الصفحات

السبت، 24 أكتوبر 2015

وداعاً حلايب والفشقة..!!



وجدانيا ستظل منطقة حلايب سودانية، وسنظل نتحدث عن تبعيتها لأراضي الوطن، ولكن عندما نتحدث عن حلايب، أكثرنا يتجاهل حقيقة أن الأرض ليست فقط هي التي تحدد الإنتماء، وإنما الإنسان الذي يعيش فيها هو الذي يحسم هذا الإنتماء..!!

. بكل صراحة فجعت عندما رأيت تلك الصفوف الطويلة من أبناء مناطق حلايب وهم يقفون للإدلاء بأصواتهم في الإنتخابات المصرية، أحسست بوجود حماس منقطع النظير، وتابعت لقاءات تلفزيونية عديدة أجريت لقيادات من المنطقة عبر القنوات الفضائية المصرية، جميعهم أكدوا وبصموا بالعشرة على مصرية حلايب وتبعيتها لجمهورية مصر..!!

. لنا أن نسأل أنفسنا من أين جاء هذا الإحساس بعدم الإنتماء للوطن، من أين اتى ابناء حلايب بكل هذه الجرأة ليفصحوا عن رغبتهم في الإستمرار ضمن الدولة المصرية، نعم الجواب ليس صعبا، جاء هذا النفور من تجاهل الدولة السودانية لكل أقاليم السودان، وفشلها في صناعة التنمية، وتوفير أبسط الخدمات من مياه وكهرباء وتعليم وصحة..الخ.. بل وفشلت حتى في توفير المرافق الخدمية والسيادية، وفقد مواطن تلك المناطق أي إنتماء للسودان، وبالمقابل وجد كل شئ من الدولة المصرية، إهتمام ورعاية وإستخراج سهل للأوراق الثبوتية وتعليم مجاني وعلاج وطرق وتنمية لأنسان المنطقة، وهذا كل ما يحتاجه المواطن ليعلن إلى أي طرف ينتمي، واليوم قال أهل حلايب كلمتهم عمليا وقرروا مصيرهم..!!

. دعونا نخير أي مدينة طرفية اليوم وفي ظل الظروف السياسية والأزمات الإقتصادية التي تشهدها بلادنا، دعونا نضع خيار الإنتماء للسودان أو الإنضمام لأي دولة مجاورة، انا في تقديري سيكون الجواب وبصوت عال هو الإنضمام لدول الجوار..!!

. منطقة الفشقة عمليا إنضمت الى الأراضي الأثيوبية واليوم اثيوبيا تستفيد إقتصاديا من الزراعة هناك وتوفر للمواطن كل مدخلات الإنتاج وأقامت فيها قرى نموذجية أغرت بها السكان على العمل والإنتاج ولا نستطيع ان نبت اليوم بسودانية الفشقة تماما كحلايب، والدولة السودانية غير موجودة في تلك المناطق ولا تهتم بإنسانها، وهذا لا يؤكد شطارتها في المدن الكبرى او العاصمة المثلثة، لا.. فنحن الآن نشهد أخطر مرحلة تمر بها هذه الدولة عبر تاريخها من تشتت وإنهيار وتفكك.. ولا طريق إلا عبر حل شامل وحريات كاملة غير منقوصة، وسنظل نعيد ونكرر وليس لنا غير الإعادة والتكرار لا حل سادتي الأ عبر الديمقراطية وتفكيك دولة الحزب الحاكم، هذا أو الطوفان..!!

دمتم بود

الجريدة
نور الدين عثمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق