الصفحات

الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

سبتمبر ذكرى إنتفاضة شبابنا المجيدة


أحمد الملك
الذكرى الثانية لإنتفاضة سبتمبر 2013. الإنتفاضة المجيدة التي قادها شباب وطننا ضد سلطة الكذب والاستبداد والفساد. تظل تلك الانتفاضة شاهدا على أن إنسان وطننا سيظل دائما عصيا على الخضوع والانقياد للطغاة، وأن نار أشواقه للحرية والعدالة تظل جذوتها حية في الصدور رغم رياح وأعاصير السلطة الانقلابية المذعورة من لحظة الحساب القادمة، وأن صبرشعبنا الطويل على مكاره الانقاذ سيتمخض حتما عن فجر الحرية والعدالة ودولة القانون.
نظام الانقاذ لم يقدم شيئا لابناء وطننا، سوى الحروب والفتن. أية مطالب من أجل تحقيق العدالة في كل أرجاء وطننا حوّلها النظام الى حروب وموت ودمار . النظام الانقاذي الذي يزعم لنفسه تفويضا إلهيا والذي وصل الى السلطة عن طريق الخديعة والانقلاب على نظام ديمقراطي منتخب. قام بدأب وصبر بتدمير كل شئ في وطننا، بدءا بمؤسساته ومشاريعه الكبيرة التي إسهمت في اقتصاد وطننا وكانت تمثل الأساس المتين للتنمية التي كان إستمرارها هو الضمانة الوحيدة لتطور بلادنا وزوال كل الحواجز التي تقف في وجه تخلصها من كل مصاعبها و تقدمها نحو المستقبل وبقائها موحدة، في إطار دولة الحرية والعدالة والقانون .
نظام الانقاذ سلب شبابنا كل شئ، لا تعليم ولا صحة ولا تنمية حقيقية تبدأ بالإنسان، جوهر القضية.
كل موارد وطننا حولوها لحساباتهم أو دفعوها أجورا لأكبر حكومة في التاريخ، وليت هذا الجيش الحكومي الجرّار يفعل شيئا أو يحل مشكلة، مهمتهم هي خلق المشاكل وتعقيدها، وزرع بذور الفرقة بين أبناء الوطن. فذلك أفضل ضمان لبقائهم في سدة الحكم!
دمروا النظام التعليمي تحت شعار ثورة التعليم. شعار (الثورة) الذي ما أن يرفعوه في مكان ما حتى يعم الخراب. وحين حاول هؤلاء الشباب، الانتفاض من أجل مستقبل وطنهم وقضايا أهلهم العادلة، أطلقت ميلشيات النظام المجرمة النار على المتظاهرين العزل وسلبتهم أرواحهم في جريمة يندي لها جبين الانسانية. وستظل محفوظة في ذاكرة شعبنا أسوة بالجرائم الكثيرة الاخرى التي إرتكبها النظام ضد أهلنا في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وشرق السودان وشماله.
ورغم أن رأس النظام اعترف ان ميليشيات نظامه الخاصة هي التي فتحت النار على المتظاهرين وأخمدت الانتفاضة. لكن النظام حاول التملص من الجريمة، بل واستغلالها لزرع المزيد من الفتن بين أبناء الوطن.وذرا للرماد في العيون حاولت أجهزته (العدلية) التحقيق في بعض جرائم القتل بل ونادى رأس النظام بتعويض أسر الضحايا!

نظام الانقاذ نظام غير شرعي، قسّم بلادنا ونهب ثرواتها ودمّر مشاريعها التي بنيت من دماء وعرق وتضحيات شعبنا. وزرع الفرقة والانقسام بين مكونات شعبنا. ولم يكن له يوما من هدف سوى البقاء في الحكم. لم يهدف هذا النظام العجيب الذي لم يوجد له مثيل في التاريخ، ليقدم شيئا للمواطن، لم يضع حتى خطة واحدة ليرتقي بحياة شعبنا أو يحقق له سلاما أو تنمية حقيقية. لم يكن له يوما حلا لأية مشكلة في وطننا سوى بالبنادق التي وجهها دوما نحو صدور أبناء وطننا، ولم يجرؤ أبدا على إطلاق طلقة واحدة خارج الحدود رغم ان حدود وطننا كلها كانت مسرحا لانتهاكات لا تحصى .
في ذكرى سبتمبر التحية لشهدائنا، تظل ذكراهم تنبض في ذاكرة شعبنا، وتظل تضحياتهم العظيمة شموعا تضئ عتمة الطريق الطويل الى الحرية والكرامة. في ذكرى سبتمبر الدعوة لكل أبناء وطننا في الداخل والخارج للوحدة، بدون وحدتنا لن ينزاح نظام الظلم والطغيان، وكل يوم يظل فيه وطننا في قبضة هذه العصابة، سيعني مزيدا من المخاطر التي تهدد وحدة وطننا ووجوده.

ortoot@gmail.com  

























ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق