الصفحات

الجمعة، 20 نوفمبر 2015

مؤشرات انهيار للمفاوضات بأديس



باتت المفاوضات الخاصة بالمنطقتين ودارفور على وشك الانهيار قبل أن تبدأ، إثر مقاطعة وفد الحكومة الخاص بمفاوضات دارفور للجلسة الافتتاحية التي عقدتها الوساطة بين الحكومة والحركات المسلحة، بينما شاركت فيها قيادات حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان، وسارعت الحركات المسلحة للتنديد بغياب وفد الحكومة، وعدته هروباً وعدم رغبة في السلام. وتغيب رئيس الوفد الحكومي أمين حسن عمر بعد أن أعدت الوساطة الإفريقية مكانه، كما انسحب عضو وفده محمد مختار من الجلسة قبل بدايتها. وكانت المفاوضات قد انطلقت أمس «الخميس»، بفندق الماريوت بأديس أبابا، حول المنطقتين ودارفور بين الحكومة وممثلي فصائل التمرد بدارفور، بوجود المبعوث الأمريكي في مقر التفاوض.
وانخرطت الوساطة في اجتماعات منفصلة بينها وممثلي الطرفين، ويرأس وفد التفاوض حول المنطقتين، من جانب الحكومة مساعد الرئيس إبراهيم محمود حامد، بينما رأس وفد قطاع الشمال ياسر عرمان، ويرأس وفد الحكومة للتفاوض حول ملف دارفور د. أمين حسن عمر رئيس مكتب متابعة سلام دارفور، بينما يرأس وفد فصيل العدل والمساواة أحمد تقد لسان، بجانب رئيس فصيل تحرير السودان مني مناوي. وكشف عضو وفد التفاوض الحكومي د. حسين حمدي لـ«إس إم سي»، أن المفاوضات قد بدأت بعقد اجتماعات منفصلة بين الوساطة الإفريقية برئاسة ثامبو أمبيكي ورؤساء وفدي التفاوض من الحكومة وقطاع الشمال، ستتلوها اجتماعات أخرى بين الوفدين والوساطة، بحيث يكون كل وفد مكون من «6+1»، وذلك لمناقشة الأجندة وجدول الأعمال، على أن تتواصل الاجتماعات غداً بالدخول في المناقشات الرسمية.
وعقد المبعوث الأمريكي دونالد بوث، اجتماعات مكثفة مع فصائل دارفور ورئيس وفد قطاع الشمال ياسر عرمان.
وفي ذات الاتجاه برر عمر في تصريحات صحفية عدم مشاركتهم في الاجتماع بأنهم ملتزمون ومتسقون مع الدعوة التي دفعت بها الوساطة الإفريقية رفيعة المستوى كوفد منفصل، باعتبار أن عملية السلام في دارفور منفصلة، وتابع قائلاً: «نحن هنا لتوقيع وقف عدائيات يفضي إلى وقف إطلاق نار.. لكن هذا لا يعني أننا سنخلط منبر دارفور بقضية المنطقتين.. وهذا كان لا بد أن يكون واضحاً». وبدوره صف رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي تصرف وفد الحكومة بأنه «هروب» وتأكيد على عدم الرغبة والجدية في الوصول إلى سلام، وقال: «ندين ونشجب هذا التصرف». ورفض مناوي لـ «سودان تربيون» مبررات أمين حسن عمر بأن منبر دارفور منفصل عن المنطقتين، وقال: «هذا غير صحيح لأن مشكلة السودان ككل هي الحرب والحاجة إلى التوصل لاتفاق سلام شامل». وأكد أمين حسن عمر استعداد وفده للجلوس مع وفود الحركات المسلحة في دارفور، والنقاش في إطار التوصل لوقف عدائيات يفضي إلى وقف إطلاق نار، ويهيئ المناخ لمشاركتهم أولاً في الحوار الوطني وثانياً لابتدار وتنشيط العملية السلمية في دارفور، حتى يلحقوا بالسلام الذي استمر حسب اتفاق الدوحة ثلاث سنوات، وأضاف قائلاً: «بدأ السلام في الدوحة وسينتهي بها».
ونفى د. أمين لـ «سودان تربيون» إبلاغهم رئيس آلية الوساطة ثابو أمبيكي بمقاطعتهم للجلسة الافتتاحية لدى اجتماعهم أمس، وقال إن الأمر لم يطرح للنقاش أصلاً في ذات الاجتماع، مؤكداً أن الآلية ليست طرفاً في موقفهم الذي قال إنه يخص الوفد الحكومي، وأضاف أمين قائلاً: «نحن فهمنا أننا وفد منفصل، وكل وفد من وفدي الحكومة سيجتمع بشكل منفصل، وسيحاور أشخاصاً معنيين بالموضوع الذي لنا فيه تفويض».
ورداً على تفسيره سماح الوساطة الإفريقية لقادة حركات دارفور بحضور الجلسة العامة ومخاطبتها قال عمر: «نحن لا نسيطر على سلوك الآخرين.. جاءوا هذا تصرف منهم.. والوساطة لم تشاء منعهم من المشاركة.. هذا تصرف من الوساطة.. وكل إنسان يقدر الموقف الذي يعتقد أنه يخدم الغرض الذي جاء من أجله»، وأفاد عمر بأن الحركات المسلحة تتحدث عن وقف إطلاق نار إنساني بينما العملية الإنسانية في دارفور مستمرة، وأنهم لا يتحدثون عن المشكلة الإنسانية في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، وإنما في المناطق التي يمنعون سكانها ويتخذونهم دروعاً بشرية، ويريدون جعلهم جزءاً من أدوات الصراع.

الانتباهة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق