انطلقت صباح اليوم الخميس التاسع من يوليو، بعاصمة جنوب السودان جوبا، الاحتفالات بالذكرى الرابعة لانفصاله عن السودان وإعلانه دولة مستقلة في العام 2011، وهي غارقة في حرب أهلية طاحنة منذ 18 شهرا، يدفع المدنيون خلالها الثمن الأكبر للصراع على السلطة بين الرئيس سلفا كير ونائبه المقال رياك مشار.
وتأتي ذكرى استقلال جنوب السودان في استمرار الحرب الضروس المستمرة منذ 18 شهرًا، التي تخللتها فظاعات، شملت تعرض نساء وفتيات لاغتصاب جماعي وخصي فتيان وتجنيد الأطفال للقتال، تحت نظر الأسرة الدولية التي وقفت عاجزة عن وضع حد لدوامة العنف الشريرة في البلد الوليد.
وفي السياق نفسه، قال المتحدث الرسمي باسم المفوضية العليا للاجئين، إدريان إدواردز، لوكالة الأنباء الالمانية، بينما تحتفل جنوب السودان بالاستقلال، فإن عدد الذين فروا خارج جنوب السودان إلى الدول المجاورة الآن يصل إلى أكثر من 730 ألف شخص، بينما يصل عدد المشردين داخليًا إلى نحو 1.5 مليون.
وندد إدواردز باتساع رقعة الحرب في جنوب السودان، مشيرًا إلى تصاعد أعمال العنف في ولايتي الوحدة وأعالي النيل، التي أجبرت عشرات الآلاف من الناس على الفرار إلى الأدغال والمستنقعات، وإلى المناطق التي يصعب الوصول إليها، في ظل انعدام الأمن، الذي يحول دون وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين.
وبالرغم من العقوبات والضغوط التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي؛ حتى الصين، لم يطرأ أي تغيير يذكر على أرض الواقع في ظل تصاعد أعمال العنف بين طرفي النزاع، معسكر الرئيس سلفا كير ونائبه السابق وخصمه رياك مشار.
واندلعت الحرب الأهلية في جنوب السودان منتصف ديسمبر 2013، بعد معارك في صفوف الجيش الحكومي الذي انقسم بسبب الخلافات السياسية والعرقية بين كير ومشار. وانضمت عدة ميليشيات قبلية إلى هذا الطرف أو ذاك في المعارك التي شهدت مجازر وتجاوزات وفظائع، بحسب تقارير الأمم المتحدة.
وانفصل جنوب السودان عن شماله بموجب اتفاقية سلام، أبرمت عام 2005، أنهت واحدة من أطول الحروب الأهلية في أفريقيا، ومهدت لإجراء استفتاء شعبي في يناير 2011، صوّت فيه الجنوبيون بنسبة تفوق الـ 98% لصالح الانفصال، وتحتفل جوبا رسميًا بذكرى الاستقلال في 9 يوليو.
وفشلت جميع جهود الوساطة التي تقودها الهيئة الحكومية للتنيمية في شرق ووسط أفريقيا إيغاد، منذ أكثر من عام ونصف العام في إثيوبيا لإنهاء القتال الذي راح ضحيته الآلاف وأجبر أكثر من 2.2 مليون شخص على ترك منازلهم إذ فر كثيرون منهم إلى دول مجاورة، بحسب تقارير أممية.
وفرض مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي عقوبات للمرة الأولى على 6 قادة عسكريين في جنوب السودان، 3 من القوات الحكومية و3 من المتمردين، غير أن زعيم التمرد، رياك مشار دافع عن القادة الثلاثة في صفوفه، مشددا على أنهم أبرياء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق