الصفحات

الخميس، 24 سبتمبر 2015

العيد احلي في السودان


العيد في المجتمع السوداني له طعمه الخاص يبدا بالتجهيزات نظافة الشوارع بالتعاون مع الجيران والبوهيه والجير وشراء الملابس وازدحام صالونات الحلاقة والكوافير والمشاط وحلاقين الحلة (الملح و السعر المخفض) الجو العام كله يوحي اليك بان هناك عيد وهناك مناسبة .

في صباح العيد يتبادل افراد الاسره تهاني العيد والحمام المبكر واهم شئ تلك الابواب التي تفتح علي مصرعيها طيلة ايام العيد ولا تغلق الا اثناء النوم في وقت متاخر من الليل .
يتبادل الجيران التحيات والاطفال فرحين . زيارات صلة الارحام والتحرك في مجموعات للمعايدة علي كل بيوت الحلة وان كان الشخص سكن بمكان اخر فالاسره كل شخص فيها يعود ويلقي بتحيات العيد . وزيارات الاصدقاء وزملاء الدراسة والعمل . وتبقي الزيارات البعيده لثالث ايام العيد او رابعها سفرا ..

فالعيد له طعم مختلف في السودان لاننا شعب اجتماعي من الدرجة الاولي ولايسبقنا احد في هذا العالم اجمع بتلك الحياة الاجتماعية الثرة والترابط الاسري ، اجتماع الشباب او الكبار لتناول وجبة الافطار في احد بيوت الحلة او تجمع الاسرة تقسيما للايام اول يوم في بيت فلان واليوم الاخر في بيت فلان او الفطور في احدي البيوت والغداء في بيت شخص اخر تجمع اسري كبير الاطفال يلعبون مع بعضهم والشباب في جلسة والاباء في جلسة وكذا الامهات والبنات.

فعام تلو الاخر يمر عيد يعقبه عيد اخر دون ان تغيب عن اي عيد مكانته وفرحته ،!سبحان الله !! حكمه إلهيه !!! يبدأ معنا صغارا ويكبر وصولا لمفاهيم عميقه للعيد ومعرفه اهميته في حياتنا ،حيث كنا في الطفوله نراه للبس الجديد ،الهدايا والملاهي وحينما كبرنا كان معني التواصل الاجتماعي ، المسامحه واعاده النسيج الاجتماعي ،سانحه لنعود لذكريات الطفوله ولنكون اطفالا براءه ومحبه صادقه.!
ففي السودان تقابل من تعرفه وكأنك لم تلتقيه لسنين من حراره السلام وبريق الاشواق والاكثر معني ذلك الاحتضان ذات الاثير الاخوي التصاقا للقلوب ،ولا انسي ايضا السلام علي من لاتعرفه واحيانا دخول اي بيت وتحييهم ويحيوك وكان هناك معرفة سابقة بلا اعتراض وربما سانحة للتعارف وامتداد التواصل لان الكل فرح رغم كل الظروف ولا تكاد البسمه تختفي من صغير او كبير ناهيك عن ابتسامه الاجواء في حد ذاتها ولطافه الفضاء تزينا به واحتفالا.
تذوب همسات الحب وتمتزج مع التهليل والتكبير بهجه وقداسه للعيد ، يبدو الحال وكأن الناس كانو في حرب مع الحياة وصراع الظروف والمحن وجاء العيد محققا السلام ربما هدنه وربما بادره لسلام ابدي وصولا لعيد اخر واخر.


العيد إعجاز يسهم في تصالحنا مع انفسنا وفتح صفحات جديده مع الحياة ذاتها والناس ، فرصه لسعاده معنويه بلا ماديات ومصالح.
العيد عندنا مناسبه عظيمة يتساوي فيها الفقير مع الغني والوزير والخفير إصطفافا اخويا وتبادل التحيات والزيارات بلا القاب . لا ملل ولاياس من العيد مفاجاته جميله ومناسباته ساره ،ايام تشعر فيها بالحياة علي سجيه البشر الحقيقيه ،الحمدلله علي العيد عيد جديد ياتي بالجديد ،يقرب بين القريب والبعيد ويعيد الحب بين الحبيب والحبيب .. لا وصف ولا تفسير له سوي الانغماس في عيش تلك اللحظات بهجه،سعاده ، أنسا وتواصلا ..
مرحبا بك ياعيد ..جعل الله حياتكم كلها عيد في في عيد محبه وفرح شديد… الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر ولله الحمد. وكل عام وانتم بخير .

بقلم: ادم سوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق