الصفحات

الأحد، 9 أغسطس 2015

ضيّعني مستر مورغان!

هل هو الذي يشبهني، أم أنا شبيهه؟!
مورغان فريمان- الممثل الأمريكي الشهير- ظل يلازمني كشيبي، وتجاعيدي، وتلك الخطوط في جبيني. يلازمني كطولي وعرضي، وطريقة مشيتي، ونظرتي.. فهل أنا ظللتُ- مثلما هو يلازمني- ألازمه؟
أوووه مستر مورغان!
هكذا، يرفع أحدهم حاجبيه، وهو يمدّ  لي الكف، وفي فمه هلال!
حدث هذا كثيرا جدا، هنا في الدوحة.. وحدث هذا في الصين، وفي السويد، وفي سنغافورة، وفي كينيا، وإيران، حتى خيّل لي- أكثر من مرة - أنني فعلا مستر مورغان!
حدث هذا كثيرا، وفي كل مرة أمدُ الكف وأبتسم، فهل حدث لمستر مورغان- في أمريكا- أن رفع أحدهم حاجبيه في وجهه، وصاح فيه: «هاشم كرار.. مين اللي جابك هنا، يا زول؟!».
في سنغافورة الجميلة ـ جلسنا في مطعم مكشوف، على ناصية همسات نسائم، وبيننا وبين البحر، مسافة مد وجزر، وحين أطلت علينا النادلة، انبهرت: أووه مستر مورغان!
رديتُ تحيتها بإنجليزية مورغان. انحنت قليلا، وطلبت مني في أدب جم، أن أتصور معها للتاريخ. أخذنا اللقطة جماعية.. هي وأنا ومن كان معي، و»شات» أحدهم اللقطة إلى هاتفها الذكي!
لا أعرف ما إذا كان هاتفها قد اكتشف أنني لست مستر مورغان، أم أنه ليس ذكيا إلى هذه الدرجة.
 ما أعرفه، أنه بعد قليل، ازدحم حولي رهط من العاملات في المطعم، كل واحدة منهن تريد صورة تذكارية.
أردناها لهن، و»شتنا».
ما هو مدهش أن مدير المطعم، أطل علينا - بعد وقت - وطلب مني في ظُرف أكيد، أن يأخذ معي صورة للذكرى والتاريخ.. صورة سيحتفي بها كثيرا هو، وابنه الوحيد الذي يتابع أفلامي بشغف حقيقي!
أخذناها.. وراح ينظرُ إليها في انبهار في هاتفه، وقبل أن يقول لي (ثانك يو مستر مورغان) قال لنا في حياء إن فاتورة العشاء، على حسابه هو!
هل دفع أحد من السودانيين الذين يعرفونني، فاتورة عشاء مستر مورغان، أو غدائه أو إفطاره، لمجرد أنه ظن أنه أنا.. أنا هذا الزول المليء بالغضون والتجاعيد والخطوط في الجبين وحول الفم.. الأشيب الرأس والشنب, وهل هو- قبل ذلك- التقط معه صورة تذكارية، لا يزال يحتفظ بها للتاريخ، باعتباره هو، أنا؟
ظل من كانوا معي في المطعم السنغافوري الراقي، يضحكون.. وظلت النسائم في تلك اللحظة تهمسُ لبعضها: (مستر مورغان.. مستر مورغان) وظل البحرُ في مده وجزره، يرددُ ما تردده النسائم.. ولو أن كل نسمة، وكل مد وجزر، يمتلك هاتفا ذكيا، لكانوا قد استأذنوني لالتقاط صور تذكارية معي.. مع النجم توماس مورغان!
آه، آآآآه يا مستر مورغان.. لقد أضعتني في سنغافورة الجميلة.. ولو كنت تدري أي نجم أنا، لما كنت إطلاقا قد أفلتني ذيّاك الأفول!
آآآه من شبهي بك..
وآآآه، آآآآه لك، من شبهك بي!
مورغان فريمان

آخر لحظة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق