الصفحات

الجمعة، 2 أكتوبر 2015

سفير السودان في الكويت "كيسو فاضي": وأمن المؤتمر الوطني يدير السفارة ! .. بقلم: عبدالحليم بدوي



مثلما يُحكم السودان بواسطة جهاز الأمن والمخابرات, مع وضع البشير في الواجهة العدمية, فقد تبين أن سفارة السودان في الكويت تسير على الخطى ذاتها, بعدما ظهر جليا أن السفير الجديد محي الدين سالم "كيسو فاضي" وليس سوى مظهر خارجي تتم إدارته بالريموت كنترول الموضوع تحت تصرف عدد من أمن المؤتمر الوطني الذين انتشروا في هذه الدولة الخليجية انتشار النار في الهشيم.

ومنذ أن حطت أقدامه لقي نفسه محاطا بأعداد غفيرة منهم, وبرزوا أول ما برزوا له في حفل العشاء الترحيبي الذي أقامه في بيته, ومن يومها صاروا يحيطون به كالسوار في المعصم, حتى اقنعوه بإنشاء (مجلس استشاري) للسفارة يسن القرارات ويمهد الطريق لمجلس جديد للجالية لا يخرج عن طوعهم. وهؤلاء هم الذين تسببوا في احالة السفير السابق يحيى عبدالجليل الى المعاش وهو في عز الصبا, لأنه "دبلوماسي فعلا" وليس معينا مثل صاحبنا هذا لأنه كوز. وللمفارقة فإن عبد الجليل الذي احيل للتقاعد اصغر من الجديد هذا بنحو 22 عام!

حلم المجلس الاستشاري تحول في خيالهم الى كابوس, بعد ان افتضح امرهم وبانت خططهم التدميرية للعامة, فسكتوا عن ترديد اسطوانة (الاستشاري) واختاروا الرجوع الى سياق اقامة انتخابات يسفر عنها مجلس جديد للجالية, وهو الأمر الذي جندوا له طاقاتهم الذهنية والبدنية والمالية وشرعوا في حملة (دعاية انتخابية) مسبقة وسط السودانيين, يقودها السفير بنفسه واركان سفارته والمحيطين به من الطفيليين والانتهازيين القوادين وحارقي البخور وآكلي السحت.

أول ما فعلوه لجمع الناس واستمالتهم الى جنبهم, اقامة (دورة رياضية) في ذكرى احد كبار اعضاء المؤتمر الوطني الذي توفي هنا قبل سنوات قليلة, حضرها "الكيسو فاضي" وجماعته (انظر الصورة) وتم تسديد نفقاتها الكاملة من جيب السفير واركان سفارته والمنافقين الآخرين الذين لم يزر أغلبهمالراحل لا في المستشفى حين مرضه, ولا في المقبرة حيث ووري الثرى. وطبعا تم استغلال المناسبة (ومناسبة أخرى سنتطرق لها أدناه) للتطبيل والتهليل واقتراح اسماء اطباء اعضاء في المؤتمر الوطني لرئاسة الجالية!

ومادام الشيئ بالشيئ يذكر, فإننا ننعش ذاكرة هؤلاء بما كان عليه السودانيون في الكويت قبل مجيئ هؤلاء الدهماء, وكمثال فقط نشير الى اضطلاع جمعية التكافل (بالشراكة والتنسيق مع كيانات أخرى مشابهة) بتأبين الراحل الكبير ضياء الدين مصطفى, حيث تدافع اصدقاؤه واحبابه للمساهمة في علاجه وتم جمع اكثر من 11 ألف دينار (الدينار = 3 دولار تقريبا) كما اقامت الجمعية دورة رياضية على ذكرى روح ضياء وانسانيته ولطفه وسبقه بالخير على جميع الناس قبل ان يقعده المرض وينهي حياته.. وقد اقيمت الدورة بشفافية ليست غريبة على أهل التكافل, ومازالت حسابات الدورة المالية وأوجه صرفها منشورة لمن يريد الاطلاع على صفحات مواقع التواصل.

الحادث الثاني الذي سعت السفارة وطفيلييها من مستجدي النعمة الى استغلاله, اقامة حفل للمعايدة في دار السفارة في ثاني ايام عيد الاضحى الماضي, والذي قوطع بشكل غير مسبوق ولم يهتم غير 14 شخص فقط بالذهاب الى هناك (انظر الصورة المرفقة).

وعندما نقول انه حدث غير مسبوق, فإننا نستحضر المناسبات التي كان يتدافع فيها السودانيون المغتربون في الكويت لملاقاة بعضهم في مثل هذه المناسبات, ياتون افرادا او مصحوبين بعائلاتهم في مظهر يستحضر الوطن وتقاليده الجميلة وتضامن اهله وتآلفهم ونقاء سريرتهم. كان ذلك حين كان عدد السودانيين هنا لا يتعدى ألف شخص, لكنهم غابوا في يوم السفارة الاخير وعددهم يناهز 8 آلاف.. ولم يدر بخلد السفير واتباعه ابدا هذا السؤال: لماذا غابوا وهم اغلبية وكانوا يتدافعون بالتهاني والامنيات حينما كانوا اقلية؟

الشاهد ان هذا المظهر الفرايحي الذي كان يحكي سيرة السودانيين المغتربين في الكويت في الاعياد, يجد شبيهه المثالي ايضا اذا مرض شخص ما, او قضى نحبه.. تجدهم في اروقة المستشفيات وفي فضاء المقابر يدا بيد وكتفا بكتف. كل ذلك غاب منذ ان اتى هؤلاء الدهماء وخربوا مكارم اخلاق الناس. من يذهب للمقابر اليوم؟ السفير وطفيلييه.   اما الحادث الثالث الذي حاولوا استثماره ضمن خطة الترويج للانتخابات فقد تمثل في حفلة غنائية في عطلة العيد, نظمها طباخ السمّ و(ممسحة السفارة وطفيلييها) في احدى الصالات, لكن بتمويل من سفارة الكيزان. وطبعا امتطى طباخ السمّ المسرح وبدأ في وصلة التهليل والتطبيل واقتراح اسماء الأطباء ومهندسي البترول من الأمنيين ومستجدي النعمة لترؤس مجلس الجالية الجديد.

لكن الحفل انتهى نهاية اسيفة لهؤلاء, فقد تبين انه كان مجانيا ثم تفاجأ زواره بأن له رسوما معلومة, فاشتعل شجار نتيجة الاختلاف في توزيع الغلة.

هذا الشجار انتقل من داخل الصالة, في نهاية الحفل, الى خارجها حيث اشتبك المختلفون بالايادي واثاروا ضجة كبيرة ازعجت السكان في الجوار فخرج احد المواطنين واطلق عيارا ناريا في الهواء لفض التجمهر المريب, في صورة تعكس واقعا مريرا لم يألفه السودانيون المغتربون في الكويت منذ اول سوداني دخل الى هذه البلاد قبل 60 عام.. ويا للأسف!

لنا عودة.    

   inf0.media@hotmail.com

سودانايل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق