دأب السودانيون على عادة الإفطار الجماعي في الشوارع، إذ يخرج عدد من الأشخاص كل يحمل مائدته إلى الساحات أو الطرق ويأكل الفقير والغني من الطعام ذاته، ويشاركهم ذالك من تقطعت بهم السبل عند موعد الافطار.
وشكل الإفطار الجماعي عادة اجتماعية فيها الكثير من قيم التعاون، ويبدو ذلك جليا في القرى والأحياء الشعبية في المدن والعاصمة الخرطوم، وعلى طول الطرق التى تربطها بأقاليم السودان المختلفة حيث تنتشر تجمعات الإفطار الرمضاني.
المراقب لحركة المجتمع السوداني في السنوات الماضية يلاحظ أن هذه العادة التي اشتهر بها السودانيون قد بدأت في الانكماش والاندثار شيئا فشئيا في بعض المناطق، بسبب الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد التي يعاني اقتصادها من ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض قيمة الجنيه مقابل العملات الأخرى بدرجة كبيرة.
ودائما ما ترتفع أسعار الغذاء في الدول المسلمة خلال رمضان لكن الوضع في السودان أشد صعوبة حيث تسببت أزمة اقتصادية ازدادت سوءا جراء فقد ثلاثة أرباع الثروة النفطية إثر انفصال جنوب السودان 2011 في تفاقم الأوضاع.
ووجد كثير من السودانيين أنفسهم في حيرة من أمرهم بشأن تلك العادة الرمضانية التكافلية التي ينتظرونها مع هلال رمضان، إذ لا تجد كثير من الأسر السودانية القدرة على توفير وجبة غذائية واحدة في بلد يشهد حروبا أهلية في أكثر من بقعة جغرافية، وحالات نزوح من مناطق القتال، مما يجعل الإفطار الجماعي في مهب الريح.
وفي بلد يشهد هجرة الآلاف من سكانه بسبب الحروب والأوضاع الاقتصادية الطاحنة وضيق هامش الحريات، تنظم كثير من الجاليات السودانية بالدول الخليجية وأوروبا والولايات المتحدة إفطارات جماعية كما هو حال السودانيين في التجمع في الافراح والأتراح في داخل البلاد أو خارجها، لتبقى تلك العادة التي اشتهر بها السوادنيون جزءا أصيلا من الثقافة السودانية أينما حلوا.
سكاي نيوز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق