وقالت المحكمة ان الشروط التي احتجز فيها هؤلاء المهاجرون في مركز للاستقبال في جزيرة لامبيدوزا «مست بكرامتهم». وشككت المحكمة في شرعية احتجاز هؤلاء المهاجرين ثم طردهم.
وكانت إيطاليا واجهت خلال «الربيع العربي» تدفقا استثنائيا للمهاجرين الذين وصل حوإلى 55 ألفا و300 منهم إلى جزيرة لامبيدوزا عند الوقائع التي نظرت فيها المحكمة الثلاثاء. ورفع ثلاثة تونسيين شكوى إلى قضاة محكمة ستراسبورغ التي يمكن استئناف قراراتها خلال ثلاثة أشهر.
وكان التونسيون الثلاثة فروا من بلدهم بحرا في أيلول/سبتمبر 2011 ونقلتهم السلطات الإيطالية إلى مركز للاستقبال في كونترادا ميبرياكولا في جزيرة لامبيدوزا.
واعترفت المحكمة بالطابع الاستثنائي لأزمة المهاجرين التي واجهتها إيطاليا حينذاك، لكنها رأت ان ظروف الاحتجاز في المركز تشكل معاملة غير انسانية أو مهينة من الحمامات والمراحيض غير المزودة بأبواب إلى الاكتظاظ والنوم على الأرض والتوزيع المحدود للمياه الجارية ومنع الاتصال مع الخارج.
ورأت المحكمة ايضا ان احتجاز هؤلاء التونسيين «لم يكن نظاميا ولا أساس قانونيا له وبقيت أسبابه مجهولة من قبلهم ولم يتمكنوا من الاعتراض عليه».
وأخيرا رأت المحكمة ان «المدعين تعرضوا لإبعاد جماعي ولم تشر مراسيم طردهم إلى أوضاعهم الشخصية»، وهذا مخالف للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.
في سياق متصل عثرت البحرية الإيطالية على جثث أربعة لاجئين على متن زورق في البحر المتوسط. وذكرت البحرية الإيطالية أمس الثلاثاء أنه تم إنقاذ 112 مهاجرا آخرين على متن الزورق، بالإضافة إلى 109 مهاجرين على متن زورق آخر. وأعلن خفر السواحل الإيطالي عن إنقاذ إجمالي ثلاثة زوارق كان على متنها أكثر من 300 لاجئ.
وتتحدث تقارير عن غرق نحو مئتي لاجئ قبالة السواحل الليبية في البحر المتوسط مطلع الأسبوع الجاري.
ووصل أكثر من 111 ألف مهاجر إلى سواحل إيطاليا حتى الآن هذا العام، فامتلأت مراكز إيواء اللاجئين مما أجبر الحكومة على طلب المساعدة من شركائها في الاتحاد الأوروبي. ويعقد وزراء دول الاتحاد الأوروبي اجتماعا استثنائيا لبحث الأزمة في بروكسل يوم 14 ايلول/سبتمبر.
من جهتها أعلنت منظمة الهجرة الدولية أمس الثلاثاء ان أكثر من 350 ألف مهاجر عبروا البحر المتوسط منذ كانون الثاني ولقي 2643 شخصا حتفهم في البحر خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا.
وقالت المنظمة في بيان وزع على وسائل الإعلام في جنيف ان حوالي 220 ألف شخص وصلوا إلى اليونان و115 ألفا إلى إيطاليا. ووصل ألفان من هؤلاء إلى إسبانيا وحوالي مئة إلى مالطا. وقالت ان 350 ألف شخص عبروا المتوسط منذ بداية العام مقابل 219 ألفا طوال العام 2014. من جهة أخرى، لقي 2643 شخصا حتفهم خلال هذه الرحلة، كما قالت المنظمة. وذكرت المفوضية العليا للاجئين ان 3500 شخص لقوا مصرعهم أو فقدوا في المتوسط خلال 2014 بأكمله.
القدس العربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق