الصفحات

السبت، 7 نوفمبر 2015

عبدالعزيز أبو نموشة الرئيس الجديد لحركة تحرير السودان: الثورة لم تقم حبًا في الحرب



* قرار تكليفي رئيساً للحركة حتمي في ظل غياب المؤسسية وهيمنة مناوي
* تحالف الجبهة الثورية كان هشاً ويجمع بين تيارات متناقضة
* الجميع غير مختلفين في مسألة الحوار.. فقط يتمنوا أن يكون شفافاً (لا غالب ولا مغلوب فيه)


ظاهرة الإنشقاقات في الحركات المسلحة من الظواهر التي عطلت الوصول إلى تسوية سياسية تعالج مشكلة الإقليم المضطرب منذ أكثر من عقد من الزمان وهي ظاهرة ضربت بأطنابها كل المنظومات السياسية ولا يوجد تنظيم سياسي محصناً من ظاهرة الإنشقاق بما فيه الحزب الحاكم
ومع وصول قطار الحوار الوطني لمحطة شهر أكتوبر برزت عشرات الأحزاب وعشرات الحركات المسلحة وكل يعزف على وتر الوطن المشدود.. وفي زحمة الحوار الوطني وخلافات رئاسة الجبهة الثورية فاجأنا فصيل يتبع لحركة تحرير السودان بقيادة مناوي ببيان نصب فيه عبدالعزيز أبو نموشة رئيساً للحركة.. (السياسي) لاحقت الأحداث وإستنطقت أبو نموشة في حوار قصير أجاب فيه لعدد من الأسئلة فإلى مضابط الحوار:

حوار: عز الدين دهب- السياسي


*حدثنا عن وضعكم الجديد وكيف تم تنصيبك رئيساً؟
-قرار القيادات السياسية والعسكرية الأخيرة أمر حتمي في ظل غياب المؤسسية وسياسة الهيمنة والإقصاء وعدم إحترام الرأي الآخر، وهو رد فعل طبيعي للطريقة التي تعامل بها مناوي مع المذكرة الإصلاحية التي دفعنا بها إليه.. وأنا هنا يمكنني أن أعلن قبولي لذلك التكليف ملتزماً بالوضوح والشفافية وإشراك الجميع في إدارة دولاب عمل الحركة لحين إنعقاد المؤتمر العام في القريب العاجل والذي سيسبقه إعلان سياسي نعلن فيه هيئة تسيير أعمال ورؤيتنا السياسية للمرحلة المقبلة.



* ما هو موقعكم في إجتماعات أديس المزمعة؟
-قبيل هذه التطورات الأخيرة كنا جزءاً من أديس، لكن ستظل أديس ناقصة بدون إشراك الجميع خاصة الفصائل المسلحة لأن غيرنا كثر خارج هذا المنبر.



*كيف تنظر للحوار الوطني الدائر الآن؟
-الحوار والآلية السياسية هي الطريقة المثلى لحل الأزمة السياسية في السودان، والمبادرة المطروحة الآن تمثل تحدياً أمام الجميع، حكومة ومعارضة لنخرج ببلادنا إلى بر الأمان.. تحدي أمام المعارضة بشقيها السلمي والمسلح بأن نجعله حواراً سودانياً سودانياً، وتحدي أمام الحكومة بأن تستجيب لشروط الحوار التي يراه الرافضون ليكون حواراً أميناً وصادقاً وشفافاً لا غالب فيه ولا مغلوب لننتصر للوطن، خاصة وأن الجميع غير مختلفين من حيث المبدأ مع الحوار.
* قضايا خلافات رئاسة الجبهة الثورية وإنعكاساتها على التحالف القائم؟
-ما يجري الآن في الجبهة الثورية كان أمراً متوقعاً لأن التحالف في الأساس كان هشاً يجمع بين تيارات متناقضة وخلفيات سياسية مختلفة وأمزجة أشخاص، خاصة فيما يتعلق بأمر تداول الرئاسة، إذ لا يستقيم عقلاً إعتماد التوافق كآلية لإتخاذ القرارات في قضايا غاية من الأهمية كأمر الرئاسة في تنظيم بحجم الجبهة الثورية، في تقديري لقد إنفض السامر ما لم تحصل معجزة وتتغلب أجندة الوطن لدى قيادات الجبهة الثورية وبالتالي إنهيار جميع الإلتزامات التي إرتبطت بإسم الجبهة الثورية كجسم واحد.


*استفتاء دارفور؟
الاستفتاء حول الوضع الإداري لدافور ليس بالأمر الجديد، لقد نص عليه اتفاق أبوجا ولم يكن محل إهتمام الأطراف وقتئذ ثم أتت وثيقة الدوحة لتعيد ذات النص لكن الاستفتاء يقوم بفرضية توافر شروطه وهي السلام المستدام بالتالي الأمن والإستقرار وعودة اللاجئون وتوفر مناخ من الحرية يمكن المشاركين من الإدلاء بأصواتهم بشكل مناخ، فاجراء الاستفتاء في هذا التوقيت أمر استباقي لشيئ فى نفس يعقوب؛ إذ لماذا العجلة إذن طالما هناك حوار قائم يناقش كل ما يتعلق بأمر الحكم ومن الاوفق أن تعالج وضعية دارفور في إطار السودان وليس استثناء

* وضع اللاجئين والنازحين؟
ما زالت هذه الشريحة تعاني عدم الاستقرار والتضييق عليهم بانعدام الأمن والحرمان من ممارسة أنشطتهم الحياتية بالتعدي على مزارعهم وحصرهم داخل مخيماتهم فهم فى حاجة إلى سلام حقيقي بإيقاف الحرب ونزع السلاح المنتشر فى دارفور اليوم.

* أحداث الكفرة ومقتل عدد من قواتكم هناك؟
ليس لدي علم بذهاب قوات من الحركة للمشاركة في القتال الدائر في ليبيا إلا من خلال الإعلام إذ لم يتخذ المجلس القيادي والذي كنت عضو فيه قرارا بهذا الشأن ولم نخطر أو نطلع على أي تقرير عن نشاط لقوات الحركة هناك في اي اجتماع.

* الحوار الدارفوري الدارفوري؟
الحوار الدارفوري الدارفوري شأنه شأن الاستفتاء يحتاج مشاركة الجميع في جو صحي معافى يتمتع بالأمن والاستقرار بما يضمن عودة اللاجئين والنازحين ومشاركتهم لأنهم المعنيين بهذا الشأن لما لحق بهم من أذى كبير والذي ترتب عليه غبن كبير أيضا.
أبونموشة:


* الثورة لم تقم حبًا في الحرب لكنها كانت الوسيلة الوحيدة

* الاتفاقيات الثنائية مسلسل لاستمرار الأزمة
* يجب أن تعالج الأمور في دارفور حتى لا تتكرر تجربة الجنوب
* أداء بعثة اليوناميد ضعيف جدًا ويجب تحويل دورها من حفظ السلام إلى البحث عن سلام
* المحاصصة السياسية من بدع الحكومة وهي لا تُراعِ للأهلية والكفاءات
* عودتنا مرهونة بجدية حل الأزمة السودانية في دارفور

*كثيرون هم من ينظرون إلى موقفكم على أساس أن القصد منه عمل تشويش.. حتى تتمكنوا من جلب وظائف شخصية عبر تسوية تقومون بها مع الحكومة؟
-عندما قررنا هذا الموقف نحن ندرك أن هناك الكثير من الإتهامات ستلصق بنا لكنها لن تثنينا عن موقف إتخذناه بكل صدق وشجاعة ولا تثبط همتنا في المضي قدمًا فيما إرتأينا.. والثورة لم تقم حبًا في الحرب لكنها كانت الوسيلة الوحيدة المتاحة لإسماع صوتنا بعدما إنعدمت البدائل الأخرى وكغيرنا لن نرفض الحلول السياسية لأنها أيضًا من وسائلنا لتحقيق أهداف الثورة.



* تدويل الملف الدارفوري عقد الأمور أكثر وأنتم متهمون بذلك؟
-كان يمكن أن تحل قضية دارفور بجهود (سودانية سودانية) لو لا تعنت الحكومة ورفضها لمبادرات أبناء دارفور الذين يدركون مآلات الحرب ويرون ضرورة إحتوائها سياسيًا في بداياتها، لكن الحكومة قابلت مبادراتهم التي قبلها الثوار بالرفض بل وصفت الأمر بأنه لا يتعدى أعمال نهب ولصوص وقطاعين طرق يمكن حسمها عسكرياً، وعندما إستفحل الأمر وبعد أن قضت الحرب على الأخضر واليابس أتت الحكومة لتوقع على إتفاق أبشي ثم أنجمينا وأديس التي بموجبها قبلت الحكومة بدخول قوات الاتحاد الأفريقي لمراقبة وقف إطلاق النار وذلك مهد الطريق لدخول الاتحاد الأفريقي ومن حينها إنعدمت الثقة في الصناعة السودانية للسلام لتبدأ مسلسل الاتفاقات الثنائية مع إستمرار الأزمة.



* كيف تنظرون لأداء بعثة اليوناميد في دارفور؟
-أداء البعثة ضعيف جدًا لم يرتقِ لمستوى أمنيات وأشواق إنسان دارفور (الواطي الجمرة) من النازحين واللاجئين في حمايتهم بل في كثير من الأحيان يتهمونها بالإنحياز إلى جانب الحكومة في تقاعسها عند التبليغ لديها بأحداث إعتداء عليهم ومع ذلك بقائها مهم لتبقى شاهدة على إنعدام الأمن والسلام.
نرحب بقرار مجلس الأمن الدولي الذي حث فيه حكومة السودان بفتح التفاوض حول دارفور والذي ما فتئنا ننادي به، مما يؤكد عدم جدوى الإتفاقات الثنائية التي لا تزيد الوضع إلا تعقيدًا ونأمل أن تستفيد الحكومة من التجارب السابقة حتى نضع نهاية لهذا الوضع.
كما نرحب برئيس بعثة اليوناميد الجديد السيد مارتن اوهوموبيبي والذي نأمل أن تشهد فترة ولايته معالجة القصور الذي لازم أداء البعثة المشتركة وأننا نمد يد التعاون معه لتنفيذ مهامه.



* وهل التجديد لها لمدة عام يمكنها أن تلعب دوراً أفضل في عملية حفظ السلام؟
-التجديد أمر روتيني لا ننظر إليه للعب دور أفضل والملاحظ تحول تفويض البعثة إلى البحث عن السلام بدليل رئيس البعثة أضيف إليه صفة الوسيط المشترك منذ فترة إبراهيم قمباري.



* ما هي رؤيتكم لحل مشكلة دارفور؟
-نحن نؤمن بوحدة السودان أرضًا وشعبًا. وحتى لا تتكرر قصة الجنوب التي بدأت بالحكم الذاتي ثم مجلس تنسيق الولايات الجنوبية ثم حكومة جنوب السودان لتنتهي بجمهورية كاملة السيادة، يجب أن لا يعالج موضوع الوضع السياسي لدافور إستثناء عن بقية أقاليم السودان على أن تراعي حالة دارفور كمنطقة متأثرة بالحرب، بأن نعمل أولاً على إيقاف الحرب ومعالجة إفرازاتها بإجراء إتفاق سياسي شامل يعالج جذور المشكلة في إطار حل أزمة السودان السياسية.



* هل نظام المحاصصة السياسية وتوزيع الوظائف يحل المشكلة؟
-هذه بدعة إبتدعتها الحكومة دون مراعاة للأهلية والكفاءة لتولي الوظائف وإنعكس ذلك في الأداء والترحل الوظيفي وهذا أمر لا علاقة له البتة بالإسهام في الحل.



* متى يتوقع عودتكم إلى البلاد للمشاركة في الحياة السياسية؟
-عودتنا مرهونة بالجدية في حل الأزمة السياسية التي تعاني منها البلاد وإنهاء المعاناة الإنسانية في المناطق المتأثرة بالحرب.



* كلمة أخيرة؟
-نشكركم على إتاحتكم لنا هذه السانحة ونأمل أن نساهم في وضع نهاية للوضع القائم.


حوار: عز الدين دهب
السياسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق