الصفحات

الخميس، 10 سبتمبر 2015

الدكتور خالد التيجاني : احتكار الثروة هو احد اسباب الصراع في السودان والنظام السياسي محتكر الثروة


الدكتور خالد التجاني الكاتب والباحث في الشأن السوداني والقيادي السابق في التيار الاسلامي في جامعة الخرطوم .له العديد من الدراسات والمقالات في الشان السوداني نشرت في دوريات وصحف ومجلات عالمية وصدر له مؤخرا كتاب ( الخيار الصفر) و كتاب ( نصيبي من النصيحة) تتميز كتاباته ومقالاته بالعمق والوعي ودقة الوصف للحالة السودانية وهو يعزي ذلك الى دراساته الاكاديمية التي اكسبته صرامة علمية ومنطقية في تناول الامور وايضا جهر وصراحة بالحق ويرجع ذالك لتأثره بالنموذج العمري الخليفة الراشد الذي تأثر به في وقت مبكر من عمره عندما قرأ عبقريات العقاد . د خالد كثيرا ما تصدق تحليلاته و تنبؤاته لمآلات الامور في السودان ..فجلسنا اليه نستشرف افاق المرحلة القادمة بعد الانتخابات

حاوره / ابراهيم علي

1/ كيف ترى المشهد السياسي بعد الانتخابات؟
لنحلل المشهد السياسي ننظر الإطراف الفاعلة في العملية السياسية ماذا كانت تتوقع من هذه الانتخابات ؟ انا اعتقد ان اللاعب الاساسي كان المؤتمر الوطني هو كان مصر على إجراء الانتخابات وانا اعتقد ان الانتخابات نفسها كانت رهان وقرار للرئيس البشير شخصيا والمؤتمر الوطني كان مستجيب لرغبة وقرار البشير بضرورة اجراء الانتخابات في هذا الوقت وعند انطلاق مبادرة الحوار الوطني الجدل كان دائرا الانتخابات تكون نتيجة للحوار وليست سابقة له وبعض قادة الوطني كانوا يصرحوا حول إمكانية التفاوض حول هذا الأمر ولكن الرئيس البشير حسم هذا في مؤتمر صحفي شهير بعد إعادة انتخابه رئيسا للمؤتمر الوطني وقال ان أي زول يقول الانتخابات مؤجلة هذا يعتبر موقفه هو وليس موقف الحزب وانا اعتقد ان الرئيس البشير ان الانتخابات كانت له ضرورية لانه يريد بها تفويضا واضحا وحاسما لكسب الشرعية ولكن كان شبه اجماع ان الانتخابات لا يوجد اقبال عليها من قبل الشعب السودانيوكان ضعيفا ولم تحقق اجنداتهم وتوقعاتهم من الانتخابات . والمشهد عموما الآن أكثر غموضا من قبل الانتخابات واكثر اضطرابا بفعل الصراعات المسلحة الموجودة الآن وما يشعره الناس من عجز الدولة وعدم قدرتها على بسط سيطرتها والسيطرة ليس بالقوة وانما بحالة سياسية تحقق رضى للجميع واستقرارا والبلد الان في حالة فراغ

2/ هل كان ضعف الإقبال على الانتخابات بسبب دعوات المعارضة أو تلقائيا ؟
انا اعتقد لا تلقائية ولا بسبب دعوات المعارضة رغم ان المعارضة طرحت مشروع ارحل وكان الرئيس البشير يرد لهم بخطاباته اثناء حملته الانتخابية وقناعتي ان هذا موقف واعي من الناخب السوداني وكانت الانتخابات بالنسبة للناخب تحصيل حاصل وشعر ان المؤتمر الوطني لم يقدم مشروع سياسي جديد حتى يستحق التصويت من اجله وشعارات المؤتمر الوطني مكررة منذ 25 عاما وشعور الناخب ان هذه الانتخابات لاتهمه والاهم من ذلك انها لا تغير سلوك المؤتمر الوطني لذلك اثر الانصراف
بالنسبة للمعارضة كانت ترفض الانتخابات ولكن ليس لها بدائل مطروحة وهل المعارضة تقدمت لمبادرة لملء الفراغ الذي خلفه سياسات الوطني ؟ لا شئ ولم تقدم شيئا وأخذت الأمور كتبكيت للمؤتمر الوطني وتعليقات ولم تقدم مبادرات للشارع السوداني لملء هذا الفراغ


3/ من مقولاتك المشهورة ان القيادة السياسية لا تترجل عن السلطة الا عن طريق عزرائيل ألا ترى أي افق انفراج في ظل هذه الانسدادات؟ وكيف ترى عقلية النظام السياسي؟

طبعا المشكلة ليست مشكلة المؤتمر الوطني لوحده وانما مشكلة النظام السياسي السوداني ككل وانا اسميه النظام السياسي القديم المهترئ تشكل منذ ايام مؤتمر الخريجين او ما قبله والى الىوم وعقلية التجديد ما موجودة في هذا النظام والتداول السلمي لم يتحقق حتى على مستوى الحزب وكيف يتحقق على مستوى الدولة ولذلك الحكومة والمعارضة من ناحية عقلية وجهين لعملة واحدة وبالتالي لايوجد ارادة تغيير واي نظام او حزب او أي قوة لا يجدد نفسه سيتكلس وهذا التكلس يقود الى انشقاقات لذلك هذه الانشقاقات في كل القوة السياسية حاكمة او معارضة حتى الطرق الصوفية لا تسلم من هذه الانشقاقات 


4/ كنتم مجموعه من النخب والمثقفين الاسلاميين شكلتم الحركة الوطنية للتغيير والآن اختفت من الساحة؟

الحركة الوطنية لم تختفي وطبعا طبيعتها حركة فكرية سياسية وقبل ما نصدر بيان التأسيس كان في عملية تحليل للحالة الفكرية الثقافية السياسية الاقتصادية والاجتماعية في مجملها وكانت بالنسبة لنا مراجعه للفكر السياسي السوداني ككل والحركة الاسلامية نفسها هي مازومة ضمن هذه الازمة الكبيرة وليست لوحدها واصلا ما كان قصدنا انشاء حزب سياسي وطرحنا انفسنا لنقود وعي جديد قائم على مراجعات عميقة جدا لنقد الأسس و الأساطير المؤسسة للدولة الوطنية في السودان وهذه الأزمات لم تأت فجأة أو صدفة وإنما تراكمت عبر التاريخ ولها أسبابها المتجذرة والتغيير ليس تغيير وجوه او تغيير نظام وهذه مشكلة العمل السياسي في السودان يظن ذلك بسذاجة والانتفاضات التي حصلت في السودان وتكررت فشلت لان تغييرها كان سطحيا والعقلية التي كانت تقوم بها واحدة لا تمايز جوهري بينها .عملية التغيير طويلة المدى وكان هدفنا إجابة على هذا السؤال لماذا وصلنا على هذه الحالة؟ 


5/ كيف ترى هذه الحروب القبلية الطاحنة والتي راح ضحيتها بالمئات جذورها ودور الدولة والمكونات السياسية الاخرى في اشتعالها؟

انا اعتقد ان هذا مظهر من مظاهر تحلل الدولة السودانية وهو نتيجة وليس سبب ولها جذور تاريخية موجودة اصلا في السودان وفي دارفور كان الصراع على الارض لانها محضن الموارد الطبيعية وهي مورد اقتصادي والبديل لهذا الصراع كان هو عملية تنمية ونماء واضافة واستيعاب حاجات الناس وتضاعف عدد السكان في دارفور ستة اضعاف منذ الاستقلال وحتى الان والموارد هي نفسها لم تتضاعف مما ذكى الصراعات ولم تحدث تنمية هذا من الجانب الاقتصادي والبيئي والذي عقد هذه الازمة اكثر التدخل السياسي او تسييس الصراعات القبلية والحركة الاسلامية عندما اتت الى السلطة كانت تبحث عن تحالفات تؤمن لها الاستقرار في السلطة وعملت ضغط عنيف جدا على خصومها السياسيين واضعفت هذه القوى السياسية وجعلتها تتفكك وثمن هذا التفكك هو عملية تجريف سياسي وفراغ سياسي وكانت مستعجلة لترسيخ سلطتها فلجات لتوظيف القبلية سياسيا وتكوين تحالفات قبلية واصبحت الحكومة عبارة عن محاصصات قبلية وكل هذا تم بقرارات مدروسة من الحركة الاسلامية من اجل النخلص من خصومها السياسيين والعامل الاخر هو عسكرة الصراع على السلطة وكان في الماضي سلمي مدني واصبح الان كل عشرة اشخاص يتمردون يحملون سلاح الحكومة تشعر في خطر عليها يفاوضون من قبل الحكومة وانجاز اتفاقيات ثنائية لإضعاف الخصم بدلا من التسويات الشاملة لاستيعاب كل الناس وانتشر السلاح بين القبائل والمليشيات واهم ما يميز الدولة الحديثة كما يقول ماكس فيبر انها تحتكر العنف المشروع تحمي الجميع الدولة نفسها اصبحت تستعين بالمليشيات وهذا التفلت الذي يحدث مظهر من مظاهر التحلل في جسد الدولة السودانية


6/ خالد التيجاني و النزعه اليسارية والروح النقدية او الراديكالية كيف اكتسبتها ؟

انا تجنيدي للحركة الاسلامية لم يكن تقليديا كالتجنيد الذي يقوم على ثقافة وادب الاخوان المسلمون من رسائل حسن البنا وطريقة معينة للتجنيد وانا بقيت واعي بدوري كمسلم ووعيت بهموم المجتمع وقضايا الامة بصورة اكبر كما يقول غرامشي عن المثقف العضوي واعزو الفضل لتجنيدي للفكرة الاسلامية كمشروع حياة لعباس محمود العقاد من خلال عبقرياته وكنت في اولى او ثانية متوسطة كنت بقرا في مكتب المرحوم الوالد عبقريات العقاد وجذبتني عبقرية عمر واستوقفتني جدا تعامله مع الامور وصدعه بالحق ونهجه واستقامته وهذا هو الذي اطر وعينا . فهمي للاسلام الحركي هو قائم على اكبر قدر من الاستقامة والاسلاميين لمن جندونا كنا جاهزين مسبقا و ليس للاسلاميين الترف ان يبرروا لانفسهم أي اخطاء ما دام انت طلعت بادعاء كبير يجب ان تلزم نفسك بهذا الحق والا امكث في بيتك ولكن جاهرنا بالحقيقة حتى فصلنا من التنظيم في ايام الثمانينات وكنت المسؤول السياسي للاتجاه الاسلامي في جامعة الخرطوم ولا اقبل عقلية التبرير او عقلية السكوت على الاخطاء وايضا غير العبقريات الدراسة الاكاديمية و العلوم التطبيقية اثرت فيني كثيرا اكسبتني تفكيرا علميا ومنهجيا صارما في التعامل مع الامور لذلك لا اسميها يسارية وانما بسبب ماذكرت لك من ظروف نشأة وتكوين .


7/ كنت تقيم تجربة الحركة الاسلامية ومسيرتها وتجربتها في السلطة ؟

انا اعتبر غياب الروح النقدية هو سبب نكسة الحركة الاسلامية . نحن في الجامعه تنظيمنا كان قويا لانه كان مؤسسي والشيخ حسن الترابي رغم انه مفكر تجديدي لكن طبيعة العمل التنظيمي والياته المحددة هي خصما على طلاقة التفكير وطلاقة النقد والتنظيم نفسه يتحول لهدف بدلا من وسيلة واداة والكثير من الاسلاميين ينظرون للتنظيم بنوع من التقديس مع انه هو اداة ووسيلة والآن اكبر للفشل للحركة هو وصول السلطة بالقوة لبلد متعدد ومعقد الاشكالات وفشلت على المحافظة على وحدة الإسلاميين وتنظيميهم وبالتالي السؤال إذا أنت ما استطعت أن تحافظ على وحدة تنظيمك هل تستطيع الحفاظ على وحدة البلد؟ الاجابة بالتاكيد لا . والسلطة كشفت هشاشة التنظيم .


8/ كيف ترى الاجيال الجديدة وتقيمها ؟

انا ارى انها افضل من الاجيال القديمة وانا ارى العقل النقدي الان افضل حالا في الاجيال الجديدة وعقلها الجمعي نقدي ولديها استقلالية تفكير ولا يقبلون الامور على علاتها مثلما كنا زمان بسبب سيطرة النظام الابوي ولكن الان اخف وتغيرت انماط التفكير وتقوت روح الحوار والجدل وأصبحوا اكثر نضجا بحكم الانفتاح ووسائل الاتصالات وتعدد مصادر المعرفة.
ومثال شباب شارع الحوادث انا اعتبرهم اكبر من لفتة إنسانية انما تجاوز للسلطة والمعارضة وتجاوز للازمة وهم علامة على تغير نمط التفكير ..في الماضي كان الصراع حول السلطة لانها تؤمن امتيازات للنخب وكان المواطن يخدم السياسي والان ظهر تفكير جديد ان هؤلاء الشباب يروا انهم ينبغي عليهم خدمة المجتمع بدلا من انتظار المجتمع لخدمتهم لذلك هم افضل من الاجيال القديمة لذلك اكثر وعيا وهؤلاء الشباب مثل عديل المدارس ونفير وشارع الحوادث وصدقات كلها تعتبر وعي جديد وحس اجتماعي بقضايا المجتمع واعادة تعريف لمفهوم السياسة وانصرفوا من التنظيمات السياسية اليمينية واليسارية لانها تكلست وجمدت والياتها واحدة ولم تستطع مخاطبة قضايا الشباب ولذلك عبروا بهذه الصور الجديدة ولاتنس ان 80% من سكان السودان عمرهم اقل من اربعين سنة وانا شخصيا منحاز لهم . لا يعقل ان الذين يقررون مستقبل السودان قادة في قيادة الاحزاب خمسون عاما وان هذا الاجيال ستصنع التغيير بوعيهم هم واجندتهم وليس وعي السياسيين .


9/ التسوية الشاملة كثيرا ما تدعو اليها في كتاباتك في رايك ما هو اكبر عائق أمامها ؟

لا يوجد شئ اضر للسودان من نهج الحلول المجتزئة والتعامل مع اعراض المشاكل بدلا من اسبابها الحقيقية والصفقات الثنائية هذا نهج خاطئ والعقلية المركزية التي تحتكر السلطة والثروة الى ما لانهاية بغض النظر عن جغرافيتها وانماط التفكير هي الكارثة والعائق من جميع الاطراف للتسوية الشاملة
والفلاح في القرءان مرهون على الانتصار على النفس ( ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون) واذا كان النظام يعمل تسوية ويحسبها كم ستمنحة بقاءا في السلطة او يحسبها كم ستمنح السودان من التنمية او الرفاهية او تقدم واذا لم يوجد هذا لا نتقدم انظر كم اتفاقية وقعت في دارفور والشرق حتى اصبح السودان سلة مبادرات العالم وهذا اكبر دليل على ان هذا النهج خاطئ وظللنا نعيد انتاج التخلف وانتاج ازماتنا وانتاج مآزقنا

10/ النخبة والصفوة السودانية بعيدة كل البعد عن هموم المجتمع وقضاياه الحقيقية كيف ترى ذلك؟
لذلك أنا قلت لك أنا مع الاجيال الجديدة لأنها أصبحت تخاطب الأجندة الحقيقية للمواطن واحتياجاته مباشرة وقصة النخب والطبقة السياسية كلها قائمة على الصراع على السلطة وجزء منها منعزل وليست كلها والمواطن يريد علاج وتعليم وتنمية و مشاكله ليست كلها سياسية وانا افتكر ان النخبة دورها مهم جدا لان أي تغيير حقيقي لابد ان يقوم على عملية وعي حقيقية على اسباب التخلف واذا تسائلنا ما الذي يجعل بلد كالسودان بكل هذه الموارد ومع ذلك فقير ولابد من تجاوز عقلية من ليس معي فهو ضدي وايضا كون نعتبر ان مشكلة السودان هذا النظام رغم اخطائه التي لا اول لها ولا اخر ولازم يذهب وهذه تعتبر إشكالية كبيرة والإنقاذ انا اسميها استمرار وورثة للنظام السياسي السوداني القديم المهترئ الضعيف والفرق انهم اتوا بادعاء المشروع الحضاري ولكن نفس النمط القديم بدوت تغيير حقيقي يذكر

11/ بعيون المراقب والمهتم بالشأن السوداني هل ينجو السودان من الانهيار الشامل ؟
كثيرين يقولون نحن احسن حالا من كثير من الدول العربية كليبيا واليمن وسوريا وبالتالي يقولون نحن احسن منهم استقرارا ولكن الحقيقة نحن ليس أحسن وكل هذه البلاد كانت مستقرة ولكن لما كانت هناك بوادر ودعوات تغيير في هذه البلدان العربية القيادة السياسية لم تتعامل معها بمسؤولية ولم تستشعر الخطر على بلدانهم وراوا ان هذه الدعوات للتغيير خطر عليهم وعلى مناصبهم وتجاهلوها ولم يستجيبوا لها كما حدث في المغرب وتونس وتحولت هذه البلدان الى فوضى نتيجة الى ذلك ويقول الكواكبي ان التغيير يكون ثمنه غاليا بقدرما صمت الناس على الاستبداد ولذلك الناس لا تصمت على الاخطاء والاستبداد حتى يكون التغيير مكلفا وغاليا ولذلك لنتجنب الانهيار الشامل لابد من قيادة واعية ومسؤولة ولها ارادة ومستشعرة للمخاطر المحدقة بالبلد وتلافيها قبل وقوعها حتى ولو كان الثمن التضحية بالكرسي كما عمل الغنوشي وجنب تونس الكثير من الفوضى 


12/ بصفتك رائد الصحافة الاقتصادية والاستقلال الاقتصادي المتمثل في الطبقة الوسطى عامل مهم في التغيير كيف ترى الوضع في ظل غياب هذه الطبقة؟
احتكار الثروة هو احد اسباب الصراع في السودان والنظام السياسي محتكر الثروة ويمنح اطراف معينة من الثروة نظير ان تكون تحت جناحه عندما كان الحكومة وضعها جيد بسبب البترول والدخل الريعي والآن الوضع الاقتصادي للحكومة في غياب الدخل الريعي سيئى جدا والثروة عند مجموعه قليلة وكل هذا عوامل تحريض للتغيير والتغيير عندما تنضج شروطه لا سلاح ولا ثروة يصدوه وانظر الى سوريا وليبيا والعظة ان المبادرة والاستباق لعملية اصلاح بمقاس البلد وليس بمقاس الحكومة او الحزب الحاكم وهو كفيل من ان يجنب البلاد الشرور والفتن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق