الصفحات

الخميس، 6 أغسطس 2015

المصريون عن "قناة السويس الجديدة": نفرح أم نصرخ؟



بين الفرحة والصرخة، تتباين نظرة المصريين إلى القناة الجديدة، فالفرحون يرون أن المشروع "حلم تحقق وينقل البلاد نقلة نوعية" أما المعارضون فيسألون عن بكاء الأرامل والأيتام وصرخات المعتقلين، وهل سيكون لها صدى في غمرة الاحتفالات؟

أحمد السباعي

يحاول الرئيس عبد الفتاح السيسي صد الهجمات المتتالية التي تعرضت لها قناة السويس الجديدة في مواقع التواصل باستخدام الوسيلة نفسها، ودعوة المصريين للفرح والاحتفال بـ"عبور مصر الجديد" وفقا لوصف صحيفة الأهرام.
وأطلقت الحسابات الرسمية للسيسي على مواقع التواصل الاجتماعي حملة باسم "مصر بتفرح"، احتفالاً بقناة السويس الجديدة المقرر افتتاحها رسميا اليوم.
ورد المعارضون للسيسي بوسم "مصر بتصرخ" للتعبير عن سخطهم من الاحتفال بينما هناك آلاف القتلى ومثلهم من الأيتام والأرامل والمعتقلين الذين "يصرخون من الألم ويموتون تحت التعذيب".
المشروع الذي روج له على أنه "ولادة جديدة لمصر وأن الشعب المصري أثبت قدرته على صنع المعجزات، وهو عريس الاحتفال الذي سيكون إسطوريا"، بحسب الرئيس التنفيذي لمشروع محور تنمية إقليم قناة السويس، الفريق مهاب مميش.

مصر أعلنت في وقت سابق نجاح أولى تجارب تشغيل قناة السويس الجديدة (رويترز)

حلم تحقق
وطبعت أجواء "الفرح والاحتفال" الصحف المصرية وتسابقت عناوينها لإغداق الأوصاف على المشروع حتى وصلت لحد اعتباره "حلما وتحقق".

وشاركت الإعلامية الإماراتية مريم الكعبي "فرحة" المصريين بالقناة الجديدة وغردت "نحن في تاريخ جديد، صفحة ناصعة البياض، إنجاز مبهر، نحن في كرنفال فرح، نرجو من الأخوة الأعداء أن يحجبوا أنفسهم لتكتمل فرحتنا".
ويغرد الإماراتي ماجد بن وقيش "الفرح اليوم ليس خاصا بالمصريين، الفرح لكل العالم والمسلمين، إنجاز يفخر به الإماراتيون، ومصر حبيبة الملايين".
ويغرد باسم أمين أن مصر انتقلت "من دولة على وشك الإفلاس والانهيار وانتشار الإرهاب إلى دولة تنشئ أضخم مشروع استثماري في المنطقة كلها، وخلال عام واحد فقط".
وكان الرئيس المعزول محمد مرسي أطلق مشروعاً لتنمية محور قناة السويس، إلا أن الجيش عطّله بحجة "خطورته على الأمن القومي".
الهجوم على المشروع جاء من مؤيدي السيسي قبل خصومه، فالناشط السياسي المؤيد للسيسي، حازم عبد العظيم، أكد أن "التفريعة الجديدة لقناة السويس ليس لها جدوى اقتصادية، وتابع أن ضغط العمل في المشروع من ثلاث سنوات إلى سنة واحدة رفع التكلفة بشكل هائل وغير مبرر".

video
"قنوات السويس"
وأضاف عبد العظيم "نسمع فقط في وسائل الإعلام أن القناة الجديدة سترفع العائد من 5.3 مليارات دولار إلى 13.3 مليارا خلال ثماني سنوات، من أين جاءت تلك الأرقام؟".

أما الإعلامي المؤيد للانقلاب إبراهيم عيسى، فأبدى دهشته في مقال "بدء تجربة عبور السفن في قناة السويس الجديدة، في توقيت غرق معدية الوراق، وانتشال جثث العشرات".
وتساءل "ما الذي يجعل دولة قادرة على مشروع عملاق مثل حفر جديد لفرع قناة السويس، تفشل كل يوم في التعامل مع معديات النيل؟".
ويسأل ممدوح حمزة -الناشط السياسي المؤيد للسيسي- في تغريدة له "كيف نحتفل بالقناة وهناك أسر مصرية تتألم وتبكي وتحزن لأبنائهم وذويهم المسجونين في ظروف قاسية وبعد ثورتين نادتا بالحرية؟ من يحنو على الشعب؟"، ولا ينسى حمزة مهاجمة الإخوان ويغرد "أرجو عدم تصديق مواقع الإخوان أن تفريعة القناة عمقها ثمانية أمتار وطولها ١١ كيلومترا وأنها (نورماندي٢).. ما تم في سنة رقم قياسي عمق ٢٤ مترا وطول ٣٥ كيلومترا وخمسمئة مليون متر حفر".
ويتهكم الحقوقي المعارض، عمرو عبد الهادي على تصريحات اللواء ممش ويغرد "بعد إعلان مميش عن قناة ثالثة ربنا يكتر قنواتك يا سيسي، ويكتر خلفتك، ويهون عليك آلام الوضع".
وبسخرية يقول الإعلامي المعارض محمد ناصر إن "كل واحد يجهز نفسه لأن السيسي يوزع سفنا على الشعب"، أما الكاتب محمد الجوادي فيغرد "من حق قناة السويس أن تفرض علاوة على السفن العابرة، تحت اسم (علاوة الاستمتاع برؤية القناة الجديدة) طبقا لمعاهدة ١٨٨٨ التي لم تنص على ذلك".
أما الكاتب وائل قنديل فيكتب في مقال "لن يمر وقت طويل حتى تعلن القاهرة عن خطة لتصدير (قنوات سويس) بأحجام ومقاسات مختلفة إلى الخارج".
ويغرد حساب (manshakor500) أن "مصر بتصرخ لأنه حصل فيها أكبر مجزرة رابعة والنهضة، لأن فيها أكبر عدد معتقلين في التاريخ المصري، لأن فيها انتهاك حرمة المساجد وحرقها وهدمها".
ويسأل حساب (@hoba_wbs2) كيف نفرح وأجمل ما في مصر "في القبور والمعتقلات وأقبح ما فيها يحكمها ويسرقها بمساعدة الإعلام ومشايخ السلطان وبلطجية الداخلية ومليشيات العسكر؟".

الجزيرة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق