الصفحات

الخميس، 20 أغسطس 2015

بطلة الدراجات السودانية عرفة مبارك: الرياضة ما هلال مريخ وبس !


ممارسة المرأة للرياضة باتت في الآونة الأخيرة لا تثير استغراب أحد.. وباتت الرياضات المختلفة ملجأ للكثير من (الجنس اللطيف) للخروج من حالة العزلة التي فرضها المجتمع الشرقي بشكل عام على المرأة والمجتمع السوداني على وجه الخصوص.. آخر لحظة وقفت على إحدى تلك الظواهر والتقت بالدراجة عرفة مبارك مصطفى بطلة الدراجات السودانية وخرجت منها بالكثير!

– تحديت الجميع ..!
كنت مغرمة برياضة الدراجات… لم أبلغ السابعة بعد، وكنت حريصة على مشاهدة التلفاز لمشاهدة رياضة الدراجات… الفكرة راقت لي.. لماذا لا امتطي دراجة وأصير بطلة في هذا المجال… وحتى أحقق رغبتي كان لابد لي من الهروب عن أعين الأسرة لممارسة تلك الهواية.. لم تشاهدني أسرتي إلا عندما أصبحت بطلة للدراجات وبات الأمر عندهم واقعا يجب أن يتعاملوا معه !
– عزيمتي كانت كلمة السر !
هوايتي في ركوب الدراجات وتقاليد مجتمعنا السوداني كانتا كلمة السر فيما وصلت اليه الآن… تحديت نفسي.. وتحديت الجميع حتى أثبت لهم بياناً بالعمل أن المرأة يمكنها وبكل سهولة أن تمارس اي رياضة يعتقد البعض أنها تخص الرجال.. إصراري لاثبات وجودي كان الدافع الأبرز بالنسبة لي، لاسيما أن قناعتي الخاصة أن ممارسة الرياضة حق مكفول للجميع- النساء قبل الرجال !
– نظرة المجتمع لم تؤثر !
كثير من المواقف المحرجة تعرضت لها وأنا أقود دراجتي… لأن نظرة المجتمع للمرأة وهي تقود دراجة هوائية نظرة لها ما بعدها… تمسكي وإصراري بتلك الرياضة جعلني لا أعير نظرة المجتمع اهتماماً، لأنني في النهاية أمارس نوعاً من الرياضة ربما لم يطرقه أحداً غيري وهنا في السودان.. لكنها بالطبع تعد هي وسيلة المواصلات الرئيسة في عدد من الدول الاوربية !
– حماية مهمة للمرأة !
قد يتساءل البعض أن تلك الرياضة- (الدراجات)- عن أنها رياضة لا تتناسب والتكوين الانثوي .. ولهولاء اقول إن من شرع قانون تلك الرياضة أعد لبساً محدداً ترتديه المرأة وهي تمطتي الدراجة الهوائية.. وبالتالي فإن من يقول إن تلك الرياضة لا تتناسب والتكوين الانثوي لا يفقه شيئاً عن تلك الرياضة وأدواتها !
– حتمية تفهم الجميع!
كثير من صديقاتي يخفن علي من تلك الرياضة في مستقبلي الأسري.. ولهن وللجميع أقول… رياضة الدراجات إحدى الرياضات التي تمنح الإنسان القوة والنشاط ويجب أن يتفهم الجميع ما تلعبه الرياضة في المجتمع حتى إن كان هذا المجتمع ممثلاً في شريك حياتي مستقبلاً.. يجب أن يفهم في المقام الأول أنني لا أمارس شيئاً ممنوعاً… يجب أن يوفر لي كل المساعدة لإشباع هوايتي حتى اتفوق، وهي رسالة للمجتمع بشكل عام.. إن رياضة الدراجات مهمة لاي شخص لأنها تساعد على احتفاظ الجسم برشاقته وتساهم بشكل كبير في تفتح العقل!
-الرياضة ما هلال مريخ
ولكل متسائل أو مشفق على ممارستي لتلك الرياضة أقول لهم إن الرياضة ليست كرة قدم فحسب، وليست هلال مريخ.. الرياضيات باتت الآن هي العملة التي من أجلها يسعى الجميع لأنها توفر الصحة والعافية… وهي فرصة لارسال رسالة للمسؤولين.. عليكم الاهتمام أكثر بتلك الرياضات الفردية.. عليكم الاهتمام أكثر بالرياضة بشكل عام!


صحيفة آخر لحظة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق