الصفحات

الجمعة، 24 يوليو 2015

الخرطوم وجوبا … الرقص على سلالم متحركة



قدمت الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان المعارض وقوات(أقوليك) دعوة للصحافة السودانية لتغطية مؤتمرها الصحفي بمناسبة انسلاخ قيادات تنظيم الحركة الشعبية الحاكمة بجوبا وانضمامهم لصفوف قوات(أقوليك) والحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان المعارض بقيادة دكتور رياك مشار بمكتبها بالعمارات
قصة الغاء مؤتمر صحفي
المؤتمر الصحفي كان الهدف منه كشف الأسباب والدوافع التي جعلت مجموعة من المعارضين الجنوبيين العودة إلى جوبا والتصالح مع رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت ومن ثم العودة مجدداً إلى صفوف المعارضة الجنوبية.
هذه الدعوة أثارت تساؤلات وطرحت استفهامات بين الصحفيين في مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات(الواتساب) باعتبار أن انعقاد المؤتمر الصحفي والإعلان عنه دليل قاطع لفتح ملف الاتهامات بين الحكومة السودانية وحكومة دولة الجنوب بشأن استضافة كل منهما لمعارضة الأخرى .. وليس ببعيد أن الحكومة السودانية استدعت قبل أيام سفير دولة الجنوب بشأن دعم حكومة الجنوب للجبهة الثورية، وحتى لا تستدعي حكومة الجنوب سفير السودان بجوبا بتهمة استضافة الحكومة السودانية للمعارضة الجنوبية توقف دوران عجلة المؤتمر الصحفي الذي انتظرنا قيامه لأكثر من ساعة كاملة.. إعتذر العميد وليم أزيكيل وكيل الإعلام للصحفيين وإنهم أجَّلوا انعقاد المؤتمر الصحفي إلى حين إشعار آخر .. لم يكن الموقف صادماً أو مدهشاً بل الدهشة ستكون في قيامه علناً وفي قلب الخرطوم
حرج
“التيار” علمت أن الحكومة قد فطنت إلى قيامه سيشكل إدانة واضحة للحكومة السودانية في استضافة المعارضة الجنوبية حينها لا شيء يمنع حكومة الجنوب من دعم الجبهة الثورية من منطلق التعامل بالمثل، قطعاً المعارضة الجنوبية لن تجلس مكتوفة الأيدى وستفكر في خيارات أخرى تسمح لها بممارسة أنشطتها وترفع الحرج من الحكومة السودانية أمام المجتمع الدولي ، ويذكر أن رياك مشار حسب معلومات المصادر أنه سبق واتفق مع الحكومة السودانية بعدم ممارسة أنشطته السياسية إلا من وراء حجاب .. وقد يكون هذا الحجاب دور العبادة الكنائس للمسيحيين ليلتقوا ويناقشوا أمورهم السياسية ومواقفهم وكما متوقع أن تقوم المساجد بالدور ذاته بالنسبة للمسلمين الجنوبيين الموالين للمعارضة الجنوبية.. ثقافة استضافة دول الجوار للعمل الثوري المسلح أو السياسي المدني عادة متبعة في الدول الإفريقية وغيرها. والعديد من الدول الإفريقية والعربية سبق أن استضافت المعارضة السودانية كما كانت الحركة شعبية نفسها مستضافة في دول الجوار الإفريقي إبان الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب إلا أن المشهد السياسي بين دولتي السودان وجنوب السودان يجعل قضية احتضان كل حكومة لمعارضي الأخرى على سطح صفيح ساخن في العلاقات الهلامية بين الحكومتين.
الجنوب وافق الحل 
المشهد الجنوبي رغم تعقيداته متوقع أن يطرأ عليه اختراق خاصة أن المجتمع الدولي
وصل إلى مرحلة الهياج المستمر بسبب الأزمة النفسية التي أصابته بعد الحرب الجنوبية الجنوبية. وصدمت كل الذين دعموا الإنفصال في المنظومة الدولية، واشتد الهياج بسبب التقارير الأممية من قبل المفوضية السامية للاجئين التي عبرت فيها عن قلقها من التدفق الكبير للاجئين الجنوبيين للأراضي السودانية. وأشارت إلى القلق إزاء الوضع المزري للاجئين الفارين مؤخراً إلى السودان من دولة جنوب السودان. وقالت في آخر تقرير لها منذ 20 مايو الماضي، لجأ ما يقارب من 30,000 مواطن جنوب سوداني إلى السودان، خاصة في ولاية النيل الأبيض. وكانت الزيادة الأخيرة في منتصف يونيو، عندما سجل برنامج الغذاء العالمي دخول 9,200 لاجئ جنوب سوداني إلى منطقة الخرسانة، فى ولاية غرب كردفان. وقد استمر التدفق منذ ذلك الحين، بمعدل 100- 150 شخصاً في اليوم الواحد.. هذه الأزمة الإنسانية تشكل مفتاح الاختراق في الأزمة الجنوبية. وقال مولانا ماجد بابكر تونجا المستشار القانوني للمعارضة الجنوبية والناطق الرسمي لمجموعة المابان،
قال: إنه يتوقع المزيد من الضغوط الأمريكية لطي ملف الصراع الجنوبي، وأشار إلى أن الرئيس الامريكي من المتوقع أن يتجه إلى أديس أبابا لتسليم وثيقة وفد الوساطة الإفريقية لممثلي الحكومة والمعارضة توطئة للسلام، خاصة أن طرفي الصراع كل منهما يواجه تحديات كبرى بعد أن ارتفعت وتيرة التهديدات الدولية بشأن الملف الإنساني.. وتحديات أخرى ذات صلة بالولاء الذي باتت تتحكم فيه بعض المصالح السلطوية القبلية التي جعلت مسألة الانضمام والانسلاخ قاسماً مشتركاًً في دالة الصراع، بجانب اللعب على حبال ملفات والولاء بالنسبة للاستوائيين والشلك والمخاوف من نفوذهم في حال سيطرتهم على مناطق كثيرة تفرض على المفاوضين وضع اعتبار لوزنهم الذي قد يحدث الخلل في معادلة الدينكا والنوير إذا استمرت الحرب وظهر اللاعبون الجدد .. كل هذه الأوضاع والمستجدات تفرض السلام بالقوة على طرفي الصراع.



التيار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق