الصفحات

الجمعة، 18 سبتمبر 2015

عبد العزيز المبارك: فرقة اسرائيلية تغني أغنيتي (احلى عيون بنريدا) بنفس لحنها وموسيقاها



كان فتى صغيراً يجوب طرقات مدني .. وصوته المفعم بالصبابة والتطريب يكسر حد (الرتابة) بهمسات مدوزنة بحلم الصبا وأغنيات الحقيبة قبل ان يكتمل طريق الشوق وقبل ان تصل انفاسه يا جارة يا جارة.
في المساءات الطاااعمة في مدينة الجمال كانت (يا ماري بي بيتنا) مظلة من رهق المشاوير المتعبة .. و (تحرمني منكك) و (ما كنت عارف) نشق التباريح لتتجاسر على الصد، وتمنح زهر البنفسج عبيراً جديداً لامل مخضر وقادم إنه عبد العزيز المبارك جاء الينا بـ(ألوان) بابتسامة حلوة تتحدى جور زماني.
ووجد من الاحتفاء من الزملاء بألوان مما يؤكد أن وجوده الحاضر كان اكبر من كل غيابات الذكرى.. عبد العزيز وضعت له مؤسسة اروقة عنوان وفاء يماثل عطاءه بتكريمه في قاعة اسبارك سيتي غداً الجمعة. عزنا جمل زمان ومكان (ألوان) فازدانت بالبهاء..



٭ الفنان عبد العزيز المبارك بعيداً عن الساحة؟
– اعتدل في جلسته وقال أين هي الساحة؟ .. الساحة الآن اصبحت فارغة تماماً حيث غاب الحراك القديم.



٭ فترة السبعينات كانت خصبة وصاحبت ظهوركم ماهي سمات تلك المرحلة؟
– فترة منتصف السبعينات الى التسعينات من اجمل فترات الابداع في السودان لانها كانت همزة وصل بين القديم والجديد انا ظهرت في هذه الفترة واهم سماتها التعاون والروح الجميلة وعشقنا للفن الاصيل .



٭ من هو دفعتك في الفن وبمن تأثرت من الفنانين الذين سبقوكم؟
– الفنان المرحوم خوجلي عثمان هو دفعتي في الفن .. وفي بداياتي كنت اغني لجميع الفنانين وردي وعثمان حسين وزيدان وسيد خليفة وأحمد المصطفى وحسن عطية .. ولكن بمجرد ما سجلت اعمالي الخاصة لم اغن لاحدهم ابداً.. نحن جيل وجدنا الابداع حولنا وحاولنا قدر المستطاع ان نستفيد من هؤلاء العمالقة الكبار التفاني وحب الفن دون اي حساسية او صراع فذلك هو الزمن الجميل زمن كان من ازهى فترات الاغنية السودانية واستطعنا باعمالنا الخاصة ان نكمل المسيرة دون ان نفصل المراحل.



٭ فترة منتصف السبعينات هل تميزت بسبب النصوص الجيدة والالحان .. أم الاصوات الجميلة؟
– هي مجموعة عوامل كثيرة توفرت لدينا اهمها النصوص الجميلة والالحان وحتى الموسيقى ونحن حاولنا ان ندخل كمنافسين مع هؤلاء الكبار بلونيتنا وذهبنا في نفس المسار واعتمدنا على عطائنا الخاص واعتقد اننا نجحنا في ذلك .



٭ ماهي اول اغنية قدمتها لتكون رهان النجاح؟
– انا لم ادخل باغنية واحدة وانما مجموعة اغنيات مثل اغنية ما كنت عارف .. وطريق الشوق ويا ماري بي بيتنا ثم توالت الاغنيات مثل اغنية بتقولي لا .. وليه قلبي ليه والبسمة ديك وغيرها من الاعمال.



٭ كيف تعلمت العزف على العود؟
– تعلمت ذلك منذ البدايات واتعلمت عزف العود مع الفنان علي السقيد وكان ذلك بمدينة ودمدني حيث كان زميلي بالمدرسة.



٭ مدني مستودع النجوم ماذا قدمت لك؟
– مدني قدمت لي الكثير منها انطلقت اقدم أغنياتي .. وكانت نقطة تحول في حياتي الفنية وبالفعل مدني معطاء بنجومها الكبار الذين ارسوا دعائم الاغنية السودانية وعلى رأسهم محمد الامين وابوعركي والشاعر الكبير المساح وغيرهم من فناني هذه المدينة الجميلة.



٭ التعاون المثمر والاغنيات المهداة كانت عنواناً مشرقاً لمسيرتكم؟
– نعم التعاون كان السمة السائدة ومازلت اذكر ان الفنان الطيب عبد الله سمعني في مدينة ودمدني واعجب بصوتي .. قال لي عندي ليك هدية عندما تحضر للخرطوم وبالفعل عندما ذهبت اهداني اغنية (طريق الشوق) وهي من كلمات وألحان الطيب عبد الله أغنية (ليه يا قلبي ليه) هذه الاغنية من كلمات الدكتور علي شبيكة والحان السني الضوي .. وكان ثنائي العاصمة بصدد تقديمها بعد أن قاما بعمل البروفات ولكن تنازل ثنائي العاصمة عن هذه الاغنية وتم تقديمها لي كهدية .
واغنية (البسمة ديك) جاءني الفنان إبراهيم حسين في منزلي واهداني هذه الاغنية بطيب خاطر .. إنه الزمن الجميل والفن الجميل الذي ظللنا نفقده هذه الايام.



٭ اغنية (بتقولي لا) كانت مهمة الشباب المراهقين في ذلك الزمن وتعاطي الوجدانيات النبيلة كيف كانت هذه الأغنية؟
– هي من الاغنيات الجميلة وكلما ذهبت الى حفلة كان يتكاثر عليها الطلب … وهي من كلمات الشاعر عثمان خالد والحان الفاتح كسلاوي ..
(بتقولي لا) كانت كلمات صادقة صاغها الشاعر عثمان خالد بانفعال والملحن القدير الفاتح كسلاوي باحساسه الرقيق وضع لها المعالجة اللحنية المناسبة.
احتراماً لنفسي توقفت عن الحفلات بالسعودية..



٭ الغربة في حياة فنان مثل عبد العزيز المبارك هل اشعار اضافة أم فاتورة خصم؟
– الغربة داء قاتل للفنان اياً كان ما يقدمه ولا يمكن ابداً أن تضيف للفنان مكثت حوالي عشر سنوات بالمملكة العربية السعودية وقد كانت فترة قاسية .



٭ألم تقدم حفلات للجالية السودانية هناك؟
– لم تكن لدي مشاركة بالمملكة العربية وانا احتراماً لنفسي توقفت عن إقامة الحفلات بالمنطقة وكانت هنالك قوانين بالمملكة العربية السعودية لمنع الحفلات المشتركة أو الاختلاط ولكن كنت أسافر لمصر ودولة الامارات لاحياء حفلات جماهيرية للجالية السودانية.



٭ لاحظنا ان لديك جمهور في اوربا تحديداً على غير الفنانين الذين جابوا العالم ماهو سر انبهار الاوربيين بك؟
– ذلك لانني شاركت في كثير من المهرجانات وعملت تسجيلات في اروبا الغربية .. وجاءتني دعوة من اليابانيين لانهم كانوا يتسمعون للاسطوانات (السي دي) ويتفاعلوا معها بصورة كبيرة جداً.. وكل ذلك يرجع لتقارب وتشابه السلالم الموسيقية وهو السلم الخماسي الذي تتعامل معه اروبا وآسيا موسيقياً لذلك تجد انهم يتقبلون الموسيقى السودانية لانها قريبة لاحساسهم بغض النظر عن اللغة .. لان الموسيقى هي الاساس في التواصل الفني والثقافي فهي اللغة التي تجمع العالم كله لذلك طبيعي جداً ان تجد الاغنية السودانية القبول عند الأوربيين والآسيويين لان الايقاع واحد .. والاحساس واحد وانا لاحظت ذلك في زياراتي لاروبا.



٭ الأغنية السودانية ظلت حبيسة وتتقوقع في الداخل وغير منتشرة بالخارج لماذا؟
– أولاً الاغنية السودانية منتشرة جداً في الدول الغربية والآسيوية بصورة كبيرة جداً إلا في الدول العربية وهذه حقيقة الاذن العربية لا تستسيغ الاغنية السودانية لاختلاف السلالم ما بين الخماسي والسباعي .. بينما يستمع اليها العالم أجمع في أروبا وآسيا وإفريقيا وربما هذا هو السبب الذي يجعلنا نتخيل أن الأغنية السودانية غير منتشرة وقد تندهش كثيراً اذا قلت لك انني وجدت في مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) فرقة اسرائيلية تغني أغنية (احلى عيون بنريدا) بنفس لحنها وموسيقاها وهذا تأكيد على ان اغنيتنا منتشرة ويرددها العالم من حولنا وحتى اسرائيل الدولة التي تكن لنا العداء ومزقت وحدتنا العربية نجدهم يتغنون باغنياتنا.



٭ ماهي نسبة وجود الاغنية في إفريقيا؟
– تجد حظها في الانتشار على مستوى الدول الإفريقية القريبة إلينا .. تجد معظمهم يعرف أغاني وردي وسيد خليفة وعثمان حسين وغيرهم واذكر اننا ذهبنا مع الرئيس نميري لاديس ابابا برفقة الفنانين أحمد المصطفى وسيد خليفة وخوجلي عثمان وثنائي العاصمة وفرقة الاكروبات الاثيوبية .. وقدمت أغنية (نانو) وعند عمل البروفات اللازمة انضم الينا العازفون الاثيوبيون بمجرد سماعهم للاغنية وتم توقيعها بطريقة سليمة ولاول مرة اخاف على خشبة المسرح عندما رأيت الحشود وبالفعل قدمت الاغنية ووجدت القبول والاحتفاء وتفاعل معها الجمهور الاثيوبي ومازالت آثار تلك الحفلة باقية في ذاكرتي وتأكد لي خلالها باننا نتشابه مع الافارقة في الايقاعات والاهتمام بالاحساس وهو ايضا بمثابة تأكيد بأن الاغنية السودانية تجد القبول عند الأفارقة.



٭ هنالك اغنيات جميلة مثل زي ما بنشفق ويا عبير لم تغنيها كثيراً؟
– نعم اغنيات جميلة ولكن لم تجد حظها من الانتشار يا عبير كلمات سعدية عبد السلام .. وزي ما بنشفق كلمات عزمي احمد خليل .. والحان عمر الشاعر.



٭ كنت قريب جداً من الشاعر سيف الدين الدسوقي انت في العباسية .. وهو في حي العرب لم يكن هنالك تعاون بينكما واكتفيت بالشاعر جعفر محمد عثمان والملحن عمر الشاعر لماذا؟
– صحيح ان منطقة العباسية عرفتني بالشاعر جعفر محمد عثمان والملحن عمر الشاعر وقدمنا اغنيات جميلة ولكن كلامك عن سيف الدين الدسوقي لم يكن صحيحاً لانني بالفعل قدمت أغنية (ايه الحصل) للشاعر سيف الدين الدسوقي وألحان بشير عباس.



٭ ماهي علاقتك بالصوفية؟
– والدي كان من شيوخ الطائفية الختمية وكنت بستمع للمدائح ونقرأ المولد كل اثنين وخميس وقدمت مناجاة تائب ألحان احمد المبارك.



٭ هل قدمت اغنيات بالفصحى؟
– نعم قدمت اغنية (الموسيقى العمياء) واشتهرت بالكوكب الفضي واغنية لا تدعني للأمير عبد الله الفيصل وألحان بشير عباس .



٭ موقف طريف؟
– اذكر في حي العرب وقعت امرأة كبيرة كانت مهووسة بـ(الزار) عندما غنيت الاغنية الحبشية واصبحنا في موقف لا نحسد عليه.



٭ سمعنا عن مبادرة تكريمك بالجمعة؟
– هي مبادرة قامت بها مؤسسة اروقة للثقافة والفنون نشكر الاستاذ السموأل على هذه اصللفتة البارعة حفلة التكريم يوم غد الجمعة في قاعة اسبارك سيتي ويشارك فيها الفنان نميري حسين باغنية يا ماري بي بيتنا وانصاف فتحي باغنية بصراحة كلمات الحلنقي والحان بشير عباس والفنان عماد الطيب باغنية (ليه يا قلبي ليه).



٭ وختاماً؟
– اشكر مؤسسة أروقة للثقافة على اهتمامهم المتعاظم بالفن السوداني وتوثيقه وهم يكرمون الفنانين احياء واتمنى من الجمهور الحضور لقاعة اسبارك سيتي فهو حفل مجاني للتواصل مع الجمهور.



٭ الحقيبة نهر لابد أن ينهل منه أي فنان كيف استطعت ان تنفذ الى هذا المنهل العذب؟
– نعم الحقيبة هي المعين والمنهل العذب كما ذكرت ولكن يجب أن تتجاوز البدايات. انا قدمت اربع اغنيات حقيبة يا نجوم الليل اشهدي .. وأنابيك سعادتي مؤكدة لعبد الرحمن الريح واغنية آهـ من جور زماني لعبيد عبد الرحمن وصابحني دايماً مبتسم لخالد أبو الروس وإبراهيم الكاشف.



٭ عبد العزيز المبارك لم يغامر بتجربة التلحين؟
– فعلا انا لم اقم بتلحين اغنية واحدة من اغنياتي وذلك لانني موقن تماماً بأن من يلحن لنفسه تأتي اغنياته متشابهة وذات قالب واحد وانا كنت ابحث عن التنوع لذلك لجأت الى الملحن عمر الشاعر في (ما كنت عارف) وآخر العشرة واحلى عيون بنريدا وزي ما بنشفق والفاتح كسلاوي (بتقولي لا) ويا عزنا .. وود الحاوي (احلى جارة) والسني الضوي ليه يا قلبي ليه .. وبوصيك يا المفارق .. واخي أحمد المبارك في ليل الغريب ويا عسل وغيرهم من الملحنين.



٭ الاصوات الشبابية هل تمثل الرهان للمستقبل ومن يعجبك؟
– توجد اصوات شبابية جميلة قلة ولكن إذا عايزين يرسخوا في أذهاننا عليهم أن لا يقلدوا أعمالنا وانما يأتوا بالجديد وحتى برنامج (اغاني واغاني) ساعدهم على عدم الاهتمام بانفسهم وترديد اغنيات الآخرين اما الاصوات الشبابية التي اعجبتني الفنانين الشباب الذين صنعوا لونتيهم وقدموا اعمالهم الخاصة.



٭ اتحاد المهن الموسيقية ككيان ما الذي يربطك به؟
– انا عضو فعال جداً في اتحاد المهن الموسيقية ومشارك معهم بصورة جيدة .



٭ قانون المصنفات الفنية والادبية؟
– هذا القانون مجحف جدا إذا اعتبر حق الفنان حق مجاور .. أو الشاعر والموضوع محتاج لاعادة نظر .. حتى يرضي جميع اطراف المنظومة التي تتكون من الشاعر والملحن والفنان والموسيقي.


أجراه: عبد المنعم مختار – رمزي حسن
ألوان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق