الصفحات

السبت، 29 أغسطس 2015

"مختار بحر الدين" مقتحم منصة فندق السلام روتانا لـ(الصيحة)

طريقة "السيسي" الإقصائية اضطرتنا لاقتحام قاعة احتفال مشروعات دارفور
اقتحام المنصة خطوة سالبة في نظر الجميع ولكننا نحسبها إيجابية لأن صوتنا وصل
"أبوقردة" ليس طرفا في أحداث "فندق روتانا" وتدخل لاحتواء المشكلة وفض النزاع
مقاتلو الحركة مشردون في مناطق التعدين عن الذهب وبعضهم يعملون في تجارة "الماء"
حاوره: عبد الرحمن إبراهيم
تقدم القيادي بتيار الإصلاح في حزب التحرير والعدالة القومي بزعامة التجاني السيسي، "مختار بحر الدين" الذي اقتحم منصة الاحتفالية الخاصة بفتح عطاءات مشروعات إعمار دارفور، بالاعتذار إلى الشعب السوداني وإلى أهل دارفور وللمجتمع الدولي والمانحين، عن الحادثة التي تسببت في إلغاء الحفل الخاص بفتح مظاريف العطاءات لمشروعات إعمار دارفور يوم الأربعاء الماضي.
وقال "مختار بحر الدين" في حواره مع (الصيحة) إن مجموعة الإصلاح داخل حزب التحرير والعدالة القومي اضطرت لاتخاذ هذا الموقف بعد رفض رئيس الحزب ورئيس السُلطة الإقليمية لدارفور دكتور التجاني سيسي الاستماع لهم وفصلهم من الحزب بسبب إنشاء مجموعة على الواتساب لمناقشة قضاياهم الداخلية". وأكد بحر الدين أنهم اضطروا لذلك لأن القضية تخص أهل دارفور مشيراً إلى وجود إشكالات مالية وإدارية كبيرة في تنفيذ المشروعات بدارفور.

قامت مجموعة الإصلاح داخل حزب التحرير والعدالة القومي بزعامة السيسي، باقتحام منصة حفل فندق السلام روتانا المخصص
لفتح مظاريف عطاءات مشاريع إعمار دارفور، وأنت قائد عملية الاقتحام، وهذه الخطوة التي وجدت انتقادات شديدة من الجميع؟

أولا، نحن نتأسف عن الخطوة ونتقدم بالاعتذار للشعب السوداني عامة وأهل دارفور خاصة وللمجتمع الدولي والمانحين، لما بدر من سلوك اعتبره الكثيرون أسلوبا غير حضاري بدر من مجموعة الإصلاح داخل حزب التحرير والعدالة والقومي.

طالما أنكم تدركون أنه أسلوب غير حضاري، لماذا لجأتم إلى هذه الخطوة الغريبة؟
نحن اضطررنا لاتخاذ هذا الموقف، وعندما وجدنا كل شركاء الاتفاقية موجودين، قلنا لابد من أن ننتهز الفرصة لتوصيل صوتنا.

عفوا.. لكن هناك وسائل أفضل من اقتحام المنصة لتوصيل صوتكم؟
نحن نعلم أننا إذا اتبعنا القنوات المعروفة، فلن يصل صوتنا إلى أحد، خاصة أننا ظللنا ننادي بهذا لأكثر من ستة أشهر، ولم نتمكن من الوصول إلى جهة. والشيء الثاني طالبنا بتقييم وتقويم السلطة في الفترة السابقة والتجاني سيسي رفض.

الخلافات بينكم والتجاني سيسي حزبية، لكن الفعالية مخصصة لعمل تنموي خاص بإعمار دارفور، فلماذا ربط جماعة الإصلاح بين الأمرين؟
هذه المشاريع لم تعرض على المجالس ولا على المكتب التنفيذي للسلطة والتجاني سيسي وهاشم حماد يتسابقون لتلميع شخصيتهما، والتجاني يريد أن يوضح أنه رئيس السلطة للمرة الثانية.

لكن هذا لا يخوّل لك اقتحام المنصة؟
من حسن حظي تمكنت من اقتحام القاعة والصعود للمنصة وقمت بتلاوة البيان وأشرت إلى أن هذه المشروعات مرفوضة لدينا، لأنها لم تأتِ بصورة شفافة، وأردنا أن نوضح أن هنالك فوضى كبيرة بداخل حركة وحزب التحرير والعدالة القومي يقودها تياران، تيار مجموعة الـ17 الذي يقوده التجاني سيسي وآسيا ومجموعة الشباب واسمها الإصلاح يقودها السميح والحمد لله، وصلنا هذا الرأي والجميع فهم ذلك.

لكن هناك وسائل أخرى لتوصيل مثل هذا الأمر؟
نحن أردنا توصيل صوتنا، ولكن حصلت المشادة الكلامية وتدخلت الأطراف مثل أبوقردة والتليب وأمين حسن عمر. ولكن يبدو أنهم يدافعون عن أغراضهم الشخصية وليس من أجل قضية لأن هنالك الكثيرين يرون أن وجود السيسي بالسلطة يحمي مصالحهم الشخصية ويجعلها في أمان.

هناك من يرى أن الحادثة كانت عبارة عن فوضى لا تليق بإقليم دارفور، فما الذي حدث؟
تدخل الوالي السابق لجنوب دارفور حماد إسماعيل حكيم دارفور، وأنا اقول إنه حكيم لأنه لولا تدخله وتلاوته لسورة يس، لما كانت انتهت الأزمة بالصورة التي انتهت بها.

ماذا تتوقع أن يترتب على اقتحامك للمنصة؟
لا أتوقع أن يستمر أحد مع السيسي لأنه شخصية إقصائية وهو الذي اضطرنا لنقل هذا الصراع إلى داخل القاعة، واتخاذ مثل هذا الموقف الذي يعتبر سالبا في نظر الجميع ولكننا نحسبه إيجابيا في نظرنا، لأن صوتنا وصل وهذا هو واقعنا ونحن لا نريد تزييف الحقائق.

عفوا.. الحقيقة هي أن هناك خلافات داخل حزب العدالة القومي، لكن للأسف تُدار بصورة عشوائية؟
نحن صراعنا على المبادئ والقيم والإخلاص والضمير وهذا الفرق بيننا ومجموعة التجاني الذي ينظر للصراع بأنه صراع إقصائي سلطوي بحت، وأنا متأكد أن
التجاني لا يمكن أن يعيش في أي بيئة بعقليته هذه لأن هنالك سوابق في فترة حكمه، ونحن كحركات آويناه في الدوحة باعتباره شخصية قومية ولكنه قام بتقسيمنا منذ الدوحة بعد أن توحددنا أكثر من 17 فصيلا ومازل يطرد في الكوادر.

كيف تنظر إلى موقف بحر إدريس أبو قردة في الصراع عموما وفي حادثة اقتحام المنصة؟
أبوقردة ليس طرفا وهو مثله مثل قيادات دارفور الذين تدخلوا لفض النزاع، والإعلام تحدث عن ذلك، ولكن نحن نقول إن بحر لا علاقة له من قريب ولا بعيد بالصراع وهذا الصراع داخل أروقة حزب التحرير والعدالة القومي ومع مجموعة تيار الإصلاح. والآن هنالك بعض الحركات تود الانضمام للسلام ولكن وجود التجاني يحول دون ذلك لأنهم يخشوا من أن يخدعهم كما حدث معنا. والتجاني سيسي هو عائق لعمليات السلام بدارفور، ونحن عندنا مشروعات كبيرة نود أن نتفرغ لها ، وأيضا نود أن ننهي هذه الأزمة ونبني وطننا بالتراضي والوفاق ، ولكن السيسي لا يريد أن ينهي مثل هذه القضايا لأنه مستفيد من الأزمة ومن استمرارها.

ما هي الدوافع التي جعلتكم تقومون بتأسيس تيار إصلاح داخل حركة التحرير والعدالة؟
الغرض من ذلك هو معالجة الاشكالات وإنهاء "الشلليات" بداخل الحركة قبل تأسيس الحزب، وأيضا لمعالجة الانشقاقات التي حصلت، وكنا "مايلين" للتجاني سيسي، باعتباره شخصية قومية، خاصة أننا سبق أن جربنا بحر أبوقردة في الميدان، ولم يقدم أي عمل ملموس، لذا قلنا لبحر أبوقردة نحن هذه المرة نريد أن نجرب السيسي وإذا هو صادق أن يخوض التجربة بكل صدق هذه.

ماذا حدث بعد ذلك؟
ذهبت بنفسي إلى التجاني السيسي في منزله وطلبت منه أن نؤسس حزبا قوميا وقلت له أنت الشخصية الوحيدة التي نرى أنها يمكن أن تحقق لنا طموحاتنا لأن دكتور خليل إبراهيم عنصري وجهوي وأحادي في القرارات، وأنت يمكن أن تلعب هذا الدور ويجتمع الناس حولك ونحن لا نريد شلليات بين كافوري واركويت، ونرفض أي عنصرية وجهوية داخل الحزب.

كيف تلقى الدكتور التجاني سيسي هذا المقترح؟
التجاني سيسي قال إن هذا الكلام سابق لأوانه، وللأسف لم يستجب لحديثنا، لأنه ظل – دائما - يقرب في السلطة أصدقاءه منذ طفولته في زالنجي أمثال ناس ود الشايب وغيرهم. وهؤلاء لديهم غبن عنصري تجاه ناس بحر إدريس أبو قردة، وباقي المجتمع السوداني وغيرهم. وفي الانتخابات استخدم السيسي أناسا محددين وركز 80% من حصاد الحزب في العمل الدستوري لسكان وسط دارفور فقط وقام باتخاذ قرار ارتجالي علّق بموجبه الشركة مع المؤتمر الوطني وكانت مفاجأة لنا ووضعنا في اعتبارنا أن شراكة التجاني مع المؤتمر الوطني شراكة مطالبية وليست إستراتيجية كما وضعناها على الأوراق في الهيئة المركزية ونحن نتطلع إلى شراكة إستراتيجية تنزل للقواعد وتديرها مؤسسة وليس فردا .

لكن هناك ما يبرر الخطوة، وأيضا هناك من يرى أنها فرضها الواقع؟
السيسي أغلق كافة قنوات الاتصال مع المؤتمر الوطني، وكانت القناعة الوحيدة ابن أخيه أحمد فضل وآسيا وقام السيسي بإغلاق كافة هواتفه وذلك قبل ثلاثة أيام من قيام المؤتمر، ولم يكن هنالك دار والانتخابات على الأبواب، ومع ذلك رضينا بالواقع وخضنا الانتخابات وحتى الآن لم يتفرغ السيسي للجلوس مع الناخبين وتقييم تجربة الانتخابات والمشاكل التي واجهتهم وهل سددوا ما عليهم من ديون وغيرها لأن السيسي في الانتخابات موّل بعض الناس المقربين منه وقام بإقصاء آخرين ولهذا يرفض الجلوس للمحاسبة.

في ظل هذه المتغيرات والمشكلات ظهر تيار أو مجموعة الإصلاح داخل حركة التحرير والعدالة؟
المجموعة تم تكوينها تلقاعيا عندما طالبنا بتكوين لجنة محاسبة لود الشايب اضطررنا لرفع مذكرة لمسجل الأحزاب بتجميد نشاط الحزب لأربعة أسباب منطقية وهي الترتيبات الأمنية، عدم اكتمال مؤسسات الحزب، عدم معرفة مصادر التمويل، انفراد الرئيس بقراراته وفي نفس الوقت هنالك تيارات مختلفة بداخل الحزب ترفض الطريقة التي يسلكها الرئيس. وهذا ما استفزنا وتجمعنا كتيارات مناهضة داخل الحزب لتأسيس مجموعة الإصلاح برئاسة حمدان السميح لمواقفه السابقة ونحن نثق فيه أكثر من السيسي.

حسنا، فما مصير قواتكم في الميدان؟
كلهم أصبحوا مشردين والآن في مناطق التنقيب عن الدهب وقبل أسبوع مات 21 فردا في منطقة
تبيستي والباقين يعملون في الأفران وتجارة الماء.
هنالك من يتحدث عن تجاوزات مالية وإدارية في حركة التحرير والسلطة الإقليمية لدارفور؟
بالفعل، هنالك تجاوزات كبيرة في تنفيذ المشروعات الخاصة بدارفور التي تتم بصورة انفرادية وبطريقة مزاجية، على سبيل المثال إذا هو راضٍ عنك يقوم
بإدراج منطقتك ضمن المشروعات المنفذة .

ما هي مآخذكم على السيسي في هذا الجانب؟
هناك جملة من المشاريع تبلغ 1071 مشروعا سميت بمشاريع الانعاش المبكر مدى تنفيذها محصور في ستة أشهر وحتى الآن مرت عليها أربع سنوات ولم ينفذ منها سوى 315 مشروعا كما يقول هو بنفسه، مع أن إحصائيتنا تؤكد أن ما تم تنفيذه فقط 105 مشاريع، وهذه المشروعات لم تراجع ولم تقيم وطلبنا ذلك وهو يرفض.

من السهل الحديث عن وجود فساد في السلطة الإقليمية لدارفور، لكن إثبات ذلك يحتاج إلى أدلة ووثائق؟
ما من شك حول وجود هناك فساد، وعلى سبيل المثال هنالك بعض المناطق لم تقم فيها مباني جديدة وإنما هنالك مؤسسات سرق أبوابها وشبابيكها تم إعادة ترميمها. وهو لم يشاركنا في كثير من القضايا ونحن لا نريد مثل هذه المشروعات الصغيرة ونحن نريد حل مشكلة مثل إقامة مشاريع العودة الطوعية والترتيبات والطرق والمياه والكهرباء والعدالة والمصالحات التي يحسها المواطن حتى تكون حلا لمشكلة وليست داعية لمشكلة وهذه الاتفاقية هي الوحيدة التي التزمت الحكومة بها مع دولة قطر لدرجة أن من لا يسوون شيئا أصبحوا وزراء في السلطة.

لكن السيسي ماضٍ في قضيته وكأنما لا توجد مشكلة بينكم؟
السيسي همه الأول الاستفتاء الخاص بالإقليم لأنه يريد أن يضمن بقاءه في السلطة ونحن قلنا له قبل الاستفتاء هنالك قضايا لابد من معالجتها وقلنا له إذا قام الاستفتاء وحصل الانفصال بسبب "البلاوي حقتك دي" مصيرنا يعني يبقى مثل ما حصل بجنوب السودان، ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي والخطأ التاريخي الذي وقعت فيه الحركة بقيادة السيسي هو تقسيم إقليم دارفور إلى خمس ولايات وعلى أسس قبلية ، وبنفس الطريقة ينظر السيسي للمكتب التنفيذي للسلطة خمسة أفراد من الفور من وسط دارفور وخمسة من الزغاوة ...إلخ ويهمل بقية القبائل الأخرى وللأسف عندما يتصل به أحد من أي قبيلة بمجرد ما ينتهي يقول والله ناس القبيلة الفلانية دي كرهونا ذاتو وهم أصلا ما عندهم حاجة بدارفور .

لكن هذا لا يقدح في مؤهلات وإمكانيات السيسي؟
التجاني لا يريد وجود أشخاص يفهمون حوله ويريد أن يكون الناس قوم تبع له، وهو يعتقد أنه سيد العارفين، وإذا كنت تطيع أوامره سيساعدك، وإذا لم تفعل ستكون في آخر القاعة وربما لا يقدم لك دعوة وللأسف القيادي الوحيد في السياسة وجدته يستمتع بعذاب الآخرين هو تجاني السيسي.

هل تم فصلكم بسبب تحرككم وتكوين مجموعة الإصلاح داحل الحزب؟
نحن تحدثنا عن الفساد الإداري والمالي في السلطة، وقلنا إنها لم تجتمع منذ ثمانية أشهر. أليس هذا فساداً؟ وهنالك صفقات يقوم بها السيسي مع بعض الشخصيات يمنحههم عطاءات دون أي أوراق معتمدة حتى تراجع وهذه المشكلة التي وقعت فيها ونحن رفضنا أن نكون جزءًا من هذا العار لأن التاريخ لا يرحم وعقدنا لقاءً تنويريا تفاكريا يوم 22/ 8 الماضي وبعده عقدنا مؤتمرا صحفيا في دار الحزب، والأخ هاشم حماد جاء وهددنا بحرق "الساوند سيستم" ولكن قمنا باخراج صاحب "الساوند" من القاعة وواصلنا المؤتمر وخرجنا بقرارات وقمنا بإصدار بيان وحسب رد مسجل الأحزاب بأن ما يجري شأن داخلي يخصكم لهذا قمنا بتجميد نشاط الرئيس والمكتب السياسي.

وهل هذه تعتبر أسباباً مقنعة لفصلكم من الحزب؟
تم فصلنا بسبب إنشاء قروب في الواتساب ومشاركتنا في منابر أخرى وظهورنا في الإعلام لكشف بعض الحقائق وهذه ليست أسبابا مقنعة وهنالك قيادات من أهل دارفور بهذا القروب وبعض قيادات السلطة وسبب إنشاء قروب ليست لائحة في الحزب حتى يتم فصلنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق