الصفحات

الاثنين، 5 أكتوبر 2015

قادة الحركات السودانية يبلغون الرئيس التشادي التمسك بإشتراطات تسبق دخول الحوار الوطني



رفضت الثلاث حركات الرئيسية التي تقاتل الحكومة السودانية في إقليم دارفور، وساطة الرئيس التشادي إدريس ديبي الذي سعى لإقناعها بالمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني المزمع انطلاقه في الخرطوم، الأسبوع المقبل، وتمسكت باشتراطات بضرورة خلق الظروف الملائمة قبل الانضمام للحوار بالداخل. واجتمع الرئيس التشادي، السبت، في العاصمة الفرنسية باريس، إلى كل من رئيس حركة العدل والمساواة، جبريل إبراهيم وزعيمي حركتي تحرير السودان مني اركو مناوي وعبد الواحد محمد نور، ناقلا تعهدات الحكومة السودانية بضمان سلامة قادة الحركات المسلحة حال مشاركتهم في مؤتمر الحوار المقرر بالعاشر من أكتوبر الجاري.
وطلب السودان رسميا عون تشاد، للتدخل، والسعي لإقناع الحركات المتمردة في دارفور، بقبول مبادرة الحوار الوطني ولوثيقة سلام الدوحة، وتسلم الرئيس التشادي إدريس ديبي، الأسبوع الماضي، رسالتين من نظيره عمر البشير نقلها مساعد الرئيس الذي حط في نجامينا لساعات بمعية ممثلين لآلية الحوار الوطني.
وقال مساعد الرئيس إبراهيم محمود حامد، في تصريحات أعقبت اجتماعه إلى الرئيس التشادي، في نجامينا الأربعاء الماضي، إن "السودان يسعى الآن لعون الرئيس ديبي في إقناع بقية الحركات للانضمام لركب السلام خاصة لوثيقة الدوحة للسلام في دارفور والانضمام للحوار الوطني".
وقال رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم لـ"سودان تربيون" في باريس، الأحد، أن الرئيس التشادي وصل باريس حاملا رسالة محددة لخصها في أن يغادر قادة الحركات إلى الخرطوم للمشاركة في الحوار الوطني، وإسماع صوتهم من الداخل ، وأكد ديبي حسب جبريل، أن الحكومة تعهدت بتوفير كل ضمانات الحماية للقادة وأن أمام الجميع فرصة مواتية لا يجب إهدارها باعتبار أن الحلول لا تأتي "دفعة واحدة".
وأفاد رئيس حركة العدل والمساواة أنهم نقلوا الى الرئيس التشادي بأنهم جزء من المعارضة السودانية وأن لديهم التزامات ومواثيق دولية وإقليمية لايمكن التخلي عنها، وأشار لتأكيدهم رغبتهم في التوصل الى سلام شامل لكن بعد وضع أساس صحيح يمكن البناء عليه.
من جانبه اوضح رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي لـ "سودان تربيون" أن ديبي طلب من قادة الحركات الإنضمام للحوار الوطني داخل السودان، وأنهم نقلوا اليه متطلبات إكمال الخطوة بضرورة وقف الحرب واشاعة الحريات والافراج عن المعتقلين وعقد الملتقى التحضيري في مقر الاتحاد الأفريقي باديس ابابا.
وأضاف مناوي "طلبنا من ادريس ديبي دعم هذه المطالب وان يكون لتشاد دور في أن تدفع باتجاه تحقيق تلك المتطلبات، خاصة وان نجامينا تتأثر بأزمة دارفور وتأوي ألاف اللاجئين من دارفور".
وأفاد مناوي أن ديبي اظهر التزاما بمواصلة الجهود وصولا الى تسوية وسلام شامل في السودان.
وقال بيان مشترك صادر عن القادة الثلاثة، أن كل من مناوي وجبريل أكدا رغبتهما في السلام باعتباره الخيار الأفضل والأقل تكلفة لتحقيق الأهداف، كما أبديا استعدادا للمشاركة في الحوار الوطني حال توفرت فيه الترتيبات والشروط الواردة في خارطة طريق الجبهة الثورية السودانية الصادرة في سبتمبر 2015 والمتسقة مع وثائق ومطالب قوى "نداء السودان" وسائر قوى المعارضة السودانية.
وتتمثل المطالب والاشتراطات في وقف الحرب بغرض توفير الأمن للمواطنين وتوصيل الإغاثة للمحتاجين وتهيئة المناخ لمحادثات السلام والحوار، وتوفير الحريات الأساسية، وعقد المؤتمر التحضيري وفق قراري مجلس السلم والأمن الإفريقي رقم 539 و456 للاتفاق على أسس و قواعد وضوابط و إجراءات وضمانات الحوار ومخرجاته.
وطبقا للبيان فإن الرئيس التشادي ذكّر الحضور بالمعاناة المستطيلة التي يعيشها الأهل في معسكرات النزوح واللجوء وفي دارفور عموماً، و دعا قادة الحركات الثلاث إلى الجنوح للسلام و العمل على اغتنام فرصة الحوار الوطني و المشاركة فيه "لأن الحلول العسكرية غير ممكنة للقضية السودانية."
من جهته أكد رئيس حركة/ جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور أن السلام العادل والمستدام لا يمكن أن يتحقق إلا إذا توفر الأمن للمواطن على الأرض أولا وتم تبني خارطة الطريق المطروحة من حركته التي تنص بأن توفر الحكومة من جانبها البيئة المواتية للسلام بوقف الإبادة والقتل والتشريد والاغتصاب، ونزع سلاح الجنجويد وطرد المستوطنين الجدد من أراضي وحواكير النازحين واللاجئين وتوفير الحريات الفردية والجماعية قبل الشروع في أي عملية سلمية.
يذكر ان الحكومة السودانية كانت أعلنت رفضها لقيام المؤتمر التحضيري الجامع مثل ما هو منصوص عليه في خارطة الطريق المطروحة من الاتحاد الافريقي وقالت انها على استعداد فقط لمقابلة الحركات لمناقشة شروط عودتها للمشاركة في الحوار الوطني داخل البلاد، كما أعلن الرئيس عمر البشير عن عفو يشمل كل قادة الحركات اللذين يقبلون بالمشاركة في مبادرته الخاصة بالحوار.
سودان تربيون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق