كل الطلبة الدخول فيها، يمكن تفهم هذا الحديث، ولكن الأمر خيار لمن يرغب، كما أن هناك مواطنين يرغبون ويحبون هذا النوع من التعليم، فلماذا نحرمهم منه؟ أب جمع مبلغاً من المال ويريد أن يستثمره في تعليم ابنه فلماذا نحرمه؟ أكرر الجامعة خيار وليست إجباراً.
* ما هي الإجراءات الاحترازية التي اتخذتموها في الجامعة لمنع انضمام دفعة جديدة من الطلاب إلى تنظيم داعش؟
هناك خطة كبيرة لمخاطبة عقول الطلاب بالإسلام المعتدل، واستعنا بعدد من الإخوة الدعاة في هذا المجال؛ منهم عصام أحمد البشير، وعدد من الطلاب الذين يعتقدون في الإسلام الوسطي، نحن مجتهدين، هناك خطة كبيرة لاستيعاب طاقات الطلاب.. هذه الجامعة مثلاً فيها صالات موسيقى، لكن الأمر لا يتعلق بالجامعة فقط، إنما بالأسرة أيضاً.. الأسرة لها دور كبير في مراقبة الأبناء. أغلب الأسر مقتدرة لذا المراقبة مهمة، وإن تعاونت الجامعة مع الأسرة سيكون الأمر جيداً.. أحب أيضاً أن أُذَكِّر بأن داعش ليست في هذه الجامعة فقط، إنما في السودان ككل؛ داعش في الجامعات والعالم، منطقة أوروبا أكبر مصدر للمقتنعين بداعش!.

* هذه الجامعة يُمنع فيها النشاط السياسي وأركان النقاش التي تساعد استيعاب الأفكار وتبادلها؟
ليس هنالك نشاط سياسي طلابي في أية جامعة منذ عام 1995م، الطلاب انصرفوا عن السياسية وأصبحت مشاكلهم في الاجتماعيات والأكاديميات، لذا الأمر ليس حكراً على الجامعة.. نعم ليس لدينا رابطة في الجامعة و..
* (مقاطعة) أنتم تمنعون النشاط السياسي في الجامعة لماذا؟
لأن السياسة ليست مكانها الجامعة، والجامعات عموماً ليس لها نشاط سياسي، أي شخص له عقيدته ودينه وحزبه..
* (مقاطعة) ليس من حقه أن يبشر بأفكاره داخل الجامعة؟
لا..
* عفواً ولكن الجامعات بها نشاط سياسي، واضح ومعروف، وفيها أركان نقاش لتوضيح الأفكار ودعوة الطلاب لتبنيها؟
نعم، لديهم أركان نقاش، لكن ليس لديهم نشاط سياسي بارز كما كان حتى عام 1995، التغيير الآن أن الناس تدفع للتعليم، الطلاب لم يعد لديهم اهتمام في السياسية لأنهم دفعوا أموال، حينما تدفع أموالاً مقدرة للدخول إلى الجامعة، من الصعب الانخراط في السياسية لأن ذلك يعني الدفع مرتين، وربما في هذه الحالة يعيد الطالب العام.. أركان النقاش أصبحت ميتة.. 50% من الطلاب في بعض الكليات أجانب، هذا يعني أن ليس لديهم اهتماماً بسياسة البلد.
* كم هي نسبة الطلاب حملة الجوازات الأجنبية مقارنة مع السودانيين؟
تختلف النسبة من كلية لأخرى؛ هناك كليات لا يأتوها أجانب، مثل التمريض والمختبرات.. ولدينا أجانب كثر في كلية الطب والصيدلة، هناك جامعة خاصة تستقطب نيجيريين بأعداد كبيرة ربما يصل عددهم إلى 20% من نسبة طلاب الجامعة، هذا أمر يدعو للحذر، وباعتقادي أن السلطات المختصة يجب أن تنظر لظاهرة الطلاب الأجانب لأنهم يحملون أفكاراً وآراء لا تناسبنا. نحن نفتخر أن السودان خَرَّج عدداً من الأفارقة لمناصب مرموقة يشغلونها الآن في دولهم، ولا نريد للأمر أن يتأثر، لكن مع تغير الأفكار في إفريقيا على الدولة أن تركز على الوافدين القادمين إلينا.
* تردد أن طبيب فلسطيني لعب دوراً كبيراً في مسألة استقطاب الطلاب؟
نعم، هذا الحديث صحيح، هناك فلسطيني تخرج من الجامعة ودرس الإمتياز في مأمون حميدة، وحصل على تأهيله كطبيب ممارس حتى من المجلس الطبي هنا في السودان، لكن بعد أن تخرج هذا الطبيب من الجامعة لم يحدث أن اقترب من الجامعة، لكنه اقترب من الطلاب عبر الوسائط، وأحب أن أشير إلى شيء، الناس ليسوا أغبياء.. الوسائط فعلها أكبر من الجلوس مع أحد في مكانه، التجنيد الآن ليس مثل التجنيد زمان، يأتي أحدهم تحت الشجرة ويحضر كوب شاي ليجند الشخص الآخر، هذا التجنيد انتهى، يمكن أن يتحدث أي شخص مع مجموعة طلاب عبر الإسكايب.
* من قراءتك الشخصية وتحليلك، ما هي العوامل المشتركة بين الطلاب الذين غادروا داعش في المجموعة الأولى أو الثانية؟
هم طلاب عاشوا في أوروبا، وعاشوا والإسلام مكسور الجناح هناك.. كنت أتمشى مع ابنتي سوزان في الشارع ببريطانيا وكانوا يشتموها لأنها مسلمة.. الطلاب جاءوا من بيئة تحتقر الإسلام، هم طلاب تربوا على العقلانية، ومعظم من يتربى في البيئة الأوروبية يتربون على الإقتناع، إما أنهم يقبلون حقيقة أو لا يقبلونها، الطينة التي وجدتها داعش من أصحاب الفكر والعقل، لذا لم يكونوا كالإخوان المسلمين أو غيرهم من الاعتياديين، إن أراد أحد أن يقاوم هذا الفكر لابد أن يقاومهم بالعقل.. أمين بانقا قال قبل فترة في حوار، أن الطلاب لغتهم العربية ضعيفة وليس بمقدورهم التعمق في الكتب المكتوبة باللغة العربية، كما أن من يخاطبون الطلاب يخاطبونهم بذات اللغة الإنجليزية. تحليلي أن الطلاب إن لم يخاطبوا بذات اللغة فلن يقتنعوا.. كان عندنا طالب حلف على المصحف أنه لن يذهب لداعش ولكنه ذهب، فهناك رابط للعقلانية.

* ماهو تفسيرك لاستقطاب الطالبات؟
القاعدة كانت لديها فقه أن المرأة لا تأتي إلى الجهاد، لأسباب حول العزلة وعدم الاختلاط بين الرجل والمرأة، لكن يبدو أن داعش أنهت هذه الفتوى، حيث يمكن أن يهاجر الرجل والمرأة أيضاً.. كما أن جميع من ذهبوا لم يذهبوا إلى القتال، إنما أطباء في مستشفيات؛ مثلاً أحمد سامي هو في مستشفى بالموصل ويعمل هناك، هؤلاء الطلبة لم يذهبوا للقتال، إنما للمساعدة والعمل كأطباء وصيادلة.. أنا طبيب إن جاءني أحد من داعش جريح سأعالجه.. بريطانيا إلى الآن لا تعتبر هؤلاء الطلبة إرهابيين لأنهم لم يذهبوا إلى القتال، صحيح إن عادوا إلى بريطانيا سيراقبونهم، لكنهم لا يشكلون خطراً.

* ألم تحاول بصورة شخصية مساعدة أهالي الطلاب والعمل معهم بجدٍّ حتى يعود أبنائهم مجدداً إلى الخرطوم؟
أنا قابلت الآباء وعقدت اجتماعاً معهم، التقيت بأهاليهم ونحن على صلة مع بعضنا، ولدي زيارة إلى من وصولوا إلى الخرطوم.

السوداني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق