الصفحات

الخميس، 20 أغسطس 2015

ضمن مهرجان «الفنون من أجل السلام»: ورشة تشكيلية تعزز قيم السلام في السودان


الخرطوم ـ «القدس العربي»:

ضمن مهرجان الفنون من أجل السلام أقام معهد أبحاث السلام في جامعة الخرطوم ومركز راشد دياب للفنون وسوميت غاليري، ورشة عمل شارك فيها عدد من التشكيليين الشباب واستبقت الورشة بمناقشات حول الفن التشكيلي ودوره في توحيد الوجدان المحلي وصولا لعالمية التعبير. 
وجاءت الورشة ضمن عمل مستمر لمعهد أبحاث السلام في هذا الاتجاه يندرج تحت الحملة الوطنية لمناهضة الحرب، وهي عبارة عن جهد مستمر يشمل برامج التثقيف ونشر الوعي، وتستخدم الحملة وسائل الإعلام والفنون والمدارس والمساجد والكنائس ومجمل قطاعات الرأي العام.
راشد دياب أوضح أن الفنان هو ضمير المجتمع المدني وضمير الشعوب، مشيرا إلى أهمية تعاون الجامعات مع المجتمع في كافة مناحي الحياة، وقال إن الحرب هي العدو الأول للإنسان وبوجودها تنعدم التنمية، وطالب دياب الفنانين التشكيليين ببذل أقصى جهد لنشر ثقافة السلام من خلال الفن.
الفنان التشكيلي عمر حسن بابكر قال إن الفن التشكيلي يحتاج لدعم كبير من قبل الدولة، وذلك من اجل استعادة دور الفنان التشكيلي في المجتمع، باعتبار أن الفن لا ينفصل أبدا عن قضايا المجتمع، ورأى عمر أن هذه الورشة تعتبر انطلاقة قوية في هذا الاتجاه وتمنى أن تتطور هذه الفكرة لتشمل المزيد من خطوات تعزيز الفن لقضايا السلام.
وقال الفنان التشكيلي عثمان عوض الله إن الفنان التشكيلي يحاول عبر إبداعه تفكيك الرموز الموجودة للتعبير عن السلام، سواء من خلال الفكر أو الإيحاء. ويرى الفنان التشكيلي أحمد مصطفى من «غاليري سوميت» أن أهمية السلام بالنسبة للإنسان لا تقل عن أهمية الماء والطعام، مشيرا إلى ضرورة تعزيز قيم السلام في المجتمع. ولفت مصطفى الانتباه لأهمية مثل هذا النوع من الورش، حيث يتم فيها تلاقح الرؤى وتوسيع المدارك.
الفنان التشكيلي والمصمم إسحاق عبد الغفور أشار إلى ملامح عامة يجب أن يتضمنها أي عمل يدعو للسلام، وفي مقدمتها أن تبعث اللوحة في داخل من يشاهدها الطمأنينة، وأضاف بأن كل فنان تشكيلي يستطيع فعل ذلك حسب رؤيته وموهبته وثقافته وأضاف:»التحدي الذي يواجهنا هو أن لدينا مساحة فارغة نريد أن نبدع فيها رسالة خالدة تعبر عن السلام في السودان».
سلمى مصطفى مهندسة معمارية وفنانة تشكيلية تشارك في هذه الورشة، وهي ترى أن فكرة التعبير عن السلام في السودان ليست بالأمر السهل نظرا للتنوع الثقافي والاجتماعي الرهيب الذي يتميز به السودان.
الدكتور محمد محجوب هارون مدير معهد أبحاث السلام أوضح دور المعهد في تسوية النزاعات من خلال البحوث والعمل الميداني المباشر. وقال إن هذه الورشة تأتي ضمن الحملة الوطنية لمناهضة الحرب التي دشنها المعهد في أيلول سبتمبر من العام الماضي ويقول إن معهد أبحاث السلام في جامعة الخرطوم، ابتدر نشاطا في يوم 2192014م يشتمل على أنشطة فكرية وفنية، منها كيفية توظيف الفن لمناهضة الحرب، وذلك عبر نشاط متصل يقوم على شراكات فاعلة يختتم فيها العام الأول باحتفالية كبرى في الثامن والتاسع والعاشر من سبتمبر المقبل مشيرا إلى ان هذه الورشة تجيء ضمن هذا البرنامج.
وتشارك الأمم المتحدة عبر برنامجها الإنمائي ويقول ممثلها عادل عبد الله حسن إنه وبوصفه مواطنا سودانيا يسعى لتغيير الصورة القاتمة عن السودان، مؤكدا أن الفنانين هم رأس الرمح في ذلك من خلال تكوين هوية جامعة لهذا الشعب، مضيفا أن مهمة الفنان التشكيلي كبيرة باعتبار أن الفن التشكيلي يدخل في جميع مناحي الحياة.
ويضيف عادل أن أهمية مثل هذه الورش تنتج عن ضرورة مخاطبة المجتمع السوداني عبر الفن بأن هنالك وسائل أخرى لحل المشاكل غير الحرب، كما تؤكد مثل هذه التظاهرات الفنية للعالم أن السودانيين لديهم طرق أخرى لحل النزاعات وسعي متواصل لتوسيع دائرة المشاركة في دعم كل الجهود التي تدعو للتخلي عن العنف.
الورشة – التي أقيمت في مركز راشد دياب للفنون- استمرت ثلاثة أيام وسوف تعرض مخرجاتها في معرض يتزامن مع الاحتفال الذي يقيمه معهد أبحاث السلام الشهر المقبل في الخرطوم.


صلاح الدين مصطفى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق