الصفحات

الجمعة، 18 سبتمبر 2015

الأمن السوداني يصادر صحيفة بسبب تحقيق عن تلوث مياه النيل الأبيض


صادر جهاز الأمن والمخابرات نسخ صحيفة "السوداني"، فجر الجمعة، وأفاد صحفيون في الصحيفة بأن المصادرة جأت بسبب تحقيق صحفي حول تلوث مياه النيل الأبيض بالخرطوم، ومقالات خطها رئيس التحرير انتقد فيها طريقة اعتقال الصحفية صاحبة التحقيق.
JPEG - 20.8 كيلوبايت
مجرى النيل الأبيض ـ صورة إرشيفية
وأدانت منظمة صحفيون لحقوق الإنسان "جهر"، الجمعة الماضية، إعتقال الصحفية هبة عبد العظيم التي حررت تحقيقا حول تلوث مياه النيل بسبب مصرف لمنشأة عسكرية بالخرطوم.
وأورد تحقيق الصحيفة "أن تقريرا أعدته وزارة الصحة كشف عن تلوث مياه النيل الأبيض بولاية الخرطوم، بمواد كيميائية خطرة، وبمعادن الرصاص والكروم، وتخوفات من تضرر أكثر من مليونَيْ مواطن، وسط تخوفات من تسرب المواد الملوثة والمعادن الثقيلة إلى المياه الجوفية، التي تُعتبر مصدراً مُهمَّاً من مصادر مياه الشرب لبعض المناطق".
وأشار التحقيق إلى أن وزير الصحة بالخرطوم، مأمون حميدة، أطلع مجلس وزراء الولاية، في رمضان الماضي، على تقرير مُصوَّر يظهر مدى تلوث مياه النيل الأبيض "لدرجة أن التلوث الكيميائي من شدة تأثيره فصل مياه الصرف الصحي والنيل داخل مجرى النيل الأبيض بخط مستقيم واضح للعين المجردة".
وذكر حميدة أنه أخذ عينات من مياه النيل بجنوب الخرطوم وفحصها بمعامل داخل البلاد وخارجها، وأكدت النتيجة أن المياه ملوثة بالباكتيريا الضارة والجراثيم ومواد كيميائية ومعادن الكروم والرصاص المسببة للسرطان والكبد الوبائي والبلهارسيا.
وعقب نشر صحيفة "السوداني" للتحقيق جرى اعتقال الصحفية هبة عبد العظيم، بطريقة قالت عنها منظمة "جهر" إنها "ماكرة" بعد أن استدرجها جهاز الأمن إلى مول "عفراء" بالخرطوم عبر استخدام هاتف أحد معارفها ـ وهو موظف بولاية الخرطوم ـ حيث طُلب منها عبر الهاتف الحضور إلى المكان لغرض صحفي، وعند وصولها أحاطتها قوة أمنية واعتقلتها.
وتم التحقيق مع هبة منذ حوالي السادسة مساء الخميس قبل الماضي وحتى حوالي الثامنة مساءا، حول تحقيق تلوث مياه النيل الأبيض.
على إثر ذلك خط رئيس تحرير الصحيفة ضياء الدين بلال، في زاويته الراتبة "العين الثالثة"، مقالين انتقد فيهما الطريقة التي تم بها اعتقال محررة التحقيق.
تعاني الصحافة السودانية من تغول السلطات الأمنية للحد الذي يصل في كثير من الأحيان لمراقبة رجال الأمن القبلية للصحف.
ورغم توقف الرقابة القبلية، إلا إن جهاز الأمن دائما ما يعمد إلى مصادرة الصحف من المطبعة والذهاب بالنسخ إلى مكان مجهول، مطبقا عقوبة مذدوجة بالخسائر المادية والمعنوية.
سودان تربيون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق