الصفحات

الاثنين، 7 سبتمبر 2015

البشير ومجلس الأمن.. عودة "سيناريوهات" المواجهة


على نحوٍ مباغت، دفع الرئيس البشير بمدفعية ثقيلة ناحية مجلس الأمن الدولي، من مقر إقامته بالعاصمة الصينية "بكين"، وذلك حينما صوّب انتقاداته اللاذعة إلى المجلس، مشدداً على أن أيما قرار يصدر منه بخصوص الحوار الوطني، سيتم تمزيقه.. بل إن البشير مضى إلى أبعد من ذلك وأوصد الباب نهائياً أمام نقل الحوار إلى الخارج.
المفاجأة تمثلت في أن البشير أرسل صواريخه الناقدة للمجلس من منصة غير محلية، وتحديداً من العاصمة الصينية، مما يرفع درجة المخاطر، على رحلة عودة الرئيس إلى الخرطوم، لكن يبدو أن البشير غير آبهٍ ولا مهتم بكل ذلك، فقد مضى في رجم المجلس، غض النظر عن المترتبات.

توقيعات
لا مجال لتحويل مسار الحوار إلى خارج السودان وسيكون الحوار سودانياً بالكامل
عمر البشير - رئيس الجمهورية

ندعو إلى لقاء تحضيري بمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا برعاية الآلية الأفريقية تمهيداً لبدء حوار وطني شامل
مجلس السلم والأمن الأفريقي

المجتمع الدولي والغربيون يريدون اختطاف أي مبادرة إيجابية لإفراغها من أهدافها الوطنية كما فعلوا في نيفاشا
قطبي المهدي - قيادي بالمؤتمر الوطني
الدكتور قطبي المهدي يترافع ويمتدح موقف الرئيس

حديث رئيس الجمهورية المشير عمر البشير خلال لقائه بالجالية السودانية في العاصمة الصينية الذي تعهد فيه بتمزيق أي قرار يصدر من مجلس السلم والأمن الدولي بشأن الحوار الوطني، وإعلان رفضه التنازل عن رئاسة لجنة الحوار الوطني لصالح أي جهة، كلها وضعتها (الصيحة) أمام القيادي بالمؤتمر الدكتور قطبي المهدي الذي قال في إفاداته إن الرئيس قصد في حديثه إرسال رسائل لبعض الجهات التي أرادت اختطاف الحوار الوطني وإنفاذ أجندتها من خلاله كما حدث من قبل في مفاوضات الجنوب. وقال د. قطبي إن الرئيس بحديثه هذا أغلق كل المنافذ أمام هذه الجهات، وقال إن رفضه التنحي عن رئاسة لجنة الحوار لأي جهة صحيح باعتباره رئيس الجمهورية وصاحب فكرة الحوار.. هذا وغيره من التفسيرات والدفوعات قدمها قطبي في المساحة التالية.
+ ما الرسالة التي أراد الرئيس أن يبعث بها من خلال حديثه إلى أي الجهات؟
الموضوع مبادرة طرحها الرئيس بصفته المسؤول عن البلد وما يجري فيها وهي مبادرة تتعلق بسياسات سيادية لذلك الإنسان يستغرب ما دخل مجلس الأمن في ذلك وهو يعالج مشكلات بلده كرئيس بحكم سلطاته، ولم يكن هناك أي مبرر لتدخل أي جهة أجنبية في القرارات، وهؤلاء المتربصون بالسودان لم يقدموا أي مبادرة صادقة إيجابية لمساعدة السودان, ويريدون أن يحكموا هم السودان ويستنكرون على رئيسه أن يدير شؤونه ويسعون لإفشال أي مبادرة إيجابية ويحيدون بها عن أهدافها الوطنية، ويحققون بها أجندتهم الخاصة كما فعلوا في نيفاشا حين فرضوا أنفسهم على حوار سوداني سوداني ليحققوا هدفهم في فصل الجنوب، بالتالي كان لا بد للرئيس أن يوقف هذا التدخل السافر في اختصاصه وسلطته كرئيس.
+ لماذا يتمسك الاتحاد الأفريقي باللقاءات الخارجية لتقريب وجهات النظر رغم أن الحكومة ترفضها؟
الرئيس طرح وأعطى كل الضمانات لماذا تكون اللقاءات في الخارج وعلى ضوء ما ذكرت يريدون سلب دور الرئيس وتوجيه هذه المبادرة لخدمة أجندتهم الخاصة، ونحن نعاني من هذا منذ سنوات ونحن في بداية الأمر رفضنا أي تدويل في قضايانا الداخلية، ولذلك عندما تدخل الرئيس النيجيري السابق للتوسط في قضية الجنوب أعلنا وقتها أننا نقبل وساطته بصفته الشخصية وليس كرئيس لمنظمة الوحدة الأفريقية وكان هذا بعد محادثات السلام من الداخل مع الحركة الشعبية جناح الناصر التي انتهت باتفاقية الخرطوم، وظللنا نرفض أي تدخل خارجي تماماً، ومن ثم بدأ التراجع عن هذا الخط إلى أن بلغ ذروته في مفاوضات نيفاشا حتى استلم ما يعرف بشركاء الإيقاد (أمريكا ـ وبريطانيا ـ والنرويج) زمام المبادرة وحدث ما حدث.
+ لكن واضح أن الاتحاد الأفريقي أكثر اهتماماً بالقضية السودانية؟
أعتقد الآن أفريقيا مليئة بالنزاعات أكثر مما هو في السودان، ومع ذلك يريدون حصر أنفسهم في السودان دون البلاد الأفريقية الأخرى.
+ كيف تفسر قرار الاتحاد الأفريقي بإمهال طرفي النزاع في السودان (90) يوماً لحل القضية؟
السبب ضغوط خارجية كما حدث في منبر الإيقاد حيث تحول من الإيقاد إلى منبر أوروبي أمريكي، وهم يريدون الآن فعل ذات الشيء بالضغط على الاتحاد الأفريقي حتى تصبح لهم اليد العليا في المحادثات ويوجهونها حسب أجندتهم، ولا تعنيهم قضايانا الوطنية المتعلقة بجمع الصف الوطني أو المعاناة الاقتصادية والإصلاح في التعليم أو الصحة بقدر اهتمامهم بأمر المنطقتين فقط، والحركات المسلحة.
+ ما رأيك في توقيت هذه المهلة مع اقتراب موعد انعقاد الجمعية العمومية للحوار؟
هذا التوقيت فيه نوع من الإنذار للسودان والتهديد كان لهم سلطة عليه، وتوقيته مع الجمعية العمومية واضح أنهم يريدون نقله لمجلس الأمن حتى يأتي لهم بحلول مفروضة من الخارج، وهذا يكشف حجم المؤامرة بنقل القضية للهيئة العامة للأمم المتحدة والسودان اعتاد على هذا الوضع منهم.
+ لكن سبق أن قبلت الحكومة بمنبر الدوحة لحل قضية دارفور وقبلها نيفاشا؟
الحكومة لم تقبل بنيفاشا وإنما هي أشياء مفروضة من القوى النافذة في مجلس الأمن، وفي الدوحة دخلت في مفاوضات مباشرة مع حركات دارفور ووصلت معها لتسويات، والدوحة كانت مجرد موقع الالتقاء لكن الحكومة القطرية لم تتدخل إطلاقاً بين المتفاوضين، وكان دورها إيجابياً في دعمها لمشروعات التنمية في دارفور، بينما لم يسهم الأوروبيون والأمريكان بأي دعم بعد نيفاشا رغم تدخلهم المباشر وحتى مؤتمر أوسلو للمانحيين لم يلتزموا بمخرجاته.
+ كيف ترى تمسك الرئيس برئاسة الحوار رغم مطالبة الآخرين بإسناده لشخصية أخرى؟
المبادرة جاءت من الرئيس ويريد أن يناقش مع شعبه مشكلات البلد، فكيف يطلب منه التنحي لشخص آخر وهي مبادرته، وهو الذي يعطيها الأهمية والمصداقية باعتبارها من رئيس الجمهورية وهو الذي ينفذ مخرجات الحوار.
+ هل يمكن أن يُحدث قرار الرئيس هذا أزمة مع الاتحاد الأفريقي؟
ما مفروض أن يُحدث قرار الرئيس أي أزمة مع الاتحاد الأفريقي، بل قرارات الاتحاد هي التي تخلق الأزمة، والرئيس طرح مبادرة نبيلة لجمع كل السودانيين ليناقشوا معه مشكلات البلد بما فيهم حاملو السلاح على الدولة، فهذا القرار يجب ألا يحدث أي أزمة مع أي جهة، بل يجب أن يجد الترحيب والمسامدة من الاتحاد الأفريقي والذي يحدث الأزمة سعي جهات لاختطاف المبادرة وحملها لجهات خارج السودان.
الصيحة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق