الصفحات

الثلاثاء، 14 يوليو 2015

الى علي عثمان: (فليسعد النطق إن لم يسعد الحال)




(قرأت مؤخراً في إحدى الصحف أن الأستاذ علي عثمان محمد طه قال في تجمع لشباب حزبه بأنهم قاموا بانقلابهم في عام٨٩ ليس من أجل إنقاذ الناس مما كانوا يعانون منه من شظف العيش وصفوف الرغيف والبنزين.. الخ.. كيف ذلك يا أستاذ على؟ فقط أحيل سيادتكم للبيان الأول وما ورد فيه من نقد مر للنظام السابق وما أسرفوا فيه من وعود للناس.. هل كان ذلك خدعة؟ وقال علي عثمان لن يستطيع نظامهم توفير قفة الملاح في خمس سنوات ولا حتى في خمسين عاماً!! إذا كان الأمر كذلك فليذهب غير مأسوفٍ عليه يا أستاذ علي عثمان وكان الأجدر بك أن تمتثل ببيت الشعر الشهير: (فليسعد النطق إن لم يسعد الحال).

أنت بهذه الطريقة قد قتلت بصيص الأمل الذي كان يتعلق به حتى من ساندوكم وأيدوكم وصدقوا وعودكم ناهيك عن بقية الشعب المغلوب على أمره. أحيلك يا شيخ علي لبيان الإنقاذ الأول الذي انتقدتم فيه الأحزاب بأنها أوصلت الشعب لهذا الدرك من المعاناة والمسغبة كما أسرفتم في كيل الوعود للشعب بأنكم ستخرجونه من الظلام والظلم إلى جنة موعودة.. فأين هذا الآن؟ هل البيان الأول كان خداع وكذب؟ أهلنا الصوفية يقولون (العجين قبل الدين) وهذا ما يتماشى مع الفطرة السليمة فكيف للإنسان أن يتعبد وهو جائع؟ ورب العزة والجلال قد أباح للإنسان إذا جاع أن يأكل من الفطيسة) قال تعالى: (فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم) صدق الله العظيم فهو الذي يطعم عباده من جوع ويأمنهم من خوف. أتذكر جيداً رد السيد رئيس الجمهورية في بداية حكمكم عندما سئل عن ماذا أنتم فاعلون إذا خرجت مظاهرات ضدكم؟) فكان رده بأنكم لن تنتظروا حتى تخرج المظاهرات لأنكم ستتركون الحكم إذا فشلتم في تحسين معيشة الناس ولكنكم فشلتم في تحسين المعيشة وطحن الناس الغلاء وخرجت المظاهرات وما سبتمبر ببعيد عن الأذهان وقمتم بقمعها بالعنف والتعسف فلم تفعلوا شيئاً متحججين بالانتخابات التي قاطعها الشعب احتجاجاً وزهداً فيكم.

الآن تعالوا إلى كلمة سواء وإجراء استفتاء يكون حراً ونزيهاً ومراقبة من الأمم المتحدة. وأخيراً يا أستاذ علي عثمان لديّ سؤال واحد لك: (هل تريد استمرار الإنقاذ في الحكم بأي وسيلة غير مقبولة حتى لو فشلت في تحسين المعيشة؟) فإذا جاءت الإجابة بنعم فلكم أن تستمروا في الحكم إلى ما شاء الله فهو مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء بيده الملك وهو على كل شئ قدير ولكل أجل كتاب. ولكن إذا كاتت الإجابة بلا فيجب أن تترجلوا فوراً وتتركوها لمن يستطيع توفير قفة الملاح فهذه هي قضية الشعب الأولى، أما الالتزام بالدين، أما الشريعة الغراء فالشعب السوداني هذا التزامه منذ أن دخل الإسلام هذه الأرض الطيبة هي التي صاغت أخلاقه وأعرافه وسلوكه قبل حكم الإسلام السياسي المتعسف الظالم الذي كما قال الأستاذ عروة كنت أنت أول وأكثر من مارسه منذ صبيحة الانقلاب حين آلت لك كل الأمور والملفات..


 د. أبو بكر أبوبكر (علاقات دولية اقتصادية)
الجريدة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق