الصفحات

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

أمريكا تقدم مساعدات إنسانية للشعب السوداني وتصعّد حملتها ضد الحكومة


الخرطوم ـ «القدس العربي»

في الوقت الذي أعلنت فيه الخرطوم عن تصاعد حملة أمريكية ضد السودان في مجلس الأمن الدولي،استلم برنامج الأغذية العالمي بالسودان دعما بقيمة 86مليون دولار مقدمة من الوكالة الأمريكية للتنمية لتيسير حياة أكثر من إثنين ونصف مليون شخص في ولايات دارفور وكردفان. 
وتتعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع السودان ببعدين: «سياسيي وإنساني» ففي البعد الأول بدأت في تصعيد واضح
لحملة دبلوماسية ضد السودان، حيث أعلن مندوب واشنطن في مجلس حقوق الإنسان، خلال جلسة المجلس الإجرائية في الأسبوع الماضي، عزم بلاده ‏تقديم مشروع قرار يعيد السودان إلى البند الرابع، ويقضي بتعيين مقرر خاص لحقوق الإنسان هناك.‏
وسارع السودان إلى مقاومة هذه الحملة، حيث قال السفير علي الصادق، الناطق باسم وزراة الخاراجية السودانية في تصريحات صحافية، إن بلاده تقوم بحركات مكثفة لإفشال المزاعم الأمريكية التي تهدف لإعادة السودان إلى الفصل الرابع الخاص بالرقابة على انتهاكات حقوق الإنسان.
وفي الخرطوم قصد القائم بالأعمال الأمريكي جيري لانيير، التأكيدعلى أن المعونات التي تقدمها أمريكا للسودان هي إلتزام من الشعب الأمريكي بمساعدة الأشخاص الضعفاء بالسودان، وهو التصريح نفسه الذي قاله في السادس والعشرين من آيار/مايو الماضي عندما وصلت مساعدات أمريكية تبلغ 47 ألف وخمسمئة طن من الذرة،لتوزع في مناطق متفرقة من دارفور وشرق البلاد. 
وبحسب «سودان تريبيون»تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مانح منفرد لبرنامج الأغذية العالمي بالسودان، وساهمت بما يصل إلى 45 ٪ من الاحتياجات التشغيلية للمنظمة في البلد، وقدمت أكثر من 170 مليون دولار في شكل مساعدات غذائية إلى الشعب السوداني منذ شهر كانون الثاني/ يناير 2015.
القائم بأعمال السفارة الأمريكية في الخرطوم، أبدى أملا في توقف النزاع الحالي في أقرب فرصة لتنتهي الحاجة إلى المساعدات الغذائية التي تقدمها أمريكا للسودانيين. 
وبدت لغته ،في البيان الذي أصدره برنامج الأغذية العالمي في السودان، محايدة وإن كانت تركز على جوانب يقوم بها المجتمع المدني الأمريكي لا الحكومة الرسمية،لكن الناطق باسم الخارجية السودانية كان واضحا في تصريحه للصحافيين بخصوص ما سماه بالحملة الأمريكية ضد بلاده عندما قال إن الخرطوم وحلفاءها قادرون على تفنيد أية مزاعم تحاول أمريكا إلصاقها بالسودان من خلال تقديم ما وصفه بالتطورات المحرزة في أوضاع حقوق الإنسان خلال الفترة الماضي. 
ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في السودان عدنان خان قال في البيان الصحافي الذي أصدره «البرنامج» إن الولايات المتحدة الأمريكية هي الشريك الأكبر لبرنامج الأغذية العالمي في السودان منذ فترة طويلة، الأمر الذي جعل الوكالة مستمرة في تقديم المعونات للمحتاجين.
وكانت أمريكا قدر رفعت الحظر الاقتصادي جزئيا عن السودان وسمحت باستيراد أجهزة الاتصالات والتقانات المتصلة بها وذلك من أجل تعزيزحرية التعبير ومساعدة السودانيين على التواصل فيما بينهم ومع العالم أجمع،حسب ما ذكره المبعوث المريكي للسودن. دونالد بوث قبيل زيارته الأخيرة للخرطوم.
وظلت العلاقات الاقتصادية بين الخرطوم وواشنطنت تأرجح بين المرونة والأزمة، بحسب الأجواء السياسية التي تقتضي 
استخدام الجزرة حينا والعصا في أحيان كثيرة.ومنذ أن تبنت حكومة الإنقاذ الوطني عند مجيئهاعام 1989 خط المواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وحملت أدبياتها وعد الأمريكان بالفناء «أمريكا قد دنا عذابها» اتخذت الحكومة الأمريكية موقفا صارما تجاه السودان وصل قمته في الحظر الاقتصادي الذي بدأ منذ 3/11/1997 بموجب الأمر التنفيذي الرئاسي رقم (13067)، ويجدد الرئيس الأمريكي سنويا قانون العقوبات ضد السودان. 
ويقول المحلل محمد الناير إنه وبرغم وعود الإدارة الأمريكية المتكرر برفع الحظر الاقتصادي عن الخرطوم إلا أنها ظلت تجدد العقوبات سنوياً دون مبررات كافية ويشير الناير لبعض الحيوية في هذا الملف منة خلال وعود كثيرة ظهر من 
خلالها تغيير في الطريقة الأمريكية للتعامل مع ملف الاقتصاد السوداني لكنها تظل ـ في نظره – مجرد وعود. ما لم تحدث اختراقات واضحة.
ويرى الناير أن أمريكا تقدم مساعدات إنسانية وتفرض عقوبات إقتصادية في ذات الوقت ويُرجع ذلك لتعقيدات يتسم بها المجتمع الأمريكي في شقيه الرسمي والمدني.


صلاح الدين مصطفى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق