الصفحات

الأربعاء، 4 نوفمبر 2015

مع الناشطة تراجي مصطفى.. بدون ضمير مستتر : ليست هناك معارضة قادرة على هزيمة هذه الحكومة


هي تراجي مصطفى، وقليل من القراء قد يسأل: (تراجي دي منو؟)، لأن الكثيرين يعرفونها جيداً في المواقع والأسافير كناشطة سياسية ملأت الدنيا بمواقفها الجريئة، وشغلت الناس بتسجيلاتها التي تنطلق كما الرصاص في وجه الخصوم. فالمتابعون لتراجي فريقان لا مجال للرمادية بينهما.. إما يحبونها بشدة، أو يكرهونها كذلك، بينما لا تكترث هي بكل ذلك فيما يبدو، وتمضي في نشر مواقفها وآرائها الجهيرة على نحو يجعل البعض يتحسسون رؤوسهم، وربما مسدساتهم في بعض الأحيان.
تراجي، وبعد أن قالت في النظام ما لم يقله مالك في الخمر، وساندت الحركات المسلحة التي سعت بإلحاح لشيطنة الحكومة والإطاحة بها، فاجأت الكثيرين بدعمها الأخير للحوار الوطني الذي أُختِيرت ضمن شخصياته القومية، كما تفاجأ البعض من قبل بإنقلابها (180) درجة ضد الحركات المسلحة إثر سلسلة من التطورات المرصودة. وهو الأمر الذي دفع (الرأي العام) لمحاوراتها حول علاقاتها المتأرجحة مع المعارضة والحركات المسلحة، وحتى إسرائيل. ورغم أن الأسئلة كانت اتهامية واستفزازية في بعض الأحيان، إلا أن تراجي أجابت عليها دون تردد أو تلجلج أو انفعال، وعلى طريقتها المعهودة، سمت تراجي الأشياء بمسمياتها – كما تراها على الأقل- دون أن يكون هناك ضمير مستتر في هذا الحوار الذي أجريته عبر (الواتس آب) من مقر إقامتها في كندا، فجاءت إجابتها مطولة لصعوبة المقاطعة، ولكنها ساخنة، كما سنرى:
كل طرف فى الجبهة الثورية كان يرغب في الغدر بالآخر
حرقت مراكبي مع بعض القيادات الكرتونية للمعارضة
مد الأيادي للوطني ليس جريمة وقطاع عريض من الشعب ارتضى هذا الحزب
انتقاد الحكومة أسهل من انتقاد المعارضة والحركات المسلحة تستحق التعرية
لا أتردد في ضرب القيادات الانتهازية للمعارضة لأن هذا صوت الجماهير
أعذر بعض من يشتموني لأنهم مصدومون في أنموذج كانوا يؤملون فيه

* كيف تقيّمين الوضع الصحي للمعارضة السياسية والمسلحة الآن؟
– بصراحة الوضع محزن، ولا نريد القول إن المعارضة في غرفة الإنعاش وفرصة الحياة ضعيفة جداً، ولو طلبنا من الأطباء إجراء جراحة سيقولون نسبة النجاح (5%)، فالوضع غير مبشر إطلاقاً، لذلك يكاد يكون أغلب الشارع السوداني يتحدث حالياً عمّا يسمّونه المسار الثالث، وفعلا الهجوم أو التفنيد أو تمليك الجماهير الحقائق كان مهمّاً جداً و”ما مشى ساكت” وبدأ يخلق تيار وسط الناس مدركين لأخطاء الحكومة ويعرفون ما فعلته في (25) سنة، وقد لا يعلمون كيف تريد تصويب مسارها – وهذه مسؤولية الحكومة للتوضيح- لكن على الاقل أيضا “عرفوا الحاصل على المعارضة” وأكيد قطاعات كبيرة صدمت، وحزنت، وقد أعذر بعض من يشتموني لأنهم مصدومون في أنموذج كانوا يؤملون فيه، وأحيانا إلى أن يفيقوا من هذه الصدمة سيستغرقون وقتاً “ما مشكلة”، لكن الحقيقة انه ليست هناك معارضة قادرة على هزيمة هذه الحكومة “full stop”، وهذه هي الخلاصة، فالقطاعات التي كانت تؤمل على هؤلاء الناس يجب أن تعلم هذا الكلام “مافي معارضة قادرة على إسقاط هذه الحكومة”.
ويصبح أن هذه القطاعات الشعبية ملزمة بان تجد حلولاً جديدة، أنا تحديداً على صعيدي الشخصي وقطاعات أخرى من المعارضة غير ممثلة في هذه المهرجانات، وتعتقد أنها معارضة أصيلة، لكنها ليست ضمن كتلة أديس أبابا من المسلحين الذين نعتقد ان حركاتهم “اتنخرت” وخرجت منها قيادات كثيرة فاعلة، ومن الناس الذين يعتقدون أن قوى الإجماع الحالية التي ذهبت لنداء السودان لا تمثلهم، ولا حتى قوى الإجماع التي لم تذهب، الناس يبحثون عن طريق آخر، وأعتقد أن آخرين قاموا بخطوات أقوى وهم الذين رأوا أنّهم يمكن أن يجلسوا مع الحكومة ويتحاوروا، فلنحرص أن يكون الحوار مسؤولاً “ولا يكون مسرحيات بتاعت مؤتمر وطني كما تدّعي المعارضة”..

*…؟
– نحن لا نستطيع أن نلوم المؤتمر الوطني إلا إذا جربناهم بأنفسنا ولا نقبل برأي تجريب المجرب، ونقول لهم “نحن لا نعرفكم ولا نعرف كيف قدمتم أنفسكم ولدينا رأي في كفاءاتكم نفسها، وبالتالي المؤتمر الوطني لو لعب بكم أو رماكم قد يكون معه حق”، الشعب السوداني لا يملك إلا أن يمد أياديه لبعضه البعض، وجزء من الشعب السوداني هو المؤتمر الوطني، لذلك مد الأيادي للمؤتمر الوطني ليس جريمة، هذا قطاع عريض جدّا من الشعب السوداني ارتضى أن هذا الحزب حزبه (ح نعمل ليهم شنو تراجي-مصطفىيعني.. هم قايلين في ديمقراطية بتقدر تكفت الناس.. أبداً) الديمقراطية انك تقنع هذه القواعد الشعبية مرات بأن أطروحات هذا الحزب غير فاعلة اقتصادياً أو سياسياً أو غيره، لكن ليس بالعنف.. ولذلك نعتقد أن الحوار هو فرصة – طالما أن هذا الحزب قال تعالوا لنرى النقاط الأساسية المختلفين فيها في شكل ادارة الدولة، ولنرى وجهة نظركم، نحن لو واثقين ان نقاطنا التي نريد أن نتحدث فيها صادقة وأصيلة يمكن فعلا نمشي ونقنع جزءاً كبيراً من المؤتمر الوطني أن يتبناها معنا، لانه في النهاية كتلة من بشر والقرار فيه ليس ميكانيكياً.. القرار تراكمي لافراد.. لذلك نعتقد أن الحوار هو الحل..

* هل تفاجأت بالصراع حول قيادة الجبهة الثورية بين عقار وجبريل.. و ماهو برأيك السبب الرئيسي لذلك الصراع الذي تكشف أخيراً حول قيادة الجبهة الثورية؟
– طبعاً لا.. وأبداً لم أتفاجأ وكنا نعلم أنها جبهة تحمل الأضداد وجمعت المختلفين، وكنا نعلم للأسف الميول والرغبة في الإنفراد بالزعامة عند كل مكونات الجبهة الثورية، وهذا المرض يبدو أصيلا في هذه التنظيمات لأنه لو سألتنا كمتابعين نقول لك إن المكاتب الفرعية في الدول وفي الولايات المختلفة لم يحدث أن رضي رئيس بتسليم الرئاسة بسلام. فأي رئيس تشبّث بالمقعد، وهذا يدل على أنه لا توجد مؤسسية ولا توجد تربية تنظيمية داخل هذه التنظيمات وبالتالي هم يصطرعون على القيادة.. والشىء الثاني كونهم إسلاميين وعلمانيين وكل منهم يرغب في الغدر بالآخر، هذا أيضاً كنا نعرفه لأنهم لم يديروه بشكل جيد ولأنه لا يوجد في داخلهم إيمان حقيقي بالديمقراطية ،كنا نعرف أن هذا الصراع سينفجر للأمام خلال مسيرتهم الوحدوية هذه ولذلك لم نتفاجأ بمستوى الانشقاق والحدة والتأليب الذي حدث بين الطرفين وكل الأقاويل والمداد الذي أريق في هذا الصراع الفارغ.

*ألا ترين أستاذة تراجي أنك تقطعين شعرة معاوية بينك وبين والحركات المسلحة وتحرقين كل مراكب العودة للمعارضة من جديد بسبب هجومك المُركّز عليها؟
– أنا لا أعتقد أن هذا الكلام حقيقي، أنا أخبرك حرقت مراكبي مع من “وأيوه مستعدة تماما أمشي للآخر”، أنا حرقت مراكبي مع بعض القيادات الكرتونية للمعارضة، “لاحظت أنا سميتهم شنو.. قيادات كرتونية”، لذلك تلاحظ أنني قوية جداً واطلاقاً لست مترددة في الوصول معهم إلى الآخر، تدري لماذا؟، لأنني أعتقد – وأقسم بالله العظيم- ان الذي أسمعه من القواعد الشعبية لكل هذه المعارضة يجعلني أفعل بهم هذا، “يا جماعة لا يوجد إجماع.. كل الناس تقطع في بعضها البعض”.. قوى الإجماع لا يمكن أن تثق في مستوى القيادات، لاحظ أنا لا أقول الاثنية، هي لا تثق في المستوى القيادي الذي ظهر به هؤلاء المهمشون، قوى الإجماع يمكنها أن تتعامل مع مهمشين آخرين، خبرتهم في مقاعد الدراسة أو غيره، ولكن ليس “هذه الاشكال”، وهؤلاء المسلحون لا يثقون اطلاقاً في قوى الإجماع، هذا كلام حقيقي وأنا أعرفه..
والأمر الآخر “الناس الذين دخلوا في نداء السودان قواعدهم الشعبية ليست معاهم أحياناً لذلك (أنا أهتم بيهم ليه؟) ولماذا أحترمهم كرؤساء أحزاب وأنا أعلم أن قواعدهم الشعبية متبرمة في نواحي أخرى”، فيصبح أنا لم أخسر جماهير هذه الأحزاب وإنما خسرت قيادات كرتونية إنتهازية، لذلك لا أتردد في ضربها، والأمر الآخر أنا لم أضربها لأنني مؤتمر وطني أو لأنني أود أن ألتحق بركاب المؤتمر الوطني، وإنما أضربها لان هذا صوت الجماهير، “أنا فترت من الشعب البثرثر بي تحت، وفترت من الناس البتنسنس وتشتكي ولا تفعل شيئا.. أنا أفعل شيئا.. وفي ناس بيقولوا تراجي كسرت القمقم المسدود.. معناها الشعب أصلا كان على وشك الانفجار.. ده الشعب المعارض خليك من غير المعارض”.. القواعد الشعبية لهذه المعارضة كلها غير سعيدة بأدائها السياسي، وأكرر غير مقتنعة وغير مكتفية بمستوى الأداء السياسي، فعلى الاقل نحن كسرنا هذا الحاجز “عشان يعرفو انو مافيش آلهة في هذا المجال ومافيش أسماء مقدسة”، وان نعلم شعبنا الشجاعة والنقد، ونعتقد ان هذه مقومات الممارسة السياسية، نحن نريد المضي بأجسام سليمة – ونحلم إن هذه الاحزاب او الحركات المسلحة إن كانت تقود التغيير- أن تكون أجساما سليمة. ودائما أكرر ما حدث في الجنوب لا يفترض أن يحدث في الشمال.

*وما هو الذي حدث في الجنوب؟
– ما حدث في الجنوب باختصار أن الشعب وقع شيكاً على بياض للحركة الشعبية وهي لم تكن مؤهلة لادارة خلافاتها فانفجرت الحرب، وما نقوله نحن: لماذا استمر هذا الشيك على بياض؟ استمر لان هذه القيادات استمرأت اسطوانة التخويف من حكومة المركز فقط. نحن اليوم نقول لهذه القيادات ونريد ان يقولها الشعب وتقولها قواعدهم: “أولا ما تخوفونا كتير، المؤتمر الوطني ليس بعبعاً، هو تنظيم سياسي يخطئ ويصيب، وليس عدوّا لنا، وما يبقى باسم الاستنفار والتوحيد ضده تمارسوا غبن وفساد وتصفيات ونسكت”، الممارسة السياسية الشفافة ما لم نتعلمها داخل حركاتنا المسلحة واحزابنا نصبح غير مؤهلين لقيادة الشعب، مهمتنا كمعارضة تصويب مساراتنا وهذا ما أقوم به، وأعتقد أن كثيرين معي في هذا المجال، قد يكون توفيق من الله فقط ان يظهر صوتي الآن كأنه الأقوى، ولكن تأكدوا هذه المعلومات، وكل ما أقوله، معي عشرات الشرفاء من كل أقاليم السودان، يوثقون ويساندون، وحريصون ويرون أنها مسيرة للتقويم، أحلم أن تنضم أصواتهم علنيا لصوتي وألا يكتفوا بأن يكونوا خلف الكواليس.

* من واقع تجربتك، أيهما أسهل انتقاد المعارضة أم انتقاد الحكومة ربما؟
– حقيقة هذا سؤال مهم.. والأسهل انتقاد الحكومة، أولا تجد مادة يحررها عشرات الآلاف من الناقمين على الحكومة، فمثلا اليوم لو أردت الحديث عن فساد الجمارك يمكن أن أجد مليون سوداني كتب عن فساد الجمارك، فالمعلومات سهلة وموجودة ومتاحة تأخذ منها ما تريد وتنظر كيف تصيغه وتقدمه ثانية، الأخطر هو انتقاد المعارضة، أولا الأخطاء غير معلنة، التصفيات غير معلنة، كله خلف الكواليس، قواعد شعبية مغيبة باسم التخويف من البعبع الأكبر، وبالتالي هي ساكتة على كل الاضطهاد والظلم والبطش، وأقنعوها بان تسكت لأنهم يخوفونها من عدو أكبر، فمعلومات مثل هذه “انت بتطلعا من فك الاسد، الناس كان ما غلبا ما بقولوها”، لكن احيانا الغبن غلب الناس “فمرقوها” هذه ناحية، والأمر الآخر هي معلومات متقطعة ومبعثرة والتحقق منها يتطلب مجهوداً أصعب لأن هناك من يقنعونهم “في نص المشوار” أن يمتنعوا عن الإفصاح.

* ماهى الحيثيات التي جعلتك تسخرين كل قدراتك الخطابية والإعلامية في تعرية الحركات المسلحة ولماذا كفرت بنضالها فجأة ؟
– لم أكفر بنضال الحركات فجأة، بل (الواتس آب) هو في حياتكم وحياتنا كشعب سوداني ظهر فجأة، فهو الذي حمل صوتي، وكلماتي هى نفس كلماتي منذ تاريخ اندلاع الحرب في الجنوب في 15 ديسمبر2014م، وأنا سعيدة بهذه الوسيلة لأنها تحمل مصداقية وتفاعل بين المرسل والمتلقي أعلى من المقال، فالمقال جامد ولا يحمل للمواطن من مصداقية الشخص المرسل وانفعاله بما حدث، فـ (الواتس آب) سمح بهذه الأشياء، ولذلك تفاعل المواطن مع أشياء كثيرة عندما شعر بالصدق في نبرات صوتي على بساطة الخطاب، فهو خطاب إنسان شعبي وليس فيه ألفاظ منتقاة ولا مهتم بالفاعل والمفعول به والمرفوع والمنصوب وإنما هو خطاب انسان الشارع العادي في السودان وحرصت فعلاً عبر هذه الرسائل مخاطبة الفئات الوسطى ثقافياً من الشعب السوداني، وأنا غير مهتمة بالصفوات ولا بتجويد مخارج اللغة أوغيرها، فهو خطاب بسيط لذلك وجد ردود أفعال قوية..
الشئ الثاني أنا لم أبدأ باستغلال (الواتس آب) في تعرية الحركات، وبالمناسبة عندي انتاج غزير بشكل لا يمكن تتخيله، والحديث الإيجابي أكثر من السلبي، والحركات لم تكن هدفنا، لكن الذي كان يحدث هو تحرش عضويتهم الفارغة والمنفلتة و(البصامة) بي، وعندما يتحرشون بي في بعض المجموعات تتم تسجيلات غاضبة والناس (شكلها بتحب الأكشن) لذلك أعتقدوا بأن أغزر انتاج لي في الحركات، لكن أغزر انتاج لى ليس في الحركات ولا تعريتها وإن كانوا يستحقون التعرية. ولكن أنا أعتبرهم كلهم ظاهرة محدودة في ثقافتنا.

* غض النظر عن رأيك فيها، لكن ماهى قيمة الحوار من غير مشاركة هذه الحركات المسلحة؟
– والله يا فتح الرحمن يا أخوي قيمة الحوار كبيرة، فهذا الحوار ليس لأية اتفاقيات لوقف إطلاق النار وإنما للحديث حول أمور اختلفنا فيها، ولعلك تذكر في الرسالة القصيرة التي حييت فيها مؤتمر الحوار- أنا شكرت فيها الرئيس والداعين للحوار وقلت لهم لنضع بصماتنا على أمور قد اختلفنا كثيراً حولها كسودانيين. فالحوار هذا ليس لوقف اطلاق النار أو لمحاصصات ، فهو من أجل أن يضع الناس آراءهم حول الهوية، و(الحركات أهميتها شنو) وهى أصلاً لو حركات شاطرة يفترض يكون عندها منظمات مجتمع مدني وتيارات مدنية تجي وتقدم رأيها فمن الذي سألهم. فهو حوار عن رؤى وإذا حضروا أو لم يحضروا يفترض أن هناك قطاعات متفقة معهم في هذه الرؤى في داخل المجتمع السوداني، لكن للأسف هذا يوضح لك مدى ربط الكلام عن الحقوق بالمحاصصات، فهم يدعون أنهم جاؤوا للكلام عن الهوية أو الدستور أو الحريات العامة، لكن في النهاية يصبح الكلام عن وزاراتهم ومحاصصاتهم والقصص التي يريدونها، لذلك في ماذا يتحاور المحاورون سنجد أنه موضوع عادي يمكن أن يشارك فيه أى سوداني مؤهل ومهتم بالشأن العام، لذلك فإن عدم حضورهم لا يعني إن الحوار لا يخرج بمخرجات جيدة وفاعلة وحاسمة للصراع في السودان.
حوار: فتح الرحمن شبارقة
صحيفة الرأي العام 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق