الصفحات

الثلاثاء، 11 أغسطس 2015

(الإباحية).. بين الرئيس والوزيرة..!



عثمان شبونة

* علامات الوهن بكل "مقاساتها" وأشكالها تضرب النظام في الخرطوم فتخرج رؤوسه العجائب عند كل حدث أو حديث.. لذلك على العاقل التماس التصريحات الرسمية من جميع زواياها بالإفتراض السيئ ــ على الأقل ــ نظراً لتجربة الحاكمين..!
* ولنبدأ بتصريح تلك الوزارة التي يبدو أن وزيرتها ستعاني من أكولة في الفم إن لم تجد ما تصرح به.. كذلك مديرها..! وبالمناسبة فإن التصريحات تقوم مقام (الإنجاز!) لدى قومها المتسلطين.. فقد نفت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مراقبتها لانشطة الانترنت أو تجسسها على مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان، واقرت بعجزها في التحكم وحجب المواقع الاباحية والمخلة بالآداب.
* إذا تجاوزنا نفي الوزارة حول التجسس على الانترنت ــ وهو محل نظر وسخرية ــ فإن الإعلان بعجزهم عن حجب المواقع الإباحية، بمثابة بطاقة دعوة خبيثة لا تفوت مقاصدها على فطِن.. وقريباً من هذه الدعوة التي تمهد لدخول عالم الإباحية والتشجيع على التصفح، فإن التصريح يوحي بأن للوزارة (شفافية) وفتوحات في نواحٍ أخرى، وتبقى عليها فقط إغلاق المواقع المخلة بالآداب، والتي لا تمثل قلقاً لأحد مع ملايين النكبات الحياتية في البلاد.. فالنظام الذي استباح حياتنا في ما هو أجَلّ وأكبر؛ هذا النظام من سروره أن ينصرف الناس عن ما يعكر صفوه بأي ثمن!! وليست الأخلاق من أولياته.. إن لم يكن ذلك كذلك لوجدنا ــ على الأقل ــ مسؤولاً يشار إليه بالأصبع الواحد في النزاهة وحسن السلوك..! هل ثمة أحد يعرف رجلاً صالحاً من إخوان سلطة الخرطوم؟!
ــ ماذا يُستفاد من إعلان عجز الوزارة حيال إغلاق بوابات الدعارة الالكترونية؟! أليس الصمت أجدى؟!!
* ثم تعالوا لنرى المدير العام لهيئة الإتصالات يحى عبدالله وهو يؤكد عجزه وفشله بالإشارة إلى تفاصيل لا تخصه؛ إلاّ إذا كان هنالك سراً لا ندركه من حديث هذا "العبقري!!" فقد أبدى قلقه ازاء حجم النفايات الالكترونية التي تدخل البلاد كالغسالات والثلاجات والتلفزيونات..!
* الآن عرفنا لماذا يصيب التلف الغسالات بسرعة، إذا يتم "تهكيرها!!" بواسطة الهيئة حتى يتحقق شعار "العودة إلى الطشت"..! وأظن أن وزيرة الاتصالات تهاني عبدالله تشترك مع مديرها في هذا الفراغ..!!
* نعم.. هكذا وزراء ومدراء السلطة التي عُقد على ناصيتها الفشل، يفكرون في "اللجام" وحمارهم مطلوق..! لا الوزير ولا المدير ولا الحشو الموجود في الوزارة يستطيعون الإفادة في الأولويات، ومنها سوء خدمة الانترنت بالسودان عموم..!
خروج:
* هل توجد (استباحة) تتفوق على تصريحات الرئيس البشير حول شهداء سبتمبر؟!
* فمن أجل أغراض تتعلق "بالخارج" وحقوق الإنسان، ولا علاقة لها "بالإنسانية السودانية!" أخذته شهوته ــ كالعادة ــ لانتهاك العدالة بتوجيهه "المتهابل" بالاستهتار والداعي إلى تعويض أسر شهداء مجزرة سبتمبر؛ في حين أن قتلتهم أحياء يرزقون؛ ومنهم الراعي شخصياً وهو يطلق الأيدي بالبنادق..!
ــ السؤال العابر الذي يمكن تفحُّص إجابته لمن أراد: لماذا تأخر "توجيه!" البشير في هذه القضية؟.. ثم.. لماذا الآن؟!
* الأغراض التي دعت البشير لتذكُّر شهداء سبتمبر تنبه إلى بعضها المحللين وذوي الصلة بحقوق الإنسان، وهي ليست بحاجة إلى ذكاء.. إنما الحاجة ملحة إلى رد اعتبار حقيقي لأسر الضحايا بالاقتصاص من قتلة أبنائهم.. ثم تعويضهم.. رغم أنه لا يوجد ما يعوِّض الروح.. ولا ننسى أن "نشل القروش" أسهل شيء لسلطة "عاطلة" ومستبدة لا تعرف الخجل والعفة، إذ لا تدفع من جيبها شيئاً، إنما تخرط الأموال خرطاً من المواطن بواسطة رسومها وجماركها ودمغاتها وإيصالاتها "الوسخة"..!
أعوذ بالله
aswatsh@hotmail.com  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق